الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الإخوة الكرام ، مفتاح المجد الهمة من رزقه الله ، همة فقد رزقه خيرا كثيرا ، ولكن إذا هذه الهمة فى الخير فالهمة مثل السلاح ، إما أن تقاتل به العدو ، أو ترتد فتقاتل به الصديق ، أو كالإناء ، إما أن تضع فيه عسل أو سما ولهذا تولد همة الإنسان معه ويربيها بالتجربة بالعمل بقراءة أخبار أهل الهمم العالية وأعظم الناس همة هو رسول الهدى عليه الصلاة والسلام حتى إنهم أهل العلم ضربوا أمثلة فى همته صلى الله عليه وسلم عن الشجعان فهو أشجع الشجعان وهو إمام الكرماء صلى الله عليه وسلم وهو إمام الصابرين وهو إمام الفاتحين وهو عليه الصلاة والسلام إمام أهل المجد الدنيوى والأخروى حتى إنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا فى الدعاء يقول إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس وهذا من علو الهمة وأنك لاتكتفى فقط بسؤال الجنة بل تسأل الفردوس والفردوس أعظم وأرفع منزلة فى الجنة فيقول أنت لا تلقى اهتمام على مسألة الجنة قال إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس هذا لعموم المؤمنين فجزاه الله عنا خير الجزاء وصلى الله وسلم عليه فهو يطلب منا أن نسأل الفردوس ثم يعمم ذلك عليه الصلاة والسلام بأن الفردوس وسط الجنة وأعلى الجنة وسقفه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنان يقول يعنى ارفع من همتك ويقول عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم احرص على ما ينفعك فهو يرفع من همتك ويرى أنه ينبغى عليك أن تكون تطلب المنازل العالية فى الدنيا والآخرة ولهذا لن يحصل المجد إلا لصاحب الهمة حتى رجل اسمه عبد الوهاب الوراق أتى لأحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل قد نصب نفسه إماما للسنة وفى يوم المحنة محنة القول بخلق القرآن وأخذ يرد على القول البدع المعتزل أن القرآن مخلوق فرفض الإمام أحمد ومعه موقف الكتاب والسنة ومعه الدليل وقامت معه الأمة كل الامة فسجن أحمد بن حنبل على هذا القول سجنه المأمون ثم المعتصم وجلد رحمه الله وقامت الدنيا ولم تقعد فذهب إليه هذا الرجل الطيب لكنه ضعيف قال يا أحمد لماذا أتعبت نفسك ولماذا تقف هذه المواقف يعنى أنك لو وافقتهم لتركت قال أهذا عقلك إن كان هذا عقلك فقد ارتحت يقول له إن كان هذا تفكيرك فقد ارتحت فالهمة متعبة حتى إن المتنبى يقول
أطاعن خيلا من فوارسها الدهر وحيدا ما قولى له مع الصبر
وأشجع منى كل يوم سلامتى ذهبت إلا وفى نفسك أمر
هذا من همة المتنبى صار همة بسيطة حتى إن فإن كنت تريد الدنيا أو إمارة أو منصب فقد حصل عليها غيرك لكن همة الأولياء أكبر فإنهم يريدون الفوز بجنات النعيم وجوار رب كريم فى مقعد صدق عند مليك عظيم ويريد الزلفى عنده سبحانه وتعالى ويريدون رضوانه حتى يقول تعالى عن الصحابة فى أحد ( ومنكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) وهم صحابة لأن الذين نزلوا للغنيمة رضوان الله عليهم وقد عفا الله عنهم وسامحهم أرادو الدنيا لكن إخوانهم وهم الأعظم إيمانا أرادوا ما عند الله وهى الشهادة والفوز ولهذا الحمد لله أن نحمده أن جعلنا من أسباب دعوته تعالى ورسالته فإن تنظر إلى القرآن تجد همم المنافقين قاتلهم الله قالوا إن بيوتنا عورة وما هى بعورة همتهم فقط الأطفال والسكنى والدور والمزارع والغنم والبقر والإبل حتى إن الله قال لأوليائه قل يتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين يقول قولوا للمنافقين يتربصون بالصحابة الدوائر حتى إنهم فى مجالسهم الخاصة يقولون عليكم ترى