بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله في حلقة جديدة من نداء يا رب، ندخل في موضوع هام جدا، أعطينا عنوانا لهذا الموضوع: معركة التحدي، يا ترى ماذا نقصد بمعركة التحدي؟ تدور معارك في كل مكان على سطح الأرض بين الناس ومع الناس تعرف لكلمة المعركة معنى إلا ما يدور في ساحات الحرب ولكن الحقيقة هذا الأمر غير ذلك تماما، الإنسان بدأت المعركة معه منذ الأزل وهذه المعركة ربما لأن معناها ولأن الواقع بين الناس لم يروها إلا في ساحات معارك لكن لو تفكر الإنسان ونظر لوجد أن هذه المعركة ليس فقط يعيشها، هو يسمعها في داخل نفسه لكن خلينا في البداية نقول ماذا نقصد بالمعركة؟ المعركة هي عبارة عن صراع، هي عبارة عن منافسة، هي عبارة عن مبارزة، عن مواجهة، أي من هذه المعاني، وتكون بين أطراف، الأمر الثاني في تعريف المعركة أن المعركة يجب أن يكون هناك حلبة صراع، هذه الحلبة يكون فيها أطراف ويكون بينهم أمر يدل على وجود معركة، الأمر الثالث: هذه المعركة أطرافها أحيانا يكونون قوي وقوي أو ضعيف وضعيف أو قوي وضعيف، هذا الجانب الأول في موضع هذه الحلقة: معركة التحدي، إذن فهمنا المعركة.. هي صراع، منافسة، تحد بين طرفين قد يكون ضعيف وقوي قوي وقوي وضعيف وضعيف، لكن ما التحدي؟ التحدي هو الوقوف بقوة، الوقوف بصلابة في مواجهة من يخالف، في مواجهة ظروف معينة قد تمر على الإنسان ويقف بصلابة لمواجهة هذه الظروف أو هذه الأحداث للوصول إلى ما يريد الإنسان.. إلى ما يريد ما يحققه، هنا تبدأ المعركة.. معركة التحدي، لكن حين تبدأ هذه المعركة.. بعد بدايتها يبدأ أحد الأطراف يعلن عن عدم قدرته على مواصلة هذا التحدي ويبدأ بالانسحاب، المعركة هذه لها مجالات كثيرة ولها مواقف كثيرة وفي بعض المجالات معركة التحدي هذه لا حدود لها، ممكن الإنسان يدخل فيها ويعني يحاول ويبذل الجهد الكثير للوصول للانتصار في هذه المعركة وليس المطلوب منه أن يقف، وفي بعض المعارك التحدي فيها له حدود يقف عندها وهناك بعض المعارك التي لا مجال للتحدي فيها، وحتى لنوضح هذا الأمر نقول: في صورة من صور التحدي اللي هي تحدي البشر بين بعضهم البعض، هذا أمر ما له حد والواحد يواجه هذا التحدي في كل مجال، في كل ظروف الحياة فقد يكون هناك تحد بين الناس في مجال العمل، قد يكون هناك تحد بين الناس في مجال الدراسة، قد يكون التحدي في مجال آخر.. مجال القناعات.. مجال المبادئ، والله أنا عندي فكرة معينة.. عندي قناعة معينة حتى أدخل في حوار مع الشخص الثاني، أحيانا هو على خطأ كامل، المطلوب مني أني أنا أدخل في هذا الحوار حتى أصل معه إلى نقطة، لا نقصد الأمور الشخصية ولا الأمور اللي توافق الهوى فيها، أمور أكبر من ذلك، في هذا المجال التحدي لا حد له، ممكن الإنسان يدخل ويحاول أنه يصل إلى نقطة مشتركة لكن يحتاج الإنسان حتى يدخل في هذه المعركة مع البشر أو في باب التحدي مع البشر.. يحتاج أولا أن ينزل إلى هذه المعركة بثقة.. يحتاج أن يكون معه قوة في المبادئ التي يحملها، يحتاج أن يكون عنده الحجة، أن يكون عنده الأدلة على صحة هذا الموقف، وأحيانا التحدي مع البشر يحتاج أننا نذكر بعض