الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، فالزكاة والإنفاق في سبيل الله جزء من تكوين الإنسان في علاقته مع الله ومع المجتمع... طهر مالك بالزكاة بالسير #على_طريق_الله وادخل الفرحة على قلوب المحتاجين تضمن السعادة، ودخول جنة رب العالمين .
بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسولِ الله، نُكمل معًا السير علي طريق الله والتعرف علي روح العبادة التي تُعتبر الرُكن الثالث من أركان الإسلام وهي (الزكاة). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح "بُنيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصَومِ رَمَضانَ، وحَجِّ البَيتِ"، وقال الله تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (سورة البقرة:3).
معنى الزكاة:
المعنى الأول: النماء: فمن يؤدي الزكاة يشعر بنمو الخير لديه ويستشعر بطعم العطاء، فينمو الخير في المجتمع.
والمعنى الثاني: التطهير: وسُميت بذلك لأن من يُزكي يصبح قلبهُ طاهرًا من البخل والتعلق بالمقتنيات، ويطهر قلب المحتاج من الحسد والحقد.
فُرضت الزكاة في السنة الثانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي بعد خمسة عشر عام من بعثة النبي؛ ذلك لأن الله سبحانه وتعالى كان يُربي المسلمين على التعلّق به حتى يسهل عليهم التضحية في سبيله بأموالهم.
الزكاة قد تُذكر في القرآن بكلمة الصدقة وليست المقصود منها في هذه الحالة أنها النافلة، ويفرق العلماء بين الصدقة بمعنى الزكاة الفريضة والصدقة النافلة من خلال السياق.
الحكمة من الزكاة:
- الزكاة: هي نجاة للعبد من استعباد المال له، فيتحقق معنى العبودية لله تعالى، فالمال هو مال الله عزَّ وجلَّ والإنسان هو عبد مملوك لله تعالى.
- تحرر الإنسان من خدمة الأموال: فقد سُمي المال كذلك لأنه يميل بالقلوب، فمن يكون حريصًا ولا يريد الإنفاق يعيش في تعاسة بسبب الحرص والخوف من ضياع المُقتنيات.
- خدمة المجتمع: لأن الفقير والغني في اختبار، فإذا كان كل مسلم يُخرج زكاته لن نجد فقيرًا في أمة الإسلام، وقد توعد الله تعالى لمن يكنز الذهب والفضة أنها ستكون سبب في عذابه في الآخرة لأنه كان سببًا في التضييق على الفقراء في الدنيا، يقول الله تعالى { ...وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} (سورة التوبة: 34 - 35)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح "وما من صاحبِ غنَمٍ لا يؤدِّي حقَّها إلَّا جاءت يومَ القيامةِ أوفرَ ما كانَت فيبطحُ لَها بقاعٍ قرقرٍ فتنطحُهُ بقرونِها وتطؤُهُ بأظلافِها ليسَ فيها عقصاءُ ولا جَلحاءُ كلَّما مَضَت أُخراها رُدَّت عليهِ أولاها حتَّى يحكُمَ اللَّهُ بينَ عبادِهِ في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ ممَّا تعدُّونَ ثمَّ يرَى سبيلَهُ إمَّا إلى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ".
من تجب عليه الزكاة؟
1- أن يكون الإنسان مُسلمًا وقد ذهب جمهور العلماء إلى عدم اشتراط كون الإنسان عاقلًا أو بالغًا لكي تجب في أموالهِ الزكاة.
2- امتلاك النصاب: النصاب هو 85 جرام من الذهب عيار واحد وعشرين أو ما يعادلهم من مال، ويدخل في النصاب الممتلكات من أواني مصنوعة من الذهب أو الفضة، أما الذهب الذي تستعمله المرأة فقد ذهب جمهور العلماء بأنه لا يدخل في النصاب، ولكن إذا كانت تدخره فهنا يجب إخراج الزكاة.
3- أن يمر على النصاب سنة هجرية كاملة.
مقدار الزكاة: هو اثنان ونصف بالمائة.
وقد ذهب العلماء إلى أن الإنسان قبل أن يُزكي ينظر إذا كان لديه ضروريات من الغذاء أو الكِساء أو الدواء أو احتياجات بدونها هناك مشقة في الحياة أو ديون حلَّ أجلها، فإن وجِدت يقوم بخصمها من مجموع ما مر عليه سنة هجرية كاملة ويرى إن كان يمتلك بعد ذلك النصاب أم لا.
مصارف الزكاة:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (سورة التوبة: 60).
العائدون إلي الله
انجيليكا من هولندا. عندما اعتنقت الإسلام غيّر ذلك حياتي كثيرًا. قبل الإسلام كنت دائمة السفر والمغامرة وعندما تنتهي المغامرة كنت أشعر بالفراغ الكبير والوحدة. في إحدى المرات سافرت إلى مصر وتحديدًا دهب في سيناء، حينها تعرفت على زوجي وتزوجنا، بعدها بعدة أشهر اعتنقت الإسلام، وما أثار إعجابي في مصر هو مدى حسن ضيافة الفقراء لي بالرغم من فقرهم، وبعد اعتناقي للإسلام ومع أول مرة أُؤدي الزكاة فيها شعرت بالسعادة والبركة في حياتي وكل ما منحه الله لي.
web.mustafahosny.com/article.php?id=3397