بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين و أُصلي و أُسلم على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد عليه و على آله أفضل الصلاة و أتم التسليم.
أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأحمد الله جل وعلا الذي يسر هذا اللقاء بكم واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا في هذا المجلس المبارك وفي هذه الحلقات ممن تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده. كما أسأل الله تعالى أن يجعل جائزتنا بعد تفرقنا أن يُقال لنا جميعا قوموا مغفورا لكم وما ذلك على بعزيز.
أيها الأخوة والأخوات كنا تكلمنا في الحلقات الماضية حول الطهارة وأحكامها وما يتعلق بكيفية الصلاة وكيفية التحضر للصلاة والأشكال المحرمة على المحدث وغير ذلك.
بقي معنا في الحقيقة الكلام عن الوضوء نفسه وعلى كيفية الوضوء لكن قبل أن نتكلم عن الوضوء سوف نتكلم عن آداب قضاء الحاجة التي ينبغي للإنسان أن ينضبط بها ليكون وضوءه على السنة وليكون أيضا قضاء حاجته على السنة.
طبعا هذا الدين العظيم لم يترك شيئا إلا ودلنا عليه ولم يترك شرا إلا وحذرنا منه والنبي عليه الصلاة والسلام قد علم أصحابه كل شيء ، كما جاء عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه أن يهوديا سأله قال له: يا سلمان علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة- يعني حتى كيف تقضي حاجتك- علمكم نبيكم ذلك ، قال له سلمان: نعم، علمنا صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدنا أن يدخل الخلاء أن يدخل بيساره وألا يستقبل القبلة والأ يستدبرها ونهانا أن نستنجي برجيع ولا عظم إلى غير ذلك.
الحديث: قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء . حتى الخراءة . قال ، فقال : أجل . لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول . أو أن نستنجي باليمين . أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار . أو أن نستنجي برجيع أو بعظم .
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 262
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذن هذا الدين ما ترك الإنسان هكذا والله عز وجل أكرم المرء ولم يكن الإنسان كالحيوان ، الآن الحيوان إذا أراد أن يقضي حاجته قضاها في أي مكان ولا يلتفت إلى هذا.
أما هذا الدين فلا، بل إنك إذا تأملت وجدت – حقيقة يا إخواني أنا لما أتأمل تجد في الواقع أن بعض الحيوانات أحيانا ألطف من بعض الأوادم في قضاء الحاجة. الآن الآدميون – مثلا السنة عند قضاء الحاجة ألا يقضيها والناس ينظرون إليه ، مثلا ألا يقضيها في الطريق ما يجوز للإنسان أن يقضي حاجته في الطريق مثلا ومع ذلك يوجد ناس يأتي ويقضيها في الطريق أو يقضيها أحيانا تحت شجرة مثمرة أو ظل نافع ويقضيها أحيانا . أو أحيانا تجد نفسك ماشي بالسيارة وتجد واحد واقف بسيارته وجالس يقضي حاجته .
طبعا هذا فعل مقزز، يا جماعة حتى بعض الحيوانات ما تفعل ذلك. الآن الهر، الهر إذا أراد أن يقضي حاجته –أراد أن يتغوط - أتى إلى مكان وحفر ثم تغوط ثم دفنه. تتمنى أحيانا أن بعض الناس أن يكون أدبهم في قضاء الحاجة ولو على الأقل في أدب هذا الهر. لكنك لا تجد ذلك.
الكلام عن قضاء الحاجة في الحقيقة يطول ، ولعلي أتكلم حول ما يتعلق بكيفية قضاء الحاجة ، السنة في ذلك ، ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام عند دخول الخلاء ما الذي يجب عليك و عند الخروج منه وما الذي يجب عليك.
أما قضاء الحاجة فهو نعمة من الله عز وجل أنعم الله بها على عباده ، يقول صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم عن الذكر الذي يُقال بعد الطعام ، قال من السنة أن يقول بعد الطعام
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا"
الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: النووي - المصدر: الأذكار - الصفحة أو الرقم: 299
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وذُكر أن أحد العلماء دخل مرة على أحد الخلفاء ، أول ما دخل على هذا الخليفة أقبل هذا العالم يتحدث مع هذا الخليفة ثم قال هذا العالم: يا أيها الخليفة ما مثل ملك عندك؟
قال: ملكي هذا أعظم عندي من كل شيء ،
قال: طيب أرايت شربة هذا الماء لو أنك مُنعت من شربها إلا أن تشتريها بنصف ملكك ، هل توافق؟
قال: يعني لا يمكن أشربها أبدا إلا إذا دفعت نصف ملكي؟
قال: نعم لا يمكن أن يُسمح لك بشربها إلا إذا دفعت نصف ملكك. هل توافق؟
قال: نعم والله أوافق على ذلك ،
ثم قال له هذا العالم: طيب لو أنك شربتها ثم مُنعت من إخراجها قيل لك لا يمكن أن تخرج منك هذه الشربة التي شربتها تحتبس في بطنك بول، لا يمكن أن يخرج إلا بنصف ملكك الأخر ، توافق أم لا؟
فكر الخليفة قليلا ثم قال: نعم والله يا أخي أوافق.
