|
|
|
| طارق السويدان |
كنا جبالا في الجبال وربماسرنا على موج البحار بحارا
بمعابد الإفرنج كان آذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا
ندعو جهارا لا إله سوى الذي صنع الوجود وقدر الأقدارا
ورؤسنا يارب فوق اكفنا نرجوا ثوابك مغنما وجوارا
فكيف تغيرت بكم الليالي وكيف تفرقت بكم الأماني
تركتم دين أحمد ثم عدتم ضحايا للهوى أو للهوان
رقي الشعب قد أضحى لديكم تقرره صلاحية الزمان
وكيف تقاس أوهام ولغو بحكمة منزل السبع المثاني
أرى ناراً قد انقلبت رماداً سوى ضلٍ مريضٍ من دخان
أرى التفكير أدركه خمول ولم تعد العزائم في اشتعال
وأصبح وعظكم من غير سحر ولا نور يطل من المقال
وعند الناس فلسفة وعلم ولكن أين تفكير الغزالي
وجلجلة الأذان بكل أرض ولكن أين صوت من بلال
منائركم علت في كل حي ومسجدكم من العباد خالي
عطايانا سحائب مرسلات ولكن ما وجدنا السائلينا
وكل طريقنا نَورٌ ونُورٌ ولكن ما رأينا السالكينا
ولم نجد الجواهر قابلاتٍ ضياء الوحي والنور المبينا
ولو صدقوا وما في الأرض نهرٌ لأجرينا السماء لهم عيونا
وأخضعنا لملكهم الثرياوشيدنا النجوم لهم حصونا
* * *
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حلقتنا اليوم ستكون عن علو الهمه كم يزعجني ما آراه من تدني الهمه عند الناس وبالذات عند الشباب هذا الموضوع يشغلني كثيرا وخاصه عندما اشاهد الناس واجدهم مشغولين في تفاهات الامور
وكما قال الإمام الشافعي: إني لأبغض الرجل أراه مشغولاً في أمر لا ينفعه في دينه ولا ينفعه في دنياه
أي تكاسل ,أي ضعف أي تواكل هذا ,دعوني أتحدث عن الفرق بين التوكل والتواكل ,
فالتوكل على الله حق التوكل هو : ان الانسان يبذل كل الجهد وبأعلى درجات الاتقان ولكنه لايعتمد لا على ذكائه ولاعلى فريقه ولاعلى تخطيطه
(( وَمَا جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١٢٦/ آل عمران
وأما التواكل : فهو ان يجلس لايفعل شيئا وينتظر النصر من الله ,لايبذل جهدا وينتظر الرزق من الله
وكما قال الشاعر:
إسـلامـنـا لا يـسـتقيم عموده....بـدعـاء شيخ في زوايا المسجد
إسـلامـنـا لا يـسـتقيم عموده....بـقـصـائـد تتلى لمدح محمد
إسـلامـنـا نور يضيء طريقنا....إسـلامـنـا نار على من يعتدي
ولاشك ان الدعاء ذو فضل ومكانه , ومامن شيئ يغير القضاء مثل الدعاء , وليس بالقصائد التي تتلى في مدح محمد عليه الصلاة والسلام والموالد التي تقام من أجله فهذا كله مطلوب وجميل , مع ذلك نحتاج الى جهاد الى بذل الى عطاء الى اتقان الى علو همه
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه شابا مسلماً يمشي وهو مطئطئ رأسه , فضربه بالدرة وقال له : ارفع رأسك فإن الإسلام ليس بمرض , فأرى بعض الشباب يكون صاحب همة وانفتاح ولما يتدين يصبح أهبل :) , لماذا؟
فهذا الاسلام دين حي ,
ورأى عمر رضي الله عنه رجل مظهرا للنسك متماوتا فخفقه بالدرة وقال لا تمت علينا ديننا أماتك الله , وفي رواية : ارْفَعْ رأسَك فإن الإسلام ليس بِمَريِض.
الشفاء بنت عبد الله التابعيه الجليله أول سيدة فى الإسلام برتبة... "وزير"
ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ، ﻭ ﻗﺪ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ رضي الله عنه ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ .
رأت "ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ" ذات يوم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﺍﻟﻬﻮﻳﻨﺎ (ﺑﺒﻄﻲﺀ) ﻭ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻗَّﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺜياﺏ ، ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻭ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ، ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﻫﺆﻻﺀ؟ ،
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻗﻮﻡٌ ﻧُﺴَّﺎﻙ ﻋُﺒَّﺎﺩ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ( ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !! ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ !! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻤﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺃَﺳْﻤَﻊَ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃَﻃْﻌَﻢَ ﺃَﺷْﺒَﻊَ ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﺃﺳﺮﻉ ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺿﺮﺏَ ﺃﻭْﺟَﻊ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻧﺴﻚ ﻣﻨﻬﻢ , النسك والعبادة لا تعني العبادة والضعف .
التوكل الحقيقي هو ان الانسان يبذل جهده بدرجات عاليه , لانترك الدنيا للكفار هذا ليس ديننا
((وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿٢٠١﴾ / البقرة
هذا منهج الاسلام
(( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧﴾ / القصص
إنما نشعل الهمه في نفوسنا ونصدق مع الله عزوجل .واذا رأى الناس منا هذا الصدق ستشتعل الهمه في الشباب
انا افهم رجل كبير بالسن ومريض ممكن ان تضعف همته , ولكني لا أفهم شباب في مقتبل العمر ليس لهم همه إلا الاسواق والمعكاسات ليس لهم همه ,لا دراسه ولا عطاء ولا لقراءة أي ضعف هذا .
* * *
يقول ابن القيم الجوزيه رحمه الله (إذا أردت أن تعرف مراتب الهمم فانظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه
فعندما قدمت الغنائم من البحرين وكانت كثيرة جداً, فوصلت الغنائم إلى المدينة المنورة وتجمع الناس يرغبون بها وكان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام لايرد سائل او من له حاجه وكان ربيعة بن كعب الأسلمي جالس الى جوار النبي فقال له صلى الله عليه وسلم : " سلني ؟؟ "
فقال : أوتعطيني يارسول الله
قال : أعطيك
قال : أسألك مرافقتك في الجنة ....
قال: " أو غير ذلك ياربيعة "
قال: هو ذاك.
قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود
((كنتُ آتي رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بوضوئِهِ وبحاجتِهِ فقالَ سَلني قلتُ مرافقتَكَ في الجنَّةِ قالَ أوَ غيرَ ذلِكَ قلتُ هوَ ذاكَ قالَ فأعنِّي على نفسِكَ بِكثرةِ السُّجودِ ))
الراوي: ربيعة بن كعب الأسلمي المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1137
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذاً خلاصة علو الهمه : هو ان الانسان يبحث عن هدف عالي أعلى مما يطلب الناس وأقرانه , بالاضافه لعمل يتناسب مع الطموح
فالاماني سهلة جداً والطموح سهل جدا لكن ان لم يقترنا بعمل وجهد
من قوانين الادارة عندنا قضيه الرؤيا والرؤيا :هي الهدف البعيد المحدد الواضح فالرؤيا الواضحة القابلة للقياس هي المحرك الأساسي للتحفيز عوني أشرح هذا المعنى باستشهاد علمي .
جامعه هارفرد قامت بتجربه عجيبه جدا على مجموعه من الشباب والبنات في السنه الاخيرة من الدراسه وفريق البحث اعطى كل واحد منهم ورقة وقلم وطلب منهم كتابة ماذا سيحقق -أهدافه- خلال عشر سنوات وفي الاوراق مع معلومات عن عناوينهم وهواتفهم … وبعد عشر سنوات عادوا إليهم
وجدوا نوعين من الاهداف منهم من كتب اهداف عامه (اريد ان اكون غنيا ,او مشهورا … ) وعشرة فقط من تلك المجموعه كتبوا اهداف بالتفصيل -قابلة للقياس- بالارقام وفق كلام محدد (اريد ان يكون عندي مليون دولار, او اريد ان اكون رئيس الشركة الفلانيه -عضو في الكونغرس ) وبعد عشر سنوات جمعوا معلومات عنهم جميعا ووجدوا ان العشرة اصحاب الاهداف المحددة ثروتهم تساوي 96% من ثروة المجموعه كامله والباقي اصحاب الكلام العام ثروتة تساوي 4% أظن الرساله واضحه .
