الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ليكن لنا وقفة نكسر بها تسلسل الأحداث في قصة سيدنا موسى ولِنذهب اليوم بعيدًا قليلا عن أحداث القصة وتسلسلها – وإن كنا مازلنا نتحدث عن قصة سيدنا موسى- إلى أسئلة حول القصة، فقد وردت إليّ أسئلة كثيرة منكم مما يدل على حجم التفاعل الكبير على الإنترنت سواء على www.amrkhaled.net أو على الفيس بوك مما دفعنا إلى الرد على أسئلة الناس وتعليقاتهم الجميلة العميقة إضافة إلى مقترحاتهم بعد رمضان، فجزاكم الله خيرًا. وقد قمنا باختيار ستة عشر سؤالا للرد عليها.



السؤال الأول:

ما هو اسم أخت سيدنا موسى؟ عند استعراض شجرة العائلة قلت إن أخت سيدنا موسى تسمى مريم وإنها ابنة عمران، فهل السيدة مريم العذراء هي أخت موسى؟



بالطبع لا، وذلك لأن الفرق بين سيدنا موسى وسيدنا عيسى ما يقرب من 1200 سنة، وبذلك فالفرق بين السيدة مريم ابنة عمران العذراء أم سيدنا عيسى (عليه السلام) ومريم ابنة عمران أخت سيدنا موسى 1200 سنة، ولكنهما تحملان الاسم نفسه؛ فهذه مريم ابنة عمران أخت موسى وهذه مريم ابنة عمران أم عيسى. أريد أن أضيف أن هناك احتمالا واردًا أن يكون وراء تشابه الأسماء أن أم السيدة مريم العذراء قد أسمتها بهذا الاسم خلفًا لمريم أخت موسى وذلك لأن مريم أخت موسى كانت مشهورة في بني إسرائيل وكانت لديهم بمثابة البطلة وصاحبة الموقف، فقد أنقذت أخاها ووقفت أمام فرعون ودخلت قصره وقالت "...هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ..." (القصص:12)، فقد تكون أم مريم العذراء وجدة عيسى (عليه السلام) قد تمنت بعد وضعها حملها أن تصبح ابنتها هذه كمريم أخت موسى فأسمتها مريم.







السؤال الثاني:

لقد ذكرت في الحلقات أنه أثناء التقاط آل فرعون لسيدنا موسى من التابوت قالت آسيا لإقناع فرعون "...قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا..." (القصص:۹) وذلك لأنهما لم يرزقا بالأولاد، وفي الوقت نفسه قلت إن رمسيس الثاني هو على الأرجح فرعون موسى على الرغم من اختلاف الآراء، والثابت تاريخيا أن رمسيس الثاني قد أنجب عددًا كبيرًا من الأولاد بل وفي بعض الروايات ذكر أنه أنجب فوق الـ 100 ولد، فكيف يكون فرعون موسى؟



هذا صحيح، وقد يثبت هذا السؤال أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى لأن رمسيس الثاني وآسيا لم يرزقا بالأولاد حتى الفترة التي ولد بها سيدنا موسى ثم كثرت زيجاته لاحقًا وأنجب العديد من الأولاد في الفترة بعد ولادة موسى، وكأن هذا من تقدير الله سبحانه وتعالى وهو أن يبقى فرعون وآسيا بلا أولاد حتى قدوم موسى عليه السلام فيسهل هذا على فرعون عدم قتله وقبوله واستجابته طلب آسيا. بعد موسى حُرمت آسيا من الأولاد حتى تظل متعلقة بهذا الرضيع، أما فرعون فقد أنجب الكثير حتى ينشغل بأولاده الآخرين عن موسى ابنه بالتبني، وعندما يبلغ موسى أشده تسنح الفرصة له أن يلتقي ببني إسرائيل وأن يصل لأمه دون أن يراقبه فرعون مراقبة شديدة، فسبحان الذي يعطي ويمنع "...يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا..." (الشورى: 49-50)، فيا محرومون من الأولاد ويا من رزقتم بهم تعلموا من قصة سيدنا موسى أن الله يهب الأولاد ويمنع لحكمة كبيرة وعظيمة، فارضوا بقضاء الله.



السؤال الثالث:

لقد أرسل أحدهم فكرة جميلة قائلا: لقد قلت إن حياة سيدنا موسى مقسمة إلى أربع مراحل:

المرحلة الأولى: إعداد في مصر حتى سن الـ30.

المرحلة الثانية: إعداد في مدين من سن الـ30 وحتى سن الـ40.

المرحلة الثالثة: تنفيذ المهمة الأولى وهي مواجهة فرعون من سن الـ40 وحتى سن الـ55.

