في كل العصور الإسلامية التي اتسمت بالازدهار كان هناك دور رئيسي للمُربي، والمُربي قد يكون شيخ وقد يكون إنسان عنده خبرة في الحياة، يرجع له الآخرون في أمورهم ويستلهمون منه تفاصيل حياته، مثل كيفية التعامل مع النفس ومع الغير، والطبيعي أن يكون لدى كل منّا مُربي، لكن الواقع يقول أننا نفتقد هذا المُربي في حياتنا، وبسبب سرعة الحياة أصبح القليل منّا من يواظب على الحضور تحت قدم المُربي. والحل بالرجوع إلى هدي المُربي الأعظم ونستلهم من السيرة النبوية كل أمورنا، ومنها علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بأصدقائه وأبنائه وزوجه أو زوجته وغيرها.
علاقة الإنسان بربه: عندما نستلهم من السيرة النبوية سنجد أن محمد صلى الله عليه وسلم قد بنى علاقتنا بربنا على "أن تعبُدَ اللهَ كأنَّك ترَاه" أي كأنك تسير في الدنيا ترى الله معاك في كل لحظة وكل تصرف وموقف تتعرض له وذلك عن طريق:
1- المشاهدة وفهم الرسائل الربانية: شاهد دائمًا ظهور الله لك في حياتك، استمع لما يقوله الناس لك، فسر المواقف والصعاب على أنها إرادة الله لك، فالعاقل من قال ماذا سيفعل الله بي والغافل من قال ماذا سأفعل، ففهم حكمة ربنا يغنيك عن المُربي إذا لم تجده.
2- الديمومة في الفعل: أحب الأعمال أدومها وإن قل، فاجعل عملك مستمرًا ولا تقطعه وإن قل. ماذا إذا أخطأ الإنسان؟ مهما أخطأت فالله يحب أن يرى فيك الأمل، فمن عرف ربه استصغر جنب كرمه ذنبه، وهناك نوعان من الخطأ :-
خطأ مُتعمد: اجعل أملك في الله مستمر وأكمل الطريق "واتَّبِعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمْحُها".
خطأ غير مقصود: اقبل بشريتك وحافظ على الأمل وأكمل الطريق "من نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليصلِّها إذا ذَكرَها".
النبي الصديق: لمّا تتأمل سيرة النبي تجد عنده كمال اللطف وكمال القيومية. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وعليه دَيْنٌ ولم يترك وفاءً فعلينا قضاؤُه ، ومن ترك مالًا فلورثتِه". وكان صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة مخافة السأمة عليهم.
النبي الأب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش بمبدأ الحب يُولد الحب، وكان يزرع الحب في أبناءه؛ لكي يكبروا فينقلوا لأبناءهم هذا الحب، فكان النبي يُقبّل السيدة فاطمة بين عينيها كلما رأها ولم يترك هذه العادة إلا على فراش الموت.
النبي الزوج: كان دائمًا فوق المتوقع، من رواية هشام بن عروة عن أبيه قُلتُ لعائشة: ما كان رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم – يعملُ في بيتِه؟ قالت: "كان يخيطُ ثوبَه، ويخصفُ نعلَه، ