سنتحدث اليوم عن أحد السنن الربانية التي يحتاج إليها كل إنسان.. المؤمن والكافر، وسنبحث عن السعادة وراحة البال عن طريق هذه السنة ، قال رب العالمين: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } (النساء28). الأصل في الإنسان النقصان ويحتاج إلى الكثير ليستطيع العيش في هذه الدنيا، كل إنسان يحتاج إلى مساعدة الله تعالي ولذلك نقول كل يوم سبعة عشر مرة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة 5 ) نحتاج إلى عون الله في كل لحظة في هذه الدنيا. كل شاب يريد عون الله في المذاكرة وفي الجامعة يحتاج الله أن يعينه ليختار صحبة صالحة ويختار عمل حلال و كذلك في الزواج، أحيانا الإنسان يتخذ قرارات خطأ ويعيش بها كل السنوات لذلك فهو يحتاج عون الله. يعيش الإنسان ضعيفا لولا يُرزق العون والسداد والإرشاد. كلما يكبر الإنسان يقول (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، كل لحظة في العمر يحتاج الإنسان إلى عون الله تعالى لذلك إذا أردت العون والتوفيق والسداد والإرشاد عليك أن تفعل سنة اليوم "من أعان الناس أعانه الله ورفع شأنه". إذا أردت أن يرفع الله شأنك و يفرج كربك وينجيك من كل ضيق عليك أن تعين الخلق سواء كانوا على عقيدتك أم ليس على عقيدتك.
هناك بعض الناس إذا وقع في ضيقة يبدأ في عون الناس (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10} وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى{11} إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى{12} وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى{13} فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى{14} لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى{15} الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى{16} وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى{17} الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى{18} وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى{20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى{21} (الليل) هذه الآيات نزلت في أبو بكر الصديق فقد كان رجلا غنيا ووجد الكثير من العبيد الذين يتعذبون من المشركين فقام أبو بكر الصديق بشراء كل العبيد وكان من ضمنهم بلال بن رباح فأخرج سبع رقيات ذهب لكي يعتق سيدنا بلال فحضر والد أبو بكر الصديق وقال له أن يعتق الأقوياء ولكن سيدنا أبو بكر قال له (إني لا أريد إلا وجه الله) فينزل قرآن يتلى إلى يوم القيامة. أي إنسان يسمع هذه الآيات و سوف يرضى . فهذه الآيات لكل إنسان وليس أبو بكر فقط وليس في الأموال فقط.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر عن معسرا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة) فكرب يوم القيامة هي النار والوقوف الطويل يوم القيامة فإذا ساعدت إي إنسان عنده مشكلة يسر الله عليك في الدنيا والآخرة ( ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة وإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) أنت المقصود من هذا الحديث فمن أعان الناس أعانه الله ورفع شأنه فيجب على كل إنسان أن يشكر ( إن الله خلق أكوانا فاختصهم بالنعم لمنافع الناس يقرهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها أخذها منهم وجعلها في أيدي أقواما آخرين).
سنحكي الآن عن أشخاص فعلوا خير ولكن حدثت لهم مشاكل بسبب هذا الخير وهو لا يعرف أنه بسبب هذا رقاه الله في أعلى المقامات، سيدنا موسى كان يعيش وهناك قومين بني إسرائيل من قوم موسى والقبطي فأثناء سير سيدنا موسى في الطريق (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } (القصص 15) القبطي كان يسخر الرجل من بني إسرائيل ويعطيه حمل زيادة لكي يخدم فرعون فاختلفوا مع بعض فاستغاث الرجل من بني إسرائيل بسيدنا موسى وكان سيدنا موسى قوي فوكزه موسى فمات القبطي ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{16} قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ{17} فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ{18} فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ{19} (القصص) فبدأ الناس يتجمعون لكي يقتلوا سيدنا موسى فأرسل الله له رجلا لإنقاذه {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } (القصص20 ) فسبب مساعدة شخص طُرد من بلده {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ } (القصص22 ( {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } (القصص23( فبدأ يفكر هل يساعد السيدات أم لا حتى لا يحدث مشاكل {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } (القصص24) فيقال أنه دخل وسط الرجال لكي يسقي لهما ويقال أنه كان هناك بئر آخر عليه صخرة ضخمة فأزاح الصخرة لكي يشرب الغنم ثم جلس تحت شجرة وقال (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } (القصص24 ) فسمعت البنتان وحكوا لوالدهم {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (القصص25) فقال الأب لسيدنا موسى أن لا يخف (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } (القصص27 ) سيدنا موسى لم يكف عن مساعدة الناس لأنه يعلم أنه الله يراه ويساعده يقول العلماء ( إذا أراد الله شيئا هيأ أسبابه).
