فهد الكندري: ضيفنا اليوم هو أحد أنشط دعاة بريطانيا، تأثّر بسورة عظيمة الأجر، كثيرة المعاني، قليلة الكلمات.
يوسف: السلام عليكم، اسمي يوسف تشامبرز، عمري ٥٠ عامًا، اعتنقتُ الإسلام من حوالي عشرين عامًا، أعيش في بريطانيا، وبالتحديد أعيش في ليستر حاليًّا، وأنا مؤسس إحدى أمانات الأكاديمية الإسلامية للدراسات والبحوث، وأنا سعيد جدًّا كوني مسلم!
فهد الكندري: أريد أن أعرف حياة يوسف أو حياة تشامبرز قبل الإسلام كيف كانت؟
يوسف: في حقيقة الأمر، لم تكن هناك حياة، كيف تكون لك حياة وليس لك هدف معيّن؟ إذا كنتَ في رحلة وقلتُ لك أنا مسافر ولكن ليس لي وجهة محددة! هل هذا معقول؟ بالطبع لا! ونحن لا نسأل حتى مَن وضعنا في هذه الرحلة؟ كنتُ كمن حُبِس في غرفة مظلمة، ويداه مغلولتان، وعيناه معصوبتان، وأذناه مصمومتان، وفمه مكمم.. كنتُ على هذا الوضع لمدة ٢٦ عامًا داخل تلك الغرفة!
فهد الكندري: نقطة التحوّل في حياته عندما تعرّف على فتاة في الجامعة وكوّن علاقة قويّة معها.
يوسف: وفجأة، عندما حسبتُ بأني صرتُ أملك كل شيء بعلاقتي معها، قالت لي: انظر! ابتداءً من الغد لا أريدك أن تحضر إلى مسكني! تعجبتُ! كيف أن شخصًا يميل لشخص ما ثم يقول له ابتعد عني! هذا ليس منطقيًّا! وتابعتْ: إن هذا ما يمليه عليّ ديني، فأجبتها إما أن دينك خطأ أو أنتِ مخطئة وأنك اخترت الطريق غير الصحيح.. قالت: لا تقلّل من قدر ديني، ولا تفرغ غضبك على ديني! قلتُ: دعيني أفكر في هذا.. أردتُ البحث في دينها، لأجعلها تحبني أكثر.
فهد الكندري: ذهب يوسف إلى المسجد ليتعرّف على الإسلام، وجد هناك شخص فسأله عن الإسلام، فأعطاه كتب كثيرة، فقال له هذا هو الإسلام، اقرأ!
يوسف: ولمدة أسبوعين، كنتُ عاكفًا أقرأ عن الإسلام، كل نواحي الإسلام، من الصلاة، والقرآن، من سنة الرسول ﷺ، من السيرة، من التاريخ.. قرأتُ عن جوانب عديدة ولمدة أسبوعين كاملين، ولم أكن أفعل شيئًا سوى القراءة عن الإسلام، وفي أحد الأيام، قرأتُ عن رمضان والصيام في رمضان، فقررتُ أن أصوم، وسبحان الله، في ذاك اليوم شعرتُ كأن أحدهم قد أزاح العصبة عن عينيّ! وكنتُ صائمًا في رمضان! كنتُ صائمًا لله سبحانه وتعالى، في ذاك الشهر وذاك اليوم.. كأنما أحدهم فتح باب الغرفة المظلمة، التي كنتُ أشعر بأني قابع فيها، وأزاح العصبة عن عينيّ، وأخرج السدادة التي كانت تسد أذنيّ، وفك الكلابة من فمي، وصرتُ أرى كل شيء بوضوح، لحظة التحوّل في حياتي كانت حقيقة عندما صمتُ في رمضان!
فهد الكندري: ومن خلال بحثه الطويل وقراءته العميقة عن الإسلام، تأثّر الشيخ يوسف تشامبرز بسورة الفاتحة وأيضًا الإخلاص.
