الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله إخوتى الإيمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مفتاح السعادة الإيمان الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا تبحث عن السعادة في الإيمان رأس السعادة والحياة الطيبة في الإيمان به والإتصال به جل في علاه والله عز وجل جعل الحياة الطيبة التي يكون في الناس الإيمان والعمل الصالح لا يحاول الإنسان أي يذهب وراء المال أو الثروة أو الشهرة أو الوظيفة اسمع لقول الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلأوحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " فجعل الله سبحانه وتعالى مقصود الحياة الطيبة على ركنين أساسين الإيمان به والعمل الصالح فإذا عمل الإنسان عمل صالح وهو مؤمن فالله عز وجل يتعهد فلأحيينه حياة طيبة هنا قسم الحياة الطيبة في نفسه في أهله في أبنائه في مستقبله في أسرته ولهذا كان المؤمنون الحياة الطيبة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار انظر السعادة في الإيمان بالله سبحانه وتعالى كما هي في القرآن من عمل صالحا " والعمل الصالح هذا لا بد أي يأذن به الله سبحانه وتعالى وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا اشترط العمل شرطين أساسيين أولها الإخلاص والمتابعة لا يكون العمل ثواب حتى يكون فيه إخلاص لله عز وجل وإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وهذه يفسرها الأئمة ولنبلوكم أيكم أحسن عملا أحسن العمل أخلصه قالوا إذا كان غير فيه إخلاص فهو مردود فهو قال من عمل صالحا فلا تعمل عملا من عندك ليس عليه دليل ولا في الكتاب والسنة كما قال صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس علينا أمرنا فهو رد ، قال من عمل صالحا من ذكر أو أنثى الرجال الطيبين المخلصين والنساء الطيبين المخلصات يعلم أن الإسلام يوحد بين الجنسين بالذكر والأنثى بالرجال ومن النساء وهو مؤمن فلابد من الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم لينخرج من الآية إلى الذين يبحثون عن السعادة الدنيوية المؤقتة الآن بعض الناس أنجز إنجازا ليس مؤمن مثلا اخترع المصباح قال نظرية نسبية من صاحب الإكتشاف في الرياضة وغيرها مثل اسحاق نيوتن وانشتين مثل من أبدع في علم النفس وعلم الطب وغيرهم من أذكياء العالم هؤلاء لا يؤمنوا بالله ربا لكنهم لا يعملوا لوجه الله عز وجل ولا يتبع رسول الله "ص" بعد مبعثه فهاذا يصير العمل في الدنيا ليوفيهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون يعطيهم الشهرة والمال والجاه والثروة والمكانة عند الناس وليس لهم في الآخرة خلاق وليس لهم نصيب لأنهم ما طلبوا عند الله الواحد الأحد فيشترط في السعادة أن يطلبوا ما عند الله سبحانه وتعالى فالله رهن سعادة الإنسان وهي الحياة الطيبة فالحياة الطيبة هي الرضا والسكينة هي الإطمئنان الحياة الطيبة قد تكون تجدها في الكوخ في بيت من الحطب تجدها وأنت متكئ تقرأ في كتاب كما يقول أحد الشعراء.
ما العيس إلا القفل والمفتاح وغرفة ليس بها صلاح
وغرفة تقصفها الرياح ليس بها ريح ولا صياح
يعني هدوء ، وكما قال رسول الله "ص" لو أصبح آمن في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزة له الدنيا بحزافيرها ، هذه الدنيا هي الحياة المطمئنة إذا أصبحت أنت مؤمن عند قوت يومك فقط ثلاث وجبات ثلاث أرغفة وعندك ما تشربه من ماء هذه الدنيا ، يعني آمن ومعافا وعندك القوت ، افرض أنك أصبحت وأنت خائف خائف من القتل ذهب الأمن عليك في بيتك لا يرتاح لك حال ولا يهدأ لك ضمير ولو كانت الدنيا معك ، افرض أنك أصبحت آمن لكنك مريض مشلول أعازك الله أي لذة أي راحة ما في صحة مافي عافية يجب أن تقول أن الإنسان أشرف على الهلاك ، فثلاثة أركان وانظر كيف اكتفى من القوت بالأقل عنده قوت يومه انظر إلى الفارق اللغوي ويعرضون عليه بعض الناس أكياس من الذهب والفضة وهو يقول " خبز وماء وظل ذاك النعيم الأجل كفرت نعمت ربي لو قلت أني مقل خلاص ماء وظل هذا كفاف كذلك لا بد أن يفهما هكذا ونخبر الناس أن الحياة المستقرة هي الحياة الأخرة الأمنة حتى وصل الآن علماء التربية وعلماء علم النفس في الغرب إلى هذه النظرية إلى هذه القناعة كل ما أكثرت وجمعت الأشياء عندك مثلا من السيارات عندك من البيوت تزداد هموم وهموم كلما ترخت الجسم تعقدت الروح حتى يقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أفلح من آمن ورزق كفافا ثم قنع بهذ الإيمان.