قصة الدكتور عبد الفتاح عاشور مع قرية قُرين
لذلك ذهبنا إلى قرية اسمها قُرين لكي نرى الناس المحتاجة فهم ليس عندهم صرف صحي ويحتاجون جامعة ومحطة سكة حديد ومستشفى تأمين صحي لذلك بدأ دكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ التفسير في جامعة الأزهر وأهل الخير بخدمة أهل هذه القرية (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً{5} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً{6} يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً{7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً{11} (الإنسان) لن نتحدث اليوم عن رئيس جمهورية ولا وزير بل على مواطن يريد أن يحلم أن يساعد بلده الشرقية مدينة القرين فكر يساعد البلد فبدأ يذهب للمسئولين لكي يحصل على تصريح بناء جامعة
د. عبد الفتاح عاشور يقول "كلية الدراسات الإسلامية تشمل ثلاث كليات اللغة العربية وكلية الشريعة وكلية أصول الدين، كنت أتمنى أن أصل بهذه المدينة إلى أعلى الدرجات في الحضارة والتقدم والمدنية فهذا الحلم لا يمكن أن يستمر مجرد حلم، فالحلم هو إنشاء فرع لجامعة الأزهر في مدينة القرين ولم يكن الحلم صعب لأنه لم يرى في يوم من الأيام أي أمر صعب لأن الله تعالى يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (العنكبوت69 )" فالله هو الذي يعين العبد فنحن نعمل من خلال قدر الله فبدأ الدكتور يذهب للحكومة لكي يستخرج تصريح وحدة الصرف الصحي التي تخدم عشرات الآلف في قرية قرين والحلم الثالث هو إنشاء مستشفى للتأمين الصحي وتستمر أحلام عبد الفتاح عاشور.
إذا أردت الله أن يوسع رزقك ويهدي قلبك ويعينك على ذكره ابدأ بمساعدة الناس واعرف أنها علامة أن الله سيساعدك. سيدنا عمر بن الخطاب كان يعين الناس فسيدنا أبو طلحة الأنصاري يقول أنه كان يختفي كل يوم بالليل فمشى وراءه فرآه يدخل بيت فدخل البيت فوجد سيدة عجوز فسألها ماذا يفعل هذا الرجل فقال أنه يأتي كل يوم لكي يزيل القاذورات وينظف البيت ثم ينصرف فلام نفسه سيدنا طلحة وقال (ثكلتك أمك يا أبا طلحة أعثرات عمر تتبع). فلا يقول أحد أنه مشغول فسيدنا عمر المسئول عن الفتوحات الإسلامية وليس عنده أي لحظة فراغ كان يعرف أنه لكي يعينه الله يجب أن يعين الخلق.
حوار مع الدكتور شريف عبد العظيم
ضيفنا اليوم هو الدكتور شريف عبد العظيم رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة الخيرية..
