التأمل.. التأمل أمام البحر وقد وقفنا عند نقطة الأمواج أمواج البحر حين عند البحر وبدأت أعود بنظري إلى وسط البحر ثم إلى شاطئه.. بدأت أتأمل في الأمواج وكأنني أنظر عبر هذه الأمواج إلى العمل الإسلامي وانطلاق الدعاة إلى العمل.. العمل لرفع راية التوحيد، ثم نظرت إلى الأمواج فأراها تتقدم عند الشاطئ عالية وأراها حين اندفاعها تدفع الأعشاب والأوساخ.. أوساخ البحر إلى خارج البحر، وخلال اندفاعها تغير في تشكيلة الرمال البحر وأراها حين ينتهي وصولها إلى الشاطئ تتحول إلى زبد ورغوة وسرعان ما تذهب وتختفي.. ثم نظرت إلى ما بعدها بعد هذه الأمواج حيث لون البحر يزداد زرقة والأمواج فيها ربما تكون أهدى، ولكنها حقيقة هي التي تدفع القوة إلى الأمواج الأمامية قد تكون هي هادئة ولكنها منتجة قد لا نسمع لها ضجيج الأمواج الأمامية لا كنها تبادر يعني خلال عملها إلى دفع ما هو في الأمام في حينها يتبادر إلى ذهني معنى.. هو أن هذه الدعوة فيها من هم في الصفوف الأولى.. قد يكون كثيرون حركة، ولكن قد يكون قليل الإنتاج.. قد يكونوا كثير الكلام، ولكنه قليل الانفعال والأثر سبحان الله هؤلاء قد نجد بعضهم كثيري الشكوة وكثيري التذمر، ولكنهم لا يبدرون إلى العمل وإلى العطاء، سواء من خلال.. يقدموا جهدا أو من خلال تقديم نصح، أو على الأقل من خلال تشجيع من يعمل قد نراهم أحيانا في نشاط وفي عمل ولكن هذا يذهب هباء ولا يحقق أهداف وقد يكون ذلك أن النية لم يخلصوا فيها هذه حماسة لم تكن موزونة أو موقف لم يفكروا في أبعاده ونتائجه وآثاره هو.. قد يحدثوا تغيرا، ولكن من للأسباب السابقة من ضعف الإيمان وعدم الإخلاص والتسرع.. قد يكون هذا التغير وقتي وقليل الأثر ليس له أبعاد، ليس له أخطاء، ولكن قد نقف أمام صوت آخر من الدعاة قليلي الكلام لا يهم هذا الداعية لا يهمه الظهور ولا يهمه أن يعرف عمله، أو أن يكون خافيا على الناس.. سبحان الله لم نجدهم هؤلاء الناس ما يخفى من عملهم أكثر مما يظهر أمام الناس، ونجدهم أيضا يعملون لتخطيط لتذكير بحماس موزون اندفاع صحيح نحو الأهداف، واضح الأهداف أمامه.. فيندفع اتجاه هذه الأهداف، نجده قويا في صموده أمام العقبات أمام التحديات... ثابت باستعانته بالله سبحانه وتعالى أمام الفتن وأمام الأحداث تمثل لي هذا الصنف من الدعاة هي الأمواج التي في القلب..
هذا الداعية نجده قد يدفع من أمامه بقوة نراه يشجع ويوجه ويعدل المسار.. وقد لا يحدث هو شخصيا التأثير، ولكنه يحركنا للأمام والمعين على هذا التأثير وهذا الإنجاز فضل الله سبحانه وتعالى، نحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون منهم اللهم اجعلنا هادين مهدين غير ضالين ولا مضلين.
أما الأمر السادس في التأملات وهو الأمر الأخير في تأملاتي عند البحر...
