الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نكمل معًا السير علي طريق الله والتعرف علي روح العبادة. حلقة اليوم عن فقه التفاهم مع غير المسلم من أهل الكتاب وعلى وجه التحديد المسيحيين، وهي عبادة أخلاقية وسلوكية.

قسم العلماء المسيحين إلى أربعة أنواع:

المسيحي المُحارب الذي يغذوك في دينك وأرضك، و هو لن يكون موضوع الحلقة .

أهل الذمة وهم أهل العهد على الحماية والرعاية

المستأمن من جاء من خارج وطني واستأمنته في وطني.

المُعاهد من يحيي في بلد بينا وبينهم معاهدات.

علينا الإنصاف في تعاملنا مع أهل الكتاب ويقول الله تعالى {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (سورة آل عمران: 75).

وعلى المسلم أن يحترم كل ما خلقه الله تعالى لأنه فيه من عظمة الله عز وجل فيجب عدم الخلط بين المخالفة في العقيدة وبين احترام الإنسان بدينه ومعتقداته. فقد كان من ضمن من أوصى بهم سيدنا عمر بن الخطاب عند وفاته أهل الذمة، وقال سيدنا علي بن أبي طالب عن حقوق أهل الكتاب لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

حقوق المسيحيين على المسلمين:

- ألا نؤذي إطلاقًا المسيحيين، فيقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح " ألا مَن ظلَمَ مُعَاهَدًا، أو انْتَقَصَهُ حَقَّهُ، أو كَلَّفَهُ فَوقَ طاقَتِه، أو أخَذَ مِنهُ شيئًا بِغيرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنهُ، فأنَا حَجِيجُهُ يَومَ القِيامةِ".

- اتفق الفقهاء على أنه لا تجوز المعاملة بالخمر والخنزير بين المسلمين مطلقا لأنهما لا يعتبران مالا متقوما، لكن الفقهاء أقروا المعاملة بالخمر والخنزير بين أهل الذمة وهذا محل اتفاق بين الفقهاء في الجملة.

أما في ضمان التلف هذا المال لأهل الكتاب ذهب الشافعية والحنابلة بأنه مال ليس له قيمة، أما المالكية والأحناف يجب تعويضهم لأنها في معتقدات أهل الكتاب هذا المال له قيمة فيجب احترام هذه المعتقدات.

- الوكالة في النكاح تعني أن يوكل الرجل المسافر أبوه على سبيل المثال ليعقد قرانه على المرأة، فثار تساؤل حول مدى جواز أن يوكل مسلم مسيحي ليعقد هذا القران ذهب الأحناف والمالكية على صحة هذه الوكالة لأن شرط صحة الوكالة أن يكون الموكل ممن يملك فعل ما وكل به.

- بداية أهل الكتاب بالسلام، هذه مسألة شائكة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح" لا تَبدَؤوا اليهودَ و لا النَّصارَى بالسَّلامِ، و إذا لقيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطرُّوهُ إلى أضيَقِهِ"، فعلاقة المسلم بأهل الكتاب كانت علاقة متغيرة وأحايث النبي عليه الصلاة والسلام منها من كانت لمناسبة ومنها ما كانت عمومية، وفي وقت من الأوقات أهل الكتاب الذين كانوا يعيشون مع المسلمين من المحاربين وحاولوا قتل النبي عليه الصلاة والسلام، فاستقر أهل العلم أن ممن نعاملهم من المسيحيين ممن نحترمهم هؤلاء هم من نبدأهم بالسلام.

من الأمور الهامة في فقه التعامل مع غير المسلمين:

- حسن لغة الحوار حتى ولو نتحدث في العقيدة، فيقول الله تعالى { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...} (سورة العنكبوت:46).

- جواز الدعاء للمسيحين.

- يجوز خدمة المسيحين اتباعا لما فعله النبي عليه الصلاة والسلام مع النصارى الذين أرسلهم النجاشي، والذي كان نصرانيا وقتئذ، فقام يخدمهم بنفسه لأن النجاشي أكرم المسلمين.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3584