أ. مصطفى: أهلا وسهلا بك يا دكتور
الدكتور شريف: أهلا بك، أنا فخور بك وبأعمالك وربنا يتقبل منك
أ. مصطفى: قبل مجيئي إلى الاستوديو كنت في الشارع الذي أسكن فيه ورأيت فضل وخير جمعية رسالة فهم يقومون بتنظيف الشارع ورسم الأرصفة و زرع الشارع وهذا كرم ربنا وعون كل شخص وضع بذرة خير. فنريد أن نعرف قصة جمعية رسالة، هل النواة كانت كبيرة؟
الدكتور شريف: لم يكن هناك نواة أصلا، أنا أستاذ في الهندسة في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية وليس لي علاقة بالعمل الخيري ولم يخطر على بالي أن أكون عضوا في جمعية خيرية أصلا، فالمصادفة حدثت في الجامعة أثناء حديثي مع الطلاب قلت لهم أننا كمجتمع إحساسنا بالصالح العام ضعيف لأنه هناك من الناس من يرمي القاذورات في الشارع و يكتب على الحائط فالناس كانت تشعر أننا لا نملك مصر، ثم جاء بعض الطلاب وقالوا مني أنهم يريدون أن يفعلوا شيئا مفيدا للمجتمع فسألتهم ماذا ستفعلون؟ وبدأنا نفكر سويا واتفقنا أن نعمل نشاط مفيد داخل أسوار الجامعة وكان ذلك في الفصل الدراسي الثاني من سنة 1999. واتفقنا أن إذا أراد شخص أن يعمل شئ مفيد فليأتي وأننا سنبدأ في الصيف. وكان أول لقاء يوم 25 يونيو 1999 و تحمس عدد كبير للفكرة وكان عددنا حوالي ستون فردا واتفقنا أن يكون الاسم (رسالة) فالرسالة أن نساعد الناس والرسالة أن يمكن الشباب أن يفعل شئ عن طريق الطاقة والحماس.
فبدأنا في الكلية وعملنا حملات تبرع بالدم وحملات تجميل الكلية و دورات كمبيوتر مجانا وعملنا صحوة إيجابية وكان هناك أحد أقارب لطالبة قال أنه عنده قطعة أرض ويريد أن يبني عليها مشروع خيري و اقترح أن نأخذ الأرض ونبني المبنى باسم (رسالة) ومن وقتها رسالة تكبر في الأفراد والأنشطة فكل سنة يدخل 70000 متطوع وهناك أنشطة كثيرة كرعاية الأيتام ومساعدة المكفوفين والصم ومحو الأمية وجمع الملابس وجمع الورق والتبرع بالدم وتوصيل المياه والكثير من المشاريع فأنا في حياتي لم أكن أتخيل هذا.
أ. مصطفى: موضوع حلقة اليوم أنه من يعين الناس الله يعينه فأتصور أنك لديك قصص كثيرة فاحكي لنا كيف كان الله معكم؟ وكيف ورأيت في حياتك الشخصية وفي حياة من حولك أن من يتعب تعبه لا يضيع؟
الدكتور شريف: أنا رأيت الكثير من القصص وكلها مردودها {...و َأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَنا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ...ٌ } (المزمل)20 فالذي ستقدمه ستجده عند الله أعظم أجرا فافعل الخير وربنا سيرجع هذا الخير لكم أكبر بكثير، فالآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة والواقع يترجم هذا.
العمل الخيري أن تساعد شخصا آخر فقد رأيت الكثير من القصص فالكثير من يقول "أنا تبرعت بعشرة جنيهات فمرتبي زاد 100 جنيه" وبعضهم يقول أنه هو الوحيد الذي زاد مرتبه في العمل بدون أي سبب وهذا يحدث كثيرا، هناك شخص اتصل بي وسألني عن عنوان (رسالة) في المهندسين فانا أريد أن أتقرب من الله تعالى واتصل بي في اليوم الثاني وقال لي أنه ذهب إلى رسالة وعمل الخير وعندما ذهب إلى البنك في اليوم التالي وجد نفسه ترقى في منصبه ويقول "وقد كنت منذ سنوات طويلة انتظر هذه الترقية".
