الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمدلله الذي انشأ خلقه وبرى وقسم أحوال عباده غنى وفقراء وأنزل الماء وشق أسباب الثرى..

أحمده سبحانه فهو الذي أجرى على الطائعين أجرا وأسدل على العاصين سترا وهو سبحانه الذي يعلم ما فوق السماء وما تحت الثرى ولا يغيب عن علمه دبيب النمل في الليل إذا سرى سبحت له السموات وأملاكها وسبحت له النجوم وأفلاكها وسبحت له الأنهار وأسماكها وسبحت له الأرض وسكانها وسبحت له البحار وحيتانها وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم

فا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا ندا له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولا نظير ..

وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فهدى الله تعالى به من الضلالة وبصر به من الجهالة وكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة ولم به بعد الشتات وأمن به بعد الخوف صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر و وعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا

أحمد الله سبحانه وتعالى يا أهل هذه البلدة الطيبة الجوف سكاكا أحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر هذا اللقاء معكم في بيت من بيوت الله وأسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم مباركين إينما كنا وأن يثبتني وإياكم على الحق

وأسأل الله تعالى إذا جمعني وإياكم في بيت من بيوته أن يجعلنا جميعا من تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده كما أسأل الله أن جعل جائزتنا عند تفرقنا أن يقال لنا جميعا قوموا مغفورا لكم وما ذلك على الله بعزيز

أيها الأحبة الكرام أبو ذر رضي الله تعالى عنه يقول سألت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قلت له يا رسول الله كم عدد الأنبياء ؟ قال فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم هم مائة وعشرون ألفا ,كماً كبيرا

يقول أبوذر رضي الله تعالى عنه ثم سألت النبي صلى الله عليه وسلم بعدها مسائل هؤلاء أيها الأخوة والأخوات المائة وعشرون ألف نبي لم يذكر الله تعالى لنا في القرآن إلا أسماء خمس وعشرين نبيا فقط

وهؤلاء الخمس وعشرون نبيا أيضاً لم يذكر الله تعالى لنا قصصهم في القرآن ذكر لنا فقط قصص ثلاثة عشر نبيا فقط أما بقيتهم فإن الله تعالى ذكر أسماؤهم دون أن يذكر قصصهم فمثلا نقرأ في القرآن اسم اليسع نعرف اسمه لكن لا نعرف قصته , نقرأ في القرآن اسم إل ياسين نعرف اسمه لكن لا نعرف قصته

نقرأ في القرآن اسم ذي الكفل نعرف اسمه لكن لا نعرف قصته لكن هناك عدد من الأنبياء ذكر الله تعالى أسماؤهم

كما ذكر الله تعالى قصصهم ولقد أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يذكر قصص الأنبياء للناس

كما قال الله جل وعلا له ((فاقصص القصص )) لماذا ((لعلهم يتفكرون )) وقال الله جل وعلا ((كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق )) نقص عليك من نبأ نوح الذي سبقك و نقص عليك نبأ ابراهيم الذي سبقك ومن نبأ شعيب الذي سبقك ومن نبأ هود وصالح ((كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا )) آتيناك القرآن وقال الله جل وعلا (( وكذلك نقص عليك من أنباء الرسل )) لماذا ياربي تقص علي أنباء الرسل لماذا قصصت علي أن نوح لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لماذا ياربي ذكرت قصصت علي في القرآن

قصة قوم لوط وقد كذبوا وأعرضوا وتعلقوا بالغرائز المحرمة لماذا ياربي قال عز وجل ((وكذلك نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)) إذا قرأت قصة نوح وعلمت أنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ثبت على الدعوة إلى الله وإن طال عهدها عليك نقص عليك في القرآن قصة شعيب وكيف كان قومه يتلاعبون بالمكيال والميزان ويكذبون بالآخرة لأجل أنك إذا رأيت ذلك من قومك تعلم أنه قد سبقك أقوام قد كذبوا برسلهم عندها يزيدك ذلك ثباتا وقال الله سبحانه وتعالى (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ))"سورة يوسف" في قصة يوسف وفي قصة هود وفي قصة شعيب وفي قصة لوط

((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ )) ماذا؟ (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى )) فيها عبرة لأصحاب العقول ولأصحاب القلوب و لأصحاب الأفئدة لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديث يفترى ((وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا))"سورة النساء" (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا))"سورة النساء" يقص الله تعالى علينا من قصصهم أخبارا نحن اليوم نقف أيها الأخوة والأخوات على نبي يختلف عن كل الأنبياء

ذكر الله تعالى قصته في القرآن في خمسة وعشرين موضعا بينما بقية الأنبياء آدم أبو البشر ذكرت في مواضع لا تتعدى الخمسة مواضع عيسى عليه السلام ذكر في مواضع قليلة, شعيب, لوط , أما هذا النبي فذكر في خمسة وعشرين موضعا في القرآن أجزاء من قصته , هذا النبي ذكر اسمه في القرآن مئة وثمانية وثمانين مرة

بينما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر في القرآن إلا أربع مرات اسمه الصريح , عيسى عليه السلام ذكر في القرآن عشرين موضعا, آدم هود , صالح , أما هذا النبي فذكر الله تعالى اسمه في القرآن في مئة وثمانية وثمانين هذا النبي نعرف الظروف التي سبقت ولادته , ونعرف أيضاً قصة ولادته, ونعرف أيضاً قصة زواجه

ونعرف المعجزات التي آتاه الله إياها , بل إن هذا النبي كلمه الله رب العالمين تكليما هذا النبي الذي سنتحدث عنه

له فضل على أمتنا بعد فضل نبينا عليه الصلاة والسلام فضل هذا النبي على أمتنا أكبر من فضل عيسى , وشعيب ولوط وهود وصالح واليسع عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هذا النبي كثيرا

مر النبي صلى الله عليه وسلم مرة وهو راجع من سفر مر بخيمة رجل أعرابي فلما مر به صلى الله عليه وسلم دخل عند ذلك الأعرابي فوضع لنبي عليه الصلاة والسلام قرى وضع له ضيافة فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم قال لهذا الأعرابي إذا أتيت المدينة فجئنا إذا جئت المدينة ائتنا تعال عندنا لنكافئك بإكرامك لنا مضت أيام فإذا هذا الأعرابي عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما أكرمه قال له: سلني يعني أطلب مني شيئا قال: أسألك؟ قال: نعم فقال ذلك الأعرابي أسألك دابة أركبها . دابة النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك سلني قل أسألك مرافقتك في الجنة قل أسألك أن يغفر الله لي ذنوبي قل أن يجعل الله دعائي مستجابا تقول أسألك دابة أركبها انظر الفرق بينه وبين ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه ربيعة غلام لم يتجاوز عمره ثلاثة عشرة سنة وكان كما في رواية مسلم محباً لنبي عليه الصلاة والسلام حباً عظيماً وكان ربيعة يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيصب عليه وضوء