وإن ما يقع كثير من الناس في وهم المال وليعرفوا بالوحي والإيمان كانوا يعرفوا أن الحياة الدنيا هي القناعة وهي النعيم الذي لا ينفد حتى الرسول صلى الله عليه وسلم بين كثير من الناس خسران مما عنده "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ فتجد كثير من الناس مغبون لكنه لا يعمل طيب الله كم من شاب صحيح البدن قوي العضلات ولكنه ما سخر هذا الجسم فيما ينفعه وفيما يقربه من الله لم يقرأ آية في كتاب الله لم يذكر الله كثيرا لم يقم في ركعة خاشعة لم يقم يعوض مريض فلما انتهت صحته بكى على تلك الأيام ، وقال يا ليتني قد صرفتها فيما ينفع ، كم من شاب الآن لا شغل له في بطاله وعبس ولهو فإذا سؤل أقرأت كتاب الله عز وجل أو وصل رحمه أو فعل خيرا أو قدم فغالب الناس هو خسران في هذا الأمر ولكنه لو استثمر هذا في طاعة الله لكن قليل من الناس تجده صحيحا ، أكثر الناس إذا كان صحيحا كان مرفوض وإذا كان فارغا كان مريض هذا هو الندم لذلك تجد من عنده فراغ وأتاه الله صحة في جسمه أي يصرفها فيما يقربه من الله عز وجل يجب أن لا تستهان بالفراغ والصحة وهما نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس سبحان الله الله رزقك نعيم من النعم ثم تستخدم هذا النعيم في محاربة الله سبحانه وتعالى ومخالفة ، فأصل السعادة من عمل صالحا من ذكر أو أنثى ليعلم أن الحياة الطيبة ليست للرجال فقط ولا للنساء فقط هذا حق مشترك الحياة الطيبة للرجال والنساء في الإسلام الحياة يعني محددة معروفة لا يصب بأشياء كثيرة مثل الذين كفروا في الغرب كأن تقول غنيا صحيحا لك زوجة جميلة ولك دار واسعة وحققت نصيبك من الشهرة ولك منصب مرموق هذا كله أتى الإسلام في اختصاره هذا كله جعله الإنسان في من عمل الإنسان من عمل صالح من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فالحياة الطيبة تجد سكينة في القلب راض بما عندك مؤمن مجتهد في الحياة لذلك المؤمن إن آتى فقر فهو الشكر إن آتى الصحة فهو الشكر إن أتى مرضا حمد الله على ذلك لا يكن إلا للمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إذا أصابه خير كان خير الناس وإذا أصابه شر كان خير الناس وليس ذلك إلا للمؤمن لا يتمنى أحد إلا الرجل الصالح لا يتحقق هذا الأمر إلا إذا حقق الأصل الأصيل أن يكون راضيا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، قال فلنحيينه حياة طيبة وهذا متضمن القسم فالذين لا يعيشون حياة الإيمان هذا هو العمل الصالح ، يأكل ويشرب ولكن ليس مطمئن يملك الثروة ولكن غير مطمئن ، الله عز وجل نزع الحياة الطيبة من هؤلاء الأعداء والله لو ملكوا الدنيا بأثرها والله لو صب الذهب عند أقدامهم وجري لهم الماء لا يجدون طريق السعادة والله لو احتشدت عليهم الحشود وحيتهم الجنود ورفعت عليهم العنان وحياهم الأنام ، والله لا يجدون السعادة ولا يجدون الإطمئنان وراحة الضمير لأن الذي يملكها هو الله وحده والذي يقذفها في القلوب هو الله وحده والذي يمنح عباده هو الله وحده هذه حياة طيبة والله يقول على أعدائه ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " شوف سبحان الله الذكر أمامه الإيمان المسجد أمامه ولكنه أعرض فهذا جزاءه فإن له معيشة ضنكا الهم الحزن الإضطراب أنا قرأت ورأيت يملك الثروة الطائلة وعنده الهم والحزن والغم لأنه ما تعرف على السجود ما تعرف على قراءة القرآن ما تعرف على الركوع ما تعرف على الصدقة ما تعرف على طاعة الواحد الأحد قال ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى فإن هذه ليس الحياة الطيبة فإن الحياة الطيبة يرزقك الله راحة في نفسك وتجد الصلاح وتجد قرة العين ، أما ما لا يعرفون الطاعة الواحد منهم يخرج شرير يخرج منهم يذيق آباه السم في الحياة الدنيا قبل أن يموت نعرف كما أبناء يتمنون موت آباءهم ومنهم من يبلغ السلطات بالقبض على ابنه ومنهم غير ذلك كثير لأنه خرج عن الطاعة انحرف أفسد في الأرض هذه المسألة التي ينشدها الناس يجدون السعادة مثلا في الأبناء وفي الذرية وفي الجاه والمنصب ، السعادة هي تحقيق أصلين يا إخواني تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، والعمل الصالح الذي نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة