ملائكه الرحمن تنزلت على السيدة العذراء بشرتها بكلمه من الله
اسمه المسيح عيسى بن مريم
فتضمنت البشارة نوعه وتضمنت اسمه ونسبه وصفته ومكانته من ربه
كما تضمنت معجزة تصاحب موهبته ولمحه من مستقبله
والموكب الى ينتسب اليه
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ
وهكذا يشرت الملائكه مريم بكلمته من الله اسمه المسيح عيسى بن مريم
وتضمنت البشارة نوعه ونسبه وتضمنت البشارة صفته وتضمنت
مكانته من ربه
وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
كما تضمنت ظاهرة المعجزة
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ
وتضمنت سماته والموكب الذى يسير فبه ومن الصالحين
صل الله على عيسى عليه السلام وعلى جميع انبياء الله ورسوله
سيمتاز عبسى عليه السلام بعدة صفات تميزة عن غيرة سيكون
وجيها فى الدنيا والاخرى فهو ذو وجه ومنزله عاليه فهو ذو شرف
وكرامه عند الله سبحانه وتعالى فى الدنيا حيث حفظه وحماة من
اعدائه وفى الاخرى حيث جعل الله سبحانه وتعال فى اعلى منازل
الجنه على سائر النبيين والمرسلين يثال هنا وجيه اذ كان شريفا
بقدرة الاخرين
وقد جعل الله سبحانه وتعال من المقربيين فعيسى عليه السلام
من المقربيين فى اعلى منازل عبدة المقربون
هم السابقون الذين يسبقون اصحاب اليمن الى الجنه
ومنازلهم فى الجنه اعلى من منازل اصحاب اليمين
والرسل سيكونون ائمه المقربين السابقين
عيسى عليه الصلاة والسلام سيكلم الناس فى فى المهد فور ولادته
عندما يتفاجئوا قوم مريم وهى تحمله تذهب به اليه
فتذهب نهم الظنون كل مذهب فينطقه الله جل وعلا وهو
ابن ساعات يكلم الناس فى المهد يقدم نفسه اليهم
يبرء امه من كل تهمه كما انه سيتكلم فى حال
كهولته وشيخوخته ولعل هذا اشارة الى نزول عيسى عليه السلام
فى اخر الزمان عند نزوله من السماء الى الارض
نعم لقد عرفت مريم عليها السلام صصفات ابنها
عيسى عليه السلام بهذة البشارة من قبل ولادتها له علما
بان ذكر هذة الاحوال والصفات والعقبات والتغيرات على عيسى عليه السلام
ياكد على يشريته فهو منذ ان خلقه الله مولدا صغيرا الى كهولته
يتقلب فى الاحداث ويتاثر يها ولو كان الها او ابنا لله تعالى
ما حصل هذا ابدا
إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
لقد سمعت مريم من الملائكه البشارة بانها ستنجب
المسيح عيسى عليه السلام فما ذا كانت ردة فعلها لقد
فوجئت واستغربت انها فتاة عذراء فمن اين ياتيها ذلك الولد
ولقد صارحت الملائكه باستغرابها ثم تركتهم وتوجهت العذراء
الى الله تعالى ونادته ونادنه وقدرته بان قالت ان يارب
يالله اى يارب يالله اى كيف قالت كيف والدهشه
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ
والمراد بالمس هنا المعاشرة الزوجيه بالاتصال الجنسى
من اى وجه سيكون لى ولد ام من زوج اتزوجه
ام يخلقه الله تعالى فيا من غير يعل ومن غير انيمسسنى رجل ذكر
لقد جاء الجواب فورا ليزيل استغراب مريم ويزيل دهشتها ان تقول لها
كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
اى قدر الله تعالى ان يرزقك ولدا بدون زوج ولا بعل كذلك
يخلق الله ما يشاء ويوجد من يشاء ويفعل ما يشاء
لا يقف شئ ابدا اقام قدرة الله تعالى فماذا اراد شيئا فيقول له كن فيكون
يعنى احدث يلبى الامر ويكون ويحدث فى الواقع كما قضى الله تعالى واراد
مريم هنا فى هذا الموقف هى مريم الفتاة الطاهرة العذراء المقيدة فمالوف
البشر فى الحياة فقد تلقت البشارة كما يمكن تتلاقاها فتاة فلجأت الى الله
فلتجات الى ربها ان تتوسل اليه ويكشف هذا الحدث
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ
قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
هكذا جائها الجواب ليرد الى الحقيقه الجليه الواضحه البسيطه التى يقبل عنها البشر