المخالفات.. بعض الأكاذيب.. بعض التلاعبات التي يقدمها من لا يتقي الله سبحانه وتعالى حتى نزيل اللبس، أحيانا واحد يقول: انسحبوا لأنه لا جدوى من النقاش، لا.. بس هذه أمور من شرع الله سبحانه وتعالى فيجب أن ندخل في هذه المعركة ويجب أن نناقش ويجب أن نحاور، ولذلك أقول: ليس فقط التحدي هو ساحة المعركة اللي فيها أسلحة وفيها غير ذلك، العركة أي معركة التحدي مع البشر فيها الأدب، فيها الحوار، فيها النقاش، فيها الأخذ والعطاء لكن لا يعني هذا يجب أن أنسحب خاصة إذا كان الأمر في الجرأة على دين الله سبحانه وتعالى، التحدي في الحوار مع البشر يحتاج إلى أن يكون هناك إعمال للفكر خاصة إن كان الأمر فيه شرع الله سبحانه وتعالى وألا نتهاون خصوصا إذا كان كما ذكرت بأمر باطل أو بمنكر ويريد أن يغيره إلى الحق، وقد يكون أحيانا من نتحداهم في موقع اتخاذ القرار وفي موضع التحكم ومثال على ذلك: حين نرى أن الرجل الذي يعصي الله سبحانه وتعالى ويجبر أهله على المعصية.. سبحان الله! والله إني أعرف بعض الناس يمنع زوجته من ارتداء الحجاب وبعضهم يمنع الابنة من أن ترتدي الحجاب ويقول: لا زال الوقت مبكرا على ارتداء الحجاب، هو لأنه في موقع اتخاذ القرار.. طبعا بإمكان الزوجة أن تعصيه، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكن أحيانا يكون من الصعب عليها يكون هذا الأمر، أو هناك بعض الناس حين يمنعون من بعض.. هم المسؤولين.. يمنعون الموظفين، كمثل.. مثال من أن ترتدي الحجاب.. إن ترتدي الحجاب فلا عمل ولا وظيفة، أن تمنع إقامة الصلاة في واقع العمل أو في مواقع الدراسة، يقول الله سبحانه وتعالى: {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق} لا فرق.. أصحاب القوة وأصحاب النفوذ بقوتهم وسلطانهم فالله سبحانه وتعالى قد أخذ منهم أقوى منهم.
الشكل الثاني من أشكال التحدي والمجال الثاني هو مع ما سخر الله لنا سبحانه وتعالى وهذا التحدي لا حد له، الله عز وجل سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض وفتح لنا باب التفكر والتأمل، فتح لنا باب اكتشاف هذا الكون.. اكتشاف هذا العالم، والأصل في هذا التحدي أن يصل بالإنسان منه إلى الهداية.. إلى استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى والوصول إلى قدرته، هذا يوجه إلى زيادة الإيمان، هناك نموذج ثاني من نماذج التحدي والذي قد يكون مع تقاليد وأعراق البشر وهذا أيضا لا حد له فقد يكون من هذه الأعراب فيهم تقاليد ما ليس لها أصل في الدين بل وقد يخالف بعضها أمورا حسنة الإسلام عليها أو أنها تدعوا إلى أمور رفضها الإسلام وأمرنا أن ننبذها فهي من الجاهلية، قد تكون بعضها أمورا اجتماعية في قضايا الزواج وغيرها أو في قضايا تخص المرأة والتعامل مع المرأة.. أن نعطها حقوقها أو تحديد مكانة المرأة أو ما كان بعلاقة بين الآباء والأمهات والآباء والأبناء، وللأسف اليوم أحيانا لماذا نسأل؟ لماذا هذا التمسك بهذه الأعراف وبهذه التقاليد؟ إذا سألنا بالسؤال يقال لنا: والله هذا الأمر ليس بأيدينا وليعذرنا، أنا الآن أطلب العذر ممن يسمعني، وأنا أعجب ممن يرى أن المرأة يجب أن تبقى تحت ظل الرجل وألا تتقدم عليه أبدا وأعجب ممن يعتبر الصمت وعدم مشاركة الأبناء في الرأي وعدم التعبير عن آرائهم هذا من البر، بر الوالدين، وأن أجدادنا هكذا كانوا.. لماذا هذا التسلط؟ لماذا التمسك بهذه التقاليد التي لا أصل لها بالدين؟! وأعجب أيضا حين يرد الشاب صاحب الخلق وصاحب الدين والذي لا ندري ما هي مكانته عند الله سبحانه وتعالى.. لماذا إن سألوا؟ لأنه لا ينتمي إلى هذا وذاك الأصل، وأستغرب حين يكون ذلك بأواسط أهل الدين ثم يقال: هذا أمر سائد في العائلة ولا مجال لتحديه، أقول: بل بكم يا أهل الالتزام أن تكسر هذه القوانين الأرضية التي تضع مقاييس وموازين للزواج وللقبول غير ما
جاء به الدين وعلى غير ما زوج به النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، هناك التحدي الأخير والذي قد ندخل فيه ونحن لا نشعر.. يقول الله سبحانه وتعالى: {ويا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم التناد، يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد} قال تعالى في آية أخرى: {ويا قوم لكم اليوم الملك ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} أحيانا الإنسان دون أن يشعر يجد نفسه يدخل في هذا التحدي وهو لا يقصد التحدي، هذا التحدي إذا نحن فعلا نريد أن ندخله فنعد العدة للنزول إن كنا قادرين على التحدي، الناس لا تدخل أبدا في تحدي الله سبحانه وتعالى ولكن بالنظر إلى الواقع الناس حين تأخذ من أوامر الله عز وجل ما تريد وتترك ما تريد.. تعبد كما تشاء وتطبق من الأحكام ما تريد وتعادي في ما لا تريد.. ماذا نسمي هذا؟ وأن أعطي بعض الأشكال من أشكال التحدي مثلا حين يتهرب الإنسان من الأوامر أوامر الله سبحانه وتعالى فيترك الصلاة حين يتملص من الأحكام، فيترك الزكاة حين يبحث عن الأعذار والتبريرات.. بترك الحجاب حين يقدم العقل على اليقين، في داخل القلب أمور غيبية ما أعرفها.. هذه ما يتقبلها عقلي، حين نتحايل في الدين فنبحث عن الربا في طرق ملتوية وصور جديدة حتى ندخل فيه، حين نتنازل بشروط في أمر العبادات.. أنا لم يستجب لي فلماذا أصلي؟ والشكل الثاني: حين يمزج الناس بين الانصياع والتحدي فيطيع بما يريد {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} يقول الله سبحانه وتعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلا وربنا} هذا يوم القيامة نأتي نقول: لولا ما كان.. هذا الحق إذا لماذا لم تكن هناك الاستجابة في الدنيا لماذا لا نعلن العبودية؟ لماذا لا نجدد الإيمان؟ لماذا لا نرفع راية الانسحاب ونقول: يا رب هذه الأوامر نحن سنطبقها.. نطبقها بالكامل؟ يا إخوتي وأخواتي.. لنتحرر من قيود الذل لغير رب العالمين، لنبدل السيئات بالحسنات ولنردد: اللهم اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك، نحن ربانيون للتحدي، نحن نستلهم من الإسلام مواقفنا وأخلاقنا وسلوكنا، نحن مصدرنا واحد هو الله سبحانه وتعالى، ولنتذكر قول الله عز وجل: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} ألقاكم في حلقة جديدة من برنامج يا رب
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=955_0_2_0