يوسف: قرأتُ سورة الفاتحة، ،The Opening ومن المناسب جدًّا تسميتها تلك، لأنها مدخل لفجر جديد، طريق جديد وحضارة، أول شيء قمتُ به هو مقارنتها بالصلاة الربانية في الديانة المسيحية، لتشابههما ولكن في الأخيرة بعض الغموض، عندما قرأتُ الفاتحة، كانت لحظة وضوح وجلاء لي.. والسورة الأخرى التي تأثرتُ بها هي سورة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد}، الإخلاص، لأنها تعريف مباشر للإسلام، ليس هناك أبسط ولا أيقن من الإسلام في تعريف وحدانية الله سبحانه وتعالى.
فهد الكندري: بساطة ووضوح سورة الإخلاص، هي التي أسرت قلب شيخ يوسف، هل تأملنا هذه السورة القصيرة، هل تدبرناها، هل عرفنا معانيها التي تتكلم عن وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن لا نشرك معه أحد؟
يوسف: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.. قل أيها الرسول محمد ﷺ بأن هناك إله واحد فقط! هذه رسالة بسيطة.. ولكنها جازمة، ليس هناك سواه قطعًا! تلك الآيات أثّرت فيّ حقيقة، وبقيتُ أقرأها وأعيدهم مرات ومرات ربما أجد فيها فكرة معقدة خفيتْ عليّ! لماذا هي بسيطة هكذا.. لتكون الرسالة موجهة للكون كله يجب أن تكون بسيطة!
فهد الكندري: شيخ يوسف ماذا يمثل لك أنت القرآن في حياتك، وماذا يمثل لك القرآن في دعوتك؟
يوسف: أولًا إذا أخذنا بعين الاعتبار عندما نشتري شيئًا، مثل الهاتف المحمول، اشتريته من المحل وهو في علبته، وعندما فتحتَ العلبة وجدتَ الهاتف ولم تجد كتيب تعليمات التشغيل، كيف تشغله؟ ستحاول معه ربما لمدة عام، وربما استفدتَ منه بنسبة ٢٠٪ إلى ٣٠٪ من طاقة تشغيله.. في حياتنا، القرآن هو دليل إرشادنا، إذا لم يكن لديك دليل، ابحث عنه لكي تجده! إذا لم تستطع أن تجده، فحياتك قد فقدتْ معناها.
فهد الكندري: ونطق بالشهادة وعمره ستة وعشرون سنة، وبسبب تنقّل الشيخ يوسف بين الكثير من الديانات، أمه لم تهتم بإسلامه، فتوقّعتْ أنه سيغيّر الإسلام كما تنقّل بين بقيّة الديانات.
يوسف: وفي إحدى المرات جئتُ للمنزل وأنا مسلم، وأمي في ذلك الوقت لم تأخذ الأمر بجدّية، وفي إحدى الأيام رأتني وأنا أتحدث عن الإسلام في التلفاز! (يضحكان) وعندما رأتني كذلك، أصيبتْ بالهلع.. فاتصلتْ بعائلتي على الهاتف وقالت: تيم - اسمي كان تيم - تيم في التلفاز ويتحدث عن الإسلام، لقد أصبح من الأصوليين! (يضحكان) لأنها كانت خائفة.. ولذلك ولمدة عشرة أعوام كانت علاقتي مع أمي وعائلتي صعبة، كانوا يظنون أبي خطبًا ما، والآن أي شيء تريده تأتي إليّ للمساعدة ولا تذهب لأحد آخر، وقالت لأختي أنها فخورة بي! (يضحكان).. الحمد لله، بعد الصبر الجميل.. كل ما عليك فعله هو التحلّي بالصبر.
فهد الكندري: يعمل الشيخ يوسف في مؤسسة ايرا الدعوية، زرت هذه المؤسسة واطلعت على أنشطتهم، وإصداراتهم الدعوية، فعلًا كان أسلوبهم في الدعوة عقلاني وراقي.