يبيت أحياناً في الليل عند باب النبي عليه الصلاة والسلام في الشارع لأجل أن إذا أراد النبي عليه الصلاة والسلام ماءً أو نحوه أن ينطلق إلى البئر ويحضر الماء إليه . فأراد النبي صلى الله عليه وسلم يوماً أن يكافئ ربيعة بن كعب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الغلام الصغير قال له يا ربيعة بن كعب سلني يعني أطلب مني شيئاً سلني قال هذا الغلام أسألك ؟ قال نعم فقال الغلام يا رسول الله انظرني حتى أفكر غلام وسيفكر قبل أن يجيب فسكت النبي عليه الصلاة والسلام عنه ثم التفت الغلام إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة فنظر إليه النبي عليه الصلاة والسلام ولم يكن متوقعاً من هذا الغلام الصغير أن يسأل هذا السؤال كان متوقعاً أن يطلب رداءً أو طعاماً فتقول مرافقتك في الجنة فظن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أراد شيئاً وخجل فقال له أو غير ذلك يعني لعلك تريد شيئاً آخر أو غير ذلك قال هو ذاك إذا رزقني الله الجنة فلن أسأل عن غيرها هو ذاك فقال النبي عليه الصلاة والسلام فأعني على نفسك بكثرة السجود انظر الفرق بين هذا الغلام وبين الأعرابي الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام سلني قال أسألك دابة أركبها قال صلى الله عليه وسلم أعطوه دابة ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام سلني يعني أطلب مني شيئاً آخر سلني قال وجارية تخدم أهلي أعطوه جارية قال سلني قال وكلباً يحرس غنمي أعطوه كلب سلني فسكت الرجل فقال عليه الصلاة والسلام وقد تذكر موسى وقومه قال له عليه الصلاة والسلام أعجزت أن تكون كعجوز بني إسرائيل قال الصحابة يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل؟ فقال عليه الصلاة والسلام إن موسى لما أراد أن يرتحل بقومه قال له قومه إن يوسف النبي الذي قبلك أخذ علينا العهد والميثاق أن لا نرتحل من مكاننا حتى نستخرجه من قبره ونحمله معنا فقال لهم فأين قبر يوسف قالوا له لا ندري لا يعرفه إلا امرأة عجوز منا الذين يعرفون موضع قبر يوسف ماتوا ما بقي إلا امرأة عجوز قال لهم موسى أدعوها إلي فجاءته العجوز فقال لها موسى عليه السلام أين قبر يوسف قالت لن أدلك عليه حتى تعطيني سؤلي طيب ماذا تريد هالعجوز هل قالت أريد بيتاً أو مالا يرثه أولادي قال فما سؤلك فقالت العجوز أن أرافقك في الجنة أريد أن أكون رفيقة للأنبياء والرسل في أعلى الجنة فكأن موسى عليه السلام تثاقل ذلك يعني هي معلومة ستعطينا إياها وتكونين مرافقة للأنبياء والناس يبذلون أرواحهم ودمائهم في سبيل أن يدخلوا الجنة وانتي تريدين أن تدخليها بهذه الصورة فأوحى الله تعالى إلى موسى أن أعطها سؤلها فقال لكي سؤلكِ فدلتهم على موضع ماء مجتمع قالت انزحوا هذا الماء فنزحوا الماء فلما نزحوه من مكانه قالت احفروا في هذا المكان فحفروا ثم استخرجوا يوسف عليه السلام بعد موته ونقلوه معهم فيقول عليه الصلاة والسلام وقد تذكر موسى يقول لما لا تكون كعجوز بني إسرائيل

وفي موطن آخر أقبل رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم مالاً بين أصحابه ..جاء هذا الرجل لم يعط من المال قال يا محمد اعدل فإنك لم تعدل فغضب النبي عليه الصلاة والسلام ثم قال يرحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر.

موسى عليه السلام لن نتكلم اليوم عن حمل أمه به وكيف أنها لما حملت به خشيت أن تأتي بغلام فيقتله فرعون لأن فرعون كان يذبح أبناءهم خشية أن يكبروا فينتزعوا ملكه منه فجعلت تخفي حملها عن الناس حتى ولدته ثم كان لها قصة مع ولدها في تربيته لن نتكلم عن ذلك لن نتكلم عن قصص موسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل وكيف كانوا يتعنتون في طلب المعجزات منه ويعطيهم المن والسلوى فيقولون نريد فوما وبصلا لن نتكلم معجزات موسى عليه السلام وكيف كان يلقي العصا فإذا هي حية تسعى ويخرج يده فإذا هي بيضاء لناظرين لا لن نتكلم عن ذلك اليوم سنتكلم خلال هذه الدقائق عن قصة زواج موسى كيف التقى بإمرأته ؟ وما هو مهرها ؟ وما هو إحسان موسى إلينا ؟ ولماذا خرج من مصر؟ وكيف كانت نظرة فرعون إليه ؟ ومن هو الرجل الذي أمره بالخروج ؟ يقول الله سبحانه وتعالى عن موسى بعد ما ذكر الله تعالى قصة ولادته قال الله جل وعلا (( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى )) "القصص"صار رجلا جلدا قويا وقد كان موسى عليه السلام جلدا يعني قويا وكان آدم يعني آدم أسمر البشرة .

فلذلك يقول الله تعالى في معجزاته (( وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ )) "طه "ضع يدك تحت إبطك

(( تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ))"طه" يعني أنت أسمر اللون يا موسى وإذا وضعت يدك كمعجزة إذا وضعت يدك تحت إبطك ثم أخرجتها جعلناها بيضاء آية من آيات الله ومعجزاته تخرج بيضاء من غير سوء يعني لا ينقلب إلى مرض من الأمراض تبيض بسببه يدك لا لكن تنقلب اليد بيضاء ثم تعود إلى لونها وكان موسى عليه السلام شديدا قوياً وكان آدم اللون يعني فيه سمرة (( وَاسْتَوَى )) يقول الله جل وعلا : (( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ))القصص" كان الناس في عصرهم من بعد طلوع الشمس يخرجون إلى أعمالهم هذا يخرج إلى مزرعته وهذا يخرج إلى غنمه وهذا يخرج إلى صيد السمك وكانوا يعملون بذلك إلى الظهر فلما تشتد الشمس يدخلون إلى بيوتهم ينامون ويتغدون فإذا بردت الشمس خرجوا بعد ذلك إلى أعمالهم فيقول الله تعالى عن موسى لما مشى في المدينة مشى في أي وقت ليس الوقت الذي الشوارع فيه مليئة بالناس لا ((عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا )) يعني على حين ركود وقلة موجودين في الطرقات من أهلها (( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَافَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ)) من هما (( هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ)) كان موسى عليه السلام : من بني إسرائيل وبنو إسرائيل ليسوا من أهل مصر أصلا لا إسرائيل هو يعقوب عليه السلام اسمه إسرائيل إيش معنى كلمة إسرائيل إسراء معناها عبد إيل معناها الله

