بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم
أما بعد أيها الإخوة الكرام كنا تكلمنا في حلقات ماضيه بشيء من التفصيل حول بعض الأحكام الفقهية التي تتعلق بطهارة المرء وبغسله وتيممه وتكلمنا أيضا بشيء من التفصيل حول أحكام الأذان ووصلنا عند الكلام إلى شروط الصلاة التي ينبغي أن تتوفر في المرء قبل أن يصلي
ذكرنا في السابق شيئا من هذه الشروط من بين هذه الشروط ذكرنا أنه لابد أن يكون مسلما عاقلا مميزا ,ذكرنا أيضا أنه لابد أن يكون ساترا لعورته وذكرنا أحكام هذه العورة التي ينبغي أن تستر, وتكلمنا أيضا بشيء من التفصيل حول ما يتعلق بالتزين للصلاة وذكرنا أن أهل العلم استحبوا أن يتزين لصلاته وأن يلبس من أحسن ثيابه وأن يكون ريحه حسن وثوبه حسن
كذلك من شروط الصلاة وهو الشرط الخامس معنا أو السادس أن يجتنب المرء النجاسة في صلاته في بدنه وثوبه وموضع صلاته
في بدنه يعني لا يكون على جسمه شيء من النجاسة ولا يكون في ثوبه شيء من النجاسة ولا يكون في موضع الصلاة شيء من النجاسة
والنجاسة أيها الإخوة مثل البول الغائط مثل يعني كالدم دم الحيض مثلا أو النفاس أما الدم الذي يخرج من الجرح فهو على الصحيح ليس نجسا كما تقدم معنا وقد أمر الله تعالى بالتطهر من النجاسة كما قال جل وعلا: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)(المدثر:3) فبين الله جل وعلا أنه لابد من التطهر من النجاسة قال ابن سيرين رحمه الله في تفسير هذه الآية قال: يعني اغسلها بالماء وقد قال صلى الله عليه وسلم: تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر من البول الراوي: أنس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب
وأمر الله عز وجل أيضا أن يتزين المرء للصلاة ومن التزين للصلاة الإبتعاد عن النجاسة وأمر صلى الله عليه و سلم المرأة أن تغسل ثوبها إذا أصابه دم الحيض وتصلي فيه وأمر بدلك النعلين ثم الصلاة فيهما يعني قال: إذا أقبل أحدكم إلى المسجد فأراد أن يصلي بنعليه فلينظر في نعليه يعني ينظر في أسفل النعل فإن كان فيها شيء دلكها بالتراب ثم دخل وصلى بها وليس عليه شيء
وكذلك من الأدلة على وجوب تطهير البقعة من النجاسة ما وقع منه صلى الله عليه وسلم مع الرجل الأعرابي الذي بال في المسجد..