المرحلة الرابعة: موسى وبنو إسرائيل خارج مصر بعد النجاة وغرق فرعون، ومحاولة سيدنا موسى إصلاح بني إسرائيل من سن الـ55 وحتى سن الـ70 تقريبًا، وبما أن قصة سيدنا موسى ذكرت في50 سورة في القرآن، فهل من الممكن ترتيب الآيات على المراحل حتى تتضح لنا الصورة بشكلٍ كاملٍ وكأننا نرى مشهدًا متسلسلا كما قصصته أنت؟



لقد ساعدنا الأستاذ وسيم المغربل في هذا الأمر كما ساعدنا في البرنامج من قبل، فقسمنا الآيات حسب المراحل وعرضناهم على www.amrkhaled.net بحيث تقرأ الآيات متسلسلة حسب المراحل، كان هذا اقترحًا ذكيًا من أحد الشباب.



السؤال الرابع:

ما هي مراجع القصة أو ما اعتمدنا عليه عند رواية القصة؟



لن أستطيع أن أسرد لكم الآن أسماء كل المراجع حيث إن عددهم يفوق الـ70 مرجعا، إليكم بعضها:

من أهم الكتب كتب التفسير، وأنصحكم ضمن هذه الكتب بكتاب "التحرير والتنوير" لابن عاشور فهو عالم كبير من تونس فبكتابه معانٍ رائعة، وتفسير الشيخ الشعراوي، وكتب د. راتب النابلسي، وكتب أ. وسيم المغربل والمهندس مازن السيد فكلها كانت عونًا لنا.



أما عن الكتب التي تحتوي على معلومات تتعلق بمصر القديمة والفراعنة، إلخ، فإليكم كتاب د. سليم حسن عالم المصريات العظيم فقد قام بتأليف موسوعات كبيرة عن مصر القديمة وكتبا رائعة تحتوي على الخرائط التي استعنَّا بها وتجدون كتبه تباع في الأسواق إلى الآن. كذلك لا أنسى كتاب أ. محمد عبد الرازق الجويلي وهو مهندس مصري ألف كتابًا رائعًا يثبت فيه بأدلة تاريخية وفلكية قاطعة أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى وقد بذل به مجهودًا كبيرًا. ولأكون صادقًا معكم فربط القصة بالواقع وربطها بقيمة من بالقيم التي نحتاجها اليوم ليس موجودًا بالكتب وإنما هو اجتهاد شخصي كما هو اجتهاد الفريق القائم بالعمل، وأرى أن هذا أغلى وأهم ما في الأمر كما تقول الآية: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ..." (يوسف:111)، إنها ليست حواديت أسطورية وخيالية، وما بين يديه (يدا النبي) أي القرآن مليء بالقيم الأخلاقية لإصلاح الحياة فجاءت قصة سيدنا موسى لتطبيق تلك القيم ومصدقة لها، ولذلك فمن يعترض أننا تناولنا قصة سيدنا موسى دون غيرها فليعترض على القرآن لا علينا.







السؤال الخامس:

ظل سيدنا موسى في مدين عشر سنوات بعدما قتل رجلا وأصدر فرعون قرارًا بقتله ثم عاد سيدنا موسى إلى مصر، فلماذا لم يقتله فرعون فور عودته أو يسجنه؟ ولماذا أمهله حتى أصبح سيدنا موسى في وضعٍ أقوى؟



يجب أن نلاحظ نقطتين هنا الأولى: هي أن سيدنا موسى بادر بالذهاب مع هارون إلى فرعون، فالمبادرة هنا نصف المكسب والنصف الآخر يكمن في الحكمة، فالمبادر دائمًا يكون الفائز ومن هو في رد الفعل يكون خاسرا دائمًا، فهل يا ترى المسلمون مبادرين أم في موقف رد الفعل؟ هل الأمة مبادرة فتتجنب الطعنات والفتن أم هي دائمًا في موقف رد الفعل؟ النقطة الثانية: جزء من نجاح سيدنا موسى مبادرته والجزء الآخر هو غرور فرعون فقد منعه غروره من قتل سيدنا موسى على الفور وقد قَبِلَ الحوار معه من باب التسلية وبيان القدرات الفكرية، عندما لم يغلب فرعون موسى في الحوار الفكري أصبح من الصعب عليه قتل موسى لتأثر الناس به وظن الناس فيه أنه سيكون ضعيفًا إن قتله، وكلما انتصر سيدنا موسى في موقف من المواقف أصبح من الصعب على فرعون قتله حتى إنه عندما قال فرعون: "...ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى..." (غافر:26) قال له مؤمن آل فرعون ما قال فجعل قتل موسى أكثر صعوبة عليه، حتى قرر فرعون قتل موسى وبني إسرائيل كلهم فكان نتيجة ذلك الغرق. يلاحظ هنا أن فرعون حاول قتل سيدنا موسى أكثر من مرة.



