بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه سلام الله عليكم ورحمته وبركته أيها الأخوة مفتاح الزيادة شكر إذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " إذا عرفنا زيادة الخير وزيادة العطاء زيادة الرزق والموهبة كلما أكثرت من شكره كلما زادك ومن كفر فإن الله يعذبهم ويرفع عنه النعمة لأنه لا يستحق العطاء إنما يستحق العطاء من يشكر في عالم الخلق بين الناس حتى يقول أحدهم والخلق والكفر مخبسة لنفس المنعم يعني الإنسان ينعم على إنسان ثم يشخذ جميله وينكر معروفه فغير قلب المنعم هذا وما أصبح يحس بشئ بملك الملوك سبحانه وتعالى ، لئن شكرتم لأزيدنكم كلما شكرنا زاد الله علينا وكلما اعترفت أن النعم من عنده سبحانه وتعالى وقبلتها منه ووظفتها في طاعته كلما زادك جل في علاه لا إله إلاه والشكر له أركان شكر باللسان وشكر بالجنان وشكر بالأركان فأما شكر اللسان فأن تثني على الله الواحد الأحد تحمده والحمد هذا يملأ ما بين السموات والأرض سبحان الله تملأ الميزان والحمد لله تملأن ما بين السموات والأرض ، في السيرة أن جعفر الصادق رضي الله عنه ضيع فرسه وهو في الصحراء قال لئن لقيت فرسي لأشكرن الله بشكر يكافئ شكر الخليقة فلما وجد قال الحمد لله يا رب العالمين هذه الكلمة تكافئ أملاك العالم ولذلك الله حمد نفسه وعلم الناس كيف نشكره هذا شكر اللسان قال رسول الله "صلي الله عليه و سلم " إن الله لا يرضى عن العد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمد عليها يرضى عنك تشرب فتحمد الله يرضى عنك هذا شكره اللسان ومنه أيضا أن تثني على الله لأن بعض الناس غبي وأحمق يقول فلان الذي تسبب في ذلك هو الذي وهبني أعطاني فالنبي "ص" في حديث قدسي يقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله سبحانه وتعالى لكن أن تعتقد أن المنعم حقيقة
هو الله سبحانه وتعالى فلولا أن الله أنعم تسبب هذا أو أعطانا شيئا من مال أو منصب أو مساعدة أو أمر من أنواع الأمر حقيقة ينبغي علينا أن نشكر أن نظهر أن الله هو المنعم سبحانه وتعالى حقيقة أن السبب الأعظم هو الذي أعطى هو الذي وهب وعند أحمد في المسند في كتاب الزهد يقول الله عز وجل في الحديث القدسي عجبا لك يابن آدم خلقتك وتعبد غيري شوف الكفران ورزقتك وتشكر سواي فإذا الواحد الأحد يرزق العبد ويسهل له وظيفة وعملا ومنصبا فإذا هو بين الناس يوجه الشكر لله سبحانه وتعالى والثناء عليه سبحانه وتعالى وذكره جل في علاه أتقرب إليك بالنعم وأنت تعرض عني ماهو نفعنا لربنا الله غني عني وعنك وعن كل الناس والمخلوقات الله هو المنعم الله هو المتفضل الله هو المانع وحده سبحانه وتعالى الخليقة تراب على تراب يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضروا فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، أنت في درجة أحقر وأقل من أن تصل إلى الله الواحد الأحد الله لا يتبرأ من معصية العاصي ولا بطاعة الطاعي فهنا قال أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك وتتبغض علي بالمعاصي وأنت فقير إلي خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد ، الموهبة الرزق الذرية كل هذا من عند الواحد الأحد إليك نازل العقوق الهجور المعصية الغيبة النميمة كل هذا إلى الله صاعد فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى ولذلك الأنبياء قال الله عن نوح إنه كان عبدا شكورا وقبل هذا الأمر إلى التقسيم بأركان الشكر إلى تقسيم باللسان