فما هي قصة الأعرابي الذي بال في المسجد؟
كان صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام جالسا في المسجد أقبل إليه أعرابي هذا الأعرابي التفت يمين يسار في المسجد رأى حلقة فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأت ويجلس معهم ويستمع إلى الذكر وإنما أقبل إلى زاوية منفردة من المسجد ثم جلس في هذه الزاوية ثم رفع إزاره وجلس يتبول
يتبول في المسجد يعني ضاقت الأماكن الدنيا كلها ما وجدت إلا المسجد أقبل الرجل المهم يتبول في المسجد النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة نظروا إلى هذا الرجل من بعيد فلما رأوه يتبول قام بعضهم لأجل أن ينهاه عن هذا البول فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزرموه لا تعجلوا عليه لا تقطعوا عليه بوله الرجل الآن يتبول وينظر فإذا هناك حلقة وهذه الحلقة التي ينظر إليها فيها رجل كبير في السن عاقل ويحرك يديه وناس يقومون ويقعدون يسمع ضجة ولا يدري ما هو السبب وهو نفسه هو السبب بوله في المسجد فالنبي صلى الله عليه وسلم يسكن أصحابه وهذا الرجل ينظر ويتأمل ما يدري ما هي القصة انتهى الرجل من بوله ثم قام لأجل أن يذهب إلى شغله خلاص قضى حاجته وسيذهب إلى شغله فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة أن يناديه فناداه ثم قال له صلى الله عليه وسلم بكل لطف قال: إن المساجد لم تبنى لهذا نحن ما بنينا المسجد حتى تتبول فيه إن هذه المساجد لم تبنى لهذا إنما بنيت للتسبيح والتهليل والذكر وقراءة القرآن صح؟ نعم سلام عليكم خرج الرجل ومشى فأراد صلى الله عليه وسلم أن يحل الآن المشكلة الثانية التي في المسجد فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: صبوا على بول الأعرابي ذنوبا من ماء يعني خذوا دلوا من ماء وصبوه على بول الأعرابي أخذوه وصبوه على بول الأعرابي
السؤال الآن هل نحن أيها الإخوة لو بال شخص في المسجد هل نأتي ونصب عليه ذنوبا من ماء ويكفي؟ لا طبعا لا يصح ذلك ما السبب؟
السبب في ذلك أنه إذا أراد أن لو أننا صببناه عليه مساجدنا الآن ليست مثل مساجدهم، مساجدهم في السابق فيها شيء يعني تراب وحصى ونحو ذلك فإذا صببنا عليها الماء نزل البول إلى أسفل وانتهى لكن الآن مساجدنا فيها فرش وفيها موكيت فإذا صببت عليه الماء انتشر البول أكثر فالأصل الآن ألا نقول صب عليه ذنوبا من ماء وإنما صب عليه الماء ثم امسحه حتى يتهيأ المكان بعد ذلك لأجل الصلاة
إذاً أيها الإخوة والأخوات النبي عليه الصلاة والسلام تعامل بلطف مع هذا الرجل وطهر المسجد من مثل ذلك وهذا يدل على أنه لابد أن يعني يهيئ موضع صلاته لأجل أن يصلي فيه وهو ليس عليه شيء من النجاسة
قد يسأل بعض الناس أحيانا ويقول حسنا ما هو الحد الذي تكون له هذه النجاسة؟ يعني الآن افرض أن إنسانا سيصلي إنسان سيصلي على سجادة نفرض أن هذه السجادة ليس عليها نجاسة تامة ليس عليها نجاسة كل السجادة إنما أنا أسجد مثلا في هذه البقعة التي تحت التي مقابله لصدري وأنا أصلي فيها بقعة بول أو مثلا السجادة فيها بول يمين أو يسار في هذا الحال إذا كنت أنا محيط صلاتي يعني من سجودي إلى موضع قدمي ليس فيه نجاسة فصلاتي صحيحة أما إذا كانت النجاسة تحتي يعني موافقة لأمام صدري إذا سجدت فهذا لا يصح الصلاة فيه لا يصح أما إذا كانت النجاسة وأنا ساجد تكون هناك يمين فوق أو يسار أو نحو ذلك فهذه في هذا الحال تكون الصلاة صحيحة هذا فيما يتعلق بالنجاسة
