أكرم: اسمي مارك آندرو بالون، أنا مسلم منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وأبلغ ٥٧ عامًا، لقد وُلدتُ في برمنگهام في المملكة المتحدة، أنا أعيش وأعمل ولا أزال في برمنگهام، وأُدعى الآن (أكرَم).
فهد الكندري: مهندس معماري، صمم مسجدًا قبل إسلامه في مدينة برمنگهام، قرأ القرآن كله قبل أن يسلم.
فهد الكندري: قبل الإسلام، ما هي الديانة التي كنت تعتنقها، ماذا كنت تعتقد في الديانات أصلًا؟
أكرم: لقد ترعرعتُ على الكاثوليكية الرومانية، وكنتُ كاثوليكيًّا متديّنًا، اعتدتُ على حضور الكنيسة كل يوم أحد، لذلك كنتُ مسيحيًّا ملتزمًا.
فهد الكندري: كنت تعرف شيء عن الإسلام؟
أكرم: لا على الإطلاق، لا يمكن أن أعطيك أي فكرة عن الفرق بين الهندوسي والمسلم والبوذي! كنتُ أعرف عن المسيحية وقليلًا عن اليهودية، ولكن لا شيء عن الديانات الأخرى، حصلتُ على شهادة دبلوم جامعي في كلية الهندسة المعمارية، ثم بدأتُ العمل في التصاميم المعمارية منذ ذلك الحين، ثم عملتُ في شركة معمارية ليست بعيدة عن هنا، كان لي شركتي الخاصة حتى قبل ٦ سنوات، ثم انضممتُ إلى هذا المكان الذي نحن فيه الآن.
فهد الكندري: ما تتخيل ايش هي سعادتي وسعادة كل فريق العمل ان احنا أتينا إلى هذا المكان الرائع، المكان ما شاء الله الجميل، ما هذا المكان؟ ما هو عملك في هذا المكان؟
أكرم: قبل أكثر من مئة عام كان هذا المكان متجرًا للمجوهرات، ولهذا السبب لدينا نوافذ كثيرة هنا، لذلك يمكن أن تكون لدينا طوابير من الناس مع ضوء الشمس، لذا يوَجّهون شمالًا حتى يتمكنوا من الحصول على أشعة الشمس، ولكن كما تعلم تجارة المجوهرات لم تعد رائجة في المملكة المتحدة، نحن نبيع المجوهرات هنا ولكن لن نصنعها بعد الآن، لذلك الآن هذا المكتب متخصص في الهندسة المعمارية، نحن نشيّد المساجد، المراكز الإسلامية، ونعمل في أشياء أخرى أيضًا كالمدارس والمكاتب والمنازل وما شابه ذلك، ودوري هو رئاسة قسم الهندسة المعمارية.
فهد الكندري: زملاء عمله من ماليزيا كان لهم دور كبير في تعرّفه على الإسلام.
أكرم: لأنهم كانوا يعملون معي في شركتي الخاصة، ويستخدموا مكتبي، وقد دعيتُ لتصميم مسجد في برمنگهام، قضيتُ وقتًا لمعرفته أولًا، لم يكن لدي أي فكرة عن المسجد أو ما يحدث داخله، لذلك قضيتُ وقتًا مع الناس هناك لمعرفة ذلك، وأعطوني كتبًا للقراءة، واحد من تلك الكتب التي لديّ هنا هي ”Islam in focus“ وقرأتُ ترجمة يوسف علي للقرآن قراءة كاملة.
فهد الكندري: استمر أكرم عامين يقرأ بهذين الكتابين ليجد سبب يجعله لا يدخل في الإسلام! فوجد نفسه مقتنعًا بهذا الإسلام.