وبينته وشكر بالجنان بالقب أن تعتقد إعتقاد جازم بأن الله هو المنعم هو الذي يستاهل الشكر وهو الذي أعطاك هذه الصورة الحسنة وخلقك وصورك ووفقك وهداك واجتباك ورعاك وحتى نسمة الهواء وحتى قطرة الماء وذرة الطعام في العذاء فهي من عند المنعم رب الارض والسماء منعم لك في النوم ولك في اليقظة منعم عليك في الصورة وفي العقل منعم عليك في أعضائك في صورتك في أهلك فهو المنعم لابد من جلسة تفكر في النعم التي تقودك إلى المحبة وإذا أحببته أطعته وإذا أطعته نجوت من غضبه وفزت برحمته هذه جلسة المحبة جلسة تذكر النعم يقول على الشاعر على الله أن ينظر إلى نظرين نظر إلى الحمد والشكر على الله فيحمد الله والشكر عليها ونظر آخر إلى هذا النفس والعمل تنظر إلى نفسك وإذا تحدثك بالباطل تستغفر ولكن هذه نعمة إلى الله تحمده عليها وتشكره عليها يقول طارق بن عبدالله بن الشخير كان العلماء الأولياء استأجر حمالا يحمل له دقيقا من السوق فجاء الحمال هذا يشتغل بالأجره يحمل الكيس تجده بسيطا في السعادة والرضا والسكينة والراحة وراحة الضمير أخذ الحمال هذا الكيس فيقول الحمد لله ويستغفر الله حتى وصل إلى البيت ونزل الكيس إلى الباب قال له قبل أن تأخذ أسألك مسألة أنت تحفظ القرآن من الدفة إلى الدفة كنت تقول في كل خطوة الحمد لله سبحان الله قال له أنا في كل لحظة أتذكر أمرين أتذكر منه من الله نازل علي فأقول الحمد لله وأتذكر ذنب فأقول أستغفر الله فنحن بين نعمة يجب أن نحمد الله عليها وبين معصية ينبغي أن نستغفر الله عليها سيئة ومعصية قال .
قال صاحب الكيس والله ما وصلت إلى هذا الحد أيها الحمال طالما أنك وصلت إلى هذا الحد من الفهم في كل وقت في الليل والنهار أنت جالس وانا جالس كفان الله وسلمنا وأعطانا يا أخي هذا الذي تتنفسه هو من الله السمع الذي تسمعه نعمة من الله الهيئة التي أنت عليها هي من الله ينبغي أن نحمدها عليها فما نخلو من شيء وما نخلوا من خطيئة فيجب علينا أن نحمده على النعم ونستغفره من السيئات فالحسنة من عنده سبحانه والسيئة من عندنا نحن نحن أهل التقصير يقول الشاعر :
ذهب الله بالجنين وولى الملامة رجلا
يعني ولا الملامة الرجال أما الله سبحانه وتعالى فله الكمال والجلال له العظمة فهنا ركن القلب هو أن تعتقد أن المنعم حقيقة هو الله هذا هو شكر القلب وشكرا بالأركان وشكر الأعضاء فتشكر الله عز وجل حظ اللسان من الشكر أن تثني عليه وتسبح وحظ اليد أن تقلبها في طاعة الله ولا تستخدمها في معصية وحظ العين أن تنظر إلى ما يقربك من طاعة الله عز وجل وحظ الأذن شكر الأذن أن تسخرها لطاعة الله فلا تسمع إلا الحق وكل عضو من الاعضاء في حسمك هذه الأركان الثلاثة والله عز وجل وصف الأنبياء بأنهم يشكرون الله سبحانه حتى يقول عن نوح إنه كان عبدا شكورا نوح يشكر ربه في السراء والضراء حتى في حديث أسماء بنت عميس الله عز وجل ينادي مناد أن الله يقول لفلان ادخل الجنة قال هم الذين يشكرون الله في السراء والضراء منكم من أناس كانوا يشكرون الله في البلاء والنعمة لذلك أناس يدخلون الجنة بلا حساب وذكر الله عز وجل سليمان حين قال هذا من فضل ربي ورأي الملك والهيبة والعظمة ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني عن كريم هذا منطق النبوة هذا منطق العلم النافع يقول حتى لو أعطاني الله من جاه أو من ملك أو من سلطان هو ابتلاء هل أشكر الله على ذلك أم أكفر فمن شكر فإنما يشكر لنفسه الله ليس بحاجه أن إلى شكرك الله غني عن العالمين هو يطعم سبحانه وتعالى ولا يطعم حتى يسقي الخليقة منذ أن خلق الله السموات والأرض يعطي وينفق ثم يسأله يعطي هذا رزق هذا عمل وهذا منصبا وهذا ذرية وهذا جاها وهذا عالما وهذا قبولا كل هذا العطى
