لحظة فوز
الفوز في الدار الآخرة، فهي لحظة انبهار الإنسان بما أعده الله برحمته لعباده، وفرحته بوعود الله، لحظة يسر الحساب بين يدي الله لعباده، لحظة الميزان، لحظة الفوز عندما تُفتح أبواب الجنة ويتم مناداتك أنت
لحظة في القرآن
- { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} سورة الصافات: 60-61
- {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِك َهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (سورة الدخان: 57)
- {قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سورة المائدة: 119
ليه يا رب
الحكمة الربانية من ذكر لحظة الفوز في القرآن كثيرًا؛ أن لحظة الفوز في الآخرة هي المشجع والدافع الأعظم بأن نعيش لحظاتنا في الدنيا على مراد الله، كل لحظة تعصف بنا لنا فيها شهوة، ولله فيها طاعة ورسالة، فإذا سعيت لطاعة الله ومراده ستأخذك لحظاتك إلى لحظة الفوز
- لحظة الفوز عند خروج الروح: الإنسان الذي عاش لحظاته في الدنيا على مراد الله، في لحظة وفاته ينزل له ملك الموت وتنزل معه الملائكة بكفن وعطر وريحان من الجنة، ويأتي ملك الموت يقول له السلام عليك يا ولي الله أبشر بروح، وريحان، ورب راضٍ غير غضبان، وتخرج من الجسد أطيب ريح، وكلما مرت الروح على الملائكة صلوا عليها، وعندما يصعدوا بها إلى السماء تتعجب الملائكة، وتقول سبحان الله بسبب صعود أطيب روح من الأرض في هذا اليوم، ثم إذا وصلت لفوق السماء كلما مرت بملائكة سجدوا قِبلها تعظيمًا لها، وتمر حتى تصل إلى الله، فقال عزَّ وجلَّ يا ميكال استودع هذه الروح عندك في أهل الجنة حتى أسألك عنها يوم القيامة، فهذه لحظات جميلة تهوّن على الإنسان لحظات تعبه في الدنيا؛ لكي يعيش هذه اللحظات
- لحظة الفوز في القبر: الميت في قبره يكون إنسان كامل، ولكنه في حياة أخرى، وهي حياة البرزخ، لا يستطيع أن يتحدث مع أهل الدنيا ولكنه يسمعهم، فروح الإنسان تُرد له في القبر ويأتينه ملكان فيُجلسانه ويسألوه من ربك فيقول ربي الله، وما دينك يقول الإسلام، يسألونه ما قولك في الرجل الذي بُعث فيكم فيقول محمد بن عبد الله، فيقولون من أين علمت هذا، فيقول قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت، فينادي منادي من عند الله أن صدق عبدي فأفسح له في قبره مد البصر، وافرشوا له من الجنة فيبسط له من حرير الجنة، ثم يرى مقعده من الجنة، ثم يأتيه رجل طيب الريح، أبيض الثوب، جميل الوجه، فيسأله الشخص المدفون من أنت بشرك الله بالخير، فوجهك لا يأتي إلا بالخير، فيجيبه نعم أنا عملك الصالح، أبشرك برضوان من الله، ويجلس بجانبه ليؤنسه في وحدة القبر، فلحظة الفوز هذه تجعلنا نقاوم لحظات الشوق للمعصية في الدنيا وأن نضبط أنفسنا
- لحظة الفوز يوم القيامة: لحظة الحساب والوقفة بين يدي الله، لحظة خوف ورعب؛ لأن الله يعلم كل لحظة مررت بها، فكل لحظة فوز في الآخرة مرتبطة بكل لحظة مررت بها في الدنيا ولكن على مراد الله
- ويمر الإنسان من لحظة خروج الروح مرورًا بالقبر مرورًا بالقيامة والبعث، ثم الوقفة بين يدي الله والحساب، ثم تطاير الكتب، ثم توضع الكتب في الميزان قبل أن يتفرقوا الناس، فريق في الجنة وفريق في السعير، وربطَ الرسول الميزان والكتب بلحظات الصبر على الأحزان، فيؤتى أهل البلاء يوم القيامة فلا يُنصب لهم ميزان إنما يُصب عليهم الخير صبًا؛ لأنهم عاشوا لحظة الحزن والبلاء بصبر جميل
- يتحدث الرسول عن الصراط آخر مرحلة قبل دخول الجنة، فيقول أنه من أحسن الصدقة وعاش لحظة عمل الخير بشكل صحيح جاز على الصراط، كذلك يدخل الشهيد الجنة الذي واجه المخاطر، والشخص الذي تجنب الكذب، والرجل الذي يسافر لصديقه؛ ليقف بجانبه، والمرأة الودودة مع زوجها، فلحظة الفوز في الآخرة كلها مرتبطة بلحظات تعيشها بشكل سليم في الدنيا وعلى مراد الله
المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3266