لايكفي ان يكون عندك رؤيه فلابد ان تكون رؤيه واضحه ومحددة وقابله للقياس
دعوني انتقل معكم الى فكرة قياديه وبتعريفي للقيادة (هي القدرة على تحريك الناس نحو الاهداف ) وتحريك الناس يسميه البعض التحفيز وله طريقتان :
- تحفيز خارجي : مثل ان يأتي الاب او الام للولد ويقولان له اذا نحجت اعطيك كذا وكذا واذا رسبت اعاقبك بكذا
- تحفيز الداخلي : يكون من داخل الطالب رغبه بالنجاح سواء بوجود الاب والام او لا ،مابالكم لو كان التحفيز من داخله سيستمر العطاء والهمة العالية .
وحقيقة علو الهمه لا يأتي من الخارج انما يكون بداخل الشخص , أعلى درجات علو الهمه تأتي من وجود قضية أو من ضياع مقدس , مثل شخص متعلق بالقضيه الفلسطينية وييذل كل ما بوسعه من أجلها أو مثلاً بلد جاءت الدكتاتورية وأضاعت الديمقراطية فهنا بعضهم يشعر أن شيئاً مقدساً ضاع منه ونحن هنا لانتكلم عن المقدسات الدينية منها .
مرة من المرات سألت الدكتور الشيخ عبد الله بصفر -وهو رئيس الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم- ماهدفك في الحياه فقال هدفي ان أحفظ القرآن لمليون انسان فقلت له كم وصلت الى الآن قال عشرون ألف شخص ، ومازال يعمل بذلك … يحرقني أن أرى الشباب بلا همة ، الإمام الشافعي مر على شباب يلعبون الشطرنج في الصباح ثم وهو عائد عصراً وإذا بهم على جلستهم فقال : ( والله إني لأبغض ذلك )
دعوني انتقل واسئل سؤال لشباب معنا في الاستديوا :
لماذا هذا الضعف في الهمه في جيل شباب اليوم ؟؟
محمد : اعتقد الجواب عدم وجود هدف والتسويف
احمد : اهتمامات الشباب في الامور التافه والسطحيه مثل الاسواق واللبس والهواتف .. بعض الشباب يهتم بالعلم فعلينا أن نوجههم .
الدكتور طارق : لقد لخصت مفهوم رئيسي جداً فيقولون : همك ما أهمك فما يهمك هو الذي سيحدد همتك وطموحك .
احد الشباب : من الشباب قبل السفر لدراسه بالخارج يضعون اهداف نبيله ومهمه ولكن بعد السفر والاختلاط يغرقون في امور الدنيا وينسون اهدافهم وطموحاتهم حتى دينهم يقل , ممكن الواحد ينحرف عن الهدف ويعود له بعد فترة ولكن الخطأ من ان يغير الشخص مبادئه وقناعته .
الدكتور طارق : لاأحد يغير مبدأه إلا اذا كان غير مستقر حيث كان شكليا أكثر من ان يكون بالعمق
ذكرتموني عندما ذهبت كان عمري 17 سنة وكنا حوالي خمسون شاباً مرسلين في بعثة ، في البداية جلسنا في واشنطن جميعاً قبل أن نتفرق في أنحاء البلاد خلال تلك الفترة كان أحد الشباب يوقظنا لصلاة الفجر وبعد أسبوعين فقط سمعت أن ذاك الشاب أضحى يشرب الخمر ويصاحب البنات ، مالذي جرى ؟ تعلمت من خلال احتكاكي بالشباب الذين انحرفوا بسرعه والذين ثبتوا ,حتى تثبت على مبادئك يجب الحفاظ على 3 أشياء
- الصحبه (لا تسأل عن المرء وسل عن قرينه .. فإن القرين بالمقارن يقتد)
- مهما ضعفت لاتقطع المسجد والصلاة فيه حتى لو صلاة واحدة في اليوم فالمسجد يدلك إلى الخير
- كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( اتَّقِ اللهَ حيثُ كنتَ وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُهَا وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ ))
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث:ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 4/349
خلاصة حكم المحدث: صحيح
المعاصي تجر إلى المزيد من المعاصي إذا جاءت الحسنة فورا بعد السيئة تمحوها هذا قانون احفظوه فلو عملت ذنباً ما صلي ركعتين , أو تصدق أو استغفر فيغلق باب الشيطان ، هكذا نكن حددنا الحد الأدنى لكننا لن نكتفي بها وسنتابع بعد الفاصل .
