بين لنا الحق – جل وعلا – أنه رفع المسيح أبن مريم في السماء إلي اليوم الوقت المعلوم ، الذي سينزله مرة آخري في الأرض ليكون علامة كبير على قيام الساعة ، وقد بينة السنة الصحيحة المتواترة ، نُزول عيسى إلى الأرض ببدنه وروحة كما ارتفع إلى السماء ببدنه وروحة .
..................................................
* الشيخ حسن الحسيني : لقد أنقضت الأربعين يوماً التي كتبة الله تعالى للدجال ، فعاث في الأرض الفساد ، ومعه أتباعهم الشياطين الأنجاس ، ولم يجد المؤمنون الصادقون مفر منه إلى على رؤؤس الجبال ، فلم يتركهم في حالهم بل أتي بمن وحاصرهم حصاراً عنيفاً ، وأجهدهم جهاداً شديداً ،فدعوا ربهم خالقهم أن يخفف عنهم ما يجدون ، فقد ابُتلوا ابتلا عظيماً في أنفسهم وأهليهم بل وأعظم من ذلك في دنياهم ، فلما كان من الليل تحادثوا وتشاوروا . فقال قائلهم : ماذا تنتظرون ! ماذا تنتظرون ! .. ليس أمامكم إلا أن تُقاتلوا هذا الدجال حتى تلتحقوا بالله – عز وجل - أو يُفتح لكم ، فتعهدوا على أن يقاتلوا الدجال إذا أصبحوا ، فماذا حدث عند الصباح ؟
* الشيخ محمد العريفي : بينما كان المؤمنون الثابتون في ذلك الجبل ، ثابتون على دينهم وفروا بدينهم من فتنة المسيح الدجال ، بينما هم في ذلك الجبل ، يتعاون بعضهم مع بعض على العبادة يصلي بهم رجلً صالح منهم ، تركوا الدجال وفتنته ، وهم في فزع من أن يهجم عليهم الدجال وهم في جبلهم ، بينما هم في همً وغم وانشغال ، فإذا بالمفاجأة ! المفاجأة تأتي تنقذ عبادة من هذه القاصمة . نعم ! قد حان نزول عيسى أبن مريم عليه السلام من السماء لتتغير معادلة الأحداث ، لتشهد المشهد الأخير من قصة عيسى عليه السلام ، وقصة المسيح الدجال ، بينما المؤمنون في مكانهم في الجبل . إذا نزل المسيح أبن مريم عليه السلام من السماء وقت الصبح الفجر هناك ! هناك ! في دمشق كأنني أراه عند المنارة البيضاء في شرقي دمشق ، ينزل قد لبس مهرودتين – أي – ثوبين مصبوغين بالصفرة خفيفة يسيرة ، وقد وضع كفيه على أجنة ملكين إذا طأطأ رأسه قطرا – يعني قطرا منه – كأنما يخرج منه مثل جمان اللؤلؤ قطرات تلمع ، وإذا رفع تحدرا منه مثل جمان كاللؤلؤ قطرات من الماء كأنها للؤلؤ
" وصف دقيق لعيسى أبن مريم "
ينزل عيسى إلى الأرض ، أين يتجه عيسى عليه السلام أول نزوله !.
* الشيخ حسن الحسيني : ينطلق نبي الله عيسى عليه السلام أول الأمر إلى بيت المقدس حيث الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق من قرب من الموضع الذي يحصر فيه الدجال المسلمين حصاراً عنيفاً عند جبل " إليا " والمؤمنون يتأهبون لدخول إلى معركة الموت مع المسيح الدجال ، فبينما المسلمون يسؤن الصفوف بعد أن يقيمون صلاة الصبح صلاة الفجر ، إذا هم يصبحون ومعهم عيسى أبن مريم عليه السلام . سبحان الله ، بمجرد رؤيتهم له سيعرفونه ، سيعرفون أنه المسيح عيسى عليه السلام ، كيف ذلك ؟ أقول عملاً بوصية حبيبهم محمد " صلى الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام " حيث قال : ليس بيني وبين عيسى عليه السلام نبي . وأنه نازل فإذا رأيتموه فعرفوه ، رجلاً مربوع ليس بطويل ولا بالقصير ، بين الحمرة والبياض ، ينزل بين مصرتين كأن رأس يقطر ، وأنه لم يصبه بلل .
