لحظة المرض
هي لحظة ألم الجسد وضعف القوى، قال تعالى " وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا" {النساء 28}. فالأصل في الإنسان الضعف، والمرض هو لحظة ضعف وابتلاء لا بد منه
ليه يارب
1- لأن لحظة المرض يُدرك الإنسان سر مُلكه الذي منحه الله له، ألا وهي الصحة التي هي تاجُ فوق رؤوس الأصحاء
2- لأن لحظة المرض هي لحظة فزع ورجوع إلى الله
خلي بالك
لحظة المرض إما أن تقودها فتعيشها على مُراد الله منك فتكون المريض الأواب، وإما أن تجرفك وتقودك هي وتعيش وقتها أنت المريض المُعترض
المريض المُعترض : هو رد فعل غير صحيح مع لحظة المرض، فهو إنسان نسي كل ما أنعم الله عليه في لحظات صحته وقوته، فظل يشتكي خالقه لخلقه، وغابت عنه حكمة الله من هذا المرض الذي أصابه، قال (صل الله عليه وسلم) "لا يَتمنَّينَّ أحدُكمُ الموتَ مِن ضُرٍّ أصابَهُ ، فإن كانَ لا بدَّ فاعِلًا ، فليقُلْ اللَّهُمَّ أحيِني ما كانتِ الحياةُ خَيرًا لي ، وتوفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خَيرًا لي
المريض الأواب : هو من عاش لحظة مرضه على مُراد الله، لأنه أدرك الحكمة من تلك اللحظة فكان على مُراد ربه منه
ولتكون على مُراد الله منك لحظة المرض، افعل الآتي
1- اسكن وراجع نفسك : لحظة المرض هي لحظة سكون نفسي ومراجعة لنفسك عما فعلتهُ في حياتك
2- اظهر الرضا لربك : قال (صل الله عليه وسلم) "حينما كان يعود مريض، ابشر إنَّ اللهَ قال ناري أُسلِّطُها على عبدي المُؤمِنِ لِتكونَ حظَّه مِن النَّارِ في الآخِرةِ"
3- تداوى مُستعينًا باسم الله الشافي، وخُذ الدواء فهو عبادة الوقت، وأحسن الظن بمن بيده الشفاء فهو الله الشافي
لحظة فارقة
طبيبُ ناجح في سن الشباب ومن أمهر أطباء سنهُ، أصابه زهو بسبب نجاحهِ لدرجة أنه كان يمّنُ على من يعالجهم، وفي سن الأربعين أصابه فيروس أجلسه في الفراش، فغضب غضبًا كثيرًا، وكان ينزعج مِن مَن كان يزوره ويدعوا له بالشفاء، لشعوره بالعجز أنه لا يقدر على علاج نفسه ولا من حوله من أصدقائه الأطباء، وفي يوم جاءه صديقه وأعطاه كتاب من الأذكار والثبات على البلاء، فقرأه وبدأ في التغيير وفهم حكمة الله من مرضه، وطلب من أحد الأطباء أن يوضأه فتوضأ وسجد لله سجدة شعر بها كم هو كان مُحتاج لتلك السجدة، وبدأ يشعر بالرضا، وشفاه الله، فما من سجدة يسجدها بعد ذلك إلا ويستغفر الله عن كل لحظة سخط عاش بها في مرضه
وهذه سيدةُ تكتشف أن بها ورمُ، فتقول ما بين اللحظة التي اكُتشف مرضها واللحظة التى سيظهر إذا كان حميدًا أو خبيثًا، مررتُ بلحظة مُراجعة لكل لحظات حياتي وما فعلته فتقول لإن عشتُ لن أُكرر تلك اللحظات السيئة، لأنها أدركت حقيقة الحياة، فلحظة مرضها أدركتها رسالةُ ربها وهي المراجعه والسكون إلى الله
لحظة المرض في القران
قال تعالى "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" {البقرة 155}، فبين الله في هذه الآية أن لحظة المرض من الابتلاءات والاختبارات التي تُصيب الإنسان
وقال تعالي حكاية على لسان سيدنا إبراهيم العالم بأن ربه وخالقه هو من يشفيه من سقمه ووجعه، قال تعالى "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}" الشعراء 80}
" إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" {ص 44، فهذا نبيُّ الله أيوب الذي جعله المرض كثير الأوبة والرجوع لربه وخالقه
المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3125