الوضوء من أجمل العبادات التي تُهيئنا للدخول والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى بقلب مطمئن، عِش بروح الوضوء وكُن من المُتطهرين السائرين على طريق الله
بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، نكمل معًا السير على طريق الله والتعرف علي روح العبادة. روح العبادة اليوم هي إحياء روح الوضوء، الرسول كان يوصي دائمًا بالوضوء فيقول عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح "الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ"، وطهارة الجسد تؤدي إلى طهارة القلب، والوضوء من الوضاءة والحسن والجمال، فالله عز وجلّ يُحبك راقيًا ونظيفًا ظاهرًا وباطنًا.
حكمة الوضوء:
الوضوء يُشعرك بالله عز وجلّ ذلك لأنك تقوم بتجهيز نفسِك للصلاة، فالإنسان يغلب عليه طابع الغفلة؛ لذا الوضوء يُعطيك اليقظة وأنك داخل في حضرة الجبار، فيعطيك حالة الإفاقة.
الله عز وجلّ شرع الوضوء لكي تُدخل عليه وقلبك مطمئنًا، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح رواه أبوهريرة "إذا توضَّأَ العبدُ المسلمُ - أوِ المؤمنُ - فغسلَ وجهَهُ خرجَت من وجهِهِ كلُّ خطيئةٍ نظرَ إليها بعينيهِ معَ الماءِ، أو معَ آخرِ قَطرِ الماءِ، أو نحوَ هذا، فإذا غسلَ يديهِ خرجت مِن يديهِ كلُّ خطيئةٍ بطشَتها يداهُ معَ الماءِ أو معَ آخرِ قَطرِ الماءِ، فإذا غسلَ رِجليهِ خرجَت كلُّ خطيئةٍ مسَّتْها رجلاهُ معَ الماءِ أو معَ آخرِ قطرِ الماءِ حتَّى يخرُجَ نقيًّا منَ الذُّنوبِ".
فرائض الوضوء:
- النية: قال جمهور العلماء أنه يجب أن تتوافر النية قبل الوضوء، والإنسان إذا توضأ بنية التطهر لله سوف يجعل عزّ وجلّ قلبهُ يسعى إلى التقرب منه.
- غسل الوجه: يقول الله تعالى {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}، غسل الوجه وليس مسحه فقط، وحدُ الوجه يبدأ من أول منبت الشعر حتى أسفل الذقن، ومن أول شحمة الأُذن للأخرى.
- غسل اليدين إلى المرفقين: من أول أطراف الأصابع إلى المرفق الذي يدخل في الوضوء أيضًا، وهنا ظهر بحث علمي من جامعة ميتشيجن يؤكد "غسل اليدين يمكن أن يُساعد الناس على تحسين شعورهم تجاه سلوكيات سيئة ارتكبوها في الماضي".
- مسح الرأس: بها مسألة خلاف، فالمالكية والحنابلة أوجبوا مسح كل الرأس، أما الشافعية ليس كل الرأس، فامسح رأسك بنية إزالة الوساوس.
- غسل الرجلين إلى الكعبين: غسل الرجلين إلى الكعبين، والكعب يختلف عن العقب، فالكعب هو عظمتين بالرجل، يتم غسل الرجل ليس مسحها، فاغسل رجلك لكي تزيل الخطايا التي ذهبت إليها.
- الترتيب: وفقًا لجمهور العلماء يُقر أن الترتيب ركن أساسي في الوضوء.
سنن الوضوء:
التسمية: نقول بسم الله قبل الوضوء، غسل اليدين إلى الرُسغين، المضمضة، الإستنشاق، التدليك، مسح الأُذنين، تخليل اللحية، تخليل الأصابع، التثليث، السواك، التيمن (البدء بالأعضاء اليُمنى).
وضوء النبي:
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح "من تَوضَّأ مثلَ وُضُوئي هذا غُفرَ لَه ما تقدَّمَ من ذنبِه"، فكان النبي يبدأ ببسم الله ويغسل اليدين ويبدأ باليمين ويخلل أصابعهِ ثلاث مرات ويتمضمض ثلاث مرات ويستنشق ثلاث مرات ويغسل وجهه الشريف ثلاث مرات، ويغسل يديهِ إلى المرفقين ويبدأ باليمين ثلاثًا، ويمسح رأسه من منبت الشعر إلى آخرالرأس ومن آخر الرأس إلى منبت الشعر، ويغسل أُذنه ثلاث مرات ويغسل رجليه ويخلل بين أصابعهِ ثلاثًا ويبدأ باليمين، وعندما ينتهي يقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين"، ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح "استَقيموا ولنتُحصوا، واعلَموا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ، ولن يُحافظَ علَى الوضوءِ إلاَّ مؤمنٌ".
العائدون إلي الله
اسمي أنيتا من أمريكا، اعتنقت الإسلام بعد البحث عن الإجابات للعديد من الأسئلة التي لم أجدها إلا في الإسلام، وتأكدتُ أن الإسلام هو النهج الذي يجب أن نتبعهُ. أول مرة توضأت فيها شعرتُ بأنها عملية تنقية خالصة، وكانت مُنعشة والوضوء نقاني. الإسلام يريدنا دائمًا أن نبقى أنقياء، والوضوء لا يُطهر الجسد فقط، بل القلب أيضًا، فتلك العبادة تُطهر ذنوبنا بدلًا من تطهيرها بالنار.
المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2972