تمر بنا في هذه الأيام مواسم طاعة وحب وتقرب إلى الله، والناس في هذه المواسم ينقسمون صنفان:-
• أقصى اليمين وهم من يعبد هذا الموسم لا رب الموسم.
• أقصى اليسار وهو من يمر عليه الموسم ولا يتأثر بعبادة ولا حتى يتقرب بطاعة لخالقه.
والمؤمن ليس كذلك فهو وسطٌ بين هذان، معتدل في عبادته وطاعته، فلأن الإنسان سُمي بذلك لكثرة نسيانه شرع الله لنا هذه المواسم لماذا؟؟؟
1- إنها نفحة من الله لنتذكر فيها حلاوة الطاعة، ولذة القرب من الله تعالى في هذه الأيام التي قال فيها المصطفى (صل الله عليه وسلم)" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قال رجل: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء". حديث صحيح
2- لنفهم ما هي أصلُ العلاقة بين العبد وربه فهذه العلاقة مبنية على الحب والعطاء.
3- هي بدايةٌ للمقطوعين عن الله لمن حاد عن طريق الله وصار في طرق المعاصي والشهوات والانشغال بالدنيا عن الله، وتجديد للعهد مع الله لمن تشغله الدنيا أحيانا ولكن علاقته بربه يحاول ألا تكون قليلة.
إذا كنت في بيت الله فلا ترجع كما ذهبت:-
للحج مقاصد : منها إسقاط الفريضة، والمغفرة من الذنوب، ومقصد الحج الأعظم هو القصد والتوجه فإنك بحجك نويت أن تكون أيام حجك في علاقة مع الله وخلوة معه وعلاقتك بربك كلها استسلام لله، حتى تخرج من حجك بعين ترى الله في كل تعاملاتك، قلب يرى الله في كل شئ.
إنا خلفنا في المدينة أقواماً:-
هذه كلمات النبي فيمن حبسهم العذر عن الخروج لغزوة تبوك " إنا خلفنا في المدينة أقواماً، ما سلكتم وادياً ولا قطعتم شعباً إلا شاركوكم في الأجر حبسهم العذر"، وهذه المعاني لنا لمن حُرم الحج هذا العام ولم ييُسر له الحج، ماذا أفعل؟؟؟
1- صيام التسع الأوائل من ذي الحجة تقرباً من الله، فالنفس البشريه كلما ابتعدت بها عن الملذات تسمو وترتقى لعبادة أفضل وطريق أقوم.
2- الإكثارُ من الذكر والتهليل والتحميد والتكبير، فقد كان الصحابة يهلهون ويكبرون في الأسواق في هذه الأيام.
3- الدعاء عن أبي موسى الأشعري قال هذه الأيام المعلومات التسع التي ذكر الله في القرآن لا يرد فيهن الدعاء" حسنه الألباني، وليكن دعائك في هذه الأيام دعاء السلف الصالح:"اللهم خذني إليك مني، وارزقني الفناء عني، ولا تجعلني مشغولاً بنفسي محجوباً بحسي، واكشفني عن كل سرٍ مكتوم يا حي يا قيوم".
4- ابتعد في هذه الأيام عن كل ما يغضبك وتشبه بحجيج الله كي تنال ثوابهم وأجرهم، وليكن فينا قوله (صل الله عليه وسلم) حبسهم العذر.
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2128