هنا كانت النهاية .. نهاية مشهدٍ من مشاهد قصة عيسى المسيح .. لينتهي بذلك الدور الأول من أدوار رسالة المسيح ..
المسيح الذي كانت رسالته حلقة من حلقات سلسلة النبوة الطاهرة التي بدأت بآدم ..
ومن هنا من مثل هذا البيت رُفِع المسيح إلى السماء بعدما أدى الأمانة وبلغ الرسالة ..
رُفِع ليعود إلى الأرض ثانية ليؤدي دوره الثاني ، ولتكتمل مشاهد قصة المثيرة...
(الشيخ محمد العريفي )
تُرى من هو أولى الناس بالمسيح عليه السلام ؟!
إن أولى الناس بالمسيح .. من يؤمن به ويضعه في الموضع الذي وضعه الله تعالى فيه من الفضل والرفعة والتكريم
فهو نبي كريم .. ومن عرف حقيقته عليه السلام ودافع عنها ..
أولى الناس بالمسيح .. من جعل الإيمان به وحبه قربه يتقرب بها إلى الله جل وعلا يرجو ثوابه عليها..
أولى الناس بالمسيح .. من جعل الإيمان بالمسيح والإيمان ببقية الأنبياء ركنا من أركان الإيمان فلا اسلام للمرء إذا لم يؤمن بالمسيح عليه السلام إيمان قائما على العلاقة الحق بين المسيح بربه جل في علاه
فهو عنده عبد لله ورسول إلى بني اسرائيل ..
هو عنده كلمته التي ألقاها إلى مريم ..
هو عنده أية من الله ورحمة..
الإسلام لم يأتي ليقطع العلاقة بين المسيح عليه السلام وبين من يؤمن به ويحبه .. بل جاء ليزيد المحبين ...
للمسيح عليه السلام إيمان به وتعظيما ،وليديم هذه المحبة في الدنيا والآخرة ..
(الشيخ حسن الحسيني )
تنبثق أهمية قصة العذراء والمسيح من أهمية القصص في القرآن الكريم .. من كونها حديثاً عن أولئك الهداة المصطفين من الأنبياء والمرسلين والصالحين .. وهذه القصص تحكي بأصدق قول وأفصح البيان عن تاريخ البشرية من عهد آدم اول المرسلين إلى عهد محمد صَلِّ الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين ،،
وقد جعلهم الله تعالى أعلام للهدى والنور يعرف الناس بهم طريق مرضاة خالقهم فعلى أيديهم استضاء الإنس والجن في ظلمات الحياة المختلفة فميزوا الخير من الشر ، والحق من الباطل ، والنافع من الضار ،،
وكان اختيار هؤلاء الأطهار الأبرار اختيار في غاية الدقة والأحكام
قال تعالى ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [الدخان :32]
وإنك لتجد في قصص هؤلاء الأنبياء والمرسلين ، آيات معجزة ، وعبر سامية ، وحكم عاليه ،وآداب رفيعة ،وأحكام إلهية عظيمة ، وإرشادات لا يستغني عنها احد من عباد الله تعالى ...
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.) [يوسف:111]
(الشيخ محمد العريفي)
ونحن نعيش قصة المسيح عيسى عليه السلام نتذاكر أن الدين كله موحد الأساس فضلا عن كله من عند إله واحد جل وعلى التوحيد أساس العقيدة جاء به كل الأنبياء في كل الأديان ترد قصصهم مجتمعه في هذا السياق .. لتأكيد ان التوحيد هو الأساس قال جل وعلا :( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ. ) [الأنبياء:25]
نتذاكر أيضاً أن القصص القرآني جاء لتثبيت قلب رسول الله صَلِّ الله عليه وسلم وقلوب الأمة المحمدية على دين الله ولتقوية ثقة المؤمنين بنصرة الحق وجنده ،وخذلان الباطل وأهله ..قال جل وعلا ( وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين ) [هود :120]
ونحن نتذاكر قصة العذراء والمسيح ... نتذاكر نعم الله تعالى على أنبيائه واصفيائه .. فمجرد عرض فصول هذه القصة المثيرة العجيبة والتي أبطالها مريم العذراء وعيسى المسيح عليه السلام .. تبرز فيها النعمة في مواقف شتى ويكون إبرازها هو الغرض الاول (التوحيد)
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ ...}، [ المائدة : ة 110 ]
جاءت قصة المسيح في القرآن الكريم احياء لذكراه ، وتخليد لأثاره ، وقد ورد اسم عيسى 25 مرة
في القرآن في سياق الحديث عن بشارة الملائكة لمريم بعيسى ،و ذكرت بعض صفات عيسى، وتطرقت برسالته الى
بني اسرائيل وبعض آياته ومعجزاته لهم، وحواراته مع الحواريين و ما كان من شأن رفعه إلى السماء بعد أن مكر به بنو اسرائيل ..
(الشيخ حسن الحسيني )
ومن هنا كانت البداية ، كانت البداية ببيان من رب العالمين { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) } [ ال عمران ]
انه بيان من رب العالمين ببيان من اصطفاهم من عباده واختارهم لحمل رسالته ، ليكونوا طلائع الموكب الإيماني في شتى مراحله المتصلة على مدار الأجيال والقرون ويشيروا إلى انه من ذرية بعضها من بعض ،
والاصطفاء مأخوذ من معنيين :
المعنى الاول : من الصفاء والصفو -ويعني- الخلوص من الشوائب ، فيقال ماء صاف بمعنى خالص
والمعنى الثاني : من الاصطفاء بمعنى الاختيار فاصطفاء الله يفيد أن هناك ،،،من البشر ، الله سبحانه وتعالى يصفي نفوسهم وسلوكهم وحياتهم من الشوائب فيجعل نفوسهم صافية لا مكان فيها للتلوث فيقدمهم ويختارهم على بقية الناس
(الشيخ محمد العريفي)
لن نعرف قيمة الأنبياء الذين جعلهم الله تعالى رسولا بينهم وبين الناس.
