الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أخوة الإيمان ، مفتاح الإيمان العلم أول الطريق أو خطوة في الطريق العلم بالله وبرسوله وبكتابه وباليوم الآخر ، يقول سبحانه وتعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك" الإمام البخاري بدأ بالعلم قبل العمل وأول ما نزل على رسول الهدى قوله صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل "اقرأ باسم ربك الذي خلقك " فبين أن العلم هو أول مطلوب وهو أجل مرغوب فيه وحتى يقول ابن عباس يقول أن العلم يجلس الصعلوك على أسرة الملوك ، ومن فضل العلم أن الله لما أراد يشهد على نفسه قال "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم" فقضية طلب العلم النافع الذي يرزق محبة الله وخشية الله وطاعته هذا هو العلم المقصود ، لكن المقصود بالعلم النافع مثلا الذي يخشى الناس هو العلم الشرعي أي أن الكتاب والسنة كما قال الله سبحانه وتعالى "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات" درجات عظيمة ويقول "إنما يخشى الله من عباده العلماء " كل عالم يخشى ربه لأن كل علم يدل على آيات الله وعلى آيات خلقه وعلى كتبه ورسله وما سبق من الأخبار من العالم خوفا من الله وخشية منه ، وهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم الطريق الذي يهدي للجنة " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" وقال " ومن أخذ بالعلم أخذ بحظ وافر إن العلماء لم يرثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" فهذا الأمر ليس قصورا ولا ذهبا ولا فضه ولكنه العلم ، حتى إن أبا بكر يقول لفاطمه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن معشر الأنبياء لم نورث ما أتيناه صدقة " حتى إن السلف كانوا في المسجد وكان الناس في السوق وارتفع أصوات الناس وهو يشترون ويبيعون والبقر والثياب والسمن فجاء إليهم العالم الصحابي المحدث وكان مزاحا وأتى من المسجد واستأذن عبد الله بن عباس وزيد بن ثابت هذا مفسر وهذا يقرأ القرآن وهذا يقسم الضرائب فآتى إلى السوق ورفع صوته أيها الناس قال كيف تبتاعون وتشترون في السوق وميراث الرسول عليه السلام واللهل الآن يوزع في المسجد قال بالله عليك قال بالله علي والله الذي لا إله إلا هو أن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم يوزع في المسجد كيف تحرمون أنتم فتسابقوا إلى أبواب المسجد وتركوا بيعهم وشرائهم وآتوا في المسجد فوجدوا دوي كدوي النحل هذا في القرآن وهذا في تفسير قال فين الميراث قال هذا الميراث العلمي قال صلى الله عليه وسلم "إن الأنبياء والعلماء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم ومن أخذه أخذ بحظ وافر فالمقصود من هذا أنك لا تقل تعبت أو أنك كبرت أو مللت حق على المسلم أن يطلب العلم حتى يذهب إلى القبر ، كيف الدواء والمقبرة دائما تكتب دائما تطالع حتى تملك ، وأبا محمد محدث في الحديث قالوا يا أبا عبدالرحيم كيف تكتب الحديث قال من المحبرة إلى المقبره ، ونحن نعلم أهل العلم يجلسون باليوم الإثنين والثلاثة يطلب المسألة ويجيب على العلم ويقرأ عليه الكتب إلى أن مات، وأبو عتبه في كتابه صفحات في صدور العلماء على شدائد العلم وهو كتاب عزيز أدعوكم لقراءته صفحات من صدر العلماء على شدائد العلم إذا قرأتم المقدمة ما تتركوا الكتاب حتى تختمه الإمام الحسن قدم له وأنا أقرأ الكتاب أخبار العلماء وهم مهاجرون ويسافرون ويكبون البحر في طلب العلم ويركب أحدهم ويموت وأحدهم يبيع الخشب ويشتري كتبا ، والثاني يبقى عند بابه في الشمس والريح تبدوا الغبار على وجهه ، أنا أذكر قصتين لكم من الكتاب قصة لأبي يوسف القاضي الحنفي صاحب أبو حنيفة ، دخلوا عليه وهو في سكرات الموت فقال أجلسوني فأجلسوه قال الذي يرمي الجمرة جمرة العقبة يرميها ماشيا أو راكبا أفضل قالوا بعض أصحابه ماشيا وقال بعضهم راكبا وقال هو على مذهب الحنفية من كان حاج راكب فله أن يرميها راكبا ومن حج ماشيا فله أن يرميها ماشيا ثم تشهد ومات قال العلماء وهو في سكرات الموت والموت يحاصره ويغطه والكرب ينزل عليه ولذلك يرى أن من السعادة أن يلقى الله حتى يقول له أحد أصحابه يا أبى يوسف في هذا الحال قال لأن ألقي الله بمسألة عالم بها أفضل من ألقاه بغير مسألة.
