السلام عليكم ورحمته وبركاته أخوة الإيمان مفتاح الإستجابة الدعاء ليس شيء أكرم على الله من الدعاء الدعاء هو العبادة وفي حديث الدعاء هو العبادة فكأن هذه العبادة تنبني على الدعاء كأن إظهار العبادة والعبودية لله وهو يترجم على ضعف الإنسان معناه أنه عبد وأنني فقير وأيضا تسأل الواحد الأحد لأنه هو الغني القادر المعز وكلما سألت الواحد الأحد معناه أنك صدقت العبودية ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام من لا يسأل الله يغضب عليه في حديث حسن فإذا انقطع الإنسان عن الله معناه أنه انقطع عو العبودية ولهذا يقول سبحانه وتعالى "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " لذلك كان الفواصل في الكلام ليبين قربه من العباد سبحانه وتعالى فإني قريب وقال الصحابة في هذه الآية يا رسول الله أربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه فسكت "ص" فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية فالله يسأله من في السموات والأرض اسأل ربك من في الصحراء خاف من الهلاك من في البحر خاف من الأمواج سل المريض سل الفقير سل المديون سل المرأة النفساء سل طالب العلم كل ذلك يسألونه نعم ولذلك يقول سبحانه وتعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين " الدعاء الخفية به وهنا وقفة علمية ولطيفة في قوله ادعوا ربكم تضرعا وخفية يعني من الإخفاء من الدعاء واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة " من الخوف فالخوف مع الذكر والإخفاء مع الدعاء لأن الدعاء نعمة من النعم العظيمة الجليلة وقد يغف الإنسان عليها فالإخفاء البعد عن الرياء ثم إن في الإخفاء أن يسمع سبحانه وتعالى إذا أخفيت فكنت أكثر ويسمعك الله ولذلك يقول عن زكريا " إذ نادى ربه نداءً خفيا قال ما سمعها جليسه " فسبحان الذي سمع سمعه كل شيء ، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت في بيت النبوة غرفة صغيرة وجاءت امرأة اسمها خولة بنت ثعلبة تشكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان النبي في طرف الغرفة وهي في طرف البيت وكانت تسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم خوله وتشتكي فقالت عائشة فوالله ما سمعت ما تشتكي وأنا في طرف الغرفة فأنزل الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" فسبحان الذي سمع ما في الضمائر وما كان في السرائر لا يخفى عليه خائفة الشاهد الدعاء ، ومن هو الإنسان إلا بالدعاء ولهذا يقول النبي صلي الله عليه وسلم " ادعوني استجب لكم " فأمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة فمن آداب الدعاء أنك لا تستعجل تقول دعوت دعوت ولا يستجاب لي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإستعجال ، فاليصبر ويجاهد فإن الإنسان الجاد فلا يستعجل فيقطع الدعاء ، لأن الله قدر للبلاء وقت عن سنة أو سنتين ، أنه قال الله لما دعاه موسى وهارون قال قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما قالوا بعد أربعين سنة فأهلك الله فرعون ونصر موسى إذا أيها الأخوة للدعاء أهداف إذا حققتها أتتك الإجابة ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل في الدعاء ثلاث خيارات إما يجيبك على طلبلك إذا كان في المصلحة على ذلك أن يزوجك المرأة الفلانية إذا كان هناك خير فيها أو أن يرزقك بالنجاح أو يجعلك يرزقك هذه الوظيفة إذا كانت في ذلك المصحلة إو يدخر لك من الأجر مثل ذلك ، أو يصرف عنك من السوء بمقدار هذا الدعاء فأنت على خير مادام أنك تدعوا فأول آدب الدعاء أن تخلص الطلب منه وتعتقد أنه يجيبك وأن عنده خزائن السموات والأرض وأنه بيده كل شيء وكل خير، الثاني أن تلح عليه إلحاحا في ساعات الليل في صلاة الجمعة.
الثالث أ ن تدعوه بالأسماء الحسنى والصفات العلى لا تدعوا بصفة لا تليق به سبحانه وتعالى. فله الأسماء الحسنى فادعوه بها ادعوه بيا حي يا قيوم يا واجد يا كريم ، وأن تصلي على الرسول "ص" ومن آداب الدعاء أن تثني عليه بالخير كله ثم تدعوا.
