لحظة "الأُنس بالله" من أسعد اللحظات التي تتملك قلب الإنسان، هي لحظة الحضور مع الله وكشف الحُجب بين القلوب وعلاّم الغيوب، وسبحانه القريب الذي إذا شعرت أنه بجوارك استغنيت به عن كل شيء، وتعرفنا على الحكمة من لحظة الأنس بالله، والأوقات التي يستشعر فيها الإنسان هذه اللحظة، والأشياء التي يفعلها للحفاظ على هذه اللحظة .. عش لحظة الأنس بالله برؤية فضل الكريم عليك، واجعل أوقات حياتك في معية ملك الملوك
===========================
لحظة الأنسٍ بالله
لحظة من أسعد اللحظات التي تتملك قلب أي إنسان، لحظة الحضور مع الله سبحانهُ وتعالى، وكشف الحُجُب بين القلوب وبين علام الغيوب، هي لحظة الغنى الأكبر لأنك إن كنت مع الله سبحانه وتعالى فأنت في حالة استغناء عن كل شيء. هي لحظة تجلى لله على قلب الإنسان
لحظة فارقة
رجل في العشرين من عمرهِ مُتزوج وكان سعيدًا جدًا هو وزوجته، ولكن تأخر الحمل لأكثر من عامين وعندما قاموا بإجراء الفحوصات تبين أن عدم الحمل يأتي من زوجتهِ وليس منه، ولكنه يحبها بشدة فبدئوا رحلة العلاج ولكن لم يحدث حمل خلال أربعة أعوام، وبدأت الضغوطات عليه بأن يتزوج من أخرى ولكنه لا يرغب في ذلك، وبدأ في الخلوة مع الله لمدة عامين يدعوه ويستغيث به لشفاء زوجته، ولكن مرت تسعة أعوام ومع الضغوط ذهب وتحدث مع أخ زوجته ليُمهد لها نيابة عنه فكرة إنه يريد أن يتزوج، فرفض وقال له عليك أن تخبرها بنفسك، فاستخار الله وانتظر ثلاثة أشهر وعندما بدأ يتحدث معها ظهر عليها التعب وذهبا للطبيب فبشرهما بخبر حملها
قصة وفاة إنسان من بني إسرائيل كان من أكثر الناس ارتكابًا للمعاصي وتم طرده لفِسقهِ فعاش وحيدًا، فعندما جاءت لحظة وفاته أوحى الله إلى سيدنا موسى أن يذهب ليشهد وفاة ولي من أولياء الله وأن يقول لبني إسرائيل أن يذهبوا معهُ ليشهدوا موت هذا الشخص، فعندما ذهبوا وجدوا العاصي الذي تم طرده فتساءلوا كيف ذلك؟ فقال الله لسيدنا موسى إنه عندما جاءته لحظة الموت لم يجد بجواره أحد فاستجار بالله وهو وحيدًا واستغفره وتاب فلم يرِد الله أن يخذلهُ، فالله هو كهف الغريب وحبيبه وطبيبه وراحمه
فتاة حافظة لعشرة أجزاء من القرآن الكريم وعندما دخلت الجامعة تغيرت كثيرًا وجذبتها خروجات الشباب والبنات، فسافرت في رحلة رجعت منها بأكبر ذنب ترتكبهُ البنت في حياتها. شعرت بالندم الكبير والحزن والضيق وصلّت ركعتين لله واتصلت بمُحفظة القرآن وعادت لحفظ القرآن فشعرت بالراحة والقرب من الله من جديد
ليه يا رب
الحكمة من هذه اللحظة هي ترقية العبد من الحضور مع الأكوان للحضور مع الله سبحانهُ وتعالى، ومن الحضور مع المخلوقات والإحساس بالنعمة والإحساس بالبشر للإحساس بخالق كل شيء والمُنعم ورؤية الله عز وجل في كل شيء
خلي بالك
1- تأتي هذه اللحظة في الطاعة سواء أثناء عبادة أو أثناء تأدية عملك على وجه يُرضي الله أو إذا ذهبت لقضاء حاجة من حوائج العباد، فيشكرك الله ويرفع الحُجُب ويتجلى على قلبك
وهناك أمر يجب على العبد فعله للحفاظ على هذه اللحظة وهو شكر الله ومحاولة التأمل للصفة التي تجلى الله سبحانه وتعالى عليك بها، هل هي صفة الشكور أم الكريم أم المُعين ولكن احذر أن يقطع لحظة الأنس بالله في الطاعة رؤية النفس وليس رؤية الله سبحانه وتعالى
2- ومن أهم لحظات الأنس بالله هي لحظة الأنس بالله وقت البلاء، كأن الله يريد أن يُشعرك أنه عزَّ وجلَّ بجوارك ويحمل معك همك حتى تشعر بوجوده وتثق في حكمته بأنه يريد أن يُرقيك. فداوم على الاستغفار ولا تبث شكواك إلا لملك الملوك
3- وتأتي لحظة الأنس بعد الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى عند التوبة، فعند اتخاذ قرار الرجوع إلى الله يكون الإنسان في صراع بين تركه للذنب ولذته وبين اتخاذه لهذا القرار، فالذي يعينه على هذا الأمر هو الله جل جلاله ويُشعره بلذة التوبة. وهناك أمرين يجب عليك فعلهما في هذه اللحظة وهما الإكثار من ذكر لا إله إلا الله والبحث عن رفيق صالح يُعينك، ولكن احذر ولا تيأس من رحمة الله حتى لا تفسد لحظة الأنس بالله.
لحظة في القرآن
(الله سبحانه وتعالى جبر بخاطر المُبتلى فيقول عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (سورة البقرة: ١٥٣
(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} (سورة الشعراء: 128 - 129)
الله عز وجل يحب التوابين فيقول في كتابه العزيز {… إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} سورة البقرة)
المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3081