الزكاة الحج العمرة حسن الخلق التواضع الجود الكرم كل ما نص وما دل عليه الكتاب والسنة ، يمكن أن تأخذ ما أمرك الله وتبعد عما نهاك الله أنت ستحقق السعادة الثناء الحسن الحياة الطيبة أن تذكر بخير نعوذ بالله أن تقول عنك الألسنة بسوء لأن ألسنة الخلق أقلام الحق ، إذا كنت عند الناس سيء فهو عند الله سيء وإذا كنت عند الناس حسن فأنت عند الله حسن ، مرت على الرسول صلى الله عليه وسلم جنازة فأخذ يقول على صاحب الجنازة غفر الله له ما كان أحسنه وما كان أكثر تواضعه وما كان أكرمه ما كان أطيبه قال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ، والجنازة الثانية قال عنه شرير متكبر سيء عاق وجبت وجبت وجبت فسأل الرسول قالوا كيف وجبت الأولى قال وجبت له الجنة والثانية وجبت له النار ، إذا كان يقول عنك جيرانك إخوانك عليك خيرا فاحمد الله وإذا كانت الأخرى فراع نفسك ، فهذه الحياة الطيبة التي يريدها الإنسان ما تحتاج إلى عقاقير ولا تحتاج إلى أدوية ولا حبوب لأنك أصبحت من المسجد إلى المصحف مع الدعاء مع عمل نافع مفيد مع بر الوالدين مع صلة الرحم مع التواضع للمسلمين مع الكرم والجود فتجد في نفسك ما يشرحه الله عليك ، كان أكثر الناس انشراح للصدر هو النبي صلى الله عليه وسلم فتجد الرسول صلى الله عليه وسلم ضحاكا بساما راضيا عن الله عز وجل مطمئنا مبتهجا قد شرح الله صدره ووضع وزره وأعلى كلمته وفتح له فتوحات ونصره وهذا كله ، يقول أهل الحديث أهل السنة يقول من رفع الناس ذكره ، بالله عليك هل سمعت أكثر من رفع الله ذكره من مالك أبو حنيفة من الشافعي أو البخاري أو الترمذي أو النسائي أو أبو داود لأنهم لهم حظ من قول ورفع الله لك ذكرك وأهل الفلسفة لهم حظا من قوله إن شانئك هو الأبتر وعندهم من الهم والحيرة والإضطراب ، فالصحابة كان لهم شأن آخر مع الله ، والفلاسفة كان لهم شأن آخر مع أنفسهم ، الفلاسفة أخذوا العلوم من غير الواحد فأخذوا ما شئت بعد ما احتار يقول لعمري لقد طفت المعالم كلها وقنصت تلك المعالم والله ما تركت مكان ولا مدرسة ولا أستاذ ولا شيخ إلا سألته هل هذا هو الحق فلم أرى إلا واضعا كف حائلا على ذكم إذا كل ما صار فيلسوفا كان مهبولا مع أنه ذكي وقارئ لكنه شاذ الذهن محتار عنده شك شك في الألوهية في القدرة شك في اليوم الآخر شك في القضاء والقدر شك في شك حيران حيران قال فلم أرى إلا واضعا حائلا على يدي أو قال إني نادم، قلت :
لعلك يا أستاذ ما زرت محمدا مبعوثا هدى
فوالله ما قدرت الدهر مرت فما كنت من
فأنت عليك أن تلزم هذه الطريقة التي بينها الله ورسوله ص" وهي الطريقة الحياة الطيبة كما بينها الله سبحانه وتعالى في الحياة الكريمة التي يجد السعادة فيها المسلم والراحة والتي بينت راحة المؤمنين لأن المؤمنين إذا قرءوا كتاب الله عملوا به قال من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فبما أقسم الله سبحانه وتعالى لأحيينه حياة طيبة هذه الحياة الدنيا من النصب والظفر والذكر الحسن والصحة والجليس الطيبة وانشراح الصدر والتفاؤل والأمل لنجزينهم أجرهم أحسن ما كانوا يعملون أما في الآخرة في جوار رب رحيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر بيان حسن وعودهم عند ربهم وبيان من حسن مصيرهم عند مولاهم ، يا أخوة امرأة فرعون هذه عندها ثروة مصر هي السيدة الأولى في هذا الوقت إذا لم تكن الثروة عندها والجاه عند مين قد تكون عند من ومع ذلك الكفر والإنحراف في القصد قالت ربي ابني لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ، وجعلها الله مثلا للمؤمنين بصبرها وجهادها وإيمانها رضي الله عنها وهذه حياة المؤمن في الإيمان والعمل الصالح ولم نرى مؤمن الحمد لله قد انتحر أو قد استبد به الهم والغم بل يتلقى أوامر الله على الرضا حتى لو ذهب الأسرة واحترق البيت راضينا وسلمنا لأنه يعيش الأمن ويعيش الحياة الطيبة .
أسأل الله لي ولكم الإيمان والعمل الصالح والحياة الطيبة أسأله أن يجعلنا من أولياءه الذين رضوا به ربا وبالإسلام دينا وبمحمد "ص" نبيا ورسولا فماتوا طيبين وانقلبوا طيبين راضين عن الله يعيشون لله وبالله وعلى الله وإلى الله توكلنا ربنا افتح بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=397_0_2_0