يقول الله عز وجل : ياعبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من عندي إلا كما نقص المخيط إذا أدخل البحر يوم عرفه في الحجاج هم جزء من جزء من العالم من الخليقة يجتمعون طبعا يوم عرفه في صعيد واحد في ساعة واحدة حتى قالت البحوث أن اللغات التي يتكلم بها الناس في هذا اليوم ويدعوا الله بها يوم عرفه الحجاج هذا العربي وهذا الأجنبي وهذا الأردن وهذا الفرنسي وهذا الروسي وأسباني وألماني وإيطالي الكل يدعوا الله هذا يدعي أن يشفي الله ابنه وهذا أن يوفقه الله عز وجل وهذا يدعوا أن يزوجه وهذا يدعوا يريد مالا وهذا يدعوا يريد صحة وهذا يريد نصرا وهذا يريد قوة فالله يقول للجميع هذه الخليقة ثم سألتموني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في مسألة فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر " بالله عليك تأتي بهذا المخيط تدخله في البحر الأبيض أو الأحمر ثم تنزعه هل نقص هذا فضله سبحانه وتعالى وهذا كرمه جل في علاه لا إله إلا هو حتى يقول في الخليقة وغير الناس يسأل من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن الدودة في الشجر تسأل رب العالمين الحوت في الماء الطير في السماء العندليب الحمامه السلحفاه كل شيء النملة النحلة ممالك المخلوقات ممالك الناس والعجماوات الإبل والبقر والغنم كل هذه الممالك يسألون ملك الملوك فيعطي الجميع كل يوم هو في شأن حتى إن الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا وتسبح الواحد الأحد إلا الإنسان بني آدم وإن من شيء إلا يسبح بحمده له تسبيح تمر بالكون إذا هذا الكون كله يرتجف إلا بني آدم إذا انحرف عن الله وعن طريق الله سبحانه وتعالى وما علينا إلا أن نشكره سبحانه وتعالى حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعينه على العبادة شكر الله على النعم وذكر دائم بأوصافه الجليلة فالشكر أن تقول بما أنعم الله عليك والذكر أن تمجده سبحانه وتعالى بما فيه من كمال لا إله إلا هو فبالذكر والشكر يصل العبد إلى النجاة وإلى الفوز وهذا الحديث علمه النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل في سنن أبي داود فشبك أصابعه في أصابع معاذ وهذه لا ينساها معاذ لسيد الخلق سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم وقال إني أحبك يا معاذ قال إني أحبك يا رسول الله قال يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وهذا الحديث الصحيح هو بعد الصلاة فأخبره أن يقول في كل صلاة لعظم الحديث الشرعي وفيه الشكر حتى أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر المعركة في أحد قال سنجزي الشاكرين فإن مشئة الرب سبحانه وتعالى أن يعطيك ذلك ، لطائف من اللطائف يا أخوة إن بعض الأولياء كان يشكر الله على المصائب ما اكتفى بالشكر في النعم لكنه آتته مصيبه أهدى هدية وأعطى صدقة وقرأت عن بعض الصالحين أنه كان عنده ابن وهو الوحيد فقدر الله على ابنه هذا ذهب إلى القبر وضحك لما دفنه قال ليرى ربي في أني شاكر له وذكر الشيخ هشام في الفرقان أن الفضيل بن عياض لما مات ابنه ضحك قال هذا عن الرضا والشكر
