|
|
|
| عائض القرني |
وذلك لان كل المنافقين كانوا كاذبين اما كعب بن مالك واخواه الاثنان هم الذين خلفوا فصدقوا في العذر وهجورا خمسين ليلة كما تعرفون حتى انزل الله توبته وتوبة اخوانة "وعلى الثلاثة الذين خلفوا " ولما ختم القصة قال "ياآيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" لان هذا في القرآن قدم الصدق ومقعد الصدق ولسان الصدق ومدخل الصدق ومخرج الصدق هذه خمسة "ربي ادخلني مدخل صدقا واخرجني مخرج صدق" فمدخل الصدق هو الذي يدخلك في كل الامور فإذا ادخلت مثلا مدخل صدق في العلوم فبعض العلما فسرو الاية بمدخله مكة ومخرجة من المدينة ولكن الاية لها معنى اوسع فمدخل الصجق في العلوم هي ان تدخل بنيه صادقة بهتمام وبعمل وبطلب المزيد من الله تعالي هذا مدخل الصدق مثلا في طلب المال ان تطلبه بني طبيه وقصدك الحلال ولا تقترن بالحرام ولا ترائي في طلبة ولا تنفقة تبذيرا هدا مدخل الصدق ومخرج الصدق ان تخرج من كل امرا بصدق سواء في التعامل في البيع والشراء حتي في نهاية اي علاقة تنهيها بصدق على حدود الله وعلى طاعة الله هذا مخرج الصدق اما لسان الصدق هنا فهذا هو الثناء الحسن يقول بعض العلماء "ولسان صدقا في الاخرين" هو الثناء الجميل الثناء الحسن وسوف ننتها انا واياك كما انتي الناس اللزين قبلنا الشعوب الملوك والامراء والزعماء والحضارات والرموز والعلماء والفلاسفة كلهم انتهوا "هل تحس من احدا او تسمع لهم ركزا"
سبحان الله اصبحوا حديث المجالس فقط حتى يقول سبحانه لما اهلك دولة سبأ "فجعلناهم احاديث ومذفناهم كل ممذق" هذا اسلوب راقي وهذه الدولة الباغية لما انحرفت عن منهج الله لما كذبوا ما انزل الله به رسله قال مذقناهم تمام التمذيق ودمرناهم تمام التدمير فلما دمروا قال سبحانه فجعلناهم احاديث طب بالله عليكم هل رأيتم شئ من مملكة سبأ الاسلحة والفراس قل رأيتم القصور اصبحوا فقط حديث المجالس فأنت كن حديث بعدك حتى يكون حديث حسن يعني يكون لك كلام طيب خلق جميل صلاة كرم حلم لانك إذا مت ذكرك اخوانك او جيرانك وليتشرف ابنائك بأنك ولدهم ونعوذ بالله من ان يكون الذكر قبيحا واللسان عنك سيأ فبعض الناس يذكرون بانه فاجر متهتك لحدود الله غشاشا شرير والعياذ بالله مخزول فإذا مات اخذ الناس يدعون عليه واخذ اهله يتبرأون منه هذا لسان الصدق أما مقعد الصدق فهو عند الواحد الاحد "في مقعد صدقا عند مليكا مقتدر " وهو مقعد الكريم مقعد الاحسان إليهم المقعد الجليل الذي ما بعده مقعد.