قال له: إذن اتق الله في ملك لا يساوي عندك شربة ماء. اتق الله في ملك لا يساوي عندك شربة ماء.
ويا إخوان ترى دخول الطعام وخروجه نعمة من الله عز وجل ، الآن يا جماعة فيه ناس لا يأكل الطعام إلا بالأنابيب مشلول يجلس في المستشفى عنده شلل رباعي يضعون له أنبوب ويجعلون الطعام يدخل إليه ثم لا يخرج منه هذا الطعام إلا بالكبس ، ليس عنده عضلات تدفع عنده شلل ويبدأون يكبسون عليه حتى يُخرجوا هذا الطعام منه. بل يحدثني أحد الأخوة مرة من المرات يقول أنه ذهب إلى أحد المستشفيات ، يقول مررت بأحد الممرات ، قال في أثناء مروري بهذا الممر التفت فإذا في إحدى الغرف رجل يصيح بأعلى صوته يصرخ دخلت إليه فإذا عنده ممرض وهذا الرجل مسكين مشلول في المستشفى ولا يتحرك إلا وجهه ويعصر على شفتيه، يقول فقلت للممرض: اتق الله، عالجه أو اعطيه دواءا أو مسكنا.
فالتفت الممرض إليه ثم قال: لا، هذا لا يمكن أن نعطيه شيئا.
قلت: لماذا؟ ما يتحمل طب؟
قال: بلى، لكن هذا دائما هذا حاله.
قلت: لماذا؟
فقال الممرض: هذا المريض عند شلل رباعي وعنده تلف في الأمعاء وبعد كل وجبة غداء أو عشاء أو إفطار لأجل أن يهضم الطعام يحتاج إلى هذه الآلام ساعتين أو ثلاثة.
قلت له: يا أخي لا تعطوه طعاما دسما ، أعطوه مثلا مرق أو أعطوه مثلا خضار مهروسة يعني شيء لين .
يقول فالتفت إلي الممرض ثم قال: ماذا ؟!!! نعطيه خضار مهروسة ، بالله عليك أتدري ماذا أعطيناه؟
قلت: ماذا أعطيتموه؟
قال: والله ما دخل إلى بطنه إلا كأس حليب فقط ، دخل عبر هذا الأنبوب الموصل.
يقول: فنظرت فإذا فعلا يوجد أنبوب موصل إلى فمه أو موصل إلى أنفه،
يقول : كأس حليب فقط هذا إفطار الصباح ثم الظهر ثم المساء ، يقول وكل هذه الآلام لأجل أن يهضم كأس الحليب.
إذن أيها الأخوة نحن إذا تأملنا في هذا علمنا أن مجرد دخول الطعام إلى البطن وأن خروجه منه نعمة من الله تعالى ينبغي أن يحمد العبد ربه عز وجل عليها. تخيل لو أنك أكلت الطعام ثم لم يخرج، بل بعض الناس الآن يا جماعة الذين عندهم يعني مشكلة الإمساك أحيانا في البطن فيأكل والطعام لا يخرج ، يأكل والطعام لا يخرج يصاب بضيق شديد يذهب ليأخذ من الطبيب مسهلا أو يعملوا له غسيل معدة، أهم شيء أن يخرج ما يتحمل بقاءه في بطنه. فكون الإنسان يأكل ثم يحضره قضاء الحاجة فيدخل إلى المستراح لذلك العلماء والأدباء يسمون الحمام "بيت الراحة" وفعلا يخرج وهو مرتاح . هذه نعمة لا بد للإنسان فعلا أن يستشعر أن يشكر ربه جل وعلا عليها.
لعلي أن أقف معكم وقوفا سريعا حول ما يتعلق ببعض الآداب الشرعية التي تتعلق بدخول الخلاء والخروج منه ، ماذا يقول عند دخول الخلاء ، ماذا يقول عند الخروج منه، لعل الإنسان إذا اراد أن يقضي حاجة أن يكون منضبطا بالآداب الشرعية في ذلك.