إسرائيل معناها عبد الله إيل في لغتهم معناها الله لذلك جبرائيل إسرافيل ميكائيل يعني عبدالله محب الله خادم الله ونحو ذلك فإسرائيل هو يعقوب عليه السلام أبو يوسف وقد كان يعقوب في فلسطين فلما ألقى أخوة يوسف ألقوا يوسف في الجب في البئر ثم أخرج يوسف وبيع في مصر ثم حصلت له القصة وأصبح عزيز مصر أصبح وزير المالية فيها فصار لها شأن أرسل إلى أبيه وأخوته فجاءوا إليه وسكنوا في مصر جاء الأب معه أحد عشر رجلاً من أبناؤه بل إثني عشرة رجلا رجالاً من أبناءه الأسباط ومعه أيضاً بقية ذريته الصغار ومعه زوجاتهم جاء يعقوب بهذه الذرية كلها وسكنوا في مصر وجعلوا يتكاثرون , يتكاثرون حتى أصبح منهم عدد كبير وهذا ليس غريباً . أنس رضي الله عنه دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يطيل الله تعالى عمره وأن يكثر ماله وولده يقول أنس وهو يذكر ذلك يقول وحدثتني بنتي أميمة أن ولدي وولد ولدي يتعادون فوق الثلاث مائة هذا في حياته عياله وعيال عياله وعيالهم هذا أنس فوق الثلاث مئة فما بالك بيعقوب عليه السلام جاء معه أثني عشر رجل أولاده كبار متزوجين ويوسف رقم ثلاث عشر عليه السلام , وجاء معه أيضاً أطفال صغار وعنده زوجات وإماء فكم سيكون من ذريته عدد كبير فصار لهم شأن كبير في مصر . فصارت مصر فيها نوعان فيها بنو إسرائيل اللي أصبحوا مصريين خلاص لأنهم سكنوا وفيها المصريون الأصليون أهل البلد , فكان فرعون من المصريين الأصليين وكان يذبح أبناء أولئك ويستعبدهم ويستعبد نساؤهم فموسى عليه السلام رأى رجلين يقتتلان هذا من شيعته من بني إسرائيل جماعته والآخر من المصريين الأصليين من عدوه يعني من قوم فرعون قال الله (( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ )) الإسرائيلي (( عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ )) بدأ الإسرائيلي يقول يا موسى أنقذني , يا موسى ساعدني يا موسى أقبل إلي قال الله (( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )) موسى عليه السلام كان قوياً جلداً فأبل موسى إلى المصري وضربه بأصل يده ضربه ضربة قوية في أسفل صدره فهذا الموضع الحجاب الحاجز إذا ضربت عليه بقوة ينكتم نفسك فموسى ضربه ضربة قوية ليبعده عن الإسرائيلي الرجل إنكتم نفسه فوقع على الأرض اضطرب ومات قال الله (( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )) وهذا يذكرنا بما رواه البخاري أن ملك الموت أرسله الله تعالى إلى موسى عند نهاية حياته أن اقبض روح موسى فدخل ملك الموت على موسى في صورة رجل في صورة رجل وقال يا موسى أخرج روحك قال موسى لما ما درى إن هذا ملك الموت , قال لما فبدأ مالك الموت يعارك موسى فضربه موسى بيده ففقأ عينه ليس ملك الموت بل ملك الموت لما تصور بالصورة بصورة رجل قال ملك الموت ربي بعثتني إلى عبد لا يريد الموت فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يا موسى فقأت عين ملك الموت يا موسى هل تريد الحياة ضع يدك على جلد ثور أبيض أو ثور أسود ولك من السنين بمقدار ما تحت يدك من شعر قال موسى ثم ماذا بعد أو يعني لنفرض أن تحت يد موسى من الشعر مئة ألف شعرة كل شعرة بسنة طيب وبعدين ماذا سيحصل لي قال الله تعالى ثم الموت تموت عشت ألف أو ألفين وإلا مليون آخرتك ميت ثم الموت قال موسى عليه السلام أما إذا كان لابد منه فالآن يا ربِ ثم أقبل ملك الموت وعرف موسى أن هذا ملك الموت فقبض روحه وهذا يدل أيضاً رد على الذين يقولون كيف يعني ملك الموت الآن عينه مفقوءة نقول إنما فقأ موسى عين ملك الموت لما تمثل بصورة رجل لكن ملك الموت عاد إلى صورته الحقيقية وانتهت الصورة تلك خلاص بما فيها من آثار وموسى لم يعرف أن هذا ملك الموت رجل دخل عليه يعاركه ليستخرج روحه فدافع عن نفسه وضربه . فموسى عليه السلام ضرب هذا الرجل , قال الله (( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )) فلما رأى موسى أن الرجل مات بضربة (( قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)) ثم سارع للاستغفار

((قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))القصص" فلما علم أن الله غفر له دعا فقال ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ.)) يا رب أنت عطيتني نِعم اعطيتني قوة لن أكون ظهيراً للمجرمين بها أنت أعطيتني يا ربي هيبة لن أكون ظهيرا للمجرمين بها . وأنت انتبه لا تكن نعم الله عليك طريق لك إلى معصيته موسى لو لم يكن قوياً لما استطاع أن يضرب الرجل فهو موسى يقول ربي بما أنعمت عليَ يا ربي أنعمت علي بقوة أعاهدك يا ربي ما أستعملها في معصيتك أعطيتني هيبة في قلوب الناس وهذه نعمه أعاهدك ألا أستعملها في معصيتك أعطيتني ذكاء أعاهدك ألا أستعمله في معصيتك ربِ بما أنعمتَ علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين .

انتبه لا تكن أنت تستعمل نعمة من نعم الله في معصيته , الله عز وجل أعطاك ذكاء فتبدأ تستعمله في الاحتيال على الناس , أكل أموالهم , ربما من خلال الإنترنت تحتال على بعضهم , أو تبتز الفتيات انتبه لا تستعمل ما أنعم الله به عليك فتكون ظهيراً للمجرمين في معصيته إنسان أعطاه الله مالاً فأصبح به ظهيرا للمجرمين ومنافساً لشيطان في الإفساد (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ. )) .