يوسف: يوجد هنا الكثير والكثير من الأشياء، وهي وسائل للدعوة، فمثلًا هذه علبة هدية مصممة تصميمًا جميلًا، one reason GIFT BOX وعندما تهديها لغير المسلم سيقول: واو! هذا شيء جميل! ماذا يوجد بداخله؟ - فهد الكندري: (يضحك) ما شاء الله، صحيح ما شاء الله أصلًا الألوان.. ألوان الـ this color is very beautiful يعني الألوان ما شاء الله جميلة، ورائعة أي واحد يشوفها يلفت الشيء نظره فيجد ان داخل هذا الشيء هو دعوة إلى الله سبحانه وتعالى.. ما شاء الله - الحمد لله.. ونحن ندرب من معنا بأن يضعوا بداخلها الهدية التي يريدون، حلوى الشوكلاته، عطر، أي شيء ثم يهدونها لأصدقائهم، وهنا دعوة للتفكير الحر، [بطاقة مكتوب عليها: THINK OUTSIDE THE BOX] فكّر خارج الصندوق، يجب أن تفكر، ما المرجو من هذه الحياة؟ ومن أنت؟.. هذا الصندوق، عن الله سبحانه وتعالى، لماذا يجب أن نؤمن بالله؟ في مكتبنا هذا ، نضع نصب أعيننا هذا الواجب، وهو توضيح رسالة الإسلام الجميلة والبسيطة للناس، ونحن ننتهج أسلوبًا عقلانيًّا ومنطقيًّا للناس وذكيًّا في نفس الوقت، ليست دعوة تثير العواطف، هذه دعوة ذكية للخالق المبدع، هذا ما ننفذه هنا في هذا المكتب. وهذه عن وجود الله سبحانه وتعالى، لماذا الله سبحانه وتعالى موجود؟ الأدلة على وجوده، الإثبات العقلاني لهذا الوجود، وهذه مقدمة بسيطة عن القرآن، مقدمة عن أهم الأجزاء التي وردت بالقرآن، وهذا قمنا بتصميمه من فكرة الرجل الذي يرتدي السروال الداخلي الأحمر! وهو عبارة عن كتاب يُعطى لغير المسلمين، لماذا؟ لأنك لو كتبتَ على الغلاف إسلام، قرآن، محمد ﷺ، سيقولون مباشرة: اوه.. لا.. شكرًا لك.. سلام عليكم! (يضحك الشيخ فهد)
iera ISLAMIC EDUCATION & RESEARCH ACADEMY www.iera.org.uk
فهد الكندري: لفت نظري اهتمامهم بالمهتدين الجدد، والحرص على تثبيت الإيمان في قلوبهم.
يوسف: سبحان الله هذا جدّا مطلوب ونحن بحاجة لذلك، لأن كثيرًا من المسلمين الجدد يتركون الإسلام، لماذا؟ لأن المسلمين لا يراعونهم كما يجب، فمثلًا قد ينطق أحدهم بالشهادة وهو لا يزال يشرب الخمر، هو لا يعلم! وآخر لا يزال مع اثنتين من الصاحبات! والله أعلم، فكيف تتصرف مع حالات كتلك؟ تنهاهم سريعًا؟ لا! أولًا يجب أن تدلهم كيف يبنون علاقتهم مع الله سبحانه وتعالى، اجعل قلبك يتعرف على الذي خلق!. وهذا أيضًا صممناه، اسمه دليل الجيب للدعوة POCKET DAWAH MANUAL، وهو تطبيق مبسط لمن يرغب بالدعوة، تتعلم منه ثم تتصل بغير المسلمين وتدعوهم للإسلام، سهل الفهم - فهد الكندري: ما شاء الله تبارك الرحمن - هذا القميص يهدف لفتح نقاش حول الدعوة، لأنه في أكثر الأحيان الناس في الغرب لا يرغبون في الحديث عن الإله، ليسوا بمهتمين، ولكن، نحن نثير اهتمامهم عندما نلقي عليهم سؤالًا: هل الحياة مجرّد لعبة؟
IS LIFE JUST A GAME?
ثم نقول: موقع www.onereason.org يجيب عن هذا التساؤل، يوضح هدف الحياة، فعندما يرى أحد هذا القميص على المتطوع فيسأل نفسه، هل الحياة لعبة؟ ومن ثم يدخل الموقع ليعرف ماذا سيقال، سيذهب للموقع أو سيتناقش مع المتطوع الذي يلبس القميص.
فهد الكندري: ما شاء الله.