أول شيء إذا أراد الإنسان أن يدخل إلى الخلاء يبنغي إذا كان في فضاء ، إذا كان في بر يبنغي أن يستتر عن الناس ولا يأتي هكذا ويقضي في أي مكان ، لا، النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد أن يقضي حاجته فعل شيئين: أبعد واستتر. طيب ما يكفي البعد فقط؟ أو ما يكفي الاستتار فقط؟ لا ، لا بد أن يتحقق فيه أنه يبعد وأنه يستتر.
طيب أعطكم مثالا كيف قد يبعد ولا يستتر أو قد يستتر ولا يبعد. أعطكم على ذلك. نفرض أن شخصا من الناس فرضا كان مع مجموعة من أصحابه في البر جالسين – نحن قلنا عند قضاء الحاجة لا بد من شيئين ، أبعد واستتر- نفرض أنه جالس مع أصحابه في بر وشاي وقهوة ثم حضره قضاء الحاجة ، أراد أن يتغوط أو يتبول . فالسنة إذا أراد أن يذهب من عندهم أن يبعد وأن يستتر. صاحبنا هذا أبعد لكنه ما استتر يرون عورته من بعيد ، هل هذا يجوز؟ لا ما يجوز. طيب ، لو أنه استتر دون أن يبعد جلس هكذا وهم جالسون اختبأ وراء الخيمة أو وراء أقرب سيارة وتغوط سوف يصيبهم من أذاه قد يسمعون صوتا أو يجدون ريحا أحيانا فهذا لا يجوز، هذا أيضا خلاف السنة. السنة أن يبعد تماما وأن يستتر.
طيب يا جماعة لو أبعد وستر عورته لكن جلوسه يراه الناس أيضا هذا خلاف السنة . الأصل ألا يراك الناس أبدا، طيب يا شيخ هم لن يروا عورتي!!، صحيح أنهم لن يروا عورتك لكن يا أخي مجرد كيفية جلوسك وهيئة الجالس لقضاء الحاجة هيئة حقيقة مستقبحة شرعا، فلا ينبغي للإنسان كل من مر ، ناس في سيارته، يوقف سيارته وينزل لقضاء حاجته والناس يمر ويضرب على المنبه، غير مناسب أن يُنزع الحياء إلى هذه الدرجة من مثل هذا الإنسان.
كذلك ينبغي حقيقة عند إرادة قضاء الحاجة أن يهتم الإنسان بغير مسألة الإبعاد والإستتار أن يهتم بآداب قضاء الحاجة.
لعلي أن أقف معكم الآن وقفات يسيرة حول ما يتعلق بقضاء الحاجة التي ذكرها أهل العلم في كتبهم.
أسير معكم سيرا سريعا على شيء منها. عندنا أيها الأخوة والأخوات خمسة آداب لقضاء الحاجة ، من بين هذه الآداب :
أولا: أن يعتني بالأذكار الشرعية إذا أراد أن يدخل إلى خلاءه -
من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى ، و إذا خرجت أنت تبدأ برجلك اليسرى
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2478
خلاصة حكم المحدث: حسن
وهنا قاعدة مفيدة لعلنا نستعرضها على عجل ، يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى إن كل ما كان فيه تكريم تستعمل فيه اليمنى في البداية واليسرى في النهاية ، وكل ما كان فيه نزع تكريم فإنه يستعمل فيه اليسرى ثم اليمنى. يعني مثلا لو أراد الإنسان أن يلبس ثوبه هذا فيه تكريم يبدأ باليمنى وعند النزع يبدأ باليسرى ، أراد أن يلبس نعليه فيه تكريم يبدأ باليمنى وعند النزع يبدأ باليسرى ، أراد مثلا أن يدخل إلى الخلاء هذا ليس فيه تكريم فيبدأ باليسرى وعند الخروج يخرج باليمنى. إنسان أراد أن يدخل إلى المسجد هذا فيه تكريم فإنه عند الدخول يبدأ باليمنى وعند الخروج يبدأ باليسرى.
هذه قاعدة تفيدكم كثيرا ، حتى عند لبس الخفين أو مثلا عند لبس الشراب (الجورب) فإنه يبدأ باليمين وعند النزع يبدأ باليسار. هذه قاعدة ذكرها النووي وهي في الحقيقة قاعدة مفيدة لمن أراد أن يطبق فيها السنة.
إذا دخل إلى الخلاء، دخل مثلا إلى الحمام وأراد أن يقضي حاجته فإنه يُسن له أيضا عند دخول الخلاء أن يقول الذكر الوارد :" اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" وأن يقول "بسم الله" قبل الدخول وذلك أنه صلى الله عليه وسلم اخبرنا أن ستر ما بين أعين الجن وعورات ابن آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول:" بسم الله" ، هذه السنة أن يقول "بسم الله" قبل الدخول.