نعم سيعرفونه من أوصافة الدقيقة التي وصفه محمد " عليه الصلاة والسلام " أخاه المسيح عليه السلام ، وتخيلوا معي فرحة تلك العصابة من المؤمنين الثابتين وهم من أمة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " في آخر الزمان ، وفجاه بينهم نبياً كريماً ، بينهم رسولاً عظيم ، من أؤل العزم من الرسل ، وعيشوا معي هذه الحظة التاريخية المسلمؤن يلتفون حول عيسى أبن مريم عليهم السلام ، فما أروعه هذا المشهد وما أجمل هذا ألقاء المبارك ! هل أقول هو لقاء بين جيلين ، أم بين نبياً عظيم وبين أمة عظيمه ، أم أقول هو لقاء بين أعضاء من جسداً وأحد ، لا شك بأن فرحتهم بهذا ألقاء أنستهم هم الدجال وفتنة الدجال ، ولا شك أن هؤلاء المؤمنين سيبلقون المسيح بما أوصاهم به محمد "عليه الصلاة والسلام " قبل ميات السنين في المدينة المنورة ، وهو مع صحابته الكرام عندما قال : من أدرك منكم عيسى أبن مريم ، من أدرك منكم عيسى أبن مريم ! فليقره مني السلام .
* الشيخ محمد العريفي : في ذلك المشهد المهيب والحدث الفريد وقد حضرتهم صلاة الصبح الفجر ، والمؤمنون مجتمعون قد انشغلت أفكارهم بأخبار الدجال وما حصل معه ، لا يدرون عن أطفالهم عن نساهم ، الناس في فتنة عظيمة منهم من قتلة الدجال ، منهم من أهب مواشيه ، منهم من ظلا وأمنا بالدجال وتبعه ، إذا بهذا الجمع من المؤمنين المحصورين في هذا المكان تحضرهم صلاة الفجر فيتقدمهم بهم إمامهم الرجل الصالح ، يتقدم ليصلي بهمم صلاة الفجر ، فبينما هم على ذلك ينزل عيسى أبن مريم بينهم قد لبس لأمة الحرب ، يلتفتون فيرون عيسى أبن مريم عليه السلام ، فيرجع الإمام القه قراء لأنه يعلم أن عيسى هو أعلى قدراً وأجل مكاناً وأعظم منزلة ، يرجع الإمام القه قراء ليقدم نبي الله عيسى عليه السلام ويقولُ صلي لنا ، فيضع عيسى عليه السلام بين كتفي هذا الإمام يقول له : تقدم فصلي فإنها لك أقيمة ، أن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه الأمة ، فيتقدم الإمام فيصلي بهم .
..................................................
كم هيه تكرمة عظيمة ومفخرة جليلة لهذه الأمة ميمونة ، حينما يتقدم فرداً من بين أضلاع هذه الأمة ليصلي إماماً بنبي الله عيسى ، ويصف محمد هذا المشهد في قالب التشريف والتكريم فقال : كيف أنتم وإذا نزل أببن مريم فيكم وإمامكم منكم .
..................................................
.
