إن أبرز النقاط التي يجب التوقف عندها في الأحداث الحالية هي العند: فالعند خسارة لكل الأطراف،
أما المواطن المصري عليه أن يتوجه بالدعاء لله في كل صلاة بنبذ الفتنة والفرقة لكي يرفع الله هذه الغمة.
والدماء لها حرمة عظيمة في الإسلام فنجد الدماء في الاسلام رخيصة وغالية:
• رخيصة في سبيل الله والقيم والمقدسات ورفعة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
• وغالية جداً إذا أُزهقت بغير وجه حق يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :" لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ اجْتَمَعُوا فِي قَتْلِ مُسْلِمٍ، لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ ". ولم يفرق الله عز وجل ولا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بين دم المسلم والمسيحي " من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة".
كلمة للشباب المشاركين في مليونية غداً أن يراجع كل منهم نيته فالنية السليمة تستجلب عون الرحمن والنزول لإثبات الكثرة نية فاسدة يقول الله عز وجل :" قَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ" ﴿التوبة:٢٥﴾ .انزل بنية ما تعتقد أنه الحق وتريد نصرته.
ومن واقعية الخطاب الديني نجد فيه أن الله عز وجل والرسول يقدر ويعلم لحظات الإحباط التي تمر على الناس وأوقات الفتن فقد مر على الرسول صلى الله عليه وسلم وأشرف الأقوام -صحابة رسول الله- فتن وإحباطات كما حدث لهم في غزوة تبوك عندما كان جيش المسلمين حوالي 30 ألف وجيش الرومان 400 ألف جندي فيقول الله عز وجل:" لَّقَد تَّابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿التوبة:١١٧﴾".
والهزة في قلوب المؤمنين ليست ضعفاً ولا يجب أن يقينك في الله عز وجل بل يجب أن تتعامل مع الإحباط كما تعامل معه سيد الخلق فبعد تجديد النية كان النبي يقوم بالآتي:
أولاً: كان رسول الله يعمل علي اسكات الألسنة المتسرعة: وذلك لعدم نقل الإحساس بالإحباط لمرحلة اليأس
" اذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ "﴿النور:15﴾. ويقول رسول الله "كفى بالمرء كذباً من يحدّث بكل ما سمع".
ثانياً : كان دائما ما يلفت نظر الجموع للتدبير الرباني: فأصحاب العقيدة يعلمون أن الله يدبر الأمر من السماء للأرض " وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرهمْ وَعِنْد اللَّه مَكْرهمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرهمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال"(ابراهيم:46). فمهما كان من يمكر ويريد بنا السوء فهناك رب يدبر الأمر وهذه البلد وصية سيدنا محمد وفي عين الرحمن.
ثالثاً: رد الأمور الى المتخصصين: فكثرة المفتيين فيما لا يعلمون هي الجريمة والأكبر من ذلك هو الاستماع لقول الله تعالى: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"(النساء :83).
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2157