يقدم رجله اليسرى كما ذكرت وعند الخروج ينبغي أن يقدم رجل اليمنى وأن يقول "غفرانك" ، طيب لماذا يقول "غفرانك"؟ بعض أهل العلم قال : يقول "غفرانك" لأنه غفل عن ذكر الله في أثناء جلوسه لقضاء الحاجة فالآن يستغفر. طيب الغفلة عن ذكر الله ليست محرمة فنقول هو يستغفر منها ، فنقول هو لم يفعل حرام ، الله أمره ألا يذكره بداخل الخلاء مثلا . طيب ما هي العلة الصحيحة؟
العلة الصحيحة هنا أنه لما تخلص من الأذى الحسي الذي هو البول والغائط ناسب أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخلصه من الأذى المعنوي وهي أدران المعصية والسيئات وعقوباتها التي تقع في القلب.
من الأشياء المهمة في أثناء قضاء الحاجة أنه لا ينبغي أن يدخل الخلاء بشيء فيه إلى الخلاء بهذا الله ، لو كنت في الجامع مثلا ومعك كتاب أو في جيبك مصحف لا يجوز أن تدخل الخلاء بهذا إلا إذا خشيت عليه السرقة . طيب لو واحد قال يا جماعة أنا معي كتب ولكن ستُسرق ، معي مصحف ولو تركته في الخارج سيُسرق، ومعي أوراق فيها ذكر الله فإنها ستُسرق ، إذا كان الأمر كذلك فلا بأس أن يدخل به لكن إن استطاع أن يبعده عنه، أن يضعه مثلا على شيء مرتفع فهو أولى.
كذلك أثناء قضاء الحاجة لا ينبغي أن يشتغل بذكر الله ، يعني مثلا لو أنه أُذن وأنت تقضي حاجتك فإنه لا ينبغي لك أن تبدأ تردد " الله أكبر" ، " الله أكبر" ، " أشهد أن لا إله إلا الله" ، " أشهد أن لا إله إلا الله" يعني أن تردد مع المؤذن. طيب هل هذا يعني أنك ما تردد الآذان؟؟ بلى ردد الآذان لكن ردده في داخل نفسك ، ردد في داخل نفسك دون أن تتلفظ بلسانك. كذلك لو أردت أن تتوضأ في الحمام ، نفرض مثلا أنك قضيت حاجتك ثم أردت أن تتوضأ في داخل الحمام فإن السنة هنا عندما تريد أن تتوضأ أن تقول "بسم الله" طيب هل تقول "بسم الله" بلسانك ؟ لأ ، في هذه الحالة تقول "بسم الله" في داخل نفسك ، تسمي داخل نفسك.
كذلك من المسائل الهامة عند قضاء الحاجة أو عند إرادة قضاء الحاجة ألا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ببول ولا غائط كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي تقدم قبل قليل ، حديث سلمان لما قال :" أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نستقبل القبلة ولا نستدبرها ببول ولا غائط" وكذلك حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه والحديث في الصحيحين لما قال صلى الله عليه وسلم لهم:" إذا أتيتم الغائط ، فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا أو غربوا . قال أبو أيوب : فقدمنا الشأم ، فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة ، فننحرف ، ونستغفر الله تعالى .
الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 394
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
إذن أمرهم أن يشرقوا في ذلك أو أن يغربوا.
طيب هل هذا عام في داخل المدينة أو في خارجها ، يعني حتى لو كان الحمام الذي في بيتكم مثلا قد وضع المرحاض لقضاء الحاجة قد وضع جهة القبلة أو وضع ظهره للقبلة هل يجوز أم يجب عليك أثناء قضاء الحاجة أن تنحرف؟
كثير من أهل العلم رخص في البنيان ، قال إذا كان في البنيان فلا بأس أن يستقبلها أو أن يستدبرها ، أما إذا كان في الفضاء يعني في البر ويستطيع أن يستقبل ويستدبر كما يريد فلا يجوز له ويحرم عليه أن يستقبل القبلة أو أن يستدبرها .
