الحقوق محفوظة لأصحابها

فهد الكندري




سارة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمي لورن بوث، أنا صحفية بريطانية ومذيعة وناشطة في حقوق الإنسان، أنا متزوجة، وهبني الله بنتين، هولي وألكساندرا، كنتُ متزوجة من قبل ولديّ طفلتان هما الآن في الحادية عشرة والثالثة عشرة، تطلقتُ من والدهم قبل أن أدخل الإسلام، والحمد لله أنا متزوجة الآن من رجل مسلم.



فهد الكندري: وهي تحب أن نناديها بعد إسلامها باسم سارة، وسيكون خطابي لك دائمًا في هذا اللقاء باسم سارة بإذن الله عزّوَجلّ.



فهد الكندري: عاشت سارة طفولتها مع والدين غير ملتزمين بتعاليم المسيحية، وكان والدها مدمنًا للخمر، وأمها عارضة للأزياء، ولكنها منذ الصغر كانت تشعر بوجود إله لهذا الكون.



سارة: منذ أن كنتُ في الخامسة، وأنا صغيرة جدًّا جدًّا، كنتُ أحب أن أصلي! كنتُ أحب التحدث من الله! كنتُ موقنة بقلبي بوجود إله واحد! ليس ثلاثة، ولا اثنان في واحد، ولا أيًّا من هذا.. ولكن الوسط الذي نعيش فيه في الغرب لا يساعد! كيف تحافظ على هذا الرابط في قلبك؟





فهد الكندري: بدأت قصة أختنا سارة مع القرآن في فلسطين، حين زارتها زيارة صحفية، فوجدت القرآن موجود في كل بيت.



سارة: هناك قابلتُ أناسًا يعانون من الفقر.. وهم يعيشون تحت وطأة الاحتلال.. والأمهات مثكولات بموت أبنائهن أو هم في السجون أو معوقين، كل هذا ولم يعرفوا اليأس.. كل من قابلتُ كان يملؤه الأمل، والدفء، كانوا يشعرون بالسعادة.. أكثر مني! أكثر ما لاحظتُ هو وجود ذاك الكتاب.. في كل بيت! كان يوضع دائمًا في مكان مميّز بالبيوت، ويقولون: هكذا يأمرنا كتابنا بالتصرف.. فخُيّل لي بأن هذا الكتاب لا بد وأن يكون دليلهم ليحسنوا التصرف.. في ذلك الوقت لم أكن إنسانة جيدة! ففكرت، ربما هذا الكتاب المرشد، القرآن، قد يساعد كل الناس.



فهد الكندري: ذهبتْ سارة للتسوق قبل رجوعها إلى بريطانيا، ومن ضمن قائمة التسوق وضعتْ القرآن للفضول والاطلاع، اشترته وعند رجوعها إلى بيتها فتحتْ المصحف.



سارة: كان هذا في عام ٢٠٠٦، كنتُ حينها أحتسي الخمر وأدخن، أنانية، وأبحث عن المتعة، وأنا أفتح القرآن، بغطرسة، قلتُ: حسنًا.. دعنا نرى ما لديك.. لم أُقبل مسالمة، بل أقبلتُ بخُيلاء! وقرأتُ، سورة هود الآية ١٢٠: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.. واو.. لقد أُصبتُ بالرعب!

فهد الكندري: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}











فهد الكندري: هذا قدَر الله سبحانه وتعالى لها، بأنه تم تخويفها في هذا الوقت، لأن الله سبحانه وتعالى يعلم بأنه خيرًا لها، فالقرآن الكريم يحتوي على الترغيب، ويحتوي على الترهيب، فالله سبحانه وتعالى أعلم بما هو خير للبشر.



سارة: كل الصفحات كانت تخبرني بأني آثمة ومآلي إلى جهنم! وأن الله غاضب مني، عندما بدأت رحلاتي إلى الشرق الأوسط كصحفية ومراسلة أخبار، تأثرتُ بالتعبيرات الواضحة لسلوك الناس، كنتُ في رام الله، في أول زيارة لي للضفة الغربية، ولم يكن لدي معطف، بسبب قصة طويلة.. وكنتُ أرتعد من البرد، فاقتربتْ مني امرأة كبيرة في السن قائلة: يا الله يا الله اِمشي اِمشي.. وأخذتني إلى منزلها، لم أصدق ما حدث! لم أصدق بأن يحدث معي مثل هذا في القرن الحادي والعشرين.. مستحيل! هذا مثال للكرم الذي ينبغي أن نعطي بعضنا البعض كتطبيق لتعاليم القرآن الكريم.