القصة الثانية : أن أبا الريحان الباروني وهو فقيه وعالم ومهندس دخلوا عليه وهو في سكرات الموت قالوا له وهل الفاسدات يرثن فقال من قبل الأم، فقال لا قال الفاسقة قال لا وأنا بحثت هذه المسألة قبل أن أموت قالوا تبحثها وأنت في سكرات الموت قال نعم تعلم المسألة أزداد بها علما أكون أفضل عند الله من ألا أتعلم هذه المسألة فقال يحرصون على أوقاتهم يطلبون فيها العلم ويطلبون فيها العطاء ، عن العطاء بن رباح مولى من الموالي يقول كيف حصلت على العلم هذا يقول نحيف حزين قالت له سيدته والله إنك لا تفلح النجارة ولا النشابة ولا الحطب ولكنك تكسب قلوب الناس قال ماذا أفعل قالوا ماذا أفعل قال تطلب العلم في الحرم قال فطلبت العلم والله ما خرج من الحرم ثلاثين سنة ليل نهار فسار عالم الدنيا وسار مفتيها الآن تقول للواحد كم قرأت من القرآن يقول صفحات جزء أقل ما لهم برنامج يومي مرتب ، أقول له قولت لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فكيف يكون هذا ، منذ خلقنا ونحن نأكل ونشرب أو كل سنة جالسن على هامش الحياة ، أين هذه الحياة فوالله لا نأخذ من هذه الحياة إلا ما كانت مكانه سيرة حسنة ، لا يأخذ المعالي والمنزلة إلا رجل يضحي ويصبر ويتحمل المشاق حتى يصل ، كل الناس يكون عليه لكن يخاف من منزلة حتى يدفع من ماله والشجاع الذي يكون مرموقا ، فدل على أن يكون طريق الإمامة وهو العلم يحتاج إلى صبر وإلى دأب وإلي تحصيل ، يا إخواني أطلبكم أن تحولوا مجالسكم إلى مسألة أو آية حديث بدلا من هذا الكلام الهراء الذي يضيع أوقاتنا والذي يضيع علينا دقائق العمر ، تقول مثلا أنا قرأت في كتاب من قليل أو سمعت في الراديوا حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم علق عليه أحد العلماء أنت يذكرك الله وتحافظ على هيبة المجلس ويكون لك ثواب عند الله يوم القيامة لأنك ذكرت الناس بذلك حتى يقول سبحانه وتعالى أنا جليس من ذكرني من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسه ومن ذكرني في الملأ ذكرته في ملأ خير منه وأفضل فأهل العلم يثبت العلم بالمذاكرة ويعمل به أنك تعمل به وتطبق حتى قال الله سبحانه وتعالى "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" المشكلة يا إخوة يو ذهب نور العلم أن ناس درسوا العلم حتى العلم الشرعي مع المريدين تجده حتى يسرق يرتشي يأكل السحت يعق والديه وهو طالب علم قال أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " ولهذا يقول أبو معاذ الرازي
وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس وهو مريض
كيف يقنع الناس ، يعني أتوا إلى نجار وبابه مخلوع قالوا لو كان يصلح أبواب الناس لكان صلح بابه ، الرسام الذي تجد لوحته قبيحة مشوه في الرسم لا تلتفت لرسمه الخياط تجده يشقق وثوبه مشقق ، هذا الذي العالم الذي لا يعمل بعلمه هذا لا يقبل الناس الناس ينظرون إليه يبدأ بنفسه، حتى يقول
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإلم تفعل فأنت حكيم
لا تنهي عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
فمن هنا كان حقا على من أخذ العلم أن يعمل به ، وعقوبات ترك العمل بالعلم أربع عقوبات من التهديد لمن ترك العلم من القرآن وأربع من الثمار ومن الثواب لمن عمل بالعلم ، أما الثواب الذي يأخذه أهل العلم "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا" قال لهم فعلا يطبق العلم قال سمة حسنة وطيبة وسيرة مجيدة والفوز لرضوانه قال وأشد تثبيتا قال ثبتهم على الحق وثبته على ماذا ولذلك "وإذا لأتيناه من لدنا أجرا عظيما " يعني يمنحه الله أجرا عظيما ، "ولهنديناهم صراطا مستقيما" يزيدهم الله هدايه وثبات على الحق ، لكن انظر إلى من انحرفوا قال "لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به " ومن يترك العمل بالعلم يلبس الحق بالباطل ونحن نعرف أفراد من عصاة الأمة أو أصناف من العصاة لعنة المتشبهين بالرجال بالنساء والنساء بالرجال لعن الله آكل الربا لعن الراشي والمرتشي ، فهذا يدلك " لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية" ليه قسوة القلب لأن العلم يورث الخشية فإذا ما عملت بالعلم يجعلك في خشية "قال يحرفون الكلم عن مواضعه" فيقعون في التحريف في تعريف الأحكام تشهيا للباطل " ونسوا حظا مما ذكروا به " كم رأينا من شاب صالح لما ترك العمل الصالح الآن لا يذكر شيئا من القرآن ولو كان تقيا لكان عنده من الحفظ وعنده من الفهم لأنهم يعملون بالعلم لأنهم ليسوا ألياء الأولياء عندك في الحارات الأولياء تجدهم في العسكرية في الطب في الهندسة في العامة في الخاصة أولياء لله صالحين فهؤلاء بارك الله في علمهم بسبب أن عملوا بعلمه فحفظهم كتابه ، فتجد حفظه يسير فتجد مثلا مسابقات في بعض القنوات أن يخرج الآية من المصحف يقول الآية من 150 من سورة النساء مثلا ، فالله يفتح على من يشاء فإذا الإنسان عمل بهذا العلم عوضه الله خشية وإنابة ونورا وقبولا ومكانة طيبة ، لأن بعض الناس يطلب العلم ويتعب ويشقى ويذاكر لكنه ما يثاب بسبب أنه أخذ الدنيا من رآي رآي الله بهم ومن سمع سمع الله به ولو أنه خشي ربه وعمل بالعلم واجتهد أعطاه الله المكانة والمحبة والثناء الحسن عند الجميع ، لكن المشكلة أنه لا يريد ذلك فالله عاقبه، لما ذكر الله العلم "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ولذلك لما قال "يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات " هذا دليل على أن الله رفعهم بالعلم دليل على أن تعمل به يا إخوة ليس فقط أن تحفظ النصوص والمتون كما يفعل بعض الناس حتى يقول البحتري
عليه نحسن القوافي من معادنها ولا عليه إذا لم تفهم البقرة
والله يقول عليه "كمثل الحمار يحمل أسفارا" حمار ما يفهمه أبدا ، بسبب الضلالة والمعصية ، والله تعالى قال "كمثل الكلب إن تحمل عليه يهلث أو تتركه يلهث " تجده يمده لسانه في الظل وفي الشمس ، وفي كتاب كليلة ودمنة ابن المقفع هو الي ترجه إن الرجل الفاجر الشرير مثل الحنظلة كلما سقتها زادت مرارتها الحنظلة حنظلة ، والرجل الخير مثله مثل النخلة كلما زدتها زادت لك خيرا وحلاوة ورطبا وشهدا ، فبعض الناس يتعلم العلم تجده يطعن في الدين ويستهزء السنة قال كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث كذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"
قال " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا " هذا عالم إسرائيلي من اليهود اسمه بلعام تعلم العلم ثم ارتشى وأخذ السحت وشهد زورا "فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من العاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث كذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتذكرون"
إذا لم يصبك العلم خيرا فليتك ليتك ما علمت
من عمل به العلم يقول الله سبحانه وتعالى ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون قال بعض المتعلمين تفهمه وقال بعضهم هذا فالله أمر عباده نسبة إلى الرب سبحانه وتعالى فالرباني الذي يعمل بأوامر ربه
ومما زادني شرفا وفخرا وكنت بأخمصي أطأ الثريا
دخولك تحت قوله يا عبادي فأنت تكون ربانيا.
فاللهم نسألك يا حكيم يا عليم اجعلنا ربانيين العالمين بك والعارفين بكتبك وانفعنا بما علمتنا واجعل خالص عملنا لوجك الكريم يا رب العالمين أسألك توبة تمحوا بها الذنوب وتستر به العيوب اللهم يسر حسابنا ويمن كتابنا وثبت أقدامنا وأعنا يا رب العالمين على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=357_0_2_0