ثم غادر موسى المكان وترك الرجل صريعاً جعل الناس يتحدثون من قتل الرجل من الذي أصابه بذلك ما الذي حصل ,كيف مات الرجل , من الذي قتله جعل الأمر ينتشر في المدينة والناس يتحدث بعضهم مع بعض ولا يدرون من قتله فلما كان من غدٍ دخل موسى عليه السلام مرة أخرى يمشي في المدينة قال الله سبحانه وتعالى (( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )) يترقب أي واحد يقول أنت الذي قتلت ((فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ)) فإذا الإسرائيلي أصلاً صاحب مشاكل كل يوم مشكلة مع واحد نفس اللي أمس ناداه قال يا موسى أغثني وإذا هو اليوم يناديه يستصرخه فلما رآه موسى تذكر أنت السبب اللي قتل الرجل اللي بالأمس بسببك واليوم مشكلة أيضاً قال له موسى (( إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ )) أنت واضح إنك صاحب مشاكل ثم توجه موسى وهو غضبان إلى الاثنين وهما يتعاركان فالرجل الإسرائيلي لا تزال في عينيه صورة الرجل اللي بالأمس اللي عطاه موسى ضربة وقتله والآن موسى يقول له وهو غضبان إنك لغويٌ مبين فخاف الإسرائيلي أن يكون موسى اليوم يضربه بعد قال الله

(( فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ ))موسى (( أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا)) موسى ناوي أن يضرب المصري أيضاً لكن الإسرائيلي ظن أن موسى سيضربه (( فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ)) الإسرائيلي

((يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي )) يا ليته سكت لكنه فضح الجريمة التي كانت البارحة يا ليته قال أتريد أن تقتلني وسكت لا ((أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ)) طيب اسكت خلاص فإذا به بدأ يعف موسى يعطي موسى دروس ((إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ )) سبحان الله إذا أنا أبا أصير جبار إذن أنت يا للي كل يوم مشاكل بماذا تصف نفسك إذا أنا أمس لما ساعدتك وقتلت رجلاً بغير قصد تصفني بأني جبار ومن المفسدين إذاً أنت يا صاحب المشاكل كل يوم بماذا تصف نفسك إذا ما أنت جبار ومفسد لكن هكذا بعض الناس بعض الناس ربما يدعو أحداً إلى أن يقع في المشكلة فإذا وقع قام واعظاً كما قال الله تعالى عن فرعون لما رأى فرعون أن موسى أقبل يدعو الناس إلى التوحيد قام فرعون خطيباً في قومه ماذا قال إني أريد أن يبدل دينكم أو أن يظهر في القوم الفساد وأي فساد أعظم من فسادك يا فرعون . فلما قال ذلك الرجل الإسرائيلي هذا سمعه الناس الذين حوله فعلموا أن الذي أرتكب الجريمة في الأمس هو موسى فجعلوا يأتمرون به ليقتلوه وقد كان فرعون يتمنى لو قُتِل موسى وذلك أن فرعون كان يقتل أبناء بني إسرائيل وهم صغار لكن موسى وجدوه في البحر في نهر النيل فشفعت له زوجة فرعون وقالت نريد أن نتخذه ولداً وهذا صبي صغير ما تدري هو من الإسرائيليين أم من المصريين فرباه فرعون فلما أصبح موسى رجلاً عرف فرعون أن هذا من بني إسرائيل لكنه خشي أن يقتله وهو كبير فيثور عليه بنو إسرائيل عندها سكت عنه لكن يتمنى لو أن موسى يفعل شيئاً ليقتله

يقول الله تعالى وهو يبين لنا كيف أن القوم بدأوا يأتمرون على موسى (( إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ )) قال الله

(( وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى )) جعل الناس يأتمرون بموسى كيف نقتله نجتمع خمسة أم ستة أم نأتي نهدم عليه جداراً أم نرميه بسهم من بعيد أم نضربه بسيف يأتمرون به ليقتلوه سمعهم رجل فأقبل إلى موسى ناصحاً ((وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ)) يعني كبار القوم (( يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ)) طيب ماذا أفعل ما عندي قوة أدافع عن نفسي ما عندي حرس ما عندي جند ما عندي جيش ماذا أفعل (( فَاخْرُجْ )) الحل أنك تطلع من مصر كلها ((فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )) موسى عليه السلام مباشرة توجه شرقاً متجهاً إلى جهة فلسطين صحيح أنه لم يصل إلى هناك لكنه توجه إلى تلك الجهة إلى ذلك الموضع . إلى مدين قال الله تعالى

((فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )) ترك مصر كلها (( قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ )) وجعل يمشي في الصحراء لا يدري أين يذهب وعادةً الناس إذا

ضاعوا في الصحراء يبحثون عن موضع الماء فإن الناس يكونون غالباً مجتمعين عند الماء قال الله (( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ )) توجه نحو الماء مباشرة مادام فيه ماء معناه أبجد عنده أي واحد من الناس أو سأجد طعاماً أو زرعاً (( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ )) ماذا وجد (( وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ )) وجد مجموعة كبيرة من الناس هذا يأخذ الماء لبيته وهذا نساء جالسة عند الماء تغسل ثيابها وهذا مجموعة رعاة غنم اقبلوا مع قبيل المغرب بوقت لأجل أن يسقوا غنمهم من الماء و يذهبوا إلى رواحلهم فأقبل موسى عليه السلام وجعل ينظر إليهم ما يدري أكلم من أيش أقول لهم كيف أتحدث معهم إلى الآن ما قرر عليه السلام كيف اتصرف فأنا جديد على الوضع فممكن أتكلم ويقولون إيش اللي طلعك من مصر ربما بعضهم ينقل الكلام إلى فرعون فموسى عليه السلام ينظر إليهم ((وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ )) وجد امرأتين معهما غنمهما والمرأتان تذودان الغنم لـ ألا تختلط بغنم القوم وها لشاة تنطلق وتمسكها المرأة وتنطلق الشاة الثانية وتمسكها تذودان الغنم والغنم عطشى وترى الماء أمامها استغرب موسى طيب مادام أنك لن تسقي غنمك لماذا جئت عند البئر قام موسى يسأل أنتم وش قصتكم ليش ما تسقون الغنم ((وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا )) ليش ما تسقون الغنم موقفكم غريب يعني (( مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا)) المرأتان (( لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء )) حتى ينتهي رعاة الغنم الرجال وينتهون بغنمهم ثم آتي أنا وأختي ونسقي (( لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء)) ولأجل ألا يقول موسى طيب وين أبوكم أين أخوكم وش اللي مطلعكم أصلاً ترعون غنم إيش اللي طلعكم ((وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)) قبل لا تسأل عن ظروفنا ترى ظروفنا صعبة حنا أبونا شايب كبير ما يستطيع يطلع بالغنم والغنم لو جلست مكانها كان ماتت من الجوع والعطش لابد نرعاها فما فيه إلا أنا وأختي نحن خرجنا لضرورة والعجيب أن المرأتين تقولان ذلك لموسى و هما في عهد قبل عهدنا بمئات السنين إذن الإختلاط بين النساء والرجال حرام حتى في زمانهم يعني امرأة ترعى غنم ليش ما جاءت وزاحمت الرعاة وأسقت غنمها الإختلاط حرام حتى في عصرهم , ثم يأتيك واحد اليوم ويقولك لا عادي امرأة تشتغل جانب رجل مثل أخيها سبحان الله مثل أخيها متى كان مثل أخيها أليس له شهوة أليس له غريزة أليس يستملح منها ما يستملحه الرجل من المرأة المرأتان كانتا صريحتين احنا ما نختلط بالرجال وأبونا شايب مسكين وأبونا شيخ كبير وسكتتا المرأتان واللي يدلك على عفتها أنها ما قلبتها سوالف مع موسى ما قالت له مادام احنا فاضيات ننتظر أن يخلصون من الغنم وحنا فاضيات انت من وين جاي والله شكلك غريب على البلد أنت أنت من أين أصلاً قال أنا والله من مصر أوه من مصر هذيك اللي بعيدة والله , إيه طيب وش طلعك من مصر , هاه وش عندك ما قالت والله أنا فاضية وانتظر أن الناس ينتهون من الدور خلني أسولف مع موسى رجل غريب لا, أجابت على قدر السؤال

(( لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )) انتهى . وموسى عليه السلام أيضاً كان عفيفاً ما أحرجهن ما قال طيب فيه ماء غير ها الماء في هالمكان طيب أبوكم طيب وين عيال عمكم ما عندكم عيال عم طيب أنتم من زمان ترعون الغنم طيب وش أحوال هالبلد أنا والله طالع ما أخذ يبحث في سوالف وكلام تبغى تتكلم عندك الرجال رح تكلم معهم أما المرأة فأسألها بقدر الحاجة وانتهى . هنا يقول الله تعالى ((قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قالتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء )) انتهى . مباشرة موسى عليه السلام نظر وإذا الرعاة انتهوا وأخذوا حجراً كبيراً مصفحاً وضعوه على فم البئر , البئر فتحتها صغيرة وسدوها حتى لا يأتي طير أو نحوه فيقع فيها ويفسد الماء إذا مات فيه , فأقبل موسى عليه السلام وحمل الحجر وأبعده لوحده ثم الدلو كبير فكانوا الرعاة يلقون الدلو في الماء ثم أربعة ينزعون الماء اقبل موسى لوحده ونزع الماء وملاْ الحوض والنساء ينظرن إليه من جلده وقوته وهن لم يطلبن من موسى أي مساعدة قال الله

(( فَسَقَى لَهُمَا )) طيب لما سقى لهما وخلاص وخدمهن , ما جاء عندهن وقال هاه وش رأيكم أنا قوي شفتوا أنا كيف بجرة يد طيحت الحجر كله هه شوفوا ربعكم أربعة يتعاونون عليه شوفوا الدلو كيف لحالي بيد وحده صلحت أموره كلها لا يقول الله (( فَسَقَى لَهُمَا)) طيب من بيكافئك (( ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)) يا ربي أنا أبي الجزاء منك ماهو منهن إذا فيه فضل فيأتني منك ماهو منهم وهذا يا جماعة الإحسان إلى الآخرين كان من خلق موسى عليه السلام ذلك موسى عليه السلام . له إحسان إلى أمتنا لا ننساه أبدا يقول النبي عليه الصلاة والسلام وهو يذكر لنا قصته صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج يقول صلوات ربي وسلامه عليه يقول وهو يذكر أنه لقي في السماء الرابعة هارون ولقي في التي قبلها عيسى ويحيى ابني الخالة ولما وصل إلى السماء السادسة رأى موسى عليه السلام وكان عليه الصلاة والسلام كلما رأى نبياً يقوله له جبريل معه : سلم على هارون سلم على عيسى سلم على يحيى فيقول عليه الصلاة والسلام السلام عليكم فيقولون من هذا ؟ فيقول جبيريل هذا محمد فيقول هارون أو عيسى أو النبي يقول أوقد أوحي إليه فيقول : جبيريل نعم فيقول هارون أو غيره مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح مرَ بإبراهيم قال إبراهيم من هذا ؟ قالوا هذا محمد قال أوقد أوحي إليه قال نعم قال إبراهيم مرحباً بالنبي الصالح و الابن الصالح وذلك إن نبينا عليه الصلاة و السلام هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ثم سق النسب حتى تصل إلى ابن إسماعيل بن إبراهيم فجده عليه الصلاة والسلام هو إبراهيم فيقول مرحباً بالابن الصالح ثم مرَ عليه الصلاة والسلام بموسى في السماء السادسة قال موسى من هذا ؟ قال جبريل هذا محمد قال: أوقد أوحي إليه قال: نعم قال مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم جاوزه النبي عليه الصلاة والسلام فبكى موسى قيل له ما يبكيك ؟ أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي . طيب السؤال لماذا وصف موسى عليه السلام نبينا عليه الصلاة والسلام بأنه غلام , قيل الغلام كما ذكره بن حجر في الفتح هو تطلقه العرب على الشديد القوي وقيل غلام بأن موسى عليه السلام كانت أمته تعيش عشرة آلاف سنة خمسة عشرة آلاف سنة أما أمة نبينا صلى الله عليه وسلم فيعيشون ما بين الستين والسبعين فموسى الذي يعيش ألف و ألفي سنة فيعتبر يعيش ستين سنة عمر قليل جداً بالنسبة إليهم . حتى ذكروا أن امرأة من الأمم السابقة مات ولد صغير لها فجلست عند رأسه تبكي فمر بها رجل حكيم قال لها لماذا تبكين ؟ قالت أبكي على ولدي مات صغيراً ما يتمتع بالحياة قال كم عمره لما مات ؟ فالحكيم يسأل المرأة يقول ولدك الصغير كم عمره لما مات ؟ فقالت المرأة صغير عمره خمسمائة سنة صغير هذا طبعاً صغير بالنسبة لأعمارهم قالت عمره خمسمائة سنة صغير , فقال لها الرجل اصبري فإنه سيأتي بعدنا أقوام أعمارهم بين الستين والسبعين , قالت : بين الستين و السبعين ؟ قال : نعم قالت والله لو أعطاني الله أعمارهم لأجعلنها سجدة واحدة , المرأة تقول إيش ستين سنة وسبعين سنة ماهي شي لأجعلنها سجدة واحدة فموسى عليه السلام يقول نحن عشنا ألف وألفي سنة وثلاثة آلاف سنة وهؤلاء يعيشون ستين وسبعين هؤلاء صغار ثم جاوزه النبي عليه الصلاة والسلام وصعد إلى السماء السابعة فأمره الله تعالى بخمسين صلاة باليوم والليلة فنزل عليه الصلاة والسلام ومرَ بموسى قال له موسى كم فرض عليك ربك ؟ قال عليه الصلاة والسلام فرض علي خمسين صلاة قال موسى لا أرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك إن أمتك لا تطيق ذلك , لقد عايشت الناس قبلك وبلوت بني إسرائيل أشد البلاء أنا مجرب دعوة قبلك ومجرب الناس ما يصبرون يصلون خمسين صلاة باليوم والليلة ارجع إلى ربك اسأله يخفف عليكم فرجع نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى فسأل ربي الرحيم الجليل أن يخفف فوضع الله عشرا خلاص يجب عليكم أربعون صلاة فمرَ بموسى قال موسى كم فرض عليك ربك ؟ قال فرض علي أربعين صلاة . لم يقل موسى في نفسه أربعين صلاة أحسن خل أمته تتعب حتى يدخلون النار ويكون أمتي أكثر دخول الجنة, لا كان يحب الإحسان إلى الناس حتى لو ما كانت أمته يحب الإحسان إلى الأمم الأخرى . قال ارجع فسأله التخفيف لأمتك إن أمتك لا تطيق ذلك فرجع صلى الله عليه وسلم إلى ربنا فوضع الله عنه عشرا فصارت ثلاثين , مرَ بموسى كم : فرض عليك ربك قال ثلاثين صلاة , قال ارجع إلى ربك و اسأله التخفيف فرجع إلى ربنا فوضع عنه عشرا فصارت عشرين فمرَ بموسى كم فرض عليك قال عشرين إرجع اسأل الله التخفيف أنت أمام رب رحيم , فرجع إلى ربنا فسأله التخفيف فحط الله عشرا فصارت عشر فمرَ بموسى قال كم فرض عليك ربك قال عشر صلوات قال ارجع إلى ربك فسأله التخفيف فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربنا للمرة الخامسة فوضع الله عنه خمساً فمرَ بموسى صارت خمس صلوات قال موسى كم فرض عليك ربك قال فرض علي خمس صلوات في اليوم والليلة قال موسى ارجع إلى ربك و اسأله التخفيف أنت تتعامل مع رب كريم رحيم بعباده وغني وإذا سأله العباد شيئا أعطاهم بكرمه و غناه و إحسانه جل وعلا قال موسى ارجع حتى الخمس ارجع لله يخفف عنك وقال نبينا عليه الصلاة والسلام وهو يتذكر أنها خمسين صارت خمس وأقول يا رب خفف عني ماذا يبقى وقال عليه الصلاة والسلام قد سألت ربي حتى استحييت يا موسى استحي أرجع أقول يا ربي حط من الخمس كم تصير يا موسى قد سألت ربي حتى استحييت ثم غادر النبي صلى الله وسلم موسى فقال الله تعالى قد أمضيتُ فريضتي وخففتُ عن عبادي هي عشرا وهي خمس وهي خمسون يعني تصلون الفجر مرة واحدة تحسب عند الله عشر تصلون الظهر مرة واحدة تحسب عند الله عشر صلوات ظهرا نصلي المغرب الآن صلينا العصر نصلي المغرب الآن أيضا تحسب عند الله كذلك هي خمس وهي خمسون عند ربنا جل وعلا فموسى عليه السلام له إحسان على أمتنا ما ننساه أبدا بل إن موسى كان ينسى نفسه إذا رأى المحتاجين لما قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فقام رجل من بني إسرائيل وهم ألوف بين يديه قام رجل قال يا موسى قال نعم قال: هل تعرف أحداً أعلم منك من أهل الأرض ؟ موسى أخذ يفكر لا ما فيه أحد قال لا أنا أعلم أهل الأرض ما فيه نبي غيري أنا أعلم أهل الأرض فأوحى الله تعالى إليه لا , المفروض أن موسى قال الله أعلم فقال الله تعالى يا موسى إن عبدا لي بمجمع البحرين هو أعلم منك مجمع البحرين أين هو ؟ البحر الأحمر شمال البحر الأحمر فيه قرنان واحد يروح يسار والثاني يذهب يمين له قرنان فوق , القرن الأيمن عليه في أعلاه جداً مدينة حقل , أنتم أهل الشمال وتعرفونها حقل اللي في السعودية وأنت في حقل ترى العقبة الأردنية وترى طابا المصرية وترى أيضاً إيلات .. إيلات التي في فلسطين , في الجانب الأيسر منها في مصر, الذي بين البحرين هو صحراء سيناء الذي بين الممرين فقال الله تعالى لموسى مجمع البحرين يعني المكان الذي يجتمع فيه البحر اللي جاي من يمين من فوق والبحر اللي جاي من يسار هذا الموضع لما يتحدون و يصيرون بحر واحد كبير هذا الموضع فيه عبد صالح أعلم منك قال موسى طيب أنا وين أعرف مكانه فهو مجمع البحرين مكان كبير أنتم ترونه في الخريطة صغيراً لكنه كبير أين أجده يا ربي فقال الله تعالى خذ حوتاً في مكتل سمكة ضعها في مكتل في محمل بين يديك المكان الذي تبعث الروح في هذا الحوت وينطلق في البحر هو المكان الذي فيه الخضر مضى موسى حتى لقي الخضر وطلب من الخضر أن يعلمه وجاء الخضر وركب مع موسى عند البحر في سفينة لينتقل إلى موضع آخر أهل السفينة عرفوا الخضر وصلاحه فأركبوهم ببلاش جلس الخضر مع موسى و أقبل طائر فأرتشف من الماء رشفة وطار فقال الخضر يا موسى ما علمي وعلمك عند علم الله إلا كما انقص هذا الطائر من البحر فائدة ثم سكت ومضيا فأقبل الطائر ووقف على جدار السفينة وساكت الطائر ويتلفت ويرتاح لأنه تعب من الطيران ويريد مكاناً يقف عليه , وجعل الطائر يتلفت يمينا ويساراً وهو مرتاح وموسى والخضر ينظران إليه فالطائر لما أرتاح وذهب التعب جعل يغرد يصفر فلما إليه أحد البحارة ورماه بسهم فصاده فقال الخضر لموسى لو سكت لسلم , صح , لو أنه ذاكرٍ الله وساكت وحامدٍ الله على النعمة ما ذبحوه الرياجيل قال لو سكت لسلم , فوائد , ثم لما انشغل البحارة بصيد السمك وهم مساكين يعملون في البحر أقبل الخضر إلى لوح من ألواح السفينة ووضع تحته قطعة حديد وانتزع اللوح ثم غادر بسرعة وجعل الماء يتدفق , موسى ينظر طيب ليش تكسر سفينتهم ماذا فعلوا الآن ركبونا ابلاش وتكسر سفينتهم فقال موسى للخضر لم يقل أخرقتها لتغرقنا لا ما تكلم عن نفسه تكلم عن المساكين فقال ((قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ))الكهف , نسي نفسه وتذكر هالضعفاء أقبلوا ها الضعفاء وصلحوا السفينة ما يدرون من اللي نزع هذا ثم بين الخبر لموسى قال له

((أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ)) فيه ملك أمامهم قراصنة يأخذون ((يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا )) يعني كل سفينة صالحة جديدة يأخذونها غصب ويرمون أهلها في البحر فأنا أردت أنهم إذا فحصوا السفينة وجدوها معيبة و يتركونها مع أهلها فهو في مصلحتهم ليس في ضررهم , هذا من إحسان موسى عليه السلام إلى الناس .

كيف حصل لموسى بعد ذلك الزواج ؟ وما هو مكافئة الله تعالى له على هذا الإحسان ؟ نتحدث عن هذا بعد هذا الآذان بإذن الله

فموسى عليه السلام كان محسناً إلى الآخرين ولما أحسن إلى المرأتين لم يرجع إليهما ويطلب المعونة منهما لا , إنما (( فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)) أنا أبي المكافئة منك يا ربي ما أريدها من هؤلاء النساء ولاشك أيها الأخوة والأخوات أن الإحسان إلى الناس له فضل عظيم عند ربنا جل وعلا والله سبحانه تعالى يقول : ((وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )) فأحسن إلى الناس بمالك أحسن إليهم بنصيحتك . واحد رأيته يقع في خطأ أو ربما بيشتري سيارة ولا يعرف يختار أو بيشتري بيت ولا يعرف يختار أو بيفعل شيئاً أحسن إليه بنصيحتك هذا نوع من الإحسان والرأي و المشورة الذي تحسن به إلى الآخرين . فموسى عليه السلام (( فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) وما أجمل أيها الأخوة والأخوات أن يكون للعبد بينه وبين ربه إحسان يتعرف به إلى الله سبحانه وتعالى فإذا وقع في غربة قال اللهم اكشف عني كذا بكذا يقول الزبير رضي الله تعالى عنه كما في سنن البيهقي ويروى مرفوعاً يقول الزبير بن العوام رضي الله عنه ((وإن استطعت أن يكون بينك وبين الله خبيئة من عمل فأفعل )) إن استطعت أن يكون بينك وبين الله خبيئة من عمل فأفعل , إذا قدرت أن يكون بينك و بين الله سر ما يعرفه أحد أنا أعرف أحد الناس يحدثني يوماً وهو تاجر كبير و يحدثني يقول أحياناً أخرج الظهر بسيارتي وأمر على البقالة واشتري ماء وعصير و خبزة اللي بريال هذا اللي خبز بالجبن يقول وأضع كل مجموعة في كيس خبزة وعصير وماء في كيس ثلاث ريال وخبزة وعصير في كيس يقول وآخذ عشرة أكياس ثلاثين ريال ثم أمر على العمال اللي يكنسون الشارع في شدة الحر والحرارة تصل إلى ستة وخمسين وسبعة وخمسين يكاد أن ينصهر وقد قتله العطش ثم آتي إليه و أوقف سيارتي وأقول صديق تعال تفضل يقول والله ما أسأله مسلم وإلا كافر في كل كبد رطبة أجر تفضل هذا صدقة عليك , قلت له أنا طيب يا أخي أنت عند ثلاثة سواقين أعط السواق ثلاثين ريال وهو يقوم بالواجب وأنت أرتح فقال لي لا والله يا شيخ والله إني أجد لها من اللذة في نفسي وإذا وقعت في كربة أو حصلت لي مشكلة رفعت يدي قلت اللهم إنك كنت تراني أخرج في الظهر وأتصدق وأحسن إلى الآخرين اللهم إن كنت تعلم أني ما فعلت ذلك إلا لأجلك وتقرب إليك أفرج عني ما أنا فيه يقول فوالله إني أرى الفرج بعيني . أنت ما عندك من عمل من الإحسان لأجل أن إذا وقت في كربة تقول اللهم اكشف عني كذا بكذا إيش عندك من الإحسان ليس شرطاً أن يكون صدقة أحياناً نصيحة للآخرين , أحياناً دعاء تدعوا للناس حب الخير لناس حب الخير للآخرين . موسى عليه السلام أحسن إلى المرأتين ولم يرجع ويقول مذقة لبن أنا جوعان وعطشان لا , مع أن الغنم بين يديه يمكن أن يسقى من لبنها و مع ذلك لا ما يبغى منها يبغى من الله (( فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ))

فليتك تحلو والحياة مريرة ****وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامر*** وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح من الود فالكل هين*** وكل الذي فوق التراب تراب

أنا ما أبغى إلا منك يا رب ((فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) وتحت ظل شجرة وهو جوعان وعطشان يقول ابن كثير وقد كان يلبس جلداً يجعله رداءً وهو ما تعود على ها العيشة هو متربي في قصر فرعون فقال الله تعالى

(( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا )) المرأتان رجعتا إلى أبيهما فحدثتاه اليوم صاير شي ماهو يا أبي اليوم رأينا شخص سقى لنا وحدثتاه بعفته لأنه ما تكلم معنا كلام سائباً ونظراته كان غاض بصره يا أبي عنا فأعجب الشيخ الكبير بهذا الرجل العفيف المحسن المؤدب القوي الجلد قال الله (( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ )) قالت لموسى ((إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) شف أيضاً العفة ما جاءت وقالت تعال معي لا حتى ما يكون لشيطان مدخل في قلبها ولا قلبك يا موسى على طول بينت له السبب أبوي اللي يبغاك ماهو أنا وبعدين أبي دعاك لعلة لا تخاف أبوي يريد أن يكافئك حتى ما ينشغل موسى يقول ماذا يريد مني عسى ماغلطت على بناته عسى ما نقلوا إليه كلاماً غريبا ((إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) قال الله ((فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ)) بدأ يسولف مع موسى أنت يا موسى إيش قصتك ومن أنت ولده وين جاي أنت جديد علينا إيش اللي طلعك من مصر بدأ موسى يقص عليه القصص فلما سمع الشيخ الكبير ذلك قال (( قَالَ لا تَخَفْ)) خلاص أنت خايف من فرعون ما يصل إلى هالمكان ولا يعلم عنك أحد (( قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . قالت إحداهما )) وحده من البنتين كأنها تقول الحمد لله اللي جاب لنا واحد يرعى الغنم بدالنا , ((قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ )) طيب الشايب هذا لما البنت اقترحت هل التفت إليها وقال أنتي من قال لك تتكلمين أنتي وش دخلك رجال يتكلمون خليك ساكتة هه ولا كلمة أطلعي برا هل قال ها الكلام ؟ لا , كانوا يحترمون عيالهم كانوا يربون تربية حسنة ما يحطمون الولد والبنت لين يصبح كأنه جدار إذا قعد عند أبيه و أمه لا , يعطونه فرصة يتكلم يبدي رأيه ترى بعض الآباء يمارس إرهاب مع العيال يعني لو أنه عنده ضيوف وعنده ولده أبو خمس سنين أو عشر سنين وأراد يشارك بموضوع ويتكلمون عن حوادث الصلوات قال الولد أبو عشر سنين إيه بابا أنا مرة طالع من المدرسة وشفت حادث تلقى بعض الآباء يقول خلك ساكت بس إذا تكلموا الرجال تسكت فاهم لا ليش يسكت يا أخي إلا يتكلم , استمع إليه يا أخي وقله نعم يا ولدي أوووه ما شاء الله تفاعل معه يا جماعة حنا مشكلتنا أحياناً إذا تكلمنا عن الغربيين الأوربيين والأمريكان نبدأ نقول يا أخي والله جريئين يا أخي والله الواحد ما يخاف من شي الواحد يتكلم قدام أي واحد لأنهم يا أخي ما يهاوشون عيالهم وهم بزران يعطونه فرصة . ينبغي أن نتعامل مع أبنائنا تعامل حسناً , أعط عيالك فرصة أعطهم حتى لو كان رأي غلط ناقشه في هذا الرأي بهدوء أما الأب اللي يقول للبنت أنتي مالك رأي خليك ساكتة وأنت يا ولد إذا تكلموا الرجال خلك ساكت والصغير إذا دخل يقعد عند النعال لا ليش يقعد عند النعال النبي عليه الصلاة والسلام كان يكرم هؤلاء الصغار ويستمع إليهم ويمازحهم وكان عليه الصلاة والسلام يكرم بناته كانت إذا دخلت فاطمة قام إليها وجاء وجلسها مكانه عليه الصلاة والسلام وهو جلس جنبها شوف الاحترام يا أخي . المرأة هذه ما خافت وقالت أخاف أقول لأبي استأجره ويهاوشني أخاف أقوله كذا ويحرجني أخاف , لا , بنت جريئة لأن أباها إنسان ذكي وعاقل وحكيم يتكلم مع بناته ويقبل آرائهن و يناقشهن , لابد يا جماعة أن يكون نتعامل مع أبنائنا بهذا المستوى انتبه لا تكون أنت تحطم عيالك انتبه إذا جلسوا معك عيالك يبدأ الواحد ينتفض والبنت تنتفض وكل كلمة يبغى يقولها يقول أكيد أبوي يبي يهاوشني أكيد أبوي يبي يهزئني أكيد أبوي , ليش تعامل عيالك ها المعاملة يا أخي أكرمهم حتى لو أخطأ عادي يا أخي ولد صغير وقليل التجربة في الحياة ومن الطبيعي أن يخطئ وأنت تريد أن تحاسبه ليكون بعقليتك وأنت أبو ستين و إلا سبعين طبيعي يا أخي تجربته في الحياة وخبرته في الحياة قليلة المرأة هذه تتكلم عند أبيها ((قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ . قال )) الأب جاء إلى ذهنه فكرة أخرى

قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ

(( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ )) أنا بزوجك وحدة من بناتي أنت ما عندك مهر ما عندك فلوس تعطينا طيب إذن ما الحل , الحل تشتغل عندي ثمان سنين وبدل ما نعطيك راتب , الراتب هذا هو مهر البنت (( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ )) وهذا دليل أنه الحج كان معروف عند هم أيضاً (( فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ )) إن زدت كثر الله خيرك (( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ )) شف الأسلوب أيضاً في التعامل مع الخاطب , بعض الناس يتعامل مع اللي بيخطب بنته من برجٍ عاجي هذا يتعامل معه بأبوة يقول ما ودي أتعبك يا ولدي وما أريد أن أشق عليك ((سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ )) إن شاء الله تنبسط إذا ناسبتنا وإذا اشتغلت معنا وتجدني إن شاء الله من الصالحين لن أكون من المفسدين معك ((قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ )) موسى وافق عليه السلام (( أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ )) سواءً ثمان وإلا عشر (( فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ )) طيب من اللي يشهد (( وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)) وأكمل موسى عليه السلام عشر سنين معه .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا التدبر في آياته أسأل الله أن يرزقنا التدبر في آياته أسأل الله أن يرزقنا التدبر في آياته اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم و نعوذ بك ربنا من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم إنا نسألك أن لاتدع من بيننا ولا من أحبابنا مريضاً إلا شفيته اللهم لاتدع من بيننا ولا من أحبابنا مريضاً إلا شفيته ولا عقيماً إلا ذرية صالحة رزقته اللهم لاتدع من بيننا ولا من أحبابنا من يحتاج إلى وضيفة أو دراسة أو سداد دين أو زواج إلا يسرت له ذلك وأعنته عليه يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك عيش السعداء وموت الشهداء والحشر مع الأتقياء ومرافقة الأنبياء ونعوذ بك ربنا من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء اللهم لا إله إلا أنت اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين , اللهم سقيا رحمه لا سقيا عذاب ولا هدم ولا إفساد اللهم انفع بها العباد و البلاد اللهم اجعلها بلاغ للحاضر والباد اللهم اسقنا غيثا مغيثا سحا غدقا طبقا مجلل عاماً غير خاص نافعاً غير ضار اللهم انفع به العباد والبلاد اللهم اجعله بلاغ للحاضر والباد اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا واجعل في ما تنزله علينا عوناً لنا على طاعتك ومتاعاً إلى حين اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك اللهم يا عظيم المن يا كريم الصفح يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من خيرات الأرض يا حي يا قيوم يا رب العالمين اللهم اسقنا اللهم اسقنا غيثا مغيثاً سح غدقاً طبقاً مجلل عاماً غير خاص نافعاً غير ضار يا رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

:: مع الشكر لفريق التفريغ في منتدى الشيخ محمد العريفي

http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=171512