طيب لماذا قلنا يجوز في البنيان ؟ قلنا يجوز في البنيان لسبب وهو أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ذكر أنه رقى يوما على بيت حفصة فرأى النبي عليه الصلاة والسلام جالسا لقضاء حاجته – طبعا لمحه لمحة في فناء بيت من بيوته – قال وكان مستقبل الشام مستدبر الكعبة، يعني وجهه شمال إلى الشام وقد استدبر الكعبة. فقال ابن عمر ما دام النبي عليه الصلاة والسلام فعل ذلك إذن يجوز في البنيان . والصحيح أن الإنسان إذا استطاع أن يتجنب هذا في البنيان وفي غيره فهو أولى. حتى يا جماعة الذي يبني بيتا الأصل أنه إذا أراد أن يبني بيتا أن يعتني حقيقة بموضع المرحاض، ألا يجعله مستقبل القبلة أو لأا يجعله أيضا مستدبرها.
كذلك ينبغي الحذر عند قضاء الحاجة من أن يصيبه رشاش البول ، بعض الناس يتبول ويصيبه رشاش البول على ملابسه ويقوم عادي ، هذا ما يجوز . يجب عليه أن يتحرز من ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر من البول)
الراوي: أنس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/114
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
وهنا مسألة يسأل عنها جمع من الناس ، كثير من الناس يسألنا أحيانا يقول يا شيخ ما هو حكم أن يبول الرجل واقفا؟ هل هذا جائز أم لا؟
الصحيح في هذه المسألة أنه لا بأس أن يبول واقفا بشرط أن يكون هذا المرء يأمن ألا يصيبه شيء من رشاش البول، لكن أن يبول واقفا والأرض التي تحته صلبة بحيث أن البول إذا جاء من مرتفع سوف يرتش عليه فهذا لا يجوز. أما إذا كان يثق أنه لا لن يرتش عليه البول فلا بأس في أن يبول وهو قائم، الصحيح في هذه المسألة أنه لا بأس أن يبول وهو قائم.
كذلك طبعا لا ينبغي عند قضاء الحاجة أن يتحدث المرء مع آخر ، يعني قد يكون شخصان دخلا إلى حمام كبير فيه عدة دورات مياه مثلا، فهذا دخل في دورة مياه ليقضي حاجته وهذا في حمام أخر صغير لا يجوز أن يتحدثا حتى لو كان كلام مباح، ما يجوز ، قال: يا فلان إذا خرجنا أين نذهب؟
قال: فلان عازمنا على الغداء،
قال: طيب أنا فلان عازمني قبل
ما وجدتم وقت إلا وأنتم تقضون الحاجة، فالأصل أيضا أنه لا يجوز أن يتكلم أثناء قضاء الحاجة، أما إذا كان يتكلم في شيء محرم فلا، وجاء في بعض الأحاديث أن الله تعالى يمقت – يمقت يعني يبغض- الرجلين يقضيان الحاجة ويتكلمان ، فهذا حقيقة يدل على سفل وعدم مروءة، يعني إنسان يتكلم وهو يقضي حاجته ويسولف ، فهذا حقيقة يدل على سفل وعدم مروءة. فالإنسان لا بد أن يكون رجلا وأن بيتعد عن مثل هذه المسائل.
كذلك من الآداب أنه بعد قضاء الحاجة أن يزيل أثر الغائط أو البول ، إما أن يزيله بالماء أو أن يزيله بالحجارة أو إذا ما استطاع أن يزيله بالحجارة أو ما كان حجارة فيزيله بمنديل أو ورق أو نحو ذلك. أهم شيء أن لا يستعمل العظم ولا الروث. الروث الذي يخرج من البعير ، لا يستعمل هذا أو هذا أما غيره فلا بأس باستعماله ، لا بأس أن يستعمل ورقا أو نحوه أن يمسح به أثر البول وأن يمسح ثلاث مسحات، يعني إما أن يستعمل ثلاث مناديل أو منديل كبير يمسح من ثلاث أماكن، أن يزيل به أثر البول و يزيل به أيضا أثر الغائط .
إذا جمع بين الاستجمار واستعمال الماء فلا بأس، لو أنه مثلا مسح البول ثم غسل بالماء فلا بأس في ذلك على الصحيح وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعني ذُكر أن أهل قباء الذين يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يفعلون ذلك وأنهم نزل فيهم قول الله تعالى " فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ".
هذه صفة التطهر الذي أمر الله عز وجل به ، في الحقيقة قد بقي معي شيء حول ما يتعلق بالوسواس الذي يصيب بعض الناس احيانا أثناء التطهر وقضاء الحاجة لكني أرى أن وقت الحلقة قد ضاق عنه فلعل الله ييسر إن شاء الله في حلقة أخرى .
اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وأن يجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا وأن يزيدنا وإياكم علما وهدى وتوفيقا ، أشكر لكم لطفكم وإنصاتكم والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم بارك على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
:: مع الشكر لفريق تفريغ منتدى الشيخ محمد العريفي
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=186916