فاصل
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما يزال الرجل يصدق ويتحر ى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" والصديق هذا بعد النبي مباشرة مثل ابي بكر الصديق فإنه لما صدق مع الله في حالة وتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجنب الكذب الذي هو شعار المنافقين اطلق عليه الصديق ولم يطلق لفظ الصديق إلا على ابي كر رضي الله عنه بينما اطلق على مسيلمه كذابا فهذا صار صديقا وهذا صار كذابا "وما يزال الرجل يصدق ويتحر ى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" يعني يصدق فيالكلام يحاول حتى في المذاح يعني يتورى في الكلام لا يريد ان ياتي بقصة خطأ أو كذب لا يريد ان يختلق القصص على الناس ولذالك يقول الله تعالى "ولعنه الله على الكاذبين" فينبغي عليا جميعا ايه الاخوة ان نتحرى الصدق في ما بيننا وبين ربنا سبحانه وتعالى حتى ان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر الصدق في اكثر من مناسبة وبين عليه الصلاة والسلام ان الكذب بالغ همومه حتى أنه قد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم " أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل أيكون المؤمن كذابا فقال لا" لكن مقصود الحديث انه لا يطبع عليه الطبع ويسير طبعا له ويسير حالا له لا يكون هذا هذا الذي دل عليه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لان بعض الناس انا اصلي لاكن اكذب وهذا المعني عملي حتى انه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاثة "اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اتمن خان" يقول اهل العم هذا من طبع على الكذب دائما فحاله حال الكذب فإن هذا من المنافقين ويقول البعض ان الانسان إذا فعل ذلك فهذه اخلاق المنافقين منافق ولكن هذه من اخلاقة وقيل بل هذا نفاق عملي اي انه يعمل عمل المنافقين ولكنه ليس معتقدا اعتقاد المنافقين لان النفاق الاعتقادي هو ان يعتقد كذب الرسالة كذب الرسول صلى الله عليه وسلم عدم صحة الاسلام فهذا منافق نفاق اعتقادي والعياذ بالله وهذا مرض النفاق الاعتيادي الذي قال فيه الله سبحانه وتعالي في قلوبهم مرض فذادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون"
وهذا يعني ان هذا الكذب سبب في نفاقهم وساروا كذابينفحينها حرمهم سبحانه وتعالي الايمان وبتلاهم الله سبحانه وتعالي بالانحراف وابتلاهم بالمرض فنسأل الله سبحانه وتعالي ان يسلمنا ويجعلنا صادقين مصدقين واقصد بالقول ان تتحري في قولك فلا تقول إلا صدقا وان تحذر الكذب فإن هذا الكذب هو ركن مناركان الكفر وركن من اركان النفاق والكذب بالفعل ان تكذب بفعلك خلاف قولك وخلاف اعتقادك لان بعض الناس قد يفعل افعال يعني قد يصلي هذه كذب في فعله فهو لا يناسب ما يعتقده من الكفر والنفاق وتجده يمدح الاسلام وفي باطنة غير ما يقول هذا نفاق العمل ونفاقالاعتقاد هو ان يعتقد اعتقادا باطلا يكذب الله ورسولة فهذا من المنافقين اعاذنا الله سبحانه وتعالي من ذلك والصادق يعرف بعلامات قالوا لا يتغير حاله لا في الرخاء ولا الشدة ولا في غضب ولا رضا مثلما يقول الامام الحسن البصري لا تجد المؤمن لا على حالة واحدة اما المنافق فهو كالحرباية يتلون في كل الاحوال فحال المؤمن دائما على حال واحدة اما المنافق فهو يتلون على حسب المصالح ونعوذ بالله من ذلك فمرة تجدة مقبل على الطاقة إذا حس بخير اتاة وتجدة مرة يحب الذكر ثم ينقلب على عقبية اما حال المؤمن فهو حال الصدق دائما وابدا وهو حالا واحدة ولذالك لام الله سبحانه وتعالي المنافقين "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسوله واله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقون لكاذبون" فهم يقولون بألسنتم ايضا وقلوبهم لا تشهد ذلك لانه لا نطق لسان قلبة وقلوبهم تلعنهم واعمالهم تلعنهم انهم يقولون ذلك فقع علشان رفع لاسيف عنهم فالمؤمن دائما حاله حال الصدق ومنها قالوا انه لا يتغير في الرضا او الغضب لان بعض الناس والعياذ بالله اذا غضب فجر اذا خاصم فجر لانه يمكن اين يكون من يسكن معك فإذا غضب افترى عليك من الافترائات ونسب ابيك اشنع الافعال وهو كاذب لان بعض الناس يرتدون نظارات سداء فلا يرى كل شئ إلا اسود إذا غضب كان متشائم محبط فاشل يشك في الناس كي يكون متنبي اذا سائوا يصدق ما يعتمده من توهمه
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=281_0_2_0