* الشيخ حسن الحسيني : يصلي المسيح مع المسلمين مأمون والإمام فرداً من أفراد الأمة المحمدية ، فلما ينصرف الجميع من صلاتهم يقف المسيح عليه السلام ويقول لهذه العصابة من المؤمنين : أفتحوا الباب ، أفتحوا الباب ، فيفتحون ووراء الباب المسيح الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلا وساج ، فإذا نظر الدجال إلى المسيح ذاب كما يذوب الملح في الماء ، وينطلق هرباً . ويقول المسيح عليه السلام : أن لي فيك ضربه لن تسبقني فيلحقه المسيح عليه السلام بحربته ، فيدركه عند باب " الد " الشرقي في فلسطين فيطعنه بحربته فيقتله ، لو ترك المسيح الدجال لنذاب حتى يهلك لكن قضي الله سبحانه وتعالى – أن يقتل المسيح الدجال بيد المسيح عليه السلام ، فيريه دمه في حربته ، فإن الناس إذا شاهد قتله وموته استيقنوا أن الدجال عبداً ضعيف مقلوباً على أمرة ، وأن دعواه كانت زوراً و كذبا ، وهكذا يقتل المسيح عيسى المسيح الدجال .. المسيح عيسى الذي نسبته الألوهية يقتل المسيح الذي نسب لنفسه الألوهية ، وينتهي بذلك أسطورة هذا المخلوق الدجال ويخلص العالم من أكبر فتن الأرض ، ثم يأتي عيسى عليه السلام إلى ولائك المؤمنين الثابتين ، الذين عصمهم الله سبحانه وتعالى من الدجال فيقوم المسيح عليه السلام فيمسح على وجوههم ويخبرهم بدرجاتهم في الجنة وهؤلاء هم أسعد أهل الأرض يوم مئذ يقول رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " عصبتان من أمتي أحرزهم الله سبحانه تعالى من النار ! عصابة تغزوا الهند ، وعصابة تكون مع عيسى أبن مريم عليه السلام ، فهنيئاً لتلك العصابة ومرحباً بتلك الجماعة .
* الشيخ محمد العريفي : وتنطلق عصابة المؤمنين لقتال اليهود ، اليهود الذين تقنوا بأنهم قاتلوا المسيح عيسى عليه السلام الذين فرحوا عندما ظنوا أنهم قتلوه صلبوه الذين مكروا بالمسيح مكر اليهود طويلاً عريضاً ، كفروا برسالته ، اتهموه بالسحر ، رموه بشعوذة ، طعنوه في أصله وقالوا : أنه أبن بغي ، يجلى عليه السلام وتجل أمة مريم الطاهرة ، قذفوا مريم الطاهرة بالزنا عياذاً بالله ، وشوه به عند الحاكم الروماني ظلماً وزوراً . قال الله : { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } -- أل عمران : 54
وها نحن اليوم نشهد يوم من أيام العدل الإلهي ، حينما يقاتل المؤمنون اليهود وعلى رأس المؤمنين المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام يقودهم ، فيهزم المؤمنين اليهود شر هزيمة فلا يبقي شيئاً مما خلق الله يتوارى به اليهودي إلا أنطق الله ذك الشيء . وقال : يا مؤمن يا عبد الله هذا يهودياً وراي تعال فقتله ، لا يبقي حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة ، إلا شجر " القرقد " فإنه من شجر اليهود ، لا ينطق يختبي ورآه اليهودي فلا تنطق فإلا والكل ولو أختبي ورآه كل شجرة تقول : يا مؤمن يا عبد الله هذا يهودياً ورأي تعال فقتله ، فبينما هم كذلك إذا أوحي الله إلى عيسى عليه السلام أني أخرجت عبداً لي يدان لي بأحداً بقتاله – يعني – لا قدرة لأحد أن يقاتلهم أن ويوجههم . طيب ماذا يفعل عيسى قال فحرز عبادي إلى الطور ، إلجاء بعبادي إلى الجبل هناك ، فيذهب عيسى عليه السلام مع المؤمنين وراء الجبل ويصعدون الجبل ، ويخرج يأجوج ومأجوج قبيلتان عظيمتان وهم من كل حدباً ينسلون ، من كل موطن يخرجون يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل ، فيقول بعضهم لبعض : قد قتلنا من في الأرض هلما فنقتل من في السماء .