حسنا هنا مسألة لو أن يا جماعة أثناء الصلاة انتبه إلى وجود هذه النجاسة نفرض أن إنسان رجع من صلاة الظهر أو أراد أن يخرج إلى صلاة الظهر ثم أقبل إليه أحد أولاده فجاء هذا الأب وحمل هذا الولد وقبله فكان هذا الولد فيه بول فطبع على غترته ثم ذهبت أنت إلى المسجد نسيت أن تغسله لما كبرت مع الإمام بدأت تصلي انتبهت إلى وجود البول في ثوبك في غترتك في عمامتك أو مثلا عليك معطف فاكتشفت أن البول موجود في المعطف فماذا تفعل في هذا الحال؟
النجاسة لها حالتان إذا تذكرها في صلاته إما أن يكون قادرا على إزالتها أو أن يكون غير قادر على إزالتها
إذا كان قادرا على إزالتها فإنه مباشرة يحمل هذا الثوب الذي عليه النجاسة ويلقيه عنه ويتم صلاته هذا إذا كان قادرا على إزالتها
أما إذا لم يكن قادرا على إزالتها كأن تكون النجاسة مثلا في ثوبه ليست غتره ينزعها وانتهى الموضوع لا هذه في ثوبه فصعب أن يبدأ يفتح الأزارير ويعني ينزع ثوبه أمام الناس فلا يستطيع أن يفعل ذلك في هذا الحال إذا كانت النجاسة في موضع لا يستطيع أن يزيله فإنه في هذا الحال يقطع صلاته ثم يذهب يتوضأ ويغسل النجاسة ثم يعود يعيد صلاته من جديد هذه مسألة
المسألة الثانية وهي مسألة مهمة أيضا ما هو الدليل على أنه إذا اكتشف النجاسة في أثناء صلاته أزالها
النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي مرة ففي أثناء صلاته تذكر صلى الله عليه وسلم أن في أو نبهه جبريل أن في نعليه قذرا فنزع صلى الله عليه وسلم نعليه وأكمل صلاته نزع الصحابة نعالهم لم رأوه نزع نعليه إمامهم فلما انتهى قال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل جاءني فأخبرني أن فيهما قذرا أخبرني أن نعلي فيها قذر فنزعتهما
الحديث :((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم فلما قضى صلاته قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا فقال إن جبريل أخبرني أن فيهما قذرا ، وقال إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن كان في نعليه قذر أو أذى فليمسحه ، وليصل فيهما ))
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن كثير - المصدر: إرشاد الفقيه
هذا دليل أنك إذا تذكرت النجاسة في أثناء صلاتك تنزع مباشرة المكان الذي فيه نجاسة إذا لم تستطع أن تنزعه كأن يكون على ثوبك أو نحو ذلك فإنك تقطع صلاتك وتغسله ثم تعود
حسنا افرض أن واحد يا جماعة عليه نجاسة ولم يعلم بها إلا بعد الصلاة هذه الغترة فيها مثلا نجاسة من ولدك لما انتهيت من الصلاة اللهم أنت السلام ومنك السلام هاه تذكرت أن غترتك عليها نجاسة لكن بعد ما انتهيت من الصلاة تماما هل يلزمك أن تعيد صلاتك أم صلاتك صحيحة؟
الصحيح في هذه المسألة أن الصلاة صحيحة وأنه لا يلزمه إعادتها ما الدليل؟
الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أثناء صلاته قد صلى بعض الصلاة بالنجاسة نفرض أنه صلى ركعتين مثلا بالنجاسة موجودة ولم يعد صلاته لما علم بها دل هذا على أنه إذا انتهى من الصلاة وعلم بالنجاسة فلا يلزمه أن يعيد الصلاة أبدا
هذا أيها الإخوة والأخوات فيما يتعلق بأمر النجاسة وينبغي على المرء أيضا ألا يكثر من مخالطة النجاسات يعني لو أن المرء أصابته نجاسة في ثوبه أو نحوه ينبغي أن يحرص على أن يزيلها عنه حتى لا يضطر أن يصلي أحيانا وهو على غير طهارة