أن محمد وأصحابه سوف يصابون من قريش وسوف يهاجمون من الروم سمعنا أن ملك الروم يريد أن يدخل عليهم ليجتثهم من أصلهم وسمعنا أن قبائل العرب تتحزب عليهم هى أيام بسيطة اصبروا فقط حتى يقع عليهم كارثة ويقع بهم نكبة فالله تعالى قال لأوليائه قال لهم تربصوا فإنا معكم متربصون ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) أخبرهم إما النصر على الأعداء وإما الشهادة والفوز برضوان الواحد الأحد والمسلم إن مات فى سبيل الله على منهج الله فهو على خير وإن لقى ربه سبحانه وتعالى فهو فى فوز ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) ما عندكم يعنى ليش عندنا حق إذا نهاية فوز برضوان الله عزوجل فى جنات النعيم أونصر خالد فى الدنيا ( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ) إما جاءكم من السماء أو يسلطنا الله عليكم فنجتثكم هذا شأن أهل الدنيا هممهم بالنسبة لأولياء الله بسيطة أرى أن همة من يجمع الثروة فقط ومجرد ثروة همة بسيطة تافهة حقيرة أنا أرى من يسعى فقط من أجل المنصب فى الدنيا المنصب هذا همة بسيطة تافهة حقيرة أنا أرى أن أعظم الناس همة من طلب العلم النافع وعمل عمل عملا صالحا هذا ربانى يا إخوان يدعى فى ملكوت السماوات ربانيا تصلى عليه الملائكة وتستغفر له المخلوقات حتى السمك فى الماء والطير فى الهواء والنملة فى بيتها تستغفر لمعلم الناس الخير الربانية هذه المنزلة العالية حتى لما ذكر الله علماء الضلالة نعوذ بالله والانحراف أهل الزور المرتشون الذين يكتمون الشهادة التى عند الله فسبحانه وتعالى الذين يكتمون العلم النافع ولا يعلمون الناس الذين يخالفون باعمالهم أقوالهم هؤلاء المزورون الذين يشترون بعلمهم ثمنا قليلا قال الحسن البصرى رحمه الله كل الدنيا ثمن قليل هؤلاء مهان لهم الابتلاء قال ( ولكن كونوا ربانيين ) أنتم ( بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) سواء بحفظكم أو بشكركم للنصوص فكونوا ربانيين تقودوا الناس لأن الربانى من تعلم العلم وعمل به وعلمه هذه المراتب الربانية فهنا هذا أعظم الناس همة أعظم الناس همة من سعى فى فكاك رقبته أنا وإياك مرتهنين أرى أى إنسان كبير أو صغير عالم وزير أمير أراه مرتهن لابد أن يسعى لفكاك رقبته ولا يكون ذلك إلا برضوان الواحد الاحد ولا يكون ذلك إلا برضوان الله عزوجل ولا يكون ذلك إلا باتباع سيد الخلق عليه الصلاة والسلام فقصدى من هذا أيها الإخوة أن الهمم التى تشاهدونها الآن والتى تعرض على وسائل الإعلام من هذا نجم وإنه نجم ما هى إلا اعتماد على الأسباب الدنيوية البسيطة وإنما الاعتماد على من جعل هذه أهدافا مغرية له الهدف المصيرى لنا كمسلمين أنا نصبح تحت هذه المظلة العالية الهمة رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا كيف تحقق هذا المفتاح فى عالم الهمة هذا مفتاح الملك الذي ينفع فى الدنيا والآخرة أما رضيت بالله ربا فترضى به إلها ومعبودا وخالقا سبحانه وتعالى وتسلم الأمر له وترضى بأحكامه وترضى بقضائه وقدره وتطيع أمره سبحانه وتعالى وتجتنب نهيه وتصدق برسله وتصدق بكتبه وباليوم الآخر فتتخذه لك ربا وإلها وناصرا ومعينا ووكيلا جل فى علاه وأما قول ورضيت بالإسلام دينا فيكون منهجك الإسلام سرا وظاهرا وباطنا وأخلاقك وعملك وسلوكك وحالك فتكون مسلما فى بيتك يسيرا فى معاملتك يا إخوان أرى من سقوط الهم أن بعض الناس مسلم فى المسجد لكن إذا خرج يعامل الناس إذا خرج من المسجد علق الإسلام على باب المسجد فإذا ذهب يبيع فى السوق كذب وخان وغدر فى البيع وغش المسلمين وزود فى البيع والشراء وإذا ذهب