في حلقة اليوم من "على طريق الله" (روح العبادة) تحدثنا عن أركان الصلاة، فالصلاة هي التي تجعلنا في حالة خضوع وخشوع لله تبارك وتعالى، وهي التي تجعل القلب والروح في انعزال عن الدنيا .. وتعرَّفنا على شروط الصلاة، وكيفيتها، وكيف كان حال النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته .. فلنُحيي قلوبنا بالصلاة ونكون من السائرين على طريق الله
====================
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، في كل مرة نلتقي لنسلط الضوء على عبادة ما؛ لنتأمل فيها ونتفكر في الحكمة منها، والحال، وكيف نستمتع بها. عبادات سمعنا وتعلمنا عنها الكثير قد نمل منها أو نتركها أو نُؤخِّرُها، لكننا نريد أن نبث فيها الروح؛ لكي تقينا من الانقطاع بين روحنا وروح الله. اليوم سنتكلم عن الصلاة والخشوع في الصلاة، والحضور مع الله، فقد كان المصلين أيام النبي وعبر العصور يتعلقون بالصلاة كأنهم يرون الله في صلاتهم.
شروط الصلاة: هي فرائض خارج الصلاة ولابد أن تحدث؛ لكي تصح الصلاة وهي:
1- العلم بدخول الوقت: يقول أحد الصالحين ""كفى نفسي عزًا بأني عبد يحتفي بي بلا مواعيد رب هو في قدسه الأعز، ولكن أنا ألقى متى وأين أحب، فكفى بالمرء عزًا أن يكون عبدًا، وكفى به فخرًا أن يكون الله له ربًا" والصلاة لها مواقيت معينة لابد من معرفتها.
2- الطهارة: لا صلاة بغير طهور، طهارة البدن وطهارة الثوب وطهارة المكان.
3- ستر العورة: عورة الرجل من السرة إلى الركبة، والمرأة عليها ستر جسدها كاملًا ما عدا الوجه والكفين.
4- استقبال القبلة: في بداية التشريع كانت القبلة نحو بيت المقدس، ثم تحولت إلى المسجد الحرام كما تمنى النبي صلى الله عليه وسلم، واستقبال القبلة معناه أنك وجهت قلبك لله تعالى وتركت كل الاتجاهات وتوجهت إلى الخالق عز وجل.
صلاة النبي:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي"، ومعًا ندخل إلى محراب النبي؛ لنرى صفة صلاته، ونيتنا هي إحياء روح الصلاة، واستلهام روح النبي في صلاته وكيفية أدائها والخشوع فيها.
أركان الصلاة: وهي أفعال داخل الصلاة بدونها تبطل الصلاة، كالركوع والسجود.
سنن الصلاة: وهي أفعال داخل الصلاة بدونها لا تبطل الصلاة.
والهيئات: وهي شكل الجسم أثناء الحركة لأداء الصلاة، فكل حركة لها مردود على القلب، ونحن نريد أن نشعر بالحضور مع الله.
تبدأ الصلاة بالنية ومحلها القلب، ولكن الشافعي أجاز التلفظ بها حال عدم التركيز، وهي ركن من أركان الصلاة والحكمة من النية هي تنبيه النفس إلى دخولها بين يدي الله. تليها تكبيرة الإحرام، وهي أيضًا ركن من أركان الصلاة، ويتم فيها رفع اليدين بمحاذاة الأذنين أو حذو المنكبين، ومعناها أنك دخلت في حرم الله وحضرته. ثم وضع اليد اليمنى فوق اليسرى فوق السرة وتحت البطن أو على الصدر، والنظر في موضع السجود يعني الأدب مع الله؛ لأن هي رمز البطش والفعل.
ثم تقول دعاء الاستفتاح، وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم تقرأ الفاتحة، وهي ركن من الأركان، يليها سورة قصيرة، وهي سنة وليست ركنًا. ثم تقوم بتكبيرة الانتقال بنفس طريقة تكبيرة الإحرام وتركع فتضع يديك على ركبتيك مع استقامة الظهر، والركوع هو خضوع لله عز وجل وهو قمة العزة والشرف للمؤمن. ثم تقوم قائلًا سمع الله لمن حمده رافعًا يدك كما في تكبيرة الإحرام وهي سنة، ومن السنن أيضًا أن تقول حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ثم تنزل للسجود.
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3005