لطول القيم الاسباب والمسببات لعلمهم القليل ومالوفهم المحدود
إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
وحين يرد الامر الى هذة الحقيقه الدوليه يذهب العجب وتزول الحيرة ويطمئن الفؤاد
وهكذا القرءان هكذا القرءان يكشف الشبهات وينشئ التطور الاسلامى
لهذة الحقائق الكبيرة مثل هذا اليسر القطرى القريب
بعيدا عن تفهات الفلسفه المعقدة ويقر الامر
فى القلوب والعقول سواء
وهكذا اخذت مريم عليها السلام البشارة من الملائكه وجائت
على يقين بان الله سيهبها الولد شخصيه هذة البشارة
وتحقيق ما وعدها الله به
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
انه السياق القرءانى الذى يصف المرحله الثانيه كم مراحل الولادة المعجزة
الولادة الداله على قدرة الله تعالى وعظيم منه وحكمه
انها مرحله الانتباذ الاول يعنى الابتعاد
ها هى مريم عليها السلام تنتبذ عن اهلها اى تبتعد تنتبذ مكانا شرقيا
ولقد ذكر الله تعالى فى كتابه جل وعلا اتنبذت اة ابتعدت عنه
انس مريم ليس بالاهل ولكن انها انست بريها ربى الاهل والناس
والله جل وعلا يقول انتبذت من اهلها ولم يقل من الناس
فقد تركت مريم اقرب الناس اليها ابتعدت عنهم
وذهبت الى هذا المكان
لماذا انتبذت مريم عليها السلام ؟
تذهب بعض الاراءالى انها انتبذت مكانا شرقيا
لامر تعمل بشعرها او لطهارتها الا ان المنطق
يرفض هذة الاقوال التى لا يستدل الى نص وذلك
لان الامر الذى يتقبل مريم فى هذا الانتباذ هو اكثر من تلك المهونات
التى يوصف بها هذا الموقف والتى نصت بعض التفاسير عليها فقالوا انها ذهبت
لتمشط شعرها او تفليه او تغتسل او لتحيض اصابها فكل هذة
الامور ليس من المنطق فى شئ ولن يكون فى الكتاب اهميه
فورد فى الكتاب الحكيم من عند الله تعالى اذ يجب علينا
معرفه حقيقه مهمه انه ليس فى القرءان الكريم ما
لا يستدعى ذكرة او ما ليس له اهميه فالانتباذ
هو من صميم ايه مريم وعيسى عليهما السلام
مثل وجعلنا عيسى ابن مريم وامه أيه
لا تحدد الايات السبب الذى دفع مريم للانتباذ
عن اهلها كذلك لم تحدد الايات المكان الذى يقيم فيه اهلها
ولا المكان الذى انتبذت اليه
بل ولا المسافه التى بين المكانيين
قد يكون المكانان فى بيت المقدس وقد يكونان فى غيرة
وقد يكون ذهابها الى المسجد الاقصى او الى مكان قريب
منه وهذا مما لا نخوض فيه وى امكانيه المعرفه الجازمه
وكذلك فان قول الله تعالى
إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا
ويدل على ان السيدة مريم كانت تحب ان تخلو بنفسها
وعبادة الله وذكرة ومناجاته وهذا هو دئب الزاهدين الصالحين
المنقطعين لعبادة الله
لقد تركت مريم اهلها وانتبذت مكانا شرقيا
ولكن لماذا شرقيا؟
يقال انها ذهبت الى شرق البيت المقدس
اقول ان السياق القرءاتى يقدم لنا بعضا من الصورة وايه الاعجاز
والدلاله التمام والبلاغه لذلك نجد كل ملامح الصورة المرادة
تتكامل فى الايه باشارة فى سياق لفظ او غير ذلك وفى قصه
مريم ذكر الله جلا وعلا مكتنا شرقيا ولم يذكر شمالا او جنوبا
لان المقصود هو الاتجاة المتعلق بالشمس فقال
شرقيا للدلاله على طلب مريم للشمس وهكذا
ابتدا لنا القصه قدر فى ايام باردة يتلبى الانسان الى الشمس
والايات اذ تشير الى ذلك فانها تقدم لنا القصه كاملا وتاما لانه من العليم
سبحانه وتعالى وتحديدة مهم لبيات الفكرة
لقد حصلت عدة امور فى انتباذ الاول لمريم
ا تتخذا الحجاب
وارسال روح القدس
وتمثل الملك بشرا
او الاستعاذة منه
وهبه الغلام الذكىوهو عليها هبه
وجعل الايه وجعل الرحمه ومن الاهل
هذا الانتباذ
لقاء مريم بروح القدس
فما الحوار الذى دار بينهما؟
مع الشكر لفريق تفريغ منتدى العريفي : http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=254179&page=2