وبمناسبة هذا السؤال، فلنعلم أن الله قد قام بحماية سيدنا موسى من فرعون خمس مرات:

الأولى: بالحب وكان مازال رضيعًا "...قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا..." (القصص:9)

الثانية: عندما خرج رجل من المصريين من ذوي الشهامة من قصر فرعون ليبلغ موسى برغبة فرعون في قتله.

الثالثة: عند عودة موسى إلى مصر ومبادرة موسى بالحوار مع فرعون ومنع غرور فرعون نفسه من قتله.

الرابعة: يوم السحرة حيث كان فرعون يريد قتل موسى ولكن بإيمان السحرة لم يُقتل.

الخامسة: عندما قال فرعون "...ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى..." (غافر:26)، قيَّد الله له رجلا مؤمنًا لحمايته، فقد نجَّى الله سيدنا موسى خمس مرات بخمسة أسباب بشرية مختلفة على أيدي مصريين ما عدا يوم الغرق، ليت المصريون يعلمون قيمتهم في القرآن وفي قصة سيدنا موسى.



السؤال السادس:

كيف أتابع حلقات قصص القرآن بعد رمضان؟



أولاً، يمكنك تحميل الحلقات عبر موقع www.amrkhaled.net .

ثانيا، عن طريق اليوتيوب حيث أصبح هناك قناة خاصة تسمى قناة عمرو خالد بها الحلقات بجودة

عالية، كما ستتوفر الحلقات بعد رمضان على هيئة أقراص فيديو ممغنطة (دي في دي) مصحوبة

بترجمة إنجليزية لمن أراد أن يهدي الحلقات لأي شخص بالعالم، كما إنها سوف تتوفر في هيئة كتاب

مطبوع.



السؤال السابع:

وهو سؤال بالغ الأهمية قد تكلمنا فيه في الحلقة رقم 3 هل يصح لنا أن نتعاطف مع بني إسرائيل عندما كان يقوم فرعون بقتلهم؟

نحن المسلمين لدينا مقياس وتصرف واحد ثابت لا يتغير تجاه المظلوم أيًّا كان وهو أننا نقف بجانبه، فإن كان المظلوم منذ 3000 عام هم بنو إسرائيل الذين قال القرآن عنهم إنهم يُذبَّحون فنحن معهم، وإن كان المظلوم الآن هم إخواننا في فلسطين وأن الظالم الآن - وهذا العجيب في الأمر- هو الذي ظُلِم منذ 3000 عام ويظلم بالطريقة نفسها التي ظُلِم بها فكما ذُبِّح أولاده يقتل أمثال محمد الدرة، فموقفنا ثابت، نحن مع المظلوم في كل زمان ومكان وهذا من قيم الإسلام وعدله ورحمته، قال الله تعالى: "...وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى..." (المائدة:8)، بل إن هذا المعنى يزيد من علو مكانة المسلمين في العالم أجمع بأننا لسنا عنصريين.







السؤال الثامن:

هل كان سيدنا موسى على اتصال بأهله مثل أمه أو أخيه هارون عندما ترك مصر إلى مدين لمدة عشر سنوات؟



لا يوجد في الكتب أو التفاسير أو الآيات ذكر لهذا الأمر لكن يبدو أنه كان على اتصال بهم لأن ثمة آية قرآنية تشير إلى ذلك؛ فعندما كلم موسى ربه عند جبل الطور قال: "...فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ" (الشعراء: 13) وقال: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا يُصَدِّقُنِي..." (القصص:34)، فإذا لم يكن سيدنا موسى على اتصال بهم لما قال ما قال ولكن كان سيسأل عن أحوال أخيه أولا، فعند تكليف الله له بالرسالة قال من فوره "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* (طه:25-32) فالقرآن لا يذكر لك كل الأمور ولكنه يرسل لنا إشارات دون أن يغير الأحداث ويترك مساحة للعقل لكي يتخيل ويفكر فيما بين الأحداث. وقد يكون سيدنا موسى على اتصال بهم بإرسال المراسيل عن طريق المسافرين عبر الصحراء خاصة وأن مدين كانت خارج سيطرة فرعون.



