لحظة عمل خير :هي اللحظة التي تعرف فيها أن أحدًا يحتاج إلى جهودك أو أفكارك أو وقتك، وهي لحظة عرض من الله يقول لك فيها أنه يحبك، وتوظيف وترقية من الله. هي اللحظة التي يصل فيها نفع الله لعباده عن طريقك أنت؛ ليستخلفك الله فيها
لحظات فارقة
يوم الهجرة خرج المهاجرين من بيوتهم لا يملكون شيء ويحتاجون إلى المساعدة فآوَاهم الأنصار وآثَروهم على أنفسهم وساعدوهم
ثابت بن أسلم كان صديق الحسن البصري ففي يوم جاء رجل احتاج مساعدة من الحسن البصري فبعثه إلى ثابت، فقال أنه مُعتكف وليس لديه وقت، فبعث إليه الحسن يقول: ألا تعلم أن سيرك في حاجة أخيك حتى تقضيها خير لك من ألف حجة
ليه يارب
حكمة الله من لحظة الخير أنها فرصة لتغلب ربانيتك على بشريتك، يُخرج فيها الله منا الإنسانية لمساعدة الناس وتلبية احتياجاتهم
خلي بالك
في هذه اللحظة إما تُسيطر بشريتك على ربانيتك ويمتلكك الشُح أو تستجيب وتُغلّب ربانيتك
مسار خاطئ
الشح: كالمنافقين في غزوة تبوك عندما طلب النبي من المسلمين التصدق، فسخروا من المؤمنين الذين كانوا يحاولون التصدق بأي شيء حتى ولو طبق صغير، وقالوا عن عبد الرحمن بن عوف بأنه يُرائي لأنه تصدق بمالًا كثيرًا لكي يساعد جيش النبي، وهم لم يريدوا إخراج المال وأصابهم الشح
التسويف:هو أسوء رد فعل، فأي أحد يستطيع عمل الخير إما بفعلِه أو بنقلِه، وقال علي بن أبي طالب "فرص الخير تمر مر السحاب فاقتنصوا فرص الخير"، والنبي لا يُحب التسويف، ففي يوم جاء إليه بعض الأعراب الفقراء وكانوا يريدون المساعدة، فعندما تأخرت الصدقات ظهر التضايق على وجه النبي فقام أحد الأنصار وتصدق ببعض الفضة فتصدق الناس من بعده فقال النبي "أنه من سن سُنةحسنة فعمل بها بعده كُتب له مثل أجرمن عمل بها لاينقص من أجورهم شيء" رواه مسلم
مسار ربّاني: وأفضل رد فعل ربّاني هو "وسارعوا" لذا سارع إلى الخير فالله جعلك من جنوده واستخلفك في الأرض والله هو صاحب المال فاطمئن. وخذ هذه الخطوات سريعًا
1- اسال جيدًا هل هذا الإنسان مُحتاج؟
2- ساعد بقدر الوسع: افعل الخير على قدر وسعك ومقدرتك ولو لم تقدر فانقله إلى غيرك فُيحسب لك أيضًا، قال تعالى: {وَلَانُكَلِّفُ نَفْسًاإِلَّاوُسْعَهَا..} (المؤمنون:62
3- تعود على الخير وسارع إليه: تعود على الخير واستخلاف الله لك واجعله سببًا في عتقك من النيران
لحظة من القرآن
الخير هو صفة الأنبياء كما قال ربك، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَاإِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَالزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَاعَابِدِين} الأنبياء: 73
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَ رَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:90)، فالله استجاب دعوة نبيِه فكان يُسارع في الخيرات، والله لايكلفك فوق طاقتك في الخير{وَلَانُكَلِّفُ نَفْسًاإِلَّاوُسْعَهَا..} المؤمنون:62
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَايَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الحشر:9)، فلا يُصيبنّك مرض الشُح والبخل وغلّب ربّانيتك على بشريتك
المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3198