* * *
أذكر مرة كنت ذاهباً الى الحرم النبوي الشريف وجلست بعيداً عن الناس حتى اتفرغ قليلا للعبادة والقراءة, لمحني شخص من بعيد وجلس معي ومن حديث لآخر قال لي : دكتور “ريح شوي” ,
أزعجتني الكلمة بدلاً من أن ينصحني بزيادة العمل فقلت له : اعداء الامه هل ارتاحوا
قال :لا
فقلت له كيف نرتاح
الذي حرك الهمة في نفسي مجموعه من القصص والأحاديث واهمها سيرة النبي عليه الصلاة والسلام
ومنها حديث الآتي :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( «أعجزتم: أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل».
فقال له أصحابه:
"يا رسول الله، وماقصة عجوز بني إسرائيل؟"
فقال: «إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقال: "ما هذا؟"، فقال علماؤهم نحن نحدثك: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لايخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟،
قالوا ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته،
فقال دلوني على قبر يوسف،
قالت: "لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي"،
قال: "وماحكمك؟"،
قالت: "أكون معك في الجنة"، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء،
فقالت: انضبوا هذا الماء، فأنضبوا، قالت: "احفروا واستخرجوا عظام يوسف"، فلما أقلوها إلى الأرض، إذ الطريق مثل ضوء النهار»
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 313 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم
ياشباب كونوا اصحاب همة , اقتدوا بعمر بن عبد العزيز :
"إن لي نفساً تواقة، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه ،تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت_عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها،والآن تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها."
هنا في قصة عمر بن عبد العزيز مفهوم مهم يجب ان يكون لك هدف اساسي واهداف مرحليه وتدرج من خلال أهدافك المرحلية إلى هدفك الأساسي .
قصه وعبرة أحدثكم بها : عن قصة إسلام سلمان الفارسي رحمه الله تعالى :
سلمان كان يعيش في فارس وأبوه كان دهقان المجوس (أي كاهن المجوس -المسؤول عن نار المجوس) , أي كان ابن الكاهن الأعظم وكان ابوه يربيه على ان يكون الدهقان بعده وكان حريص ان لا يحتك ابنه بأي دين آخر غير الديانه المجوسيه
في يوم من الأيام طلب منه توصيل بعض الأغراض وفي الطريق مر على كنيسه فسمع اصوات وقراءات لايعرفها فتوقف وسألهم فبدؤوا يشرحون له عن الديانه المسيحيه فأعجبه وبدأ يتردد عليهم وعندما علم أبوه بذلك حبسه في البيت
وبعث إلى النصارى فقال لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام تجارًا من النصارى أعلومني به , فعندما قدم قال لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم.فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقا الحديد من رجله، وخرج معهم حتى قدم الشام،فبدأ يسأل عن أفضل واعلم وأعبد أهل هذا الدين ,فدلوه على شخص في الكنيسه فقدم إليه وقال :أحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك وأصلي معك
فدخل معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها شيئًا اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قِلال من ذهب، وأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع
ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعطِ المساكين منها شيئًا. قالوا: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا عليه. قال: فأريتهم موضعه، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقًا، فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبدًا
ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً يصلي الخمس أَرَى أنه أفضل منه، وأزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاً ونهارًا منه. قال: فأحببته حبًّا لم أحبه من قبله، فأقمت معه زمانًا، ثم حضرته الوفاة، قلت له: يا فلان، إني كنت معك فأحببتك حبًّا لم أحبه أحدًا من قبلك، وقد حضرتك الوفاة، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أحدًا اليوم على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلاً بالموصل وهو فلان، وهو على ما كنت عليه، فَالْحَقْ به.
وظل ينتقل من شخص للآخر , حتى توفي أخر شخص كان عنده فقال له سلمان عند وفاته فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حَرَّتَيْنِ بينهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فَافْعَلْ.
وبعد أيام مرت به قافله فأسرته واتخذته عبدا وباعوني لشخص من أهل المدينه وعندما دخل المدينة وجد صفات المكان الذي سخرج منه النبي المنتظر -الحرتين والنخل- وظل ينتظر خروج النبي ورضى بالرق في المدينة انظاراً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم حدثت الهجرة .
