بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الأخوة الكرام
كلكم يعلم أن هذا القرآن الكريم كلام الله ينبغي أن تقرأه قراءة صحيحة وفق قواعد اللغة العربية، هذا أول شرط.
2 ـ قراءته قراءة مجودة وفق أحكام التجويد:
ينبغي أن تقرأه قراءة مجودة وفق أحكام التجويد، هذا الشرط الثاني.
3 ـ فهمه:
ينبغي أن تفهمه الشرط الثالث.
4 ـ تدبر آياته:
ينبغي أن تتدبره الشرط الرابع ما التدبر ؟ التدبر أن تضع نفسك على المحك:
﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 191 ).
هل تذكر الله أنت ؟ قد لا تذكره:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾
( سورة النور )
هل تغض أنت بصرك أم لا تغضه ؟
﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا (177) ﴾
( سورة البقرة)
هل تفي بعهدك ؟ التدبر مع كل آية، أن تنظر أين أنت منها مطبق أم لست مطبقاً ؟ هذا التدبر.
5 ـ تطبيقه:
خامس بند التطبيق، قراءة وفق قواعد اللغة العربية، ثم قراءة وفق علم التجويد، ثم فهم للقرآن، ثم تدبر له، أن تضع نفسك على المحك مع كل آية، وآخر بند أن تطبقه.
التدبر في آيات الله عز وجل:
لو أخذنا التدبر ثالث بند قراءة لغوية، قراءة تجويدية، فهم، رابع بند التدبر في أمر كيف تتدبر أمراً إلهياً ؟
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (83) ﴾
( سورة البقرة)
التدبر أن تقول للناس حسناً:
﴿ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ﴾
( سورة الحجرات الآية: 12 ).
التدبر ألا تغتاب أحداً، يعني ينبغي أن تأتمر بآية الأمر وأن تنتهي بآية النهي، الآن آية تصف لك الجنة:
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (73) ﴾
( سورة الزمر)
إذا قرأت آية عن حال أهل الجنة ماذا ينبغي أن تعمل ؟ أن تسعى إلى الجنة، إذ قرأت آية عن أحوال أهل النار ماذا ينبغي أن تعمل ؟ أن تسعى إلى البعد عنها، إن قرأت آية عن هلاك أمة سابقة ماذا عليك أن تفعل ؟ أن تتعظ، فالتدبر يعني أن كل آية ينبغي أن يكون لك منها موقف.
مجموع الآيات الكونية التي اختارها الله لنا في القرآن الكريم منهجنا في التفكر:
الآن إذا في آيات قرآنية تتحدث عن الكون وتقترب من ألف آية ما موقفك منها ؟ التفكر، لذلك الآية الكريمة:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
( سورة آل عمران )
أردت من هذه الدقائق أن أؤكد لكم الحقيقة التالية: يا ترى هل هناك منهج للتفكر ؟ سؤال في منهج، أنا أرى أن مجموع الآيات الكونية التي اختارها الله لنا من بين مليارات الآيات هي منهج التفكر، مجموع الآيات الكونية التي اختارها الله لنا من بين ملايين الآيات هي منهجنا في التفكر.
الماء من آيات الله الدالة على عظمته:
قال لك الله عز وجل:
﴿ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ﴾
( سورة الحجر )
الماء أنت لا تخزنه لو أنك مكلف أن تخزنه، لو عملنا دراسة سريعة لاحتاجت كل أسرة إلى مستودع للماء يكفيها عاماً بأكمله بحجم البيت تماماً، عندك بيت مساحته مئة متر وارتفاعه ثلاثة ونصف، يعني ثلاثمئة وخمسين متراً مكعباً تحتاج إلى مستودع للماء حجمه ثلاثمئة وخمسين متراً مكعباً، الله عز وجل قال:
﴿ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ﴾
( سورة الحجر )
لما يضطر الإنسان يخزن الماء نحن عندنا مستودع للماء يكفي دمشق بضعة أيام، تحت سطح الأرض بأربعمئة متر هذه المواصفات التي يخزن الله بها الماء في الجبال، الجبال مستودعات للمياه، تصور نهر الأمازون غزارته بالثانية ثلاثمئة ألف متر مكعب، تصور نهر النيل أطول أنهار العالم، كنت في فرنسا أنهار بأعلى درجة من الغزارة تخط فرنسا جنوباً وشمالاً وطولاً وعرضاً:
﴿ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ﴾
( سورة الحجر )
آيات التفكر على الإنسان أن يكتبها في مكان معين كي يتفكر فيها دائماً ولا ينساها:
من جعل هذا الماء مُخزناً في الجبال ؟ نبع الفيجة في دمشق لولا هذا النبع لا تسكن إطلاقاً، يعني بأيام الغزارة يعطي قريب خمسين متر مكعب بالثانية، مستودع هذا النبع بحسب ما قرأت وذهبت إلى مركز عين الفيجة بالطابق الثالث في مخطط للحوض الجيولوجي من دمشق إلى حمص، وعرضاً إلى البادية، وغرباً تحت لبنان، يعني نصف لبنان ثم إلى البادية، ومن دمشق إلى حمص هذا المستودع لإرواء هذه المدينة والآن ثلاثة متر مكعب بالثانية، يعني لما الله عز وجل:
﴿ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ﴾
( سورة الحجر )
هذا فقرة بمنهج التفكر، فأنا أقترح عليكم الآيات الكونية أن تكتب على دفتر، وأن تجعل كل آية من هذه الآيات بنداً من بنود التفكر، اقرأ الآية:
﴿ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ﴾
( سورة الحجر )
هذا بند، آية ثانية:
﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ (5) ﴾
( سور النحل )
الحليب ومشتقاته، هذا اللقاء الطيب حول منهج التفكر، مجموع الآيات الكونية التي اختارها الله لنا في القرآن الكريم من بين مليارات الآيات هي منهجنا في التفكر، فإذا شخص أخرج هذه الآيات ثم كتبها على دفتر وحاول كل يوم أن يفكر فيها.
والحمد لله رب العالمين