الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

أيها الأخوة الكرام، هناك بحث عن الصقر يلفت النظر، قال: إن من أخلاق الصقر التناصر، ينصر أخوانه الصقور لا يخذلهم، هو رمز للإباء، يحمي بني جنسه يدافع عنهم ، إذا استغنى ترك، لهذا السبب تتخذ بعض الدول الصقر شعاراً لها.

 من أخلاق الصقر أنه يقبل التعلم، وهو يجد متعة عندما يشعر أن مدربه راض عنه، في بعض الدول في الخليج الصقر شيء مهم جداً، وله أثمان فلكية، يبدو له أخلاق عالية جداً.

 من أخلاق الصقر أنه لا يرضى بالذل، عزيز، لا يرضى بالغدر، إذا احتاج أخذ وإذا استغنى ترك، يعامل أنثاه في منتهى الرقة، والمجاملة، محب لفراخه، غيور على أبنائه، الله يجعل المسلمين كالصقر، ما هذه الأخلاق ؟ التناصر، رمز الإباء، يحمي بني جنسه، يدافع عنهم، إذا استغنى ترك، يقبل التعلم، يجد متعة عندما يشعر أن مدربه راض عنه، لا يرضى بالذل، لا يرضى بالغدر، إذا احتاج أخذ وإذا استغنى ترك، يعامل أنثاه في منتهى الرقة والمجاملة وهو محب لفراخه، غيور على أبنائه.

أخلاق المؤمن من تكاليف الله التعبدية و أخلاق الصقر من أفعال الله التكوينية:

 هل عرفتم لماذا شعار بلدنا الصقر ؟ إن شاء الله نكون كذلك، طبعاً بالمناسبة أخلاق الصقر ليست من أفعاله التكليفية، من أفعال الله التكوينية، أي ليس له أجر، هكذا صممه الله، أما أنت إذا كنت صادقاً، وأميناً، ومحباً لأسرتك، رقيقاً في معاملة زوجتك، محباً لأولادك، هذا فعل تكليفي كلفت به فنجحت به، هناك فرق كبير جداً.

 خلية النحل فيها نظام مذهل، لكن هذا النظام من فعل الله لا من اجتهاد النحل، مجتمع النحل مجتمع لا يصدق بالانضباط والمسؤولية، هذا من فعل الله التكويني لا من أمره التكليفي، الله أمرنا أن نكون صادقين، إذا صدقنا لنا أجر كبير، نحن أحرار، نحن مخيرون، نحن مكلفون، فإذا نفذنا ما كلفنا به ارتقينا عند الله، فرق كبير جداً، أخلاق الصقر من أفعال الله التكوينية، أما أخلاق المؤمن من تكاليف الله التعبدية، الله عز وجل قال:

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾

( سورة الإسراء )

اختلال التوازن في البيئة نتيجة تبديل خلق الله عز وجل:

 مرة هناك صقور أتعبت بعض المزارعين، تنقض على فراخ الدجاج فتأكلها، الدولة وضعت مكافأة لكل من يقتل صقراً، بعد أشهر عديدة معظم الصقور قتلت فظهرت الفئران التي أكلت أكثر المحاصيل، وغاب عن الناس أن هناك توازناً في البيئة بين المخلوقات.

 نحن الآن عندنا مشكلة كبيرة جداً في المزروعات، عندنا أمراض في النبات ليست معقولة إطلاقاً، في الذبابة البيضاء، الآن عادوا إلى المبيدات الحيوية، الله عز وجل جعل لكل حشرة زراعية حشرة أخرى تنقض عليها فتأكلها، فلما استبدلنا المبيدات الحيوية بالمبيدات الكيماوية اختل التوازن، لذلك احفظوا هذه الآية من صفات آخر الزمان أنهم يبدلون خلق الله.

أيها الأخوة الكرام، أسأل الله لي ولكم التوفيق والنجاح.

والحمد لله رب العالمين