أكرم: عندما اقتنيتُ القرآن كما قلت من قبل، شعرتُ أنه كان شاملًا للغاية وأن كل شيء في القرآن، فلا سؤال تريد أن تسأله أو توجيهات تحتاج إليها، إذا بحثتَ بعناية، فيمكنك العثور عليها في القرآن، بعض الأشياء من السهل فهمها لأنها واضحة جدًّا، بعض الأشياء الأخرى تفهمها مع التفسيرات، ومساعدة ملاحظات المترجمين، أو تسأل عالمًا أو إمامًا أن يشرح لك، وأحيانًا لن تفهم أبدًا بعض الآيات، إنه مختلف تمامًا عن قراءة الكتاب المقدّس أو الكتب الدينية الأخرى لأنه وحي من السماء وكلام الله، لذلك هو فريد وخاص، ولا أعرف إذا كنتُ أعبّر عن نفسي بشكل جيد للغاية هنا، في كل مرة يكون لديك مشكلة أو صعوبة، يمكنك العودة إلى القرآن وإن شاء الله تجد الهداية فيه.
أكرم: السورة الأولى، وأعتقد أن كل من يختار القرآن أو ترجمة القرآن، حتمًا، الفاتحة هي السورة الأولى التي تقرأ، أعتقد أن الخط كبير جدًّا وأنا أقرأ "صراط مستقيم" هو عن الطريق المستقيم، وعن أخذ المستقيم وتجنّب الإنحرافات بطريقة أو بأخرى.
فهد الكندري: قرأ القرآن كله قبل إسلامه، فوجد القرآن يجيب على كل تساؤلاته، وتأثر كثيرًا بسورة الكافرون.
أكرم: كل شيء أردتُ أن أعرفه وجدته في القرآن، إذا قرأتُ ترجمة سورة الكافرون، أولئك الذين يرفضون الإيمان، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (٤) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)} كان الشيء الذي أثار إعجابي أنه حتى تحصل على الآيات الأخيرة، يبدو غير وسطي، لكن بعد ذلك، التوازن يأتي في الآيات الأخيرة، وقرأت مذكّرة المترجم وهو يحدد الموقف السليم، لأولئك الذين يرفضون المسائل الإيمانية في الحقيقة، نحن لا يمكننا أن نجعل أي حل وسط، ليست هناك حاجة لاضهاد أي شخص لإيمانه أو معتقده، هذه رسالة هامة حقًّا بالنسبة لي، ولكن واحدة من الأشياء التي أظهرتْ أن الإسلام هو الطريق الصحيح.
فهد الكندري: الله أكبر.
أكرم: بالتأكيد كنتُ شخصًا عاديًّا يعيش في المملكة المتحدة، اعتدتُ أن أشرب، أذهب إلى الحانات مع أصدقائي وأشياء من هذا القبيل، منذ بضع سنوات قبل أن أعرف المزيد عن الإسلام، تغيّرتْ عاداتي تدريجيًّا.
فهد الكندري: أريدك أن تخبرنا بأجمل لحظة في حياتك، وأهم لحظة وأعظم لحظة، وهي لحظة نطقك الشهادة، متى كانت وكيف كانت وكيف كان شعورك؟
أكرم: ذهبتُ لرؤية صديقي ليلة واحدة وكان في غرفة معيشته، وكان محرك سيارته "هوندا" في غرفة معيشته (يضحكان)، لأنه قان ببعض التصليحات لسيارته - فهد الكندري: نعم ما شاء الله - قال: قرأتُ ترجمة القرآن وقرأتُ كتاب ”Islam in focus“ ولم أعثر على أي مجالات للخلاف، وقال إنه في مثل هذه الحالة، يكون بالفعل مسلمًا، هل تريد أن تنطق الشهادة؟ وفعلتُ ذلك هناك مع محرك الهوندا الموجود في غرفة معيشته (يضحك) - فهد الكندري: نعم ما شاء الله - ثم في صباح اليوم التالي كان علينا الاحتفال، وكان وقتًا خاصًّا حقًّا.
فهد الكندري: نعم ما شاء الله.
فهد الكندري: الإسلام العظيم، دين مُقنع، مرن، لا يحتوي على أي تناقضات، هذا الإسلام صالح لكل زمان ومكان، هو ليس فقط للعرب، ولا لأصحاب المهن فقط، ولا للأغنياء فقط، ولا للفقراء فقط، بل هو لعامة الناس.