ومنها أن تأخذ بجوامع الدعاء اللهم آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ويجب أن تدعوا بذلك أن تجمع في الدعاء كما قال سعد بن أبي وقاص لما سمع أحد الناس يدعوا على أحد أبنائه فقال سعد إن الله منع الإعتداء في الدعاء فلا تكن منهم إذا دخلت أمنت مما أخفت وأخذت ما أحببت فعلى الإنسان أن يسأل الله بالمأثور ويجعل الدعاء بالخير ولا يكون فيه قطيعة وإثم للرحم فبعض الناس يدعوا على المسلمين هذا من الإعتداء ومن الإثم في الدعاء ومنها أن يكون على وضوء على طهارة واستقبال القبلة وأن يرفع يديه ويخشع في الدعاء وأن يستحضر ماذا يقول فإن هذا الإنسان يسأل إلا الواحد الأحد يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء وهذا عند العلماء له معنى أنه ما أهتم بالإجابة فإنها حاصلة وإنما أهتم متى أوفك للدعاء ما كل إنسان يوفق ، لكن المشكلة أن يصرف العبد عن الدعاء لا يوفق أن يدعوا لا يلهمه الله عز وجل في الدعاء فالواجب أنك تهتم بالدعاء وتترك الإجابة على الله أنا وأنت ولهذا كان يقولون كيف أجاب أوليائه ذكر الله قصة في القرآن قال وذا النون إذ ذهب مغاضبا وظن أن لا نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين " فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين الشاهد أن كل من توسل إلى الله نجاه الله بالدعاء والكرب حتى قال النبي "ص" في الحديث الصحيح لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين دعوت أخي ذالنون ما دعى بها مكروب إلا فرج الله عنه ، دعا أيوب لما مسه الشر قال إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ودعا موسى ودعا إبراهيم ورسولنا كان يدعوا فكانت تأتي الإجابة كفلق الصبح فأنت على ذاك المنهج سر واعلم أن الله يفتح لك باب الرزق وباب العلم وباب التسهيل وباب الرحمة في الدعاء فالواجب عليك أن تلح على ملك الملوك سبحانه وتعالى ، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء فبين "ص" أن السجود أقرب هيئات العبد من الرب إذا كان ساجدا تخيل في الركوع تعظيم الرب أما السجود فللطلب والمذلة والفقر والعبودية وهذه المسائل هي أقرب إليك لله وأكثرهم خضوعا له سبحانه وتعالى وهذا يأتي الشرف للخضوع للمولى سبحانه وتعالي ، فيجب أن تكثر من ذكر الله والدعاء أيضا في أدبار الصلوات فإنك قد تطاع أي تجاب ، أيضا في ساعة الجمعة وقال أهل العلم أنها قبل الغروب من بعد صلاة العصر إلى الغروب ، فهذه من الأوقات الفاضلة أيضا بين الآذان والإقامة دعوة مستجابة في مثل هذه الأماكن يحرم العبد ليلة القدر والثلث الأخير من الليل لأننا بحاجة نحن مفتقرون إلى الله عز وجل ونحن قوم مساكين أهل مرض وخطيئة أهل ذنب أهل حاجة أهل هم وغم وكرب ولا يملك ذهاب الغموم ولا العافية إلا الله فعلينا أن نسأله سبحانه وتعالى حتى تجد بعض الناس من الشباب يدعوا الله فقط في الأشياء الدنيوية، الأمر الأعظم هو فتح الله عليك في الدعاء فيا إخوتي عليكم أن تلحوا في الدعاء وأن تجمعوا بين السبب الشرعي والسبب الدنيوي وفي الآخر أن تسألوا الله النجاح تطلب الرزق من الله وهذا الذي يسمى المفتاح وقد دعا الصالحون حتى إن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال يا رسول الله ادع الله لي أن يجعلني مستجاب الدعوة قال الله اللهم أجب دعوته وسدد رميته فكان إذا رمى لا تتخلف له رميه حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعطيه السهام فيرمي رميا لا يخطئ رمية واحدة وكان الرسول "ص" يقول ارم سعد فداك أبي وأمي ، وبين النبي "ص" سببا مهما جدا في إجابة الدعاء قال يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة وهذا شرط عظيم في إجابة الدعوة أن يكون مطعمك حلالا وملبسك حلالا وشرابك حلالا حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيب السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له " يعني استبعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجيب الله دعوة هذا الرجل لأن هذا حاله يتعامل بالربى بالسحر يغش المسلمين يقول أنى يستجاب له لأنه بعيد على أن يجيب الله دعوته ، من أراد أن يجيب الله دعوته فاليأكل حلالا وليحرص على دخله لا يغش المسلمين لا يأكل من ربا حتى يجيب الله دعاءه سبحانه وتعالى وهذا ما وصل إليه الصالحون قال صلى الله عليه وسلم على طهارة المطعم وفي سيرة أبي بكر أنه أكل مرة من خادمه فقال منين أكلت أنا قال من بقيت كهانة كنت قد تكهنت بها في الجاهلية قال سبحان الله تطعمني من كهانة حتى استقاء الله وأخرج ما في بطنه وهذا من أصل مطعمه حلال وأن يكون كسبه حلال كما أمر الله عباده وأمرا لمسلمين ورسله يا أيها الرسل كل