بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله. نتحدث اليوم عن عبادة كثير مننا ذهب واستمتع بها وكثير لم يذهب والبعض ليس لديه القدرة الصحية أو المادية، سنتحدث عن العمرة وزيارة بيت الله الحرام، والهدف من الحلقة أن كل شخص يذهب للعمرة يجدد روح العمرة ومن لم يخطط لأدائها يعرف أنه قد فاته الكثير ومن ليس لديه القدرة يسمع ويشتاق ويتمنى، والحرم المكي والمسجد النبوي تكلم الله عنهما بحب في القرآن، فالكعبة مكان زاره كل الأنبياء، والمدينة عاش بها الرسول والصحابة، فأشرف المواقف حدثت مع أشرف الخلق كانت هناك.
ويوصي العلماء قبل ذهابنا للعمرة بالتوبة إلى الله، لأن المكان هناك مليء بالمعاني والروحانيات، فتجعل قلبك وروحك مستعدان، وفي كل خطوة من خطوات العمرة سيعطيك الله معاني مختلفة فهي كموارد الإمداد وشروق الأنوار، ويجب أن تسامح كل من أساء إليك وأن تلقي بكل شيء وراء ظهرك ويكون قلبك صافي وتطلب من الناس أن يسامحوك فتب إلى الله، فالصالحين قبل أن يسافروا كانوا يعدون أيام حياتهم وعدد الذنوب التي قاموا بها ويتوبون عن هذه الذنوب، فالوقفات الجميلة تجعل قلبك طائر قبل جسدك إلى هذه الأماكن المباركة
.
خطوات العمرة:
- الإحرام: أول خطوة في العمرة وسمي بذلك لأننا نُحرم على أنفسنا أشياء حلال وكذلك لأننا ندخل به الحرم المكي.
- سنن الإحرام: الاغتسال من سنن الإحرام وهو ليس من فرائضه لكن النبي كان يغتسل، وبعد أن تقوم بالاغتسال قم بتعطير جسدك بالنسبة للرجال أما النساء فيمكن أن يضعوا مزيل للعرق ليحفظ الرائحة الطيبة للجسد، ثم يتم قص الأظافر تنظفًا وتطهرًا لبيت الله.
- لبس الإحرام: للرجال يكون هناك فوطتين يكون لونهما أبيض أحدهما رداء والآخر الإزار وبهذه الثياب يتشبه الناس ببعضهم البعض، والحكمة من ارتدائهم أن اللبس يؤثر على القلب وأنه لبس بسيط يشبه الكفن كأنك تذهب من الدنيا إلى الله، كذلك البسطاء الذين يذهبون للعمرة لا تنكسر قلوبهم فالجميع يرتدون نفس الملابس، أما النساء فيرتدين اللبس العادي ولا ينتقبون ولا يرتدون القفازين داخل الحرم، ويمكن أن يلبسوا ساعة، حقيبة أي شيء فيه خيوط ولكن لا تكون مفصلة على شكل الجسد.
- ويبدأ الإحرام بالتلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وهناك سُنة قبل التلبية وهو أن تصلي ركعتين، ولماذا ننادي لبيك؟ لأن الطاعة إذن ونداء لله، فالله لا يرقي أحد للطاعة إلا بإذنه، فأنت ذاهب لطاعة الله وقد اصطفاك.
- محرمات الإحرام: لا تضع عطور، إذا أكلت وأردت أن تغسل يدك نظفها بصابون ليس به رائحة لأن العلماء قالوا إذا كان لها رائحة وأنت نظفت بها بدون قصدك التعطر فأنت معفي أما إذا كان نيتك التعطر فلا يجوز، الرجال لا يغطون رؤؤسهم والنساء ملابسهم كما هي، الزوجان لا يقومون بالجماع ومقدماته فكلام الحب بين الرجل وزوجته لا يجوز والحكمة توحيد القصد فقلبك مليء بالله فقط، قص الأظافر
.
- بعد أن أحرمت وركبت المواصلة التي ستأخذك لمكة تقوم بالتلبية في الطريق إلى أن ترى مدخل مكة فبعد دقائق سترى الكعبة التي تغير النفوس فهي مباركة، نافعة، فمن يذهب يعود منتفعًا، فرؤية الكعبة تغير شيء في القلب وتصلحه
.
- عندما تدخل مكة ادعُ "اللهم اجعل لنا به قرارًا وارزقنا فيها رزقاً حلالًا"، وأنت تقترب نحو الكعبة ستجد قلبك يخفق وعندما تدخل ادعُ " اللَّهُمَّ زِدْ بَيْتَكَ هَذَا تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا ، وَبِرًّا وَمَهَابَةً ، وَزِدْ مِنْ شَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ مِمَّنْ حَجَّهُ وَاعْتَمَرَهُ تَعْظِيمًا وَتَشْرِيفًا وَبِرًّا وَمَهَابَةً "كما وصانا رسول الله، وستجد زحمة والرؤؤس تظهر من بعيد وعندما تقع عيناك على الكعبة ستشعر بهيبة في القلب، ورحمة في الصدر ولك دعوة مستجابة عندما ترى الكعبة فادعُ لنفسك، أهلك، لشخص تحبه.
- وبالنسبة للرجال يقومون بإخراج يدهم اليمين في الخارج ليبدأ الطواف في أرض طاف بها كل الأنبياء وتكون الكعبة على شمالك وستبدأ من الحجر الأسود وحاول أن تقبله أو تلمسه وإذا وجدت زحمة فسلم عليه من على بُعد وقل "بسم الله الله أكبر"، والحكمة من أن الكعبة على شمالك هو أن تطوف عكس عقارب الساعة كأنك تعود بالماضي لتبدأ من جديد مع الله.
- ستطوف سبع أشواط وحاول أن تحافظ على وضوئك لأن الطواف كالصلاة وإذا احتجت أن تستريح استريح وأكمل من حيث توقفت، وستجد هناك الركن اليماني اتجاه اليمن وإذا لم تستطع أن تستلمه أي تلمسه فلا تفعل شيئًا، وبين الركن اليماني والكعبة تقول "اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، ويمكن أن تدعو وتفكر في الله وتشكر الله وتقول الأذكار، وتنتهي الأشواط عند الحجر الأسود فقم بإدخال يدك.
- ثم ابحث عن مقام سيدنا إبراهيم وصلِّ بحيث يكون المقام أمامك والكعبة ورائه وقل "وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" ، وتصلي بسورة الكافرون والإخلاص.
- ثم اذهب لماء زمزم واشرب حتى يمتلئ بطنك، فهو شفاء للأسقام؛ لأنه ماء مبارك وادعُ وأنت تشربه.
- قم بالسعي بين الصفا والمروة وابدأ بالقيام بالسبع أشواط وتذكر هاجر وهي تجري هذه الأشواط حبًا وتعلقًا بابنها.
- ثم اذهب لتحلِق والحلاقة بها تجرد لزينة الإنسان وهذا بالنسبة للرجال أما النساء فتحلق قدر أنملة، وبهذا تنتهي العمرة وبعد ذلك قم بزيارة النبي في المدينة، فهي بها أشرف بقعة على الأرض (قبر النبي)، وستشعر في المدينة برقة لا توصف وادخل المسجد النبوي وكن في مواجهة المسجد وصلي وسلم على النبي فهناك إجماع بأن الأنبياء أحياء في قبورهم وفقًا لأهل السنة، وقم بزيارة البقيع وسلم على الصحابة.
المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3287