الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
لماذا روح العبادة؟ الروح هي التي تتواصل مع الله وتستقبل المعاني الراقية، ولكي توازن بين عقلك ونفسك يجب أن تغذي روحك بالعبادة، وسنتعلم إن شاء الله معًا كيفية القيام بالعبادات، والحكمة من القيام بها وحالنا أثناء هذه العبادة..

===========================

بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله. أي إنسان سائر على الطريق لا بد أن يتعلم؛ كي يشعر بالقرب من الله، فالسائر على طريق الله لا بد أن يزداد بالمعلومات وهذه دعوة النبي لربه، قال عز وجل: {...وَقُل رَّ‌بِّ زِدْنِي عِلْمًا} (سورة طه:114).

الجسد مكون من نفس وعقل وروح، فبداخل النفس احتياجات الإنسان وشهواته ورغباته وبها يُحقق مصالحه، وبداخل العقل المبادئ والمعتقدات التي يُميز بها الإنسان بين الحق والباطل والخير والشر، والروح هي التي تتواصل بك مع الله وتستقبل المعاني الراقية من الله، فسعادة الإنسان في الإتزان، والرسول (صلى الله عليه وسلم) أعطانا أروع مثال للإتزان، حيث قال في حديث شريف: "أما واللهِ إني أخشاكم للهِ، وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأرقدُ، وأتزوَّجُ النِّساءَ، فمن رَغِب عن سُنَّتي فليس مِني"، حديث صحيح.

أما العقل فهو سر تكليف الإنسان فسماه الله بالأمانة، قال عز وجل: {إِنَّا عَرَ‌ضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (سورة الأحزاب: 72).

وبجانب النفس والعقل يجب أن تُحافظ على روحك حية، وسماها الله بالنفس المطمئنة، قال عز وجل: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْ‌جِعِي إِلَىٰ رَ‌بِّكِ رَ‌اضِيَةً مَّرْ‌ضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿30﴾} (سورة الفجر).

ولما أمرنا الله بالعبادة انقسمنا إلى ثلاث أقسام:

1- أُناس غيبوا العبادة عن المعبود: قومٌ كسلوا عن العبادة وتكاسلوا عنها.

2- أُناس غيبوا المعبود عن العبادة: هؤلاء قومٌ يؤدون العبادة بلا قلب ولا مُستشعرين لحلاوة العبادة.

3- أُناس حضروا في العبادة مع المعبود: كان عندهم حضور في عباداتهم مع الله؛ فاستشعروا حلاوة العبادة ولذتها.

ونحن نواجه مشكلة أو إشكالية في علاقتنا مع ربنا:

1- إشكالية فقهية: في المعلومات كطريقة الطهارة والوضوء وغيرها من العبادات.

2- إشكالية فكرية: لماذا فرض الله هذه العبادة بهذه الطريقة وما الحكمة من هذه العبادة بهذه الكيفية؟

3- إشكالية قلبية: وهي أكبر مشكلة، وهي عدم شعور القلب بحلاوة ولذة العبادة فصارت العبادة ثقيلة على النفس.

فهدفنا في هذا الجزء من البرنامج، هو إحياء روح العبادة، وذلك عن طريق:

1- الكيفية: كيف أفعل هذه العبادة؟

2- الحكمة: ما الحكمة من فرض هذه العبادة بهذه الكيفية؟

3- الحال: وهي مشاعر تستشعرها حال هذه العبادة.

فالهدف في هذا البرنامج هو أن تعرف كيفية العبادة وأحكامها الفقيهة، وما الحكمة من فرضها بهذه الطريقة، والحال التي يجب أن نكون عليها ومشاعرنا تجاه هذه العبادة.

العائدون إلى الله:

اسمي حنيف بن عبد العلي، عرفت الإسلام عن طريق البحث عبر الإنترنت. كان هناك بعض الأشياء الغامضة بالنسبة لي، وأهم هذه الأشياء هو السؤال لماذا خلقنا الله، ولم أجد إجابة كافية في أي وحي سوى القرآن الكريم، فهناك آية تقول {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (سورة الذاريات: 56)؛ فعلمت أني وجدت لأكون خادمًا لمن خلقني وخلق كل شيء حولي، وأؤمن أن الله خلقنا وخلق لنا العبادات والطقوس لنُذكر أنفسنا أن الله خلقنا في هذا الكون لعبادته، هذا هو دورنا في الحياة.

إذا نظرنا إلى الصوم نجد أن الصوم يجعلنا نتحكم في أنفسنا كما يجب؛ لكي نعيش حياة سليمة كعبادٍ لله، فالعبد يجب أن يضع شهواته وملذاته جانبًا، ومن بين كل العبادات التي نفعلها أشعر بحضور قلبي في الصلاة، حيث أجد فيها أرقى لحظات السكينة والسلام، لأني أعلم أن الله يسمعني ويُجيب دعوتي، وهناك نوع من السلام والسكينة يغمرني في الصلاة ولا أجد مثله في أي عبادة أُخرى.

آخر ما أود قوله هو أنني كنت سأكون شخص حيران لو لم أجد مثل هذه العبادات في حياتي.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2965