فهد الكندري: في ألفين وثمانية، كانت لها زيارة أخرى إلى فلسطين، وكانت لهذه الزيارة أثر كبير على أختنا سارة لأنها كانت في رمضان، وفي هذه الزيارة زارت إحدى العوائل الفلسطينية هناك.



سارة: وطرقتُ بابهم، وفتحت الأم الباب هكذا: (وهي تبتسم) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فَضَّل! (تفضلي).. كانت مليئة بالنور.. كانت تشع بالضوء.. وعيناها مشرقتان.. حتى جلدها بدا برّاقًا! فتحتْ الباب كأنما تستقبلني في قصر تاج محل! كأنما هي في أكثر الأماكن جمالًا في العالم! وعندما دخلتُ بيتها، فماذا وجدتُ يا شيخ؟ لا شيء..! غرفة كهذه ولكن فارغة! فقط الجدران والأرض والسقف، وسجادة عليها إفطار لعشرة أشخاص.. وماذا كان الإفطار؟ صحن بلاستيكي به حمّص، وآخر به خبز، وثالث به سلطة، فجلستُ معهم ثم أبَيْتُ الأكل، قلتُ لا لا لا لا لا.. واللهِ بذلتُ أقصى جهدي لأرفض! كلما حاولتُ ألا آكل يا شيخ، كانت هي تعطيني المزيد، قالت: أنتِ ضيفتنا، وأعطتني الكثير! ولم تقبل رفضي، وأكلتُ، وشعرتُ بالغضب.. غضبتُ من الإسلام! وغضبتُ من الكتاب! الذي يطلب من الناس أن يجوعوا لمدة ثلاثين يومًا.. غضبتُ، لمَ يطلب القرآن من هذه المرأة المُعدَمة بأن لا تشرب الماء، وكل ما لديها هو ماء قذر.. سألتها، لمَ تصومين في رمضان؟ لماذا؟ ما الحكمة؟ قالت لي: أصوم في رمضان لأشعر بالفقراء..؟ الله أكبر! هذه المرأة التي لا تمتلك شيئًا في هذه الدنيا.. ولا شيء! وربما لن تمتلك شيئًا في حياتها.. تروّض قلبها ليتواضع وتستشعر بمن هم دونها! ما هذا؟ هذه المرأة التي لم تعرف سوى المحن، تريد أن تشكر الله بأن تجعل بطنها خاوية.. تشكره على الجوع! ما هذا؟ وفي تلك اللحظة يا شيخ، فكرتُ.. إذا كان هذا الإسلام، فأنا أريد أن أسلم!





فهد الكندري: استمر أثر هذا الموقف في قلبها، لكنها لم تُقْبل على الإسلام إلى الآن، وفي يوم من أيام رمضان، دخلتْ مسجدًا في لندن مع صديقتها، للاطلاع على أجواء المسلمين في رمضان، وكان هذا في عام ألفين وعشرة.



سارة: ثم دخلتُ المسجد، تعرف الوقت رمضان، والمسجد يكون ممتلئًا، جلستُ أراقب، وأنا جالسة، أحسستُ كأني أجلس تحت شلال من السلام والطمأنينة! خفتُ من هذا الشعور الجميل الذي يعني شيئًا واحدًا.. الإسلام هو الحقيقة! وبعد أسبوع، كنتُ بلندن في مسجد آخر، أنطق بالشهادة!



فهد الكندري: ونطقت بالشهادة في مسجد كبير بلندن، وقابلتْ هناك الإمام والمؤذن.



سارة: وقد أجلسوني وتحدّثوا معي.. وشرحوا سورة الفاتحة، بأنها مفتاح الصلاة وبدايتها.. وشرحوا لي معانيها.. [Bismillah al rahman al rahim: In the name of Allah, most gracious, most compassionate...] طوال الوقت وهم يتحدثون كنتُ أحس بأن الغرفة.. ثقيلة، نعم وممتلئة، نعم كان هناك إحساس في الغرفة.. ربما السلام.. واو.. كان مدهشًا، وسأقول كلمات كبيرة جدًّا، أشهد أن لا إله إلا الله... وتتوقع أن الرعد سيدوّي بعد قولك (تقلّد صوت الرعد)، كلمات لها ثقل حقيقي! هناك حقيقة أساسية تُدرَك.. حقيقة لماذا وُلدنا..؟ لماذا نحن موجودون..؟ وماذا علينا أن نفعل في الحياة..؟







فهد الكندري: أجمل ما في قصة سارة، لما أخبرتْ ابنتيها بأنها دخلتْ الإسلام.