هناك سيدة بعد الزواج حرمت من الإنجاب لمدة عشر سنوات فذهبت إلى (رسالة) وطلبت أن تدخل في مساعدة المحتاجين فطلبوا منها أن تأخذ شنطة لتوصيلها إلى الناس الفقراء فبعد أن أخذت الشنطة أغمى عليها وقالوا لها أنها حامل. وقالت أنها من لحظة خروجها من باب بيتها أنها تشعر أنها خرجت لوجه الله تعالى فشعرت أنها مع الله ومع الملائكة، فهذا إحساس جميل فهذا درس جميل من الله. وفي أحد الأيام وأنا أحكي هذه القصة في فرع فيصل قال لي شخص أنه سمع هذه القصة قبل ذلك وكنت أنا وزوجتي نسمعها ونقول هل يمكن أن تحدث لنا هذه القصة وبالفعل حدثت لهم.
أ. مصطفى: نريد أن نزيل العقبة بين الشباب وعمل الخير فهناك من الشباب من يدخل في العمل الخيري ثم يخرج مرة أخرى فما الذي يحدث ويجعل هذا الشخص ينقطع؟
الدكتور شريف: هناك الكثير من الأسباب بعضها من أسباب الدنيا كالعمل ودخول الجيش وجميع أسباب الدنيا
أ. مصطفى: هل هناك حاجز نفسي؟
الدكتور شريف: الفتور الطبيعي عند كل إنسان والحل هو دور الإعلام وهو أن يقوم بتحفيز الناس في العمل الخيري فيجب على الإعلام أن تناقش الفطور في العمل الخيري كما تناقش الفطور في العبادات. أيضا الزواج قد يشغل السيدات فالمرأة يجب أن تجعل جزء من وقتها في العمل الخيري.
أ. مصطفى: ما أمنيتك في البلاد التي بها ثورات فالثورات أزاحت الفساد والبلد تحتاج أمان فقل لي نصيحة سريعة
الدكتور شريف: أتمنى أن يتحرر الوطن العربي تشعر الناس أنها تمتلك البلدان وكل إنسان يؤمن ببلده ولذلك فعليه أن ينزل الشارع ويساعد ويجب أن يكون هناك جزء من وقتي ومالي وجهدي لمساعدة البلد.
أ. مصطفى: أنا سعدت بلقائك وللأمام دائما ونريد أن نتكلم في وقت آخر عن تجاربك في العمل الخيري لتحفيز الناس لبناء البلد، وربنا يتقبل.
فقرة الأخبار.. مع الداعية/ عمرو مهران
أ. عمرو: هناك خبر من مجلة (كلمتنا) يقول فيه أريد أن تستفيدوا من تجربتي، فقد ذهب إلى جمعية ويقول أنه تغير كثيرا فقد كان محطم نفسيا وكان يشعر بالفشل وعند مشاكل مع أهله وعنده مشاكل في كليته فهو لا يستطيع التعامل مع الناس والناس تأخذ موقف منه فقد كان منعزل ثم يقول أنه سمع عن جمعية (رسالة) وتطوع في فرز الملابس ولم يكن يستطيع أن يتعامل مع الناس ثم نزل في قوافل فبدأ نظرته للحياة تتغير وبدأ يتعامل مع الناس ثم بدأ في تعليم التلاميذ مادة الرياضيات في جمعية (رسالة) وبعد فترة شعر أنه يريد أن يكلم كل شخص عن عمل الخير لكي يفيد البلد ويفيد الناس فبدأ يكلم الناس وكسر الخوف من الناس فبعد فترة وجد أنه يوثر في الناس جدا وتذكر حديث النبي (إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) فيقول أنه لم يتعدى هذه المرحلة إلا في اليوم الذي قرر فيه مساعدة الناس. كما قال الدكتور شريف أنه عندما يحل مشاكل الناس الله تعالى سيحل مشكلته
الخبر الثاني يتحدث عن إحصائية على موقع psychology today أحضروا عينة من الشباب 50 شاب يقضي الأجازة في السفر والنزهة والجزء الآخر يقضي الأجازة جزء منها في مساعدة الآخرين والوقت الآخر في السفر والنزهة ففعلوا لهم تحليل نفسي واختبارات شخصية فاكتشفوا أن الشباب الذي يقومون بقضاء الأجازة في خدمة الناس أن الضغط العصبي والضغط الزهني عندهم أقل بكثير من الشباب الذي يقومون بقضاء الأجازة في النزهة فقط وأيضا اكتشفوا أن الشباب الذين يساعدون الناس عندهم قدرة والعزيمة وإرادة على الرجوع على الدراسة أقوي بكثير من الشباب الآخرين. وذلك بسبب أنهم خرجوا من حياتهم ورأوا حياة ناس آخرين فرضوا بحالهم وهناك محلل من وجد أن نسبة الوفيات في الناس التي تعمل للآخرين أقل 40% من الناس التي تعيش لنفسها.