من الطيبات واعملوا صالحا يأمرهم سبحانه وتعالى أن يأكلوا طيبا ويعملوا صالحا وهذا المؤمن لا يأكل إلا طيبا ولا يعمل إلا صالحا فالدعاء أيها الأخوة لابد أن يكون الإنسان خير المطعم إذا أردت أن يجيب الله تعالى دعائك فاحرص على المطعم الحلا والمكسب الحلال فإن القليل الحلال الله عز وجل يبارك فيه والكثير الحرام الذي يمحق الله بركته ويذهب خيره بأنه خبيث والله طيب لا يقبل إلا طيبا كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أيضا في مسألة في الدعاء أن يحاول الإنسان أن يظهر إلى الله الفقر بالله سبحانه وتعالى وأن يدعوا بما يناسب الحال فإذا أردت رزق عليك أن تدعوا باسم الرزاق وإذا أردت العلم الفتاح العليم وإذا أردت النصر فهو القهار فإذا أردت الشيء ودعوت الله باسمه كان الأفضل والأحسن ، ويجب عليك أن تحفظ من أدعية القرآن وأدعية السنة مثل ما قال الله عز وجل في آخر سورة آل عمران "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد" وآخر سورة الفرقان " ربنا هبلنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما " وآخر تلك الأدعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أراد جمال الإسلوب وروعت الكلمة فعليه بحفظ أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوله اللهم إني رحمتك أرجوا ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"
الله إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك وهدئه نقمتك
اللهم إني اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا إلى آخر الدعاء يا أخوة احفظوا هذه الأدعية العظيمة وعلموها لأولادكم ، وقد رأينا من لطائف الله عز وجل لأنبيائه وأوليائه وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء إليه الطفيل بن عمرو يا رسول الله هذه دوس فتوضأ الرسول صلى الله عليه وسلم ورفع يده فقال الطفيل هلكت دوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوس وأت بهم ثلاثا فهداهم الله وآتى بهم زائرين ومسلمين مؤمنين ودعا صلى الله عليه وسلم بالغيث وهو على المنبر ورفع يديه فنزل الغيث في الحال ورأو الناس الغمامة وهي تنتشر حتى من كثرة الغيث بعد إسبوع يقول رجل يا رسول الله ادع الله أن يكف عنا الغيث فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الوديان ومبنابت الشجر ، ومثل دعاء بالنصر وانتصر على أعدائه صلى الله عليه وسلم ، ومواقف كثيرة من دعائه صلى الله عليه وسلم أيضا وحاجة الرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء والصالحين والأبرار ، مثلا العلاء قالوا الصحابة إن الله قد عوضك خيرا فقال ادعوا الله لنا فرفع يده وقال يا علي يا عظيم يا حكيم يا عليم أغثنا قالوا فأتت سحابة في التو وغطت المعسكر حتى سقو وحتى شربوا واغتسلوا حتى انتهو فخرجوا فلم يجدوا قطرة واحدة هذا الذي دعا بها واستجاب الله دعاءه ، وسعد بن أبي وقاص دعا على رجل لما جار عليه الرجل اللهم أطل عمره وعرضه للفتن فلما كبر وسقط حاجبه على عينيه وأخذ يغني للجواري في سكة الكوفة ويقول للناس شيخ مفتون أصابته دعوة سعد ، يخبرنا أحد العلماء أن أحد العباد كان بجانبه شاب مؤذي وآذاه في بناته وكان هذا الشيخ الكبير العابد رجل ضعيف ولا يجد شيء يحميه فقال لهذا الرجل اتركني تتسلق علي وآ ذيتني في بيتى فنظر الرجل إليه وقال للعابد في تكبر لا قال هذا الرجل للشيخ الذي كان في العمرة قال له العابد والله لأشكينه شكوة عند ملك الملوك والله لا يذوق بعده العافية لقد أمهلته قال فذهب فلما طاف ووقف بين المقام قال وسأل الله عز وجل أن يرفع بليته ويحيره حتى عاد وقال والله الذي لا إله غيره لتسمعن في خبر الرجل الذي آذاني قال ما هي إلا أيام فوالله ما هي إلا أيام إلا أصيب هذا الشاب بالمرض وبعد أيام فقد عقله وأنه لا يعمل عملا ولا يكون في وظيفة فعرف الناس أن هذا بدعوة ذالك كل يوم هو في شأن ، فينزل الله في الثلث الأخير من الليل فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هنيئا لمن جلس في هذه الجلسة جلسة السحر وصلى ولو ركعتين ودعا ربه لأهله لنفسه لذريته دعا بالأمن بالتوفيق دعا بكل ما يريد دعا بالنجاة من النار يا إخوة اغتنموا الدعاء الكثير ، إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا خوفا وطمعا يدعون خوف وطمع لله عز وجل والله لا يأتي الخير في الدنيا والآخرة إلى من عنده سبحانه وتعالى فاسئلوا الله عز وجل الرزق واسئلوه العافية والحماية والأمن.
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم التقوى والهداية والرشد والسداد وإلى اللقاء .
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=339_0_2_0