إلى المحاكم حلف زوروا وبهتانا وشهدة شهادة الزور وغش فيسعى بين الناس فى الفتنة لا يسلم منه جاره ولا صديقه ولا أخوه تجد مغتابا سبابا شتاما مستزئا ظالما فاجرا والعياذ بالله أين الإسلام الإسلام يا إخوة يكون معك فى الدكان معك فى المسجد معك فى المكتب معك فى السكن معك فى المزرعة يعنى أنك عبد له سبحانه وتعالى تتذكر أنك مسلم يحرم عليك النجس يحرم عليك الربا يحرم عليك الرشوة يحرم عليك كل ما هو محرم تأتى إلى الناس فى مجالسهم تتذكر أنك مسلم فلا تغتاب ولا تنم ولا تقل كلاما يهتك الأعراض ولا تسعى بالفتنة تعامل الناس حتى تعامل غير المسلم تذكر أنك مسلم هناك وعود ومواثيق مع أهل الكتاب هناك علاقات فى الكتاب والسنة لابد أن تنفذها فهذا حال المسلم تقول رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا الطالب فى الفصل يتذكر ماذا يجب عليه كمسلم قلنا أن الإسلام هو جنة الله فى أرضه وكنا خير أمة أخرجت للناس كما كان أجدادنا وأسلافنا الإسلام يعنى أنك مسلم فى البيت ما كان هناك الشجار الذي يصير القطيعة بين الزوجين وبين الجيران ولا بين الإخوان ثم تذكر الركن الثلالث وبمحمد رسولا صلى الله عليه وسلم رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا نبيا فتجعله إمامك عليه الصلاة والسلام فتقرأ سيرته قراءة من اطلع على سيرته كأحد أصحابه كأنك أبى هريرة أو ابن عباس أو أنس فلا تخفى عليك من سيرته خافية عليه الصلاة والسلام وأنا من هذا المنبر آسف إن فى المناهج التعليمية وفى طرق التدريس وفى العرض الإعلامى إخفاء لسيرته عليه الصلاة والسلام وإظهار لسيرة غيره عليه الصلاة والسلام واحتفاظ بسيرة غيره ممن لا يساوون شراك نعله صلى الله عليه وسلم فينبغى علينا كمسلمين وعليك كداعية وكرجل خير فى المجتمع وكرجل صالح أن تسعى فى إظهار سيرته صلى الله عليه وسلم المفصلة للناس فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم فى بره فى صلته فى تواضعه فى كرمه فى شجاعته فى سمو أخلاقه صلى الله عليه وسلم فى همته فى عبوديته فى خشيته فى جهده فى عفافه فى حلمه فى كل معلم من معالم الحياة حتى أنت اولا تطلع على سيرته صلى الله عليه وسلم أحد علماء الأمة وأنت تقص عليهم قصص تلك النبوة العظيمة هو النبأ العظيم أيها الإخوة أى نبأ عظيم هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تسمع أى أخبار فى العالم أعظم من إرسال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم هذا الخبر فى دعوة محمد صلى الله عليه وسلم
شكت القوم والأنباء تحملها على السكينة من دار إلى دار
وأذهبت مكة اليوم أناملها وشك القوم إيمان بإسفار
فأقبل النور من خلف الظلام وفى عينيه أسرار عشاق وسمار
بخبر أكبر من أخبار البركان والزلزال ومولد ملك وتوبة رئيس وقيام دولة وقيام مشروع وقيام حرب وقيام معاهدة سلام هذا النبأ العظيم ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم ) العالم أصبح مذهول أصبح العالم اهتزت الكون حتى قال الشاعر الكبير محمد إقبال
نحن الذين استقيظت بأذانهم دنيا الخليقة من أهل الكرى
كان القوم فى ظلمات كانوا فى انحراف كان العرب لا قيمة لهم كانوا رعاة الشاة كان رعاة بقر رعاة حمير رعاة إبل كانوا متناحرين كانوا جهلة كانوا فى غباء حتى كرمهم رياء وشجاعتهم عدوان يسفكون الدم يأكلون الميتة يشربون المسكر يتقاتلون الفحش الجريمة النهب السلب العداوة لا طهارة لا زكاة لا صلاة لا عدل لا إيمان لا يعرفون حياة إنما هم حياة مجموعة من القتلة مجموعة من السفاكين فى غابة من الغابات فلما بعث عليه الصلاة والسلام جاءت والحمد لله جاء الصباح الجديد جاء الفجر الجديد حتى يقول الشاعر الكبير