السؤال التاسع:

أين المرأة في قصة سيدنا موسى؟



هناك أربع سيدات في حياة موسى وكلهن أنقذنه: أمه وأخته وآسيا فقد أنقذنه في مصر من الموت، بالإضافة إلى زوجته التي أنقذته في مدين من الوحدة. سبحان الله، لاحظ أن هذا النبي العظيم وهو من أولي العزم من الرسل قد ساندته المرأة في مراحل مختلفة من حياته. كم هي المرأة عظيمة! وكيف أننا في العالم العربي لا نلاحظ رفع القرآن لقدر المرأة؟! تحيط المخاطر بالقصة فسكينة الذبح كانت على رقبة سيدنا موسى منذ المولد وحتى الوفاة، فيجب إذًا ألا تظهر المرأة ولكننا نجد أنها هي التي ظهرت وأنقذته وسط هذه المخاطر الصعبة فأحيانًا تكون المرأة هي التي تقف وتساند وتشجع وتحمي كما فعلت السيدة خديجة مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وكما كانت السيدة سمية أول شهيدة في الإسلام، وكما كانت أم حرام بنت ملحان أول شهيدة في أوروبا. لو تتبع المرأة في القرآن تعرف أن ما يقال عن الإسلام الآن من إنه يظلم المرأة ليس إلا كذبًا. إذا كان هناك ظلمًا واقعًا على المرأة في العالم العربي فإياكم أن تدعوا أن هذا هو الإسلام، قد يتردد هذا باسم الإسلام ولكنه بريءٌ منه، فحال المرأة في العالم العربي كحال المارد حبيس الزجاجة الذي ينتظر الفرصة كي ينطلق ليبدع ويضيف في إصلاح المجتمع، إلخ.



ليس معنى كلامي هذا أنني أدعوا لتحرير المرأة بمعنى انطلاقها وتركها لبيتها ودينها وإيمانها، فانظر إلى نموذج الأم هنا وفي سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وكيف أنها تجمع بين النجاح في الحياة وأمومتها والتمسك ببيتها! فهي ناجحة وفي الوقت نفسه مؤمنة وعابدة، لذلك فسيدتا نساء العالمين هما خديجة وآسيا؛ فالسيدة خديجة أم قامت بتربية سيدنا علي كما قامت بتربية السيدة فاطمة وهي في الوقت نفسه سيدة أعمال ناجحة وأيضًا عابدة مؤمنة؛ فهي أول من سجد لله مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، أما السيدة آسيا فهي أم سيدنا موسى وقفت بجانبه وساندته وهي التي عاشت في قصور فرعون القائل: "...أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي..." (الزخرف:51) فتقول: "...رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ..." (التحريم:11) فهي لا تريد كل هذا الملك وتكون من الظالمين، كما طلبت بيتًا وليس قصرًا كما طلبت جوار الله في الفردوس الأعلى عند عرش الرحمن قبل أن تطلب البيت وذلك بقولها: "عِنْدَكَ".



لاحظ أن آخر أولي العزم من الرسل سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد قد قامت بتربيتهم امرأة؛ فسيدنا محمد توفي والده، وسيدنا عيسى ولد من أم بلا أب، وسيدنا موسى قامت أمه بتربيته، وكأنه من الممكن الاستغناء عن الأب لكن لا يمكن الاستغناء عن الأم لكي يصير المرء إنسانًا عظيمًا. هناك ملحوظة أخرى وهي أن أم موسى قامت بتربية 3 من الأبناء؛ موسى وهارون ومريم وهي المرأة الوحيدة التي ذكر أولادها في القرآن-موسى وهارون بأسمائهم ومريم بفعلها- وذلك لأنها اتخذت نية جادة في تربيتهم.



السؤال العاشر- انتقاد:

لقد قصَّرت في حق آسيا في الحلقات فلم توفها حقها كاملاً!



صحيح، لقد قصَّرنا في هذا الجانب ولعل كلامي عن السيدة آسيا الآن تعويضًا عن هذا التقصير.





السؤال الحادي عشر:

أين والد موسى في القصة؟



لم يذكر والد سيدنا موسى في القرآن على الإطلاق، وقد يكون قد تُوفي وموسى ببطن أمه أو تُوفي في أوائل مراحل نمو موسى فقد جاء التركيز في القصة على أمه، في حين إن التركيز في قصة سيدنا يوسف كان على الأب دون الأم، وليس معنى عدم ذكره أنه كان موجودًا دون أن يقوم بأي دور فقد يكون متوفَّى.



