الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
الموت هو انتقال من دار الدنيا إلى حياة البرزخ، وأول مرحلة من مراحل الدار الآخرة، فلنحسن الظن بالله، ونكون من السائرين على طريق الله الذين أحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم

نُكمل معًا السير على طريق الله لإحياء روح العبادة ونلاحظ كثيرًا ما تُقابلنا حيرة واختلافات عند حضور لحظات الوفاة لأشخاص قريبين منا وذلك

بسبب نقص المعلومات التي تساعد في تسليم المتوفى إلى الله في أحسن صورة، فالدنيا هي أهم مرحلة من مراحل حياة الإنسان لأنها إعداد لمراحل قادمة

مع الله لذلك فمهم جدًا معرفة كيف نُسلِّم أنفسنا من الدنيا إلى الله وكيف يفارق الإنسان الدنيا على طريق الله سبحانه وتعالى كما عاشها مع الله.

سُمِّي الاحتضار بذلك لأن الإنسان تحْضُرُه الملائكة وتحضُر خروج روحه إلى الله سبحانه وتعالى يقول سبحانه وتعالى : { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ﴿النساء: ١٨﴾.

والموت نوعان إما أن يحتضر الإنسان على فترة بالتدريج أو يموت فجأة، فإذا قدم لك الله سبحانه وتعالى وجعلك تدرك أنك في نهاية حياتك وأنك على مشارف الموت فالمفترض أن تفكر في رحمة ربنا سبحانه وتعالى وتفكر أن الله أكرمك في الدنيا بالنبي عليه الصلاة والسلام وأعطاك القرآن وأعطاك الإسلام؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يموتَنَّ أحَدُكم إلَّا وهو يُحسِنُ باللهِ الظَّنَّ"، فالله سبحانه وتعالى رحمته سبقت غضبه وهي من أوائل الاشياء التي من المفترض أن يفكر المحتضر فيها وحاله وهو يتم عبادة إسلام روحه لله عز وجل في هذه اللحظة هي حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.

الشيء الثاني والمطلوب في لحظات قُرب الأجل إرجاع الحقوق، فمن عدل الله ورحمته أن مظالم العباد ستقف يوم القيامة إلا أن يشاء الله غير ذلك؛ ومن رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن يُذَكِّر المحتضر بالتوبة.

أما إذا حضرت لحظة وفاة شخص آخر فعليك أن تتعلم أيضًا الآداب والسُنن التي تتبعها مع المحتضر

فقول العلماء أنه من السنة أن يُلقَّن المحتض الشهادة "لا اله الا الله" وقد خففها الله عن المحتضر فلا يُلقن باقي الشهادة "محمد رسول الله" فإن قالها مرة لا تعيدها عليه

وأيضًا قراءة سورة يس أثناء خروج الروح وكان الحنابلة يقرأون الفاتحة عند خروج الروح وكان الأنصار يقرأون سورة البقرة، فقراءة القرآن في تلك اللحظة حيث تنزل الرحمة وتجتمع الملائكة فتكون هناك سكينة ويشعر الميت وهو يسمع كلام الله أنه عاش مع الله ومات مع الله ويكون مطمئنًا.

ومن الآداب عند حضور المحتضر أيضًا ترطيب وتبليل شفاة المحتضر بقطنة حتى لا يشعر بالمعاناة وإخباره كلام إيجابي يجعله مطمئنًا ويُحسن ظنه بالله؛ أيضًا أن يغمض له عينيه إذا كانت مفتوحة فقد دخل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أبي سلمةَ وقد شقَّ بصرُه؛ فأغمضَه ثم قال " إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ " فضجَّ ناسٌ من أهلِه. فقال " لاتَدْعوا على أنفسِكم إلا بخير. فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون ". ثم قال: "اللهمَّ اغفِرْ لأبي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المَهديِّينَ واخلُفْه في عَقِبِه في الغابرين واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالَمينَ وافسَحْ له في قبرِه ونَوِّرْ له فيه"، وأيضًا يجوز كشف وجه المتوفى وتقبيله.

فقه الغسل: والغسل هو تعميم البدن بالماء بطريقة مسنونة وهو فرض كفاية وثوابه عظيم.

خطوات الغسل:

1- تليين مفاصل الميت.

2- جعل الميت في وضع الجلوس ثم تنويمه ثلاث مرات.

3- ويبدأ الغسل بالوضوء.

4- الاغتسال ويغسل أولا الشق الأيمن ثم الأيسر ثم يعمم الجسد ثلاث مرات ويُراعى ستر العورة.

5- يوضع عطر في مواضع السجود.

web.mustafahosny.com/article.php?id=3520