فاستفاقت على صباح جديد ( يعنى الدنيا ) منها أذان هو أذان بلال
قال يا عمى لا تدعنى هنا وحدى ما لسواك من مفضال
هذا صباح جديد عليه الصلاة والسلام صباح الأمة يا إخوة هذا أعظم نبأ فى العالم هو مبعثه صلى الله عليه وسلم فلما بعث قال ( هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ظلال مبني ) وحياة المتبع السنى المتبع لسنة النبى صلى الله وسلم يتبعه حتى فى تقليم الأظافر وقص الشارب فى الوضوء فى السواك فى الاستغفار فى التسبيح فى كل مناحى الحياة فهو الإمام إمامك هو وإن كان تريد النجاة فأرى أن من علو الهمة أن علينا أن ندرس حياته صلى الله عليه وسلم مفصلة يا إخوة لا يكفينا فقط الخطوط العريضة فى حياته الرسول صلى الله عليه وسلم ولد فى مكة وهاجر إلى المدينة وحضر غزوة بدر وأحد والأحزاب لا هذا حتى يعلمه غير المسلمين نريد حياته صلى الله عليه وسلم مفصلة حياته فى بيته كيف كان يأكل كيف كان يشرب كيف كان ينام كيف يستيقظ كيف كان يستقبل أصحابه كيف يتعامل مع الزوجة تعامله مع الأسرة تعامله مع الجيران تعامله مع المجتمع كيف حكم الدولة كيف قاد الجيوش كيف قاد فى السلم والحرب رضاه سلمه حربه غناه فقره حياته عليه الصلاة والسلام مماته هذا الذي يدرك الأمة أما الآن تجد أن البعض عنده أدق التفاصيل عن قادة وزعماء وبعضهم غير مسلمين يعرف ما هب ودب عنهم ويعرف تفاصيل التفاصيل فى حياتهم ولو سألته عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبسط الأشياء تسأله عن هديه صلى الله عليه وسلم فى الطعام يقول ما قرأت يعنى ما أعرف كيف كان يأكل عليه الصلاة والسلام تقوله كيف كان يصلى يقول لا أنا قرأت الصلاة عرفتها من زمان فى المتوسط يقولك أنا أعرفها بالتفصيل لكن تقرأ في سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم كل الناس فداء لمحمد صلى الله عليه وسلم منهج حياة صلى الله عليه وسلم فداه أبى وأمى فهنا من الهمة العالية تجاه الفكر إلى قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم وهى من الهمم العالية التى تقود الإنسان إلى النجاة ولذلك يقول عليه الصلاة وهو مضرب الهمة صلوا كما رأيتمونى أصلى وللصحابة وللأمة جميعا أنت صلاتك هذه لا تقبل حتى تتبع فيها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقول فى الحج عليه الصلاة السلام خذوا عنى مناسككم حتى إنك إذا ذهبت ولم تتبع الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن ناجحا نحن نتحدث عن المسلم التابع حتى إنه صلى الله عليه وسلم لما الثلاثة اللى شددوا على أنفسهم فى العبادة قال أحدهم لا يأكل اللحم والثانى لا يتزوج النساء والثالث لا يفطر النهار والرابع لا ينام الليل فأخذوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم لماذا فعلوا وقال إن أعلمكم بالله وأتقاكم أنا وإنى أتزوج النساء وآكل اللحم وأقوم وأنام وأصوم وأفطر فمن رغب عن سنتى فليس منى هذا هو الإمام عليه الصلاة والسلام حتى العلماء إذا ذكر لك عالم مهما كان شهيرا حتى لو كان أحمد الشافعى مالك أبو حنيفة الأوزاعى ابن تيمية هذا فعلهم هم وأخلاقهم هم وسيرتهم هم وأخلاقهم على أخلاقه صلى الله عليه وسلم ليس فى العالم أحد أيها الإخوة يدور معه الحق أينما دار إلا هو عليه الصلاة والسلام تصرفات العلماء وفتاوى العلماء وآراء العلماء على سيرته صلى الله عليه وسلم أنا آسف أن بعض المذاهب الإسلامية الآن يقدسون مشايخهم وأئمتهم حتى أحيانا لا يقرءون الحديث يقرأون كلام الإمام