علمتني الحياة حتى تصل الى هدفك أن تذل نفسك على المؤمنين وأعز نفسي على أهل الفجور أذلوا انفسكم من أجل الحق من أجل الصحبه والجماعه الصالحه
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾ /المائدة
إحرص على مصاحبة أعلى الناس همة ، نكمل بعد الفاصل إن شاء الله .
* * *
في أحد ندواتي قالت لي فتاة :دكتور انا لااريد ان اتعب نفسب فالسعادة عي في الراحة
جاوبتها : أن الفلاسفه اختلفوا في كل شي إلا في أمر واحد وهو أن السعادة الحقيقه تأتي من العطاء وليس من الأخذ .
فأنا لو تعتبت أربع سنوات في كتاب ثم جاءتني النسخة الأولى من المطبعة أنسى كل هذا التعب ليتحول إلى سعادة الشعور بالعطاء .
تجربه نجاح عجيبة مرت في تاريخنا لأربعة شباب من قريش
اجتمع اربعة من شباب قريش على أستار الكعبة وهم عبدالملك بن مروان,ومصعب بن الزبير واخويه عبدالله وعروة..فاتفقو ان يقول كل واحد منهم أمنيته..فقال مصعب اتمنى ان احكم العراق ,فرد عليه اخوه عبدالله بقولة/: ارى همتك دنيئة أما أنا فأتمنى ان احكم العرب,
فقال عبدالملك بن مروان اما انا فأتمنى ان احكم الدنيا,
فقال عروة/ أرى همتكم دنيئة أنتم طلبتم الدنيا أما أنا اطلب الاخرة
فما ماتو الا وكل واحد حقق امنيته بعد توفيق الله,مصعب حكم العراق,وعبدالله حكم العرب,وعبدالملك كان أعظم خليفة في اعظم دولة الاموية أعظم دولة في العالم انذاك,وكان عروة بن الزبير من اعظم وأتقى علماء المسلمين
لاحظ طموح معه هدف محدد فلا تكونن طموحاتكم خيالية ولاتكونن هلامية . مما يقتل الهمة العوائق والتثبيط التي تأتي أحياناً بشكل حكمة ومن الحكم التي أكرهها جداً (مد رجليك على قد لحافك) لماذا ؟ ..
فإياكم والمعوقات والمثبطات التي تأتي باسم الواقعيه وخاصة جيل الشباب اذا واجهكم فشل فالنجاحات قادمة واذا أعاقكم عائق فالطرق كثيرة واذا أغلقت الطرق فالإبداع موجود وإذا انعدم الابداع فالكريم موجود فاستعينوا بالله ولاتعجزوا
من الحكم العطائيه لابن عطاء السكندري في كتابه الّذي هو من أعظم كتب الإيمانيات :
- الرجاء ماقارنه عمل وإلا فهو أمنية ..
الرجاء الصادق من مقامات اليقين وأنا أقدم الرجاء على الخوف ولست ممن يكثر العبادة لكني أؤمن برحمة الله وكرمه .. ونفهم الرجاء من قصة وفاة سيدنا بلال رحمه الله عليه حيث . قال لزوجته وهي تبكيه عند وفاته وتقول واحزناه: بل قولي وافرحتاه، غدًا ألقى .الأحبه محمداً وصحبه
الرجاء الحقيقي هو صدق اليقين بالله عز وجل واليقين الحقيقي بالله الحقيقي هو ما صاحبه عمل
وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يحث على محاسبة النفس فيقول :
((الكيسُ منْ دانَ نفسَهُ، و عملَ لمَا بعدَ الموتِ، و العاجزُ منْ أَتْبَعَ نفسَهُ هواهَا، و تمنَّى على اللهِ الأمانيَّ ))
الراوي: شداد بن أوس المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6468
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أمنيتنا بالجنة ورفعة الأمة وتحرير فلسطين رجاؤنا بالله عالٍ لكن يحتاج إلى العمل الجاد المخلص لله عز وجل . أتمنى أن تكونوا ستفدتم واستمتعتم من علمتني الحياة ، إلى حلقة قادمة بإذن الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته