الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله و علي اله وصحبه و من والاه سلام الله عليكم ورحمة الله و بركاته ، مفتاح التوفيق الدعاء اذا اردت النجاح والفلاح و الامن و النجاة فعليك بالدعاء ، واذا اردت العز و المغفرة و المجد فعليك بالدعاء لانك وانت عبد فقير مسكين محتاج تدعو غنيا واجدا ماجدا لا اله الا هو و لا رب سواه خزائنه لا تنفد و عطائه لا يحد و جوده لا يعد و فضله لا يصد لانه احد فرد صمد لم يلد و لم يولد ، ولذلك يمنح و يعطي الخليقة و قال " يا عبادي لو ان اولكم و اخركم و انسكم و جنكم قاموا في صعيد واحد فسالوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر " فاذا كان هذا هو فضله سبحانه فعلينا ان نتوجه بالدعاء و الدعاء هو البوابة الكبري للعبودية ، حتي ان السلف اذا راو الانسان يكثر من الدعاء و التبل الي الله سبحانه وتعالي و سؤال الواحد الاحد عرفوا انه ولي وانه صادق ، ان تعرف قرب الانسان من ربه انظر هل يدعو ربه و هل يسأل خالقه لان الله يحب الملحين " انهم كانوا يدعوننا رغبا و رهبا " و هؤلاء هم الاولياء ، والعبد زكريا " اذ نادي ربه نداء خفيا " ، بل ان الله اوجب علينا ان ندعوه " من لا يسئل الله يغضب عليه "
الله يغضب ان تركت سؤاله لا تسألن بني ادم حاجة
وسال الذي ابوابه لا تحجب بابه مفتوح و الخير يغدو ويروح
يا رب حمدا ليس غير يحمد يا من له الخلائق تصمد
ابواب كل غيرك قد اوصدت ورايت بابك لا يوصد
فالمطلوب منا ان ناتمر بامر الله اذا اردنا النجاح و الفلاح و التوفيق ، يقول ادعوني استجب لكم ، اساله المغفرة و الايمان و العفو العافية و الذرية وصلاح البال و شرح الصدر ووعدنا سبحانه ان يجيب الطلب ، وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ، يساله سبحانه وتعالي بسائر اللغات واختلاف اللهجات و تعدد النغمات و تعدد الحاجات فيعطي الجميع ، ويقول لرسوله صلي الله عليه وسلم " واذا سألك عبادي عني " وفيها تشريف في كلمة عبادي لانه الانتساب الي الله شرف ، " فاني قريب " .
و سبب نزول الاية كما في الصحيح ان النبي صلي الله عليه وسلم كان في سفر مع الصحابة ، وما كانوا يعرفون من صفات الواحد الاحد لان العرب كانت في جاهلية و هذا المشهد " الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة وان كانوا من قبله لفي ضلال مبين " ، و هنا قال بعض الصحابة هل ربنا قريب فنناجيه ام بعيد فنناديه ، تقول جلس محمد بجانبي فناجيته و ناديت من الوادي ، فانزل الله سبحانه وتعالي هذه الاية البليغة الشافية الكافية ، يقول سبحانه و تعالي فاني قريب و لم يقل قل اني قريب فهو قريب ممن دعاه و ذكره ، ومع العلم فان الله استوي علي العرش استواء يليق بجلاله ليس " كمثله شئ و هو السميع البصير " ، قال فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا داعان " ، فليستجيبوا لي ، وكم سرور اتي بعد الاسي .
كما يقول : لا تشتكي و تبات مهموم لانك خالقك ما ينام ، و يقول الاخر " دع المقادير تجري في امورها ، ما بين غمضة عين و انتبهاتها يغير الله من حال الي حال ، فهنا قال " فليستجيبوا " و العبد قد لا يحسن الاستجابة الا مع التدرج .
حتي يقول احدهم :
وداعا يا مان يجيب فانه عند ذاك مجيب
فقلت باخري و ارفع الصوت لعل ابا المغوار منك قريب
و قال " فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان " ، و الله يعلم حاجة الناس قبل ان ندعوه يعلم انك تريد مالا وان امك مريضة و ان و ان ............ ، و لكن العبودية ان تطلب انت من الله باسمائه الحسني و صفاته العلي ، لذلك تجد بعض الفرق المخالفة تدعو بالاسم المجرد الله الله الله الله ...... و منهم من يقول يا الله يا الله يا لله و لا يقول شئ و الصحيح كما في القران " ربنا اتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة سبحانك فقنا عذاب النار " ، " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا انك انت الوهاب " ، " ربنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا ربنا اتنا ما وعدتنا علي رسلك انك لا تخلف الميعاد " فهنا دلت هذه الايات والاحاديث اننا نريد ان نتكلم في نطاق ما نريد به شرعا .