السؤال الثاني عشر:

لقد ألقت أم موسى سيدنا موسى في النيل خوفًا من قتل فرعون له وهو رضيع، فلماذا لم تفعل ذلك مع أخيه هارون؟ لماذا كان سيدنا موسى مهددًا بالقتل دون أخيه هارون؟



إن سيدنا هارون أكبر سنًّا من سيدنا موسى، ففي أغلب الأمر أن سيدنا هارون قد ولد قبل أن يرى فرعون الرؤيا التي اتخذ بناءًا عليها القانون والقرار بذبح أبناء بني إسرائيل، والله أعلم.



السؤال الثالث عشر:

ما هي عدد الختمات التي حققناها حتى الآن؟



كما تعلمون أننا نقوم بشن حملة لختم القرآن وقد تجاوزنا عدد المليون خاتمة ولله الحمد، وهذا ليس العدد النهائي حيث إننا نصور هذه الحلقة ونحن مازلنا في رمضان وبعد النصف الأول منه فقط. كان هدفنا 10 ملايين خاتمة قرآن ولكن إن لم نحققه فقد حققنا مليون خاتمة نقابل بها الله ونبيه يوم القيامة ويغفر لنا بها.



السؤال الرابع عشر:

وهو أجمل تعليق سمعته حول البرنامج من دكتور بجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية يقول فيه: "هل سمعتم عن أتباع دين من الأديان يجتمعون بالملايين لمدة 30 يومًا بشغف واهتمام وحب يسمعون قصة نبي وأتباع دين آخر؟" ويضيف: "أنا لم أر من فعل ذلك غير المسلمين، يسمعون قصة موسى عليه السلام". ندرك أنا وهو أن سيدنا موسى نبينا جميعًا وأن "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ..." (آل عمران:19) منذ زمن سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، كما أننا نحب سيدنا موسى؛ لأنه نبينا ولأنه مذكور في القرآن بهذا الحجم، ولأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (أخي موسى) ولأن القرآن كان يتنزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ليثبته بآيات وقصة من قصص سيدنا موسى، فنحن نفهم هذا الترابط والتشابك ومؤمنون به. لكن الحقيقة هذا التعليق موجها للغرب، تخيل معي عندما يعلم الغرب أن المسلمين – وقد قُدِّر عدد مشاهدي الحلقات بحوالي 40 مليون مشاهد يوميا- ظلوا لمدة 30 يومًا يستمعون لقصة عن نبي بني إسرائيل - موسى (عليه السلام) فهم لا يستوعبون أن سيدنا موسى نبينا- فيصبح كل ما يتهم به المسلمون من انغلاقهم وعدم تعايشهم كذب، ويكون هذا دليلا على سماحة الإسلام وعلى عرض القرآن الجميل لسيدنا موسى.



السؤال الخامس عشر:

أين تم تصوير الكثير من الحلقات التي شاهدناها؟



لقد تم تصوير الكثير من الحلقات في الأردن، وتم تصوير حلقة "السحرة ويوم الزينة" بالمسرح الروماني بالبتراء في الأردن، وإني لأشكر الأردن جزيل الشكر على كل ما أتيح لنا أن نصوره هناك وعلى الأماكن العظيمة بها. أما عن التصوير قرب النيل فلن نذكر الأماكن تحديدًا ولكنها أماكن مختلفة عند النيل.



السؤال السادس عشر والأخير:

هل كان التصوير عبارة عن ديكور حقيقي أم أنها تقنية معينة تم استخدامها؟



لم يكن التصوير بديكور حقيقي ولم تكن تلك المعابد معابد حقيقية وإنما تقنية حديثة مستخدمة تسمى بالـvirtual studio قام بها مجموعة من المهندسين المتميزين للغاية والذين أقدم لهم جزيل الشكر كما أشكر من قام بإخراج البرنامج بهذه الجودة العالية، وأشكر الأستاذ هشام سليمان على الجهد الكبير الذي بذله وأشكر المخرج الأستاذ محمد بيازيد وعلى رؤيتهما الجميلة فقد خرج هذا العمل بسبب هؤلاء فجزاهم الله خيرًا.



قبل الختام، أريد أن أوصيكم بأن تجتهدوا في العشر الأواخر فبها الثواب الكبير، وبها ليلة العفو من الله عز وجل، وبهم "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر:3) فحسنات هذه الليلة أكثر من ألف شهر أو 84 سنة من الحسنات، وكأن عبادتك وصلاتك في هذه الليلة توازي صلاتك لمدة 84 سنة.



لعل الله جامعُنا بكم على خير ويتقبل منكم، اجعلوا هذه الليلة ليلة عبادة وذكر وقيام ودعاء ومسامحة للناس، اعفوا عن الناس كي يعفو الله عنكم.

دار الترجمة

http://amrkhaled.net/newsite/articles2.php?articleID=NTMzMA==