إمام المذهب ويقدمون كلامه فى الفقه ويقولك نحن شفنا الفقه هذا وأئمتنا علمونا الفقه هذا لا قد حكم إمام دار الهجرة مالك فقال كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر عليه الصلاة السلام كلنا كله تأخذ من كلامه وترد وتترك إلا سيد الخلق حتى ضحكه سنة تبسمه صلى الله عليه وسلم بكاؤه صلى الله عليه وسلم غضبه رضاه نومه يقظته فأنا أكرر القول أيها الإخوة علينا أن نعود باهتمام قوى ودراسة مفصلة لحياته صلى الله عليه وسلم وندرس يا إخوان السيرة بتفصيل ندرس مثلا سيرة ابن هشام زاد المعاد لابن القيم ما ألفه المباركفورى الرحيق المختوم أى موسوعات تدلكم على سيرته الحسنة كثير من العلماء وقفوا هذا الموقف حتى كتب الحديث مثل فيه رياض الصالحين من السيرة فى جامع الأصول لابن الاثير فيه السيرة فى الصحيحين فى السنن فإذا علمت ذلك كسبت رضوان الواحد الأحد وكسبت السعادة فى الدنيا والآخرة لأنك تعيش مع أنفاسه صلى الله عليه وسلم حتى إنى أرى أن من أعظم الناس همة فى الحياة هم أهل الحديث حتى يقول الشافعى إذا رأيت محدثا فكأنى رأيت صحابيا من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام فقد منحهم الله وعاشوا مع أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقول
أهل الحديث هم أهلى الذين أظل لم يصحبوا نفسهم فازوا بصاحب
تقول الآن لماذا أهل الإسلام فيهم وهن وفيهم ضعف علمى فيهم ضعف دينى يعنى التمسك بالعقيدة قليل عندهم يعنى تجد بعضهم قد يمارس السحر قد يمارس القتل يعنى يصل إلى درجة أنه يسفك دم المسلمين قد يرتكب مثل المخدرات وغيرها من السلب والنهب تجد أن ثقافته الدينية الشرعية النبوية قليلة ضحلة يعنى يتربى على ثقافات أخرى حفظه فى القرآن قليل هذه الأمة تعيش أمية فى الدين فى القرآن فى قراءة القرآن كثير الآن من أهل العالم الإسلامى لا يعرفون يقرأون كتاب الله عزوجل منهم من لا يعرف الحديث الآن حتى الأحاديث المشهورة لأنه أنهى أمره فى تفاصيل التفاصيل وفى ثقافات يقرأ لكل فيلسوف ولكل كاتب وكل مفكر شرقى وغربى ويقرأ مسرحيات وروايات وقصائد ويقرأ ملاحق ويقرأ مجلات ويقرأ جرائد ويقرأ دوريات لكن لو قلتله يا أخى رياض الصالحين يقولك يا أخى إحنا قرأة ها القصة كفاية وتريد النجاة النجاة مع المعصوم عليه الصلاة والسلام النجاة معه لأن الله سبحانه وتعالى عصمه الله هداه الله زكاه الله طهره الله حفظه الله تولاه لا ينطق إلا بخير ولا يقول إلا حكمة ولا يفعل إلا رشدا عصمه من الغي والذلل ومن الانحراف وطهر قلبه وضميره ولسانه وعينيه عليه الصلاة والسلام إذا إخوتى فى الله الهمة أن تسعى إلى الربانية بالعلم النافع والعمل الصالح ولا تقل فات العمر كما يقول البخارى تعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فى الكبر سوف تصل بعض الصحابة وصل فى الخمسين وبعض الصحابة وصل متأخر فى الستين وواصل وحصل على الخير ونجا بإذن الله من غضب الله حتى إن أحد الشافعية من علمائهم ما طلب العلم إلا فى الأخير ثم حصل على العلم وقال
اطلب ولا تضجر من مطلب فآفه الطهى بان يكترا
فترى الحبل بطول المدى على صليب الصهر قد أثرا
واعتبر نفسك فى قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم وفى الاطلاع على الربانية فى الكتاب والسنة وإذا كان تخصصك هندسة أو طب أو اقتصاد أو إدارة يجب أنت أن يكون وقت خاص لدراسة الشئ حتى تنقذ نفسك من غضب الله وعذابه وأليم عقابه أسأل الله لى ولكم الرشد والسداد وعلو الهمة والتوفيق فى الدنيا والآخرة وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=299_0_2_0