فالله اخبرنا اننا اذا دعوناه اجابنا و هذا امر معلوم و لكمن اريد ان ابين لكم يا اخوة ان اساس التوفيق هو الدعوة الصالحة قد تدعوا لك امك يا اخي فيكون مستقلبك وراء هذه الدعوة ، وسمعت كاتب عربي مشهور موجود الي الان قال انا سبب هذا التوفيق اني كنت اقبل اقدام امي و كانت تدع لي "اسأل الله ان يفتح عليك فتوح العارفين " و لهذا لما شكى احد الناس عند احمد بن حنبل قال لهم عند ام قال نعم ، قال له انت بار بها ، قال :نعم ، قال : مرها تدع لك ، فدعت للرجل فما مر به يومان الا وقد شفي .
و دعاء الانسان لنفسه و خاصة في الاوقات التي يجيب الله فيها الدعوات مع الصدق و الالحاح فهذا امر عظيم ، و بعض الناس يتوهم ان الدعاء كلام ، وكلام المعتزلة ان الله كتب المقادير وانتهي منها سواء دعوت ام لم تدع و هذا ليس بصحيح لانه مكتوب لك سبب النجاح هو الدعاء مع المدافعة طبعا والرسوب هو عدم الدعاء هو سبب الرسوب .
وان تسلك الطرق الشرع كما قال صلي الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " و رواه الاربعة ، و معني انك تدعو الله انك بحاجة اليه وانك العبد اليه و انك ما سالت الا هو ، و في حديث الترمذي عن ابن عباس " اذا سالت فسال الله واذا استعنت فاستعن بالله " و لذلك يستحب في الدعاء هدوء الصوت "اذ نادي زكريا ربه نداء خفيا " و قال " ادع ربك تضرعا وخفية " ، يعني من اخفاء الدعاء ، بينما في الذكر قال " واذكر ربك تضرعا و خيفه " ، و الدعاء من الاخفاء لماذا ؟ لان الدعاء نعمة يخشي علي صاحبها من الحسد فامر ان يخفي الداعي دعائه .
و ثانيا : ان الداعي يخفي صوته ليمنع التشويش علي قلبه
ثالثا :انه ابلغ في الاخلاص وابعد عن الرياء
رابعا : فيه من تحقيق علم الله و انه مطلع علي السر واخفي
اما الذكر فهو من الخوف " واذكر ربك تضرعا و خيفة " وكما قال ابن تيمية الذكر عند الانسان نشوة و ارتياح ، والله يحب من الانسان ان يكون خائفا ، يعني تجد عند الناس الفرح و الطرب و الله تعالي امره بالخوف .
و بالمناسبة انا اشكو الي الله قراءة البيان ، مسكين هذا الجيل الذي انحرف الي الروايات و المسرحيات و المسلسلات و المجلات حتي ان بعضهم يقول كيف يعي القران و يفهمه من اصبح عقله كالفول المدمس ، فهو يتابع في الاخبار اخبار المنتخب و اعلانات شركات الاسمنت ، ما هذا و اذا قرات عليه شئ من القران يقول ما فهمت يا اخي لان عقول الجيل انحدرت لاهتمامهم بالرياضة و الاسعار و الاسمنت و البيتزا و الهامبورجر و صارت عقولهم صغيرة
الجن قال انا سمعنا قرانا عجبا ، بالله عليكم هل سمعتم اجمل و امتع من سورة الجن ، يقول الله تعالي عنهم في سورة الجن ، ان الله اغلق عليهم ابواب السماء لانهم قبل بعثة النبي كانوا يستمعون الي الكلام من السماء و كانوا يلقونها الي الكهنة ويزيد هو عليها مائة كذبة ، فلما بعث صلي الله عليه وسلم منعوا من ان يصلوا الي السماء قالوا" وانا لمسنا السماء فوجدناها مئلت حرسا شديدا وشهبا " سبحان الذي انزل هذا القران المبهر المعجز ، قالوا " وانا كنا نقعد مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا " يعني مترصد له .
