بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
يعني أيها الأخوة هناك أشياء قريبة جداً منا، الليل والنهار، والشمس والقمر، ومن آياته الشمس والقمر:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ﴾
( سورة فصلت الآية: 37 )
حقائق بسيطة جداً يعرفها معظم الطلاب، هذه الأرض لولا أنها تدور ما في ليل ولا في نهار، في شهر ؟ ما في شهر، في أسبوع ؟ في سبت، في أحد، في اثنين، في ألفين وثمانية، في ألفين وسبعة، في قرون وسطى ؟
﴿ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (12) ﴾
(سورة الإسراء)
لولا أن الأرض تدور ما في زمن أساساً، تصور حياة الشمس في كبد السماء على طول، ما عاد في سنة، ولا شهر، ولا أسبوع، ولا يوم، ولا ساعة، فالأرض تدور، لما دارت صار في ليل ونهار، هذه واحدة، الآن تدور الأرض، لو دارت الأرض على محور موازٍ لمستوي دورانها حول الشمس، نهار إلى أبد الآبدين، الحرارة ثلاثمئة وخمسين درجة فوق الصفر، وليل إلى أبد الآبدين والحرارة صفر مطلق، مئتان وسبعون تحت الصفر، انتهت الحياة، الأرض تدور حول الشمس، يوجد مستوي لدورانها، أي سطح، خط دورانها على هذا السطح، نقول هذا مستوي دورانها، لو دارت الأرض على محور موازٍ لمستوي دورانها حول الشمس، لصار الليل أبدياً والنهار أبدياً:
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ (71) ﴾
(سورة القصص)
آية من آيات الله.
عظمة الله عز وجل وحكمته من دوران الأرض على محور مائل على مستوي دورانها:
الآن لو توقفت ألغي الزمن، لو دارت صار هناك زمن، وصار ليل ونهار، لكن دقق لو دارت على محور عامودي على مستوي دورانها، هنا صيف إلى أبد الآبدين، شتاء إلى أبد الآبدين، أي إذا دارت على محور عامودي على مستوي دورانها ألغيت الفصول، وألغي اختلاف الليل والنهار، النهار اثنا عشر ساعة، والليل اثنا عشر ساعة إلى أبد الآبدين، صيف، شتاء، خريف، ربيع، لا يوجد، لو لم تدر لا يوجد زمن، لو دارت على محور موازٍ لمستوي دورانها الليل سرمدي والنهار سرمدي، لو دارت على محور متعامد مع مستوي دورانها لا يوجد اختلاف ليل ونهار، ولا يوجد فصول.
لكن الأرض تدور على محور مائل على مستوي دورانها، الشمس من هنا، هنا صيف، وهنا ربيع، هنا شتاء، الأرض حينما تدور حول الشمس صار هنا صيف، هنا ربيع، هنا شتاء، بهذا المحور المائل صار في اختلاف الليل والنهار:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (190) ﴾
( سورة آل عمران )
في يوم بالصيف سبع عشرة ساعة وفي يوم بالشتاء تسع ساعات أحياناً:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) ﴾
( سورة آل عمران )
فقط الشمس والقمر والليل والنهار، فكر، فكر بعظمة الله عز وجل، فكر بحكمته، فكر بعلمه، فكر بقدرته.
التفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله:
إن لم يكن هناك دوران فلا يوجد زمن:
﴿ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (12) ﴾
(سورة الإسراء)
صار في دوران، الدوران لو كان موازياً لمستوى الدوران نهار سرمدي، ثلاثمئة وخمسين درجة فوق الصفر ما في حياة، ليل سرمدي، مئتان وسبعون تحت الصفر، انتهت الحياة، دوران على محور عامودي مع مستوي الدوران لا يوجد اختلاف ليل ونهار، صيف سرمدي، شتاء سرمدي، ربيع سرمدي، خريف سرمدي، فصول لا يوجد، ما عاد في زراعة، الزراعة تحتاج إلى شتاء مطير وربيع وصيف حار، لما الله يقول:
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾
( سورة فصلت الآية: 37 )
من آيات الله الدالة على عظمته، لذلك هذا الكون ينطق بوجود الله، وينطق بوحدانيته، وينطق بكماله، والله عز وجل ذات كاملة، أسماؤه حسنى، وصفاته فضلى، والتفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله، وأقصر طريق نصل به إلى الله.
والحمد لله رب العالمين