سارة: حينها كانتا في العاشرة والثامنة، قلتُ لهما والدتكما تريد أن تكون مسلمة، ما رأيكما؟ قالتا: لدينا ثلاثة أسئلة، السؤال الأول: عندما تصبحين مسلمة هل ستظلين أمنا؟ قلتُ: نعم وسأكون أُمًّا أفضل! السؤال الثاني: حينما تصبحين مسلمة هل ستستمرين في شرب الخمر؟ قلتُ: لن أقرب الخمر مرة ثانية أبدًا! السؤال الثالث: عندما تصبحين مسلمة هل ستظلين ترتدين ملابس تكشف جسدك؟ قلتُ لهما: لماذا تسألانني هذا السؤال؟ فأجابتْ ابنتي هولي: لأنك دائمًا ترتدين ملابس تُظهر رقبتك وصدرك، ونحن نكره ذلك ونريدك أن تتوقفي عن ذلك! قلتُ: انظرا، عندما أصير مسلمة سألبس ملابس محتشمة خارج المنزل، قالتا: نحن نحب الإسلام.. هذا ما حدث! الحمد لله بناتي أصبحن مسلمات ويصلين معي، سبحان الله!



فهد الكندري: بعد الإسلام رجعتِ وفتحت المصحف، بمرّات وكرّات كثيرة وعديدة، ماذا وجدت المصحف بعد الإسلام؟

سارة: لقد كان كتابًا مختلفًا تمامًا عن ذي قبل! - فهد الكندري: الله أكبر - مختلف ولكن بنفس قوة المخاطبة.. أرى وأسمع عظمة الله فيه، أسمع الحزم ومغبة الجزاء، ولكن الآن ظهر أيضًا ما فيه من حُسن، بدأ يظهر كلام عن الجنة، كل ما كان عليّ عمله هو التغير.. - فهد الكندري: الله أكبر - الله أكبر (ابتسامة)











فهد الكندري: أنت ما شاء الله من عائلة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، كان متزوّج أختك، وهذا له مكانة اجتماعية كبيرة على أختك وعلى العائلة، هل كان له أثَر عليك، سلبًا أم إيجابيًّا عند دخولك الإسلام؟

سارة: ومع الأسف الشديد صهري -توني بلير- شارك في بعض الجرائم ضد البشرية في القرن المنصرم، يمكن أن نفكر في العراق وأفغانستان.. هذه جرائم ضد الإنسانية، والذين يستفيدون ويتاجرون ويكسبون من مال العراق هم من عائلتي، كيف يمكنني التعامل مع هذا؟ كيف يمكن أن يكون رد فعلي؟ صرتُ أتجنب توني بلير، قلتُ: خلاص.. هذا غير جيد، من منطلق المبادئ السياسية والإنسانية، هذا ليس بجيد، وبعد أن نطقتُ بالشهادة، قال لي الجميع: الله يمنعنا من قطع الرحم، أمرنا بالرحمة.. ثم قرأتُ آية يقول فيها الله بكل وضوح.. لا، عندما يتجاوز أهلك ويظلموك، هذا هو الحد الفاصل! عندما تُظلم، يجب أن تتحقق من نفسك، هل تَظلم؟ أحسستُ بارتياح، وفكرتُ بحكمة، لستُ مضطرة بأن أقبل الظلم على الناس أيًّا كان ومهما كانت قوّتهم وقربهم مني.

فهد الكندري: سبحان الله هذه الآية اللي ذكرتيها سبحان الله، في حياتك مهما كانت شخصية الإنسان ومهما كانت مكانة الإنسان، الله سبحانه وتعالى ذكرها في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} (١٣٥).















فهد الكندري: أصبحتْ قراءة سارة للقرآن مختلفة، مع أنها لا تجيد قراءة اللغة العربية، ولكن رسائل القرآن، تصل مباشرةً إلى القلوب.



سارة: إذا تركتُ القرآن ليومين، أشعر بلذعة الحياة! كمن يمشي فوق الزجاج! تصيبك من كل جانب أشياء تؤذيك، تطعنك طعنات خفيفة.. تَعرف، تكون.. أنا سأكون عُرضة لأثرها المباشر..