وقال ابن تيميه ذاك رسول الله أعظم فإنه لما مات ابنه إبراهيم حزن عليه الصلاة ودمعت عينه وقال يحزن القلب ويدمع القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون والرسول يكون بين الرحمة وبين الشكر لله سبحانه وتعالى والرضا به سبحانه وتعالى أما الفضيل بن عياض لم يستطع إلا مقام واحد والرسول صلى الله عليه وسلم جمع الكمال ، الفضيل جمع الشكر أما رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الشكر والرضا والرحمة عليه الصلاة والسلام لما مات إبنه ابراهيم وهنا ينبغي علينا يا أخوة أن نوجه شكرنا إلى الله وأن يكون الرجل وهو غني وعنده جاه ومال وعنده وعنده يكون شاكرا لله وترى الإنسان منا وهو فقير يحافظ على صلاة الجماعة ويقرأ ورده من القرآن وحزبه من الذكر فإذا رزقه الله شويه من الملاهي من زينة الدنيا ينقلب ويكون مستكبر وشرير أعوذ بالله وفيه من النمرودية وهذا سوء في الطبع لأن بعض الناس في كتاب كليلة ودمنة مترجم هذا لابن المقفع يقول أن السيء مثل الشجرة الحمرة كلما سقيتها ماء كلما زادتك مرارة لأنها حنظل وبعضها طيب مثل النخلة كلما سقيتها ماء زادتك حلاوة فبعض الناس وهو فقير زاده الله خيرا وازداد صدقة وبرا وبعضهم السيء فتجد العطاء له انقلب إلى الفجور واستخدم هذا المال في الطغيان والبغي والعدوان والتطاول على الناس هذا هو بعض الناس تجده يجاهد أو أنه مثلا منحرف فطلب العلم زاد انحرافا ، فتجد عنده من الظلم والاعتداء والرشوة والفجور وترك أوامر الله وعدم طاعته ونسيان ذكره ، أي شكر عنده نقول ذلك ليكون عظة لكل طالب علم وكل مثقف وكل صاحب إعلام يقول سبحانه "واتل عليهم نبأ الذين آتيناهم آياتنا فانسلخ منها " تركها لمعرفة هذا يا إخوان ولو أن أهل العلم صانوه لصانهم ولو عظموه في النفوس لعظمهم ولكن آهانوه ودنسوه بالأطماع فتجهم فإن أوتيتم فيه وقال الناس أنك قد رأفت فلا تأمن سؤال الله عليك لو علمت لعملت فهذا بلعم وكان سيء وكانت نفسيته منحرفه شريره مازداد من العلم إلا بغيا وانحرافا قال " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا " والواجب أن تزكى بها ورفع بها آتيناه آيتنا فانسلخ منها " فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شيئنا لرفعناه بها بالحكمة وسار إماما للناس ومتبوعا ومحترما ، لكنه أخلد إلى الأرض نعوذ بالله المنحرف فقد ذلك في الدنيا المعاصي والفجور عن طاعة الله ، واتبع هواه اسمع المثل فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فهو جاهل شرير فلما تعلم سار شريرا وأشد شرورا مثل والعياذ بالله مثله مثل الكلب فإن الكلب يهلث فهذا مثل الجاهل ، يتعلم فيزداد شرا يتعلم وشرير غني وشرير فقير وشرير وهذا بخلاف الرجل الطيب الخير الذي معدنه طيب أصيل فإنه يزداد بالعلم خير وشكرا لله ويزداد تواضعا ويزداد بالمال كرما وحبا ومحبة للناس وعطاء وبذلا فهذا سأل من أعطاه الله سبحانه وتعالى النعيم فانحرف بهذا النعيم فهو مثل الكلب ، لا يكن في الظل فهو مثل الجاهل تماما يتعلم ويزداد جهلا وكبرا وعتوا تعطيه ثروة يزداد انحراف وضلالا وبغيا ، لكن الطيب يزداد بالخير خيرا والبر برا ، فيا من أنعم الله عليه بالعلم اعلم أن الله هو المنعم حقيقة فاجعل هذا المال والعلم والذكاء والعبقرية فإن الله هو الذي وهبك كتابتا أو علما أو فصاحة أو شعرا أو جمالا فله سبحانه وتعالى الحمد والشكر.
أسأل الله أن يجعلنا شاكرين لنعمته والذاكرين له كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كبيرا.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=336_0_2_0