من المسائل الهامة أيضا معنا في مسألة النجاسات أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الصلاة في بعض المواقع قيل إن العلة فيها بسبب النجاسة وقيل العلة أخرى يعني مثلا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الحمام وبين صلى الله عليه وسلم أنها باطلة فقال:(( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام)) كما رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي
وقال صلى الله عليه وسلم:(( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ))كما رواه الجماعة إلا البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى
الصلاة في الحمام طبعا المقصود بالحمام إما أن يكون الحمام يعني مكان المرحاض قضاء الحاجة أو الحمام مكان الاغتسال وكلاهما لا ينبغي ولا يصح الصلاة فيه
لكن لو الإنسان يا جماعة احتاج إلى هذا نفرض أن إنسانا مثلا أن مسلما مضيقا عليه وحضره وقت الصلاة ولا يستطيع أن يصلي أمام الكفار يخشى من أذاهم فصلى على مثل هذا الحال في الحمام فصلاته صحيحة وليس عليه شيء
أو أن رجلا أنقفل عليه الحمام نفرض أنه دخل يتوضأ ثم أنقفل عليه الحمام واتصل بالجوال ونادى أخاه لأجل أن يفتح له أونحو ذلك يحتاج إلى ساعتين حتى يصل إليه وحضر وقت الصلاة وكاد أن يخرج وقت الصلاة وهو لم يصلي فعندها يجوز أن يصلي في الحمام
الصلاة فوق المجاري لو كان مثلا هناك يعني مكان فيه مجاري مثلا فيه شيء من القاذورات وتجتمع فيه الأوساخ من المراحيض وصليت أنت فوقه لكن بينك وبينه أسمنت أو بينك وبينه عازل يمنع عنك الرائحة ونحوها فإن الصلاة في هذه الحال تكون صحيحة
كذلك الصلاة في المقبرة لا تصح وذلك لأن فيها يعني لأنها ذريعة إلى عبادة القبور من دون الله لكن يستثنى من ذلك صلاة الجنازة فيصح صلاة الجنازة في المقبرة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك لا تصح الصلاة في المسجد الذي في قبلته قبر أو المسجد المبني على قبر كل هذه المساجد لا تصح الصلاة فيها لقوله عليه الصلاة والسلام: لا تصلوا إلى القبور ولا تبنوا المساجد على القبور وعند موته عليه الصلاة والسلام أخذ يحذر ويقول: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر مما صنعوا
كذلك من الأماكن التي يعني لا ينبغي الصلاة فيها أعطان الإبل النبي صلى الله عليه وسلم سأله بعض أصحابه قال يا رسول الله أنصلي في مرابض الغنم؟ قال: صلي في مرابض الغنم قال يا رسول الله نصلي في معاطن الإبل؟ الأماكن التي فيها الإبل قال صلى الله عليه وسلم: لا، لا تصلي في أعطان الإبل وقد اختلف أهل العلم لماذا لا نصلي في أعطان الإبل ، أعطان الإبل هي الأحواش والأماكن التي يوجد فيها الإبل لا يجوز أن نصلي فيها ما السبب في ذلك؟
السبب في ذلك ذكر بعض أهل العلم أن الإبل يعني أماكنها محظورة من الشياطين من الجن لذلك البعير أحيانا قد يهيج ويؤذي الشخص الذي أمامه يحظره الشيطان وذكر بعض أهل العلم قالوا كذلك أن الإبل أحيانا يعني قد إذا رأته راكعا ساجدا قد تأتي وتبرك عليه أو قد تشغله أحيانا بذهابها ومجيئها وتفزعه وذكر بعضهم عللا أخرى لكن المهم أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في أعطان الإبل فنقول سمعنا وأطعنا