أكرم: عندما أصبحتُ مسلمًا كنتُ قد أكملتُ دراستي، كنتُ أعمل في المجال الذي أعمل فيه الآن، كنتُ أعمل على تصميم وبناء مسجد جديد، في ذلك الوقت نطقتُ بالشهادة، أكثر من أي شيء، كان مجمَل القرآن والإسلام كوسيلة كاملة لطريقة الحياة، وهو ما وجدته جذّابًا جدًّا، وما زلتُ أجده كذلك اليوم، لم يكن هناك شيء قد أهُمل، في المسيحية وجدتُ صعوبة، وهناك العديد من تناقضات الأشياء التي لم أستطع التوفيق، لم أَجد أي شيء من هذا القبيل في الإسلام على الإطلاق.
فهد الكندري: التحوّل إلى الإسلام يحتاج إلى صبر في بداية الأمر وخاصة هنا في المجتمع الغربي، فالمهندس أكرم، واجه صعوبة كبيرة جدًّا في التأقلم مع أهله، حتى يسّر الله سبحانه وتعالى له ذلك.
أكرم: يبدو غريبًا، وكأنه القفز من الهاوية، كنت لا أعرف ما الذي سيحدث ولكن وضعتُ ثقتي في الله، الحمد لله، أنت لا تعرف، وأنت تأخذ مجرّد خطوة وما الذي سيحدث، لدي ابن واحد من أول زواج، حاولتُ في البداية البقاء مع زوجتي وابني الشاب، لكن جاء رمضان، وكنتُ أعرف أنه إذا بقيتُ لن أكون قادرًا على الصيام، كان من الصعب جدًّا، وكنتُ بعيدًا عن المسلمين، كنتُ أعيش في مكان يسمى "ليتش فيلد" وهو على مسافة عشرين كيلو متر من برمنگهام.. أعتقد أن ذلك الضغط كان صعبًا جدًّا، كان قرارًا صعبًا حقًّا ترك زوجتي وابني، وأكون وحدي، الحمد لله حصلتُ على دعم من الإخوة الذين كانوا من حولي، والذين أعمل معهم، لم يمض وقت طويل جدًّا بعد ذلك، سافرت إلى ماليزيا وتزوجتُ من شقيقة صديقي المقرّب.
فهد الكندري: ساهم المهندس أكرم في بناء أكثر من خمسين مسجد! ما شاء الله تبارك الله، فطلبنا منه أن نصوّر في أحد تلك المساجد التي بناها، فأخذنا إلى المسجد الذي صلى فيه أول صلاة تراويح في حياته، فكان هذا أول رمضان يصومه ويقومه قبل ثلاثين سنة.
MUSLIM STUDENTS HOUSE MASJID
أكرم: هذا أول مسجد حيث جئتُ في شهر رمضان، وصليتُ هنا صلاة التراويح مع أصدقائي الطلاب الماليزيين، وهذا المسجد له مكانة خاصة بالنسبة لي، في الحقيقة مكان عاطفي، شعور جيد أن أعود بعد ٣٠ عامًا تقريبًا، الحمد لله.
فهد الكندري: ما شاء الله كم مسجد شاركت في بناءه؟
أكرم: في آخِر ثلاثين سنة ماضية، بنينا حوالي خمسين مسجدًا - فهد الكندري: ما شاء الله - بشكل رئيسي في المملكة المتحدة، وعدد قليل خارجها.
فهد الكندري: ما شاء الله تبارك الرحمن.. هذا البناء كله كان قبل الإسلام؟
أكرم: صممتُ أول مسجد في برمنگهام قبل أن أكون مسلمًا، ومن خلال ذلك تعرّفتُ على الإسلام وتعرّفتُ على المسلمين، وهذا قبل ما يزيد على ٣٠ سنة، منذ وقت طويل.
أكرم: الأخ الذي أحضرني إلى هذا المسجد قال: الإسلام هو دين وطريقة للحياة في غاية الكمال والجَمال، قال لي: لا تيأس من حال المسلمين، في ذلك الوقت لم أفهم ما كان يعني، ولكن أعتقد إن شاء الله أنني الآن أكثر فهمًا، عندما تقابل مسلمًا يمارس شعائر الإسلام جيّدًا، الحمد لله هذه هي الطريقة التي تعرف بها الإسلام، وليس عن طريق ما تشاهده في التلفاز أو تقرأه في الصحف.
