بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الأخوة الكرام: كلكم يعلم أن في نقي العظام داخل العظم معامل كريات الدم الحمراء، هذه المعامل من أخطر المعامل في جسم الإنسان، تصنع في كل ثانية مليونين ونصف كرية حمراء بكل ثانية، وهناك مرض عضال اسمه ابيضاض الدم، له اسم آخر فقر الدم اللامصنع، يعني هذه المعامل تتوقف عن تصنيع كريات الدم الحمراء، هذا المرض مميت وإلى الآن ليس له دواء، لكن بعض العلماء اكتشفوا أن هناك أجهزة في الجسم تراقب الدم، الدم أخطر شيء في الجسم فإذا قلّت كميته هذه الأجهزة ترسل إشارات إلى هذه المعامل كي تزيد من نشاطها، هذا الذي اكتشف حديثاً عن حكمة الحجامة، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: دعانا النبي للتداوي بالحجامة واخبرنا الطب حديثا عن أهميته
(( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة ))
[ البخاري عن أنس رضي الله عنه ]
ومن أراد الحجامة فليتحرى سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله، تبيغ الدم زيادة حجم الدم، ما الذي يحصل حينما يزداد حجم الدم في الأوعية ؟ يتعب القلب، فالحجامة إنقاص لهذا الدم، والإنقاص للدم يحث معامل تصنيع كريات الدم الحمراء على أن تعمل عملاً إضافياً هذه صيانتها الوحيدة، صيانة هذه المعامل الوحيدة أن تنقص الدم بشكل أو بآخر، أحد الاستطبابات تبيغ الدم يعني زيادة الدم، وزيادة الدم تعني ارتفاع الضغط، والضغط هو القاتل الصامت، يعني أخطر مرض ليس له أعراض أبداً، ليس منتبهاً إطلاقاً قاس ضغطه خمسة عشر، اثنين وعشرين.
الركوع والسجود يجعلان الأوعية بالدماغ ذات مرونة عالية:
أيها الأخوة عندما يصلي الإنسان، عندما يسجد يرتفع ضغط الشرايين والأوعية بالدماغ، لأن الدم عند السجود يهجم إلى الرأس بحكم الجاذبية، الأوعية تتوسع بارتفاع الضغط في السجود لما يرفع الدم يتجه نحو الجسم يخف الضغط، بارتفاع الضغط ونزول الضغط ينشأ حالة اسمها المرونة بالشرايين، ارتفاع الضغط وانخفاض الضغط ينتهي بمرونة الشرايين، لذلك أحياناً الإنسان يرتفع ضغطه للخامسة والعشرين، ثمانية عشر، خمسة وعشرين، لا يصاب بشيء، يأتي إنسان آخر لا يصلي أوعية الدماغ غير مرنة يرتفع ضغطه ثمانية عشر، يقول لك خثرة بالدماغ أي ينفجر شريان بالدماغ فيشل، هذه الصلاة والسجود، أنا زرت كنيسة في البرازيل حدثني رئيس الكنيسة قال: نحن نصلي ركوعاً وسجوداً كالمسلمين تماماً هذه أصل الصلاة في بقية الأديان، لكنهم عدلوا عن الركوع والسجود إلى كراسي مريحة.
الركوع والسجود يجعل الأوعية بالدماغ ذات مرونة عالية، هذه واحدة لذلك:
((احتجموا لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم ))
[ البزار، والطبرانى، وأبو نعيم فى الطب عن ابن عباس ]
تبيغ الدم ازدياد حجمه، تبيغ الدم يعني ارتفاع الضغط أو ارتفاع التوتر الشرياني وهذا القاتل الصامت، ارتفاع الضغط يسبب أحياناً شللاً وفقد بصر وأزمات لا يعلمها إلا الله، وضغط الدم الآن من ضغط الهم، هناك ضغط هم يسبب ضغط دم، الحالة النفسية لها علاقة بضغط الدم.
(( ما سمعت أحداً قط يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع في رأسه إلا قال: احتجم ))
[تهذيب الآثار للطبري عن أيوب بن حسن ]
ذهبت امرأة إلى بلد أوربي لمعالجتها من شقيقة الرأس فسألها، هل أنت مسلمة ؟ قالت نعم، قال احتجمي.
شيء عجيب الاحتجام طبعاً المرأة لها استثناء، ما دامت قبل سن اليأس لا تحتاج إلى حجامة، لأن عندها خروج دم طبيعي كل شهر، لكن بعد سن اليأس تحتاج إلى حجامة كالرجل تماماً.
فوائد الحجامة:
أيها الأخوة الحجامة فيها أحاديث كثيرة، وفيها استطباب من شقيقة الرأس، استطباب من ارتفاع التوتر الشرياني، استطباب من توقف معامل الدم في نقي العظام عن عملها، هذا مرض مميت، والحجامة من السنة، ويجب أن أقول لكم توجيهات النبي الصحية لا علاقة لها إطلاقاً بثقافة العصر، ولا باجتهاد النبي، ولا بخبرة النبي، ولا بمعطيات البيئة، توجيهات النبي الصحية إن هي إلا وحي يوحى لقوله تعالى:
﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ﴾
( سورة النجم )
هناك عالم غربي لا يعرف أن في الإسلام حجامة إطلاقاً يقول: إن فقدان الدم بانتظام قد يؤدي إلى حماية الإنسان من النوبات القلبية.
أيها الأخوة الكرام، أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا.
والحمد لله رب العالمين