-كذلك كره بعض أهل العلم الصلاة في المكان الذي فيه تصاوير يعني لو كنت في مكان فيه تصاوير عموما النبي صلى الله عليه وسلم أقبل إليه جبريل يوما فلم يدخل جبريل إلى البيت فخرج صلى الله عليه وسلم إليه وسأله لما لم تدخل إلى البيت؟ فقال جبريل عليه السلام قال إن في بيتك قرام فيه تصاوير قرام يعني ستارة على النافذة وفيها تصاوير فلم يدخل جبريل إلى البيت بسبب ذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به أن ينزع وشق وجعل إلى وسادتين
فإذا كان المرء أيها الإخوة حريصا على طاعة الله عز وجل فالأصل أيها الأحبة الكرام ألا يجعل في بيته هذه التصاوير وحقيقة قد يعني ابتلي فريق غير قليل من المسلمين بمثل هذه التصاوير وصار هؤلاء المسلمون على مثل هذا الحال فينبغي أيها الإخوة والأخوات أن ننتبه لمثل ذلك وأن المرء يبتعد عنه فلا يعلق إن كنت لابد معلقا شيئا من هذه يعني المناظر فعلق صورة شمس تغرب صورة بحر صورة سفينة صورة شجرة أي شيء أما أن يعلق المرء صورة مثلا تصاوير فيه أرواح شيء مثلا صورة البط وصورة الإبل أو صوره وصور إخوانه ونحو ذلك فهذا لا يجوز والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة إذا كنت لابد سوف يكون عندك صور لأبيك وإخوانك وأولادك فاجعلها في ألبوم مثلا أو اجعلها في شيء من الورق واجعلها في درج أو نحو ذلك أما أن تعلقها في الغرفة فهذا لا ينبغي لك أن تفعله بل هو خلاف سنة النبي عليه الصلاة والسلام
أيها الأحبة الكرام كذلك مما ينبغي ألا يصلي فيه المرء ألا يصلي في مكان فيه ما يشغله أحيانا بعض الناس يصلي وعنده أطفال يلعبون ونحو ذلك هذا أيضا ينبغي له ألا يصلي في هذا المكان
الأمر الرابع أو قبل أن انتقل إلى المسألة التصاوير قد يقول بعض الناس طيب يا شيخ إذا صليت في مكان مليء بالتصاوير ماذا أفعل؟ هل صلاتي باطلة؟ نقول لا صلاتك ليست باطلة صلاتك إن شاء الله صحيحة لكن يكره لك أن تصلي في هذا المكان
الأمر الذي بعده وهو الشرط السابع من شروط الصلاة استقبال القبلة وهذا الشرط يدل عليه قوله تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (البقرة:144)
فإذا طبعا استقبال القبلة ينقسم أيضا إلى أقسام قد يكون المرء عند استقباله للقبلة قد يكون بعيدا عنها أحيانا وقد يكون قريبا منها وقد يكون في الحرم لكن لا يراها إذا عندنا ثلاثة أنواع من كان قريبا من الكعبة ويراها وجب عليه أن يستقبل عينها يعني نفس الكعبة يجعل نفسه أمامها وهذا خاص بمن هم في الحرم المكي
الأمر الثاني أن يكون داخل الحرم لكن ما يرى الكعبة داخل الحرم لكن في التوسعة مثلا أو في المصابيح أو في الدور العلوي ما يرى الكعبة ففي هذا الحال يتوجه إلى جهتها ويجتهد في ذلك قدر المستطاع
الحالة الثالثة أن يكون هذا المرء نعم هو يعني داخل مكة فيتوجه إلى الحرم إذا كان في داخل المملكة السعودية فإنه يتوجه إلى مكة إذا كان خارج المملكة السعودية يتجه إلى المملكة إذا كان وكلما بعد عن القبلة كلما بعد عن الكعبة صار الأمر عليه أهون لذا قال صلى الله عليه وسلم يكلم أصحابه في المدينة قال: ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) المدينة في شمال مكة هذه مكة وهذه المدينة فأهل المدينة إذا أرادوا أن يصلوا اتجهوا جنوبا فلو أن أحدهم انحرف عن يمينه لذهب غربا ولو انحرف عن يساره لذهب شرقا فهو صلى الله عليه وسلم يقول : (ما بين المشرق والمغرب قبلة) يعني لو صلى جنوبا مباشرة أو مال قليلا أو يسار أو نحوه كل هذا جائز وليس عليه بأس إذا كنت بعيدا عن الكعبة فلا يشدد عليك في مسألة استقبال عين الكعبة بالضبط مئة في المئة لا بل ما بين المشرق والمغرب قبلة لو صار يمينا قليلا أو يسارا قليلا جاز له ذلك وإن تعمد هذا بدليل هذا الحديث الذي في الترمذي وصححه
