الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مكملين السير على طريق الله لإحياء روح العبادة، نتعلم عبادة من العبادات التي شرعها الله علينا والحكمة منها وكيفية أدائها والمشاعر التي تسيطر على الإنسان وهو يقوم بهذه العبادات، وسأتحدث عن مسألتين مسألة ترتبط بالخمر، ومسألة ترتبط بالعقيقة.

العقيقة:

هي ذبيحة يقوم بذبحها الأسرة التي رزقها الله بمولود شكرًا لله واعترافًا بفضله أنه رزقهم بمولود، وبعض العلماء يطلقوا عليها النسيكة أي من النسك لأنها تذبح لله سبحانه، والحكمة منها أن الإنسان رزق بفرحة ونعمة فيعطي من حوله من نعم الله، ويشارك من حوله في سعادته، والعقيقة عند الشافعية والحنابلة سنة مؤكدة أما عند المالكية فهي شيء مستحب، والعقيقة عند جمهور العلماء شاتين إذا كان المولود ذكر وشاة واحدة إذا كانت فتاة، ومطلوب من الأب لأنه هو من ينفق على المولود بأن يتكفل بكل تكاليف العقيقة، وإذا لم يستطع الأب لأنه غير قادر على التكاليف يقوم من ينوب عنه كوالده أو حماه بالدفع.

الخمر والمخدرات:

الخمر سُمي خمر لأنه يخامر العقل وكلمة خمر تعني غطاء وجاء منها اسم خمار المرأة التي تتحجب به، وكل مسكر حرام كما قال سيدنا محمد، لذلك القضية ليست في الاسم إنما في العلة أي سبب التحريم، وسبب التحريم هو أنه يسكر العقل ويغيبه، والله حرم الخمر لأن هناك خمس مقاصد للشريعة وهم حفظ الدين، المال، النفس، العِرض، العقل، وتغييب العقل هو تغييب أحد أسباب تكريم الإنسان، فالخمر من أكبر الكبائر، والإشكالية أننا في زماننا نختلف في الأشياء هل هي خمر أم لا، والخمر تم تحريمه بالتدريج وأصبح من أشد أنواع التحريم، ففي الآية {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} ( سورة البقرة 219)، ثم نزلت الآية التي تقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} ( سورة النساء 43)، وفهم بعض الصحابة القليل منهم أن الخمر منهي في وقت الصلاة فقط فكانوا يشربونها في غير وقت الصلاة، فنزلت الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ( سورة المائدة 90 )، والشيء الذي الكمية الكبيرة منه تسكر فهو حرام، فإذا كان هناك شيء الكثير منه يسكر فقليله حرام.

الأسئلة:

س1 كيف يوازن الإنسان بين الرضا بقضاء الله والعشم في عطاء الله؟

الموازنة بين الرضا بقضاء الله والعشم في ما عند الله مرتبطة بالقلب، فأنا أدعو الله وقلبي منتظر اختيار الله لي وليس اختياري، وكل إنسان يدعو بالأشياء التي يريدها تفكيره، والله يرسل لك الذي يراه مفيد لك، فالله يعطيك ما تحتاجه والأشياء المناسبة لك، لذلك تحتاج أن يكون لديك توكل على الله ويقين فيه، والله سبحانه احتياجاتك مهمة عنده، وقد لا يعطيك سبحانه ما تحتاج ولكن يعطيك توكل ويقين به ورضا وسكينة واطمئنان، فاخرج من اختيارك لاختيار من يخلق ما يشاء ويختار.

س2 إذا كنت أقرأ القرآن لأعطي حسنات لوالدي المتوفى هل أعتبر هاجرة للقرآن؟

بالعكس فأنت من أهل القرآن وأهل الوفاء، فلعل الله قذف في قلبك أن العمل الصالح الذي توجهيه لوالدك كصدقة عليه قراءة القرآن ليربطك أنت بالقرآن، فالله أراد أن يملأ قلبك بالقرآن بأن تقرأي القرآن لوالدك.

س3 أخطأت كثيرًا وأتوب بعد أخطائي لكني أشعر أن الله غير راضٍ عني ماذا أفعل؟

من علامات رضا الله عنك أنه شرح صدرك للتوبة، ورجوعك كان بتوفيق الله وبإذنه وأمره وحبه وفتحه لك، فالله هو من يلهمنا الاستغفار، فأوصيك بكثرة الاستغفار.

س4 أشعر بالضيق دائمًا لأني ضعيف الشخصية ولا أستطيع الرد على من يضايقني فماذا أفعل؟

كن مثل ما أنت، كن على براءتك وطيبتك، فالمعاملة مع الناس قد تحولك لشخصية شرسة، فالنبي قال أن أقرب الناس أليه يوم القيامة من يكون لديهم ألفة، فحدد دوائر علاقاتك مع الناس التي تحترمك وليس مع من يهينك.

س5 لماذا نصلي؟ وما أهمية العبادات إذا كان الله غني عن عبادتنا؟

من يعرف بأن الله غني عن عبادات الخلق، فقد عرف من هو الله، الغني سبحانه، الإمام الطحاوي يقول الله خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، وابن عطاء السكندري يقول أوجب عليك وجوب خدمته وفي الحقيقة ما أوجب عليك إلا دخول جنته، والمعنى أن الله أوجب عليك أن تعبده ولكنه في الحقيقة أوجب عليك دخول الجنة وأنه يمتعك لأنه يحبك، فالله شرع العبادات لأن العبادات فيها إصلاح للعبد، فعندما تصلي هناك شيء تستمده من الصلاة فتستمد من نور الله ويقذف الله نوره في قلبك، وإذا لم تصلي سيكون هناك خواء روحاني.

س6 هل يصح عندما أصلي منفرد أن أقول الله أكبر وسمع الله لمن حمده والسلام عليكم سرًا أم الواجب أن أقولها بصوت مرتفع؟

إذا كنت تصلي بمفردك فسمع نفسك قراءتك في الصلوات السرية، وسمع نفسك بصوت مرتفع أكثر في الصلوات الهجرية.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3621