ووقفنا من هذا الكلام ايها الاخوة علي ان تقبلوا بصدق الي دعاء الله عزوجل ، ونحن في كل يوم بحاجة الي الدعاء بعدد الانفاس ،فنحن تحل بنا الكربات لا يكشفها الا الله و نقع في الذنوب و يصيبنا الفقر و ما يرفع الا الله ، يركب احدنا الموج و لا يلجأ الا الي الله ، و تجد احدنا في الصحراء و يجوع و لا ينادي الا الله ، و يركب الطائرة و تبلغ القلوب الحناجر وما ندعو الا الله
ندعوه في البحر ان ينجي سفينتا فان رجعنا الي الشاطئ عصيناه
و نركب الجو في امن و الحافظ هو الله ، ايها الاخوة عليكم بالدعاء في السجود و ادبار الصلوات و بعض الناس يفتح عليهم باب من الدعوات ماشاء الله و عندهم الاذكار و الدعوات لو رافقتهم تجده مثل النحل ما يتفر عن الذكر و الدعاء ، وتجد الاخرين غارقين في الدنيا و اسعار العملات و الاسهم و غيرها و يصاب بالامراض المتعددة بسببها .
و الله عرفت اناس وهم منذ ستين سنه يصلون الخمس و لا يعرفون التعامل بالربا حتى ان الشيخ يقول عندي ثلاث او اربع من كبار الصحابة الا الصحبة ، زهد وورع و بكاء و مجالس للذكر و دعاء وصلة للرحم وبر للوالدين و صدقة وليس عندهم من الامور المخالفة التي يرتكبها الكثيرمن الناس ، فعلينا ان ندعو الله بصلاح قلوبنا و صلاح امورنا فنحن بامس الحجة اليه سبحانه.
يعني تجد بعض الاخوة يسوي برنامج كيف تكون ناحجا و كذا و كذا و الاعظم من ذلك انك اذا لم يكتب الله لك الريادة و النجاح و الله لا تنجح و لو جئت بخبراء الدنيا ، لانه " ان اريد الا الاصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله و اليه انيب " ، فاطلب من الله التوفيق .
الطالب الجاد المثابر الان يذاكر و يجتهد و يدعو الله عزوجل ، و يذاكر فاذا اذن خرج من بيته الي المسجد و جمع هذا طريق النجاح ، ومن خالف فعمل الدعاء فقط و هذا مخالف لانه قال " اعقلها و توكل " و ثالث ما فعل هذا و لا ذاك ، واخر ذاكر فقط ، و الصواب ان تعمل بسبب الكسب و الامر الشرعي والدعاء و ياخذون بالاسباب .
هناك ادعية شرعية كما وردت في الكتاب و السنة ، و يجب الا ندعو بالظلم او بالقطيعة في الارحام او الاثم و ندع الله باسمائه الحسنى ، و ندعو في الاوقات الفاضلة و عصر الجمعة قبل الغروب و في السجود و بين الاذان و الاقامة و في يوم عرفة ، والسحر ونحو ذلك .
ادعو الاخوة ان يكون الانسان رباني في حياته و قد يكون الانسان طبيب او طيار او مهندس او مزارع لكن يعمل بالسنة في كل حياته ، فاذكار دخول المنزل و الخروج و دعاء المجلس و اذكار النوم و الثياب ، اتبع سيد الخلق صلي الله عليه وسلم ، وان يحفظ الانسان منا هذه الاذكار .
اذا لم يظهر علي الانسان الذكر او الدعاء او الاذكار الشرعية كيف تميز بينه و بين غير المسلمين ، اسال الله العظيم الحي القيوم ذو الجلال و الاكرام الذي اذا سال اعطي و اذا دي اجاب ان يهدنا و اياكم الي سواء السبيل و ان يزدنا ايمانا و توفيقا و رشدا اللهم اعنا علي ذكرك و شكرك وحسن عبادتك ربنا اتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم انا نسالك العفو و العافية في الدنيا و الاخرة ، اللهم تب علينا و ارحمنا و اصرف امورنا و اغفر ذنوبنا و اصلح قلوبنا و صلي الله علي محمد وعلي اله وسلم تسليما كثيرا .
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=345_0_2_0