أيها الأحبة الكرام لابد من استقبال القبلة في البر والجو وسواء كان في يعني في سهل أو في جبل أو في بيت في مدينة أو في أي مكان لابد أن يصلي إلى القبلة هناك أقوام يعفى عنهم عدم استقبال القبلة من هؤلاء الذين يعفى عنهم عدم استقبال القبلة من كان عاجزا عن استقبالها مثل قد يكون عندنا إنسان مثلا لا يستطيع أن يستقبل القبلة بسبب أنه مربوط مثلا إلى خلاف القبلة نفرض أن إنسان مأسور أو كذا وربط إلى خلاف القبلة يصلي إلى ما استطاع ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) (البقرة:144) ما استطعت (حَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (البقرة:144) يعني حيث ما توليتم فثم وجه الله يعني يصلي حسب ما يستطيع
الأمر الثاني أن يكون مريضا أحيانا وإذا قلنا له لف بالسرير فيه مشقة عليه حتى لو كان يستطيع لكن فيه مشقة انزعوا هذا الجهاز وابعدوا هذا الجهاز يمين وهذا يسار فيه نوع مشقة عليه ففي مثل هذا الحال نقول له صل وأنت على مثل هذا الحال
كذلك ممن يسقط عنهم استقبال القبلة من كان يصلي النافلة في السفر نفرض أنك أنت مسافر وأردت أن تصلي النافلة في السفر فإنك لا يجب عليك استقبال القبلة لو كنت في السيارة والسيارة متوجه شرق والقبلة غرب كبر الله أكبر وصل النافلة صل الوتر أو صل غيرها من الصلوات كذلك لو كنت في طائرة مثلا أو نحو ذلك ثم أردت أن تصلي على أي حال فإنك تصلي ولا يلزمك أن تستقبل القبلة إذا كنت تصلي نافلة أما إذا كنت تصلي فريضة فإنك لابد أن تستقبل القبلة
بقي معي أيها الإخوة والأخوات قبل الختام مسألتان
المسألة الأولى إذا كان هذا الشخص لا يعرف اتجاه القبلة نفرض أن شخص في البر ويريد أن يصلي ولا يعرف أين القبلة هنا يجتهد قدر الاجتهاد الذي يستطيعه عندك أحد تسأله اسأله تعرف النجوم (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون) (النحل:16) انظر إلى النجوم ما تعرف أحد ولا عندك أحد تسأله وغلب على ظنك أن القبلة هكذا الله أكبر وصل
تبين لك بعد انتهائك من الصلاة أن القبلة غرب وأنت صليت شرق فصلاتك صحيحة لكن افرض أنك في البر وأردت أن تصلي فكان هناك محطة وقود قالت لك زوجتك وأولادك: يا أبي نذهب ونسأل أولئك عن القبلة قلت: لا القبلة هكذا صلوا قالوا: مادام أنك لست متأكدا نسألهم قلت: لا صلوا فصلوا ثم تبين لك أن القبلة شرق وأنت غرب أو جنوب وأنت شمال أونحوه فإنك تعيد صلاتك لأنك استطعت أن تسأل فلم تسأل
وكذلك من كان في المدينة في داخل المدينة في شقة مفروشة في فندق لابد أن يسأل ولو صلى من غير أن يسأل بطلت صلاته بهذا ولم تصح صلاته
إذا أيها الإخوة ينبغي علينا حقيقة أن يعظم المرء أمر صلاته وأن يكون مدققا عليها وأن يستدل قدر استطاعته بالقبلة لعل الله تعالى أن يتقبلها منه
اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وأن يجعلني وإياكم مباركين أينما كنا وأن يزيدنا وإياكم علما وهدى وتوفيقا وإلى اللقاء إن شاء الله في حلقات قادمة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
:: مع الشكر لفريق التفريغ في منتدى الشيخ محمد العريفيhttp://www.3refe.com/vb