الخبر الثالث على MBC.net يقول أنه هناك لاعب ياباني نذر كل أرباحه لمتضررين في تسونامي فقد كان لمدة ثلاث سنوات أرباحه كل سنة تكون مليون و200 ألف دولار لمدة ثلاث سنوات فقال أنه سيتبرع في هذا العام بالمبلغ فقالوا له لماذا؟ فقال لأن منافسته كانت تظل ثلاث سنوات بنفس الأرباح ولكنها في العام الماضي قررت أنها ستتبرع بكل دخلها فتضاعف دخلها في العام التالي فيقول أنه مؤمن أنا إذا قام الشخص بمساعدة آخرين سيمد بقوة فالناس ستستفيد وهو سيزيد دخله . الدكتور عمرو خالد قال الذي سيعيش لنفسه سيعيش صغيرا ويموت صغيرا والذي يعيش للناس سيعيش كبيرا ويموت كبيرا لأنه عمره يحسب بأعمار الناس الذي خدمهم
خاطرة أخيرة
أيام الثورة رأينا إعانة الله التي تنزل على جميع الثائرين فإذا كان شخص يشعر بالجوع يجد بقية الناس تشعر به ويقدمون الأكل ويوم معركة الجمل رأينا أشخاصا تخرج لكي تنقذ آخرين لذلك عون الله طبيعي أن ينزل على الثائرين يقول صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) من ساعدت؟ هل مالك لنفسك؟ هل أنت مثل أبو بكر الصديق الذي نفذ نقوده ثلاث مرات في سبيل مساعدة النبي في الهجرة وفي تحرير العبيد وفي الغزوة الذي قال فيها النبي "من يتبرع" فأحضر كل نقوده وقال " أبقيت الله ورسوله" لدرجة أن في كتب السيرة تحكي أن أبو بكر الصديق كان يجلس بجانب النبي وكان ثيابه متقطعة فنزل جبريل يقول: (إن الله يقرأك السلام ويقرئ أبا بكر السلام ويقول إني راض عنك فهل أنت راض عني) فيبكي أبو بكر الصديق.
كنت أمشي في الشارع قديما أرى صورة رجل على السيارات وفي المحلات هذا الرجل اسمه تشيشيفارا أرجنتيني شيوعي مركسي فسنة الله تجري على الجميع سواء كان مؤمن أو كافر فشهرة هذا الرجل بسبب أنه كان مناضل أرجنتيني رأى الظلم في أمريكا الجنوبية فذهب يساعد الدول المحتلة لكي تطرد المحتل فاستمر سنين طويلة في النضال لدفع الظلم فرفع الله شانه في الدنيا بالرغم من أنه من الممكن أن يكون لا يؤمن بالآخرة ولكن بسبب أنه تعب في الدنيا وأعان الناس أعانه الله فإن كان من أهل الإيمان أعانه الله دنيا وآخرة وإن كان ليس من أهل الإيمان رفع الله شأنه في الدنيا وحسابه عند الله في الآخرة يوم القيامة.
يقول الله تعالى: إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{27} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{28} (المعارج) فساعد ولا تكن هلوعا إن عطاء الله يقول "اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبا ومن حضرته قريبا " فاخرج البخل في الوقت والجهد والمال.
الواجب العملي
للقيام بالواجب العملي اضغط هنا
http://www.mustafahosny.com/article.php?cat_id=151
قام بتحريرها: قافلة التفريغ والإعداد بدار الترجمةDaraltarjama.com© جميع حقوق النشر محفوظةيمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخرى فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقعللاستعلام: management@daraltarjama.com
http://mustafahosny.com/article.php?id=1349