لحظة فراق
هي لحظة يتوقف فيها الإنسان مصدوم وحزين يتمنى أن تعود الروح للميت، فهي لحظة مُغيرة
ليه يا رب
هي لحظة تُغير عميق للإنسان الحي، فالله يُميت إنسان؛ ليُخرج قلب هذا الإنسان بعد ذلك بعده قلب للحقيقة العظيمة وهي الوجود الزائل
والناس أنواع في لحظة الفراق. النوع الأول شخص الإجرائي، هو شخص قلبه غير مُتماسك ولكنه يظهر قوته ليُنهي الإجراءات مثل تصاريح الدفن والغُسل وغير ذلك حتى يُوصل من فارقه إلى ربه في أكمل صورة. النوع الثاني هو الغارق في الأحزان، شخص لا يستطيع أن يُفكر وكل ما يُسيطر عليه هو كيف سيعيش بعد وفاة هذا الشخص، وهذا ما حدث لبعض الصحابة عند وفاة النبي بسبب قوة حضوره صلى الله عليه وسلم وبسبب شدة تعلقهم بالنبي. حاول أن تتماسك في هذه اللحظة حتى لا تعترض على قضاء الله وحوّل هذا الحزن إلى طاقة دعاء للميت خاصة أنه يسمع ويرى كل شيء بعد وفاته
خلي بالك
هناك مساران يمر بهما الإنسان عند مروره بلحظة الفراق
1- مسار خطأ
- الاعتراض: لحظة الفراق ستنسحب منك لو قضيتها اعتراضًا على موت شخص ما، فهي اعتراض على قدر الله والحكمة الربّانية
- الحزن السطحي: قصة كل مجموعة أصدقاء توُفي منهم صديق، بكوا وحزنوا ومرت الأيام. الحزن لم يكن قوي؛ ليُصهر صلابة قلوبهم وعادت نفس الأخطاء بعد ما حزنوا على فواته فترة ما سواء طويلة أو قصيرة
2- مسار ربّاني: الله يجعلك تصلي على الميت، وتراه ينتقل لدار الآخرة؛ لتعيش فكرة أنك ستقابل ربك يومًا ما؛ لذا عند مرورك بهذه اللحظة
استعن بـ"الباقي"، الذي يُبقي الأثر في قلبك
أزل حاجز بينك وبين الله جعلك بعيد عنه، وجعلك تشعر بأنك لا تريد رحيل الدنيا بسببه
لحظات فارقة
بعد وفاة الرسول بعد أن قام سيدنا أنس والصحابة بدفنه، قالت السيدة فاطمة "أطابت نفوسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله؟"
صديقين اختلفوا ودخل الشيطان بينهم، أحدهما لما يكن يُجيب هاتفه عندما اتصل به الآخر ولم يستجب لكل محاولاته، هذا الصديق الذي حاول كثيرًا أخذ سيارته بعد ذلك غلا أنه مات في حادث. الصديق الآخر غرق في الأحزان وأمام قبره لم يكن متماسكًا بسبب تأنيب ضميره
دكتور مجدي يعقوب شهد فراق خالته وكانت صغيرة وكان متعلقاً بها، وقد تُوفيت بانسداد في صمام القلب، وأثر هذا الموقف فيه؛ فقرر أن يصبح جراح قلب
لحظة في القرآن
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (سورة العنكبوت:57)
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} (سورة الفجر: 27-28)
{قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (سورة يونس: 49)
المصدر :http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3098