كنت أنا أنظر إلى الرمال وما تجمع عليها من الصخور كبيرة وصغيرة والأحجار والمحار.. رأيت من بعيد محارة كبيرة لونها من الخارج جميل، ولكن وجدت الطين والتراب والأوساخ تملؤها من الداخل.. فمدت آخذة المحارة وبدأت أخرج ما بداخلها وبدأت أنظفها بماء البحر وإذ يبدوا لي من بعد الذي أخرجته منها سبحان الله جمال بياض المحارة من الداخل ولمعان وألوان الطيف الخفيفة وهي تنعكس على البياض.. البياض الذي يضوي على ضوء المحارة من الداخل.. سبحان الله، شدني هذا المنظر ووقفت على بعض المعاني، تلك الألوان الزاهية تناسق هذه الألوان قلت سبحان الله فانعكست عندي الصورة مباشرة على أنفسنا تذكرت كيف أن الناس تحمل العقيدة في قلوبها وهي تحب الله سبحانه وتعالى وهذا الحب راسخ في القلوب.. تجد الناس أحيانا ما يقفون في رمضان في الصلاة في صلاة القيام ونجد الواحد منهم يصلي أو الواحدة تهتز من خشية الله وتبكي من الآيات القرآنية.. هذا يدل على ماذا؟ يدل على العقيدة السليمة يدل على حب
الله سبحانه وتعالى على التأثر بكلام الله سبحانه وتعالى، ولكن أحيانا يخشوا كل ذلك الهوى وإدغان المعصية والبعد عن الله سبحانه وتعالى، فتحجب هذه العقيدة الصافية، يختفي هذا الجمال عن أصحابه، فيكون ذاك الران ويبدأ القلب لا يستشعر الآيات ولا يتأثر بموعظة، بل وينشغل القلب هذا القلب المسكين بهم الدنيا عن هم الآخرة، لينتقل من ضعف إلى ضعف، حتى يقيد الله سبحانه وتعالى لهذا القلب يدا تمتد لترفعه.. لماذا امتدت هذه اليد؟ دَفع هذه اليد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم حملتُ المحارة.. قد يأتي هذه القلوب شخص فيرفعها فيزيل الران بعون الله سبحانه وتعالى ويبدأ من خلال الجلسات من خلال اللقاءات من خلال العلاقات من خلال الابتسامة من خلال الأدب في التعامل يبدأ يوظف هذا القلب مما علق به ويحي العقيدة.. ينفض هذا الغبار كما قال الله سبحانه وتعالى {ففروا إلى الله} تأتي تلك اليد لتأخذ بالأيادي إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى وتعين على ترك ما حرم الله سبحانه وتعالى.. تأتي لتقول: إن رحمة الله سبحانه وتعالى واسعة يقول الله سبحانه وتعالىك {ورحمتي وسعت كل شيء} تأتي لتقول أن لا قنوط من رحمة الله تعالى يقول الله عز وجل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا} تأتي هذه اليد لتقول تعالوا إلى شريعة الله تعالوا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، تأتي وتقول كما الصاحب القريب أنا الذي لم يطيب لي العيش حتى ننعم جميعا بالأمن والإيمان والسكينة ورضا الرحمن.. من منا لا يتمنى أن يكون تلك اليد التي تعين على طاعة التي تساعد
على انتشال شخص من معصية الله تعالى أحيانا.. نحن الدعاة نجلس في أماكننا.. لأننا نرى الفساد حولنا فنقول لا أنا الذي أسيء بالناس، لا نحن نحتاج أن ننزل إلى الواقع.. نحتاج أن نعيش مع الناس.. نحتاج إلى أن نتعرف على ماذا يشغلهم ومن ماذا يعانون أحيانا.. هناك مشاكل تجعل الناس يخرجون عن طاعة الله سبحانه وتعالى ربما لو أعناهم على حل هذه المشاكل لعاد الصفاء إلى القلب وطرد الشيطان من القلب واستطاع هذا الإنسان أن يعود إلى السكنية وإلى الطمأنينة..
أقول: هبوا يا دعاة كفانا انتظار الناس أن تأتي إلينا لنذهب نحن إلى الناس لنذهب إلى الناس لنعين الناس وقد نحقق نتائج وقد لا نحقق هذا أمر بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن نكون قد أدينا الأمانة التي طلبت منا أن نعيد الأمن ونعيد الإيمان إلى هذه القلوب من جديد، هذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم.. كم دعا؟ وكم من الأقوام رفضت؟ وكم من الأقوام لم تستجيب؟ ولكن لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم استكمل دوره واستكمل من بعد الصحابة رضوان الله عليهم ليحققوا وبهذا الجهد وصل هذا الدين إلينا، ووصل هذا القرآن إلينا..
فلنكمل هذا الدور ولنكون تلك الأمواج التي تتحرك بهدوء، ولكن نرى إنجازتها على أرض الواقع ضخمة وكبيرة وعالية، وترضي الله سبحانه وتعالى..
ربنا نسألك يا رب أن تجعلنا من الدعاة لدينك ومن العاملين في سبيلك، وأن ترزقنا بحق ذلك الجنة يا ربنا...
ألقاكم في حلقة أخرى من نداء يا رب.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=1007_0_2_0