لن نعرف ماذا صنعوا لنا ولماذا ؟!
وكيف يجب ان نقدرها ونعظمهم حتى نعيش في ضلهم ونقرأ سيرهم ،وحتى نعتبر هم قدرات للإنسان
الله جل وعلا يختار الأصلح من عبادة لتبليغ دينه ورسالته
هو الذي خلق الناس فيعلم الانسان الصالح المناسب لتبليغ الرسالة
{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ } [الانعام : 124]
نحن إذ نقف امام نبي الله عيسى النبي الذي عاش لدعوته
قصة نبي الله عليه السلام تبليغ رسالته في الارض ،ندرك تماماً اننا نسير على هذه المسيرة ، ان نبلغ الرسالة ونبينها للناس وان نكون امتدادا لعمل أولئك الأنبياء،،
الأنبياء قدوات للبشر ، عباد مثلنا قدوات لنا ، الناس في هذه الحياة يحتاجون الى قدوات بشرية حتى يتوسموا ويترسموا طريقهم وسلوكهم قال ربنا جل وعلا عن الأنبياء { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ ...}
( فلسطين )
هناك شخصان من بني اسرائيل كلاً منهما يحمل اسم عمران وبينهما فترة زمنية طويلة
تمتد لعدة قرون عمران الأول هو عمران والد نبي الله موسى عليه السلام وقد أشار القران الى أسرة عمران
الأول فذكر امرأته ..تحدث عن تصرفها عندما ألقت ابنها موسى، وذكر ابنته التي امارتها بمراقبته تابوت أخيها موسى وكذلك هارون شقيق موسى فهؤلاء الخمسة الصالحون هم أفراد أسرة عمران ولا ندري
هل كان لعمران اولاد غير المذكورين في القرآن ..
أما عمران الثاني فهو والد مريم وقد أشار القران إلى امرأته كما أشار شقيق لمريم وهو غير هارون شقيقه موسى عليه السلام وقد ذكر صَلِّ الله عليه وسلم ان عيسى ويحيى عليها السلام هما ابنا خاله وهذا معناه
وان زكريا كان متزوجاً من اخت مريم فان أسرة عمران الثاني المذكورة في القران والحديث كانت مكونه من خمسة أشخاص أيضاً عرفنا اسماء ثلاثة منهم عمران الأب وهارون الابن ومريم الابنة
اما اسم امرأة عمران واسم ابنته الاخرى زوجة زكريا ام نبي الله يحيى فهذه لم تذكر في القران ، ويقال في بعض الروايات بأن زوجة عمران الثاني ام مريم هي حنة بنت فاقود كما يقال بان اخت مريم اسمها إيشاع
- لقد ورد اسم مريم 34 مرة في القران الكريم 23 مرة منها مقرون ب اسم عيسى ( عيسى ابن مريم )
و11 مرة مجردة عن عيسى في سياق الحديث عن ولادتها ، وكفالة زكريا لها ومخاطبة الملائكة لها
وتبشيرها بعيسى المسيح وكذا في مقام الثناء عليها لإيمانها وتصديقها وقنوتها بل
انزل الله سورة كاملة باسمها ..
(الشيخ محمد العريفي )
أنا مسلم وأحب المسيح عليه السلام .. اي والله أني احبه
الذي علمني هذا الحب هو اخوة محمد عليه السلام
إن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عرفنا بسيدنا المسيح عليه السلام
عرفنا به تعريفا كاملاً. من قبل ميلاد أمه مريم الى متقبل التاريخ وتوقف الزمن في الارض
إن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قدم لنا الإنجيل الحق المنتظر المنزل على المسيح
بابها تقديم وانه جاء فيه من الهدى والنور والموعظة الشيء الكثير
إن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام نعت لنا رسالة المسيح عليه السلام
بأنها اشراقة سماوية على الانسانية
(الشيخ حسن الحسيني )
إن نبينا محمد صَلِّ الله قدم لنا الحواريين بأجمل صورة ، ودافع عن مؤمن النصارى المضطهدين دفاعا اتسم بالمحبة لهم وكراهية مضطهد يهم الطغاة ، ان نبينا محمد صَلِّ الله عليه وسلم أوضح لنا مما لا يدع مجالا للشك والريبة بان المسلم لا يكون مسلما إلا إذا أمن بالمسيح وبالانجيل الذي انزل على المسيح ، والنور الذي جاء به المسيح إن نبينا محمد صَلِّ الله عليه وسلم نزل عليه القران عن طريق روح القدس جبريا عليه السلام فإذا بنا
نقرأ سورة ال عمران والتي تحدثنا عن ال بيت المسيح عليه السلام ، ونقرأ سورة مريم فنعيش مع العذراء في حيائها وعفتها ومنحتها ، ونقرأ سورة المائدة التي تسطر لنا كرامات المسيح بأحرف من نور وآيات محكمات لهذا كله نقول ( إني رزقت حب العذراء والمسيح ) ، ( إني رزقت حب العذراء والمسيح )
( الشيخ محمد العريفي )
وهذا الحب جعلني اليوم والله أقف أمامكم لأروي لكم قصته من البداية ...
مع الشكر لفريق تفريغ منتدى العريفي : http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=254179&page=2