فهد الكندري: أجمل اللحظات في حياة المهندس أكرم، هي اللحظة التي يصلي فيها أول صلاة في المسجد الذي ساهم في بنائه.
أكرم: عندما نبني المسجد، حتى عندما يكون غير مكتمل، نصلي الصلاة الأولى فيه، بعض الأحيان نضع مجرّد بعض الورق أمام المحراب، فقط لنصلّي من أجل أول مرة وهو وقت خاص حقًّا، إذا كنتُ أستطيع، أحب أن أقف في الصف الأول من أول جمعة في أي مسجد نحن بنيناه، عند بناء المسجد يبني الله سبحانه وتعالى لك بيتًا في الجنة، الحديث يعني لي إن شاء الله بذل الجهود لبناء المساجد لإنشاء دور للعبادة، أنا لستُ شخصًا مثاليًّا.. أرتكب الأخطاء وأقوم بأشياء خاطئة، لكني أشعر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى يردّني مرة أخرى إلى الصراط المستقيم، أعتقد أن هذا هو جزء من ثواب بناء المساجد، عندما أضل يرشدني ربي إلى الصراط المستقيم.
فهد الكندري: يكفيه ما يقدمه من إنجاز للإسلام من خلال بنائه للمساجد، ولكنه لم يكتفِ بذلك، بل حرص أن يخصص وقتًا للدعوة والاهتمام بمسلمي أوروبا.
أكرم: أنا أيضًا رئيس منظمة نيما وهي جمعية مسلمي أوروبا الأصليين، حن نعمل هناك لدعم المسلمين الجدد في جميع أنحاء أوروبا. إنه وقت صعب جدًّا يمر على كل شخص ينطق بالشهادة لأول مرة ويصبح مسلمًا، إنه يواجه تحديات كبيرة جدًّا وأحيانًا الواقع يكون صعبًا جدًّا. نتوقع أن حوالي ٣٠٪ من الناس يستمرون في ممارسة الإسلام، أو البعض يتركه تمامًا، وهذا هو المكان الذي يحتاجون فيه حقًّا إلى المساعدة، لذلك هم بحاجة إلى المساعدة والدعم، لذلك عملي مع نيما هو حقًّا تقاسم تلك التجارب ومحاولة لتعليم الناس كيفية الاعتناء و دعم المسلمين الجدد، الإسلام هو لجميع الأوقات، وهو طريقة للحياة التي يمكن أن تمارس في أي مكان في العالم وفي أي وقت، وأنا أفكر أن تكون الرسالة بأن تركز أولًا في نفسك ولا تقلق بشأن الآخرين، حاول واجعل عبادتك صحيحة.
فهد الكندري: لا يوجد مسجد هنا في برمنگهام إلا وله يد فيه، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يأجرك ولا يحرمك الأجر، قبل أن أودعك أريد أن أعرف أمنية أخونا أكرم؟
أكرم: نحن لدينا أكثر من ٢٠ مليون مسلم في أوروبا، لكن نحن لا نعمل معًا ولا نتواصل بشكل جيد، لأسباب عديدة، لكن المنظمة التي تقدم الدعم والمساعدة للمسلمين الجدد في أوروبا بتقديم دورات فكرية، التي تُعلّم المسلمين كيفية الاعتناء بالمسلمين الجدد، في العام الماضي لم يكن لدينا أي تمويل، فاضطررنا إلى إيقاف الدورات الفكرية، لذلك أنا حقًّا أحب ذلك، رغبتي أن نستمر مع هذا البرنامج.
فهد الكندري: في هذا اليوم الجميل، وفي هذا اليوم اللي أخذنا فيه من وقتك سامحنا، أن تتحقق لك هذه الأمنية، عندك إخوانك بإذن الله عزّوَجلّ في موقع نون www.nquran.com بإذن الله، بإذن الله عزّوَجلّ تتحقق لك هذي الأمنية ونشاركك فيها الأجر بإذن الله عزّوَجلّ، بارك الله فيك - أكرم: جزاك الله خير - بارك الله فيك، بارك الله فيك.