قال فيرمونا بنشابهم إلى السماء يرمون بسهامهم ، فيرد الله عليهم نشابهم السهام مخظبوبة دما فيفتنون أكثر فيظنون أنهم قتلوا أهل الأرض وأهل السماء ، فيرسل الله عليهم " النغفا " في رقابهم ( وهو دودً يدخل في أنوف الدواب فيقتلها ) قال : يرسل الله على يأجوج ومأجوج وهم بشر فتأكلهم من رقابهم ، فيموتون كموت نفس وأحده .
* الشيخ حسن الحسيني : ينعم الله على البشرية وقت حكم المسيح عيسى عليه السلام برخاء ، وأمننا ، وسلام عجيب ، يصف رسولنا " صلى الله عليه وآله وسلم " أوحال الأمة في أخر الزمان والمسيح عليه السلام بقوله : طوبي لعيش بعد المسيح ، طوبي لعيش بعد المسيح ، يأذن للسماء في القطر ، ويأذن للأرض في النبات ، فلو بذرة حبتك على الصفا لنبت ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ، أيها الأخوة أن الحقبة التاريخية المستقبلية عند نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان ، إلى الأرض هيه في الحقيقة أشراقة سموية على الأنسانية في كل النواحي كما بين ذلك النبي " عليه الصلاة والسلام " فعن الحالة السياسية ، يقول "عليه الصلاة والسلام " : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم أبن مريم حكما مقسطاً – أي حكما عادلا – والمعنى أن المسيح عليه السلام سيكون حاكم يحكم بشريعة الإسلام فإن هذه الشريعة باقية لا تنسخ . ويصف الحبيب " عليه الصلاة والسلام " الحالة الدينية فيقول : عن المسيح يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله سبحانه في زمانه الملل كلها ، إلا الإسلام وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين .
* الشيخ محمد العريفي : ما أجمل ذلك الزمان زمن المسيح عليه الصلاة والسلام ، الحالة الأقتصادية وصفه النبي " عليه الصلاة والسلام " فقال : يفض المال حتى لا يقبله أحد لما يأتي الإنسان بصدقته ، أو ربما يأتي بهبته إلا أحد يقول : والله أن الأموال ضيقة علي فليس لي مكان عندي لها أذهب بها إلى غيري ، فلا تكاد تراء إنسان فقير لتتصدق به وتعطية زكاتك ، يفيض المال حتى لا يقبله أحد ، ربما يرا الإنسان المال يوزع فى الطريق فلا يقبل عليه ، لانه قد شبع منه . ويذكر " عليه الصلاة والسلام " الحالة الإجتماعية فقال : ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين أثنان عداوه ، تصف النفوس ، يقول لا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ، تصفو نفوس الناس ويعيشون مابين قنن في كثرة المال وما بين طيبا في قلوبهم بعضهم البعض .
أما الوضع الأمني فيقول " عليه الصلاة والسلام : تقع الأمنة على الأرض ، الأمان ينتشر ، حتي يشمل هذا الأمان حتي يشمل الحيوانات ، قال حتى ترتع الأسود مع الأبل – الأسد يأتي يمشي بجانب الأسد – دون أن يعتدي عليه – حتى ترتع الأسود مع الأبل ، والنمارا مع البقر – النم يمر بالبقرة ولا يعتدي عليها ولا يفترسها – قال والذاب مع الغنم – ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم .
.................................................. ....................
يمكث المسيح فى الأرض ما شاء الله له أن يمكث قيل سبع سنين ، وقيل أربعين سنة ، ثم يتوفه الله لينام المسيح بعدها بحفظ من الله وسلام {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } ... مريم:33 ويصلي عليه المسلمون ويدفن في الأرض لتنتهي بذلك رسالته في الحياة الدنيا . ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقي أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضة وبعدها تقوم الساعة ، وليس في الأرض إلا لكع بن لكع.
مع الشكر لفريق تفريغ منتدى العريفي : http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=254179&page=2