فهد الكندري: استغلال الأحداث العالمية، والدخول للمدعو من الباب المحبب له، من الوسائل الذكية في الدعوة، كما فعلوا في استغلال كأس العالم!
[مشهد]
THE WORLD'S GREATEST PLAYERS DESCEND UPON BRAZIL
WHILST BILLIONS WATCH, A CHOSEN FEW WILL CHANGE THE GLOBE
(صوت أذان)
WHAT'S YOUR GOAL?
LONDON 5th JULY
#GLOBALDAWAHDAY
SATURDAY 5TH JULY
REGISTER NOW!
Visit: www.missiondawah.com/gdd
يوسف: هذا يا شيخ قميص خاص قمنا بتصميمه ليساعد المسلمين بالدعوة في كأس العالم بالبرازيل، انظر إلى هذه، ما هو هدفك؟
WHAT'S YOUR GOAL?
يا شيخ، هل هو الدنيا؟ هل هو الآخرة؟ (يضحك)
فهد الكندري: الله!.. ما هو الهدف؟ ما شاء الله تبارك الرحمن، هذي فعلًا مهمة الآن لكأس العالم، هذا التيشيرت المهم اللي عملوه ما شاء الله للدعوة في كأس العالم، ما المكتوب هنا شيخ؟ (في القميص من الخلف)
يوسف: وهذه يا شيخ، ما هو فريقك، فريق كرة القدم الذي لديك هنا؟ المدافعين فيه هم: التعليم، الصحة، أطفالك يجب أن ترعى أطفالك، الشهرة، الحب، المرح، المنزل، الثروة، السفر، كرة القدم، ما الذي تعيش من أجله؟ من الذي خلقك؟ وما الذي تعيش من أجله؟ وما هو هدفك من الحياة؟
[مكتوب في وسط القميص]
YOUR CREATOR ASKS:
”Did you think that We have created you without purpose, and that you would not return to Us?” QURAN 23:115
وهدفنا في البرازيل يا شيخ، بأن يصل الرقم إلى عشرة مليون شخص، بإذن الله - فهد الكندري: ما شاء الله - لمَ لا؟ - فهد الكندري: لا.. نعم why not؟ نعم، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيز!
فهد الكندري: رسالة إلى كل شخص مقصّر في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، سألت الشيخ يوسف، لماذا أنت مهتم بالدعوة؟ ماذا وجدت في هذه الدعوة؟
يوسف: ستجد البركة والرحمة، ستجد حلاوة الإيمان الحقيقية عندما تدعو الناس لله! أجمل لحظة هي حين يدرك الشخص ويفتح الله سبحانه وتعالى قلبه، وترى بعينك وتغلبك الدموع.. لأنه تعلم أنه لا يد لك في هذا، هذا أمر بين الله سبحانه وتعالى وبين قبل الشخص، ولو لم أدعو أو أتكلم عن الدعوة، ولو لم أتعلم العمل الدعوي، لأصابني الحزن.
[iera CHANGING THE WORLD THROUGH DAWAH Yusuf Chambers]
فهد الكندري: ما هي أمنية شيخ يوسف؟
يوسف: هي أمنيتي ولكن يجب أن تكون أمنية كل مسلم، أنا أعرف أنها أمنية كل أهل الدعوة بأن تكون هنالك آلية موحدة، أن يكون هنالك أمير واحد للدعوة، أمنيتي أن ننظم حدثًا في كل مدينة مسلمة على الأقل مرة في السنة، ويأتي الدعاة من كل أنحاء العالم ويجتمعون للحديث عن الدعوة، ويبحثوا آليات الدعوة ويتبادلون الأفكار والقصص وما إلى ذلك.
فهد الكندري: بإذن الله نحقق لك هذي الأمنية موقع نون www.nquran.com إخوانك في موقع نون الإلكتروني القرآني المتخصص في القراءات بإذن الله عزّوَجلّ سيشارك معك في كل مؤتمر ويدعمك في كل مؤتمر ويشارك معك في جلب الدعاة بإذن الله عزّوَجلّ، سعيد جدًّا في لقائك، بارك الله فيك يا شيخ يوسف - يوسف: بارك الله فيك - الله يحفظكم يا رب