فهد الكندري: الله سبحانه وتعالى يقول: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (البقرة: ٢٧٥) (يقرأها مُرتِّلًا)

سارة: شيخ، أعلم أن هذا اختيار غريب، أن تختار آية ليست ذات دلالة روحانية، آية عملية من القرآن، أعلم أن معظم الناس يتجهون نحو الآيات التي تتحدث عن الجنة، أو آيات التحذير من جهنم! لكني عندما قرأتُ هذه الآية أول مرة شعرتُ بعظمتها، والسبب في ٢٠١٠ كنا نتحدث عن انهيار البنوك العالمية، بدا لنا أن الاقتصاد في الولايات المتحدة على وشك الانهيار، اليوم كل العالم يتعامل بالربا، الكويت فيها ربا! المسلمون يتعاملون بالربا! كل ما نشتريه اليوم، أصحاب المحلّات يبيعونه بالربا، الله أكبر! كيف نطهّر أنفسنا؟ الربا قد افترس عالم رجال الأعمال، افترس البشرية، وحوّلنا لعبيد! نحن عبيد بسبب الربا، (تقول بالعربية): نحن عبيد الربا!







سارة: قد تعجبون من أناس أمثالي اعتنقوا الإسلام! دعوني أخبركم، قبل ثلاث سنوات لم أكن ألبس الحجاب، قبل ثلاث سنوات لم أكن أفكر بدخول الإسلام! أجبني، هل تشتري سيارتك ممن يكره السيارات ويفضّل عليها الدراجات الهوائية، أم من خبير في السيارات؟ لا تذهب لمن قد حسم أمره وقرر كراهية الإسلام! اذهب للمسجد وتحدث مع الإمام، اطّلع على القرآن بنفسك، واسأل الله الهداية قبل كل شيء! هذا كل شيء، وربما تجدك الحقيقة! (تبتسم)



فهد الكندري: أختنا سارة، شكرًا لك من القلب، أنا وفريق العمل، أريد أن أعرف أمنية أختنا سارة.

سارة: لقد أسستُ مشروعًا خيريًّا باسم بيس تريل ،Peace Trail في المملكة المتحدة، وننوي العمل لخدمة هذه المنطقة، فالله يقول في القرآن أن الأقربين أولى بالمعروف {قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} (البقرة: ٢١٥) بالطبع قلبي مع غزة ولكن حياتي هنا، والله أوجدنا هنا لنؤدّي الرسالة، منذ فترة ونحن نسعى لشراء منزل ليؤوي ما بين ستة إلى عشرة أخوات مع عائلاتهم، الكثيرون يدخلون الإسلام هذه الأيام، خمسة آلاف كل سنة! وأقسم لك بالله، الأخوات يعانين كثيرًا، وبعضهم يسيء أزواجهن المسلمين معاملتهن، عسى أن يغفر الله للجميع، وفي بعض الأحيان تطردهن أسرهن، وليس لديهن مكان يؤويهن، والمجتمع المسلم هنا يا شيخ، لا يقدر على تلبية احتياجاتهن، وينفطر قلبي عندما أرى أخواتي حديثات الإسلام يلجأن للكنيسة لتُعيلهن! وتقوم الكنيسة بكل متطلباتهن! لذلك أسأل الله أن يمدهن بالعون.. كل ما يحتجن.













فهد الكندري: بعد أن علمت بأن موقع نون سيساهم معها في مشروعها الدعوي، فرحت سارة فرحًا لا يوصف.



سارة: شيخ هل أنتَ جاد؟ هل أنتَ جاد؟ - فهد الكندري: نعم نعم نعم بإذن الله عزّوَجلّ - أتدري ما مقدار أهمية هذا؟ هناك أخوات يتركن الإسلام حاليًّا! وبعضهن لجأن للدعارة أو المخدرات لأننا لم نهيئ لهن مثل هذا.. أعرف عائلات بحاجة للانتقال لتلك المنازل في هذه اللحظة! تَعرِف، قبل أن ننهي هذا اللقاء، وقبل أن تقول لي ما قلتَ، دعوتُ الله تعالى، سألتُه، اللهم رجوتك، مد لهؤلاء الأخوات بالعون، وأجدك تقول هذا الآن، لا أستطيع تصديق ذلك! الله.. بل أستطيع.. أستطيع.. يا للدهشة! واللهِ هذا ما حدث بالحرف الواحد، دعوتُ الله عندما صعدتُ للطابق العلوي! كنتُ أرجو مساعدتهن.. سبحان الله هذه أنباء عظيمة، أن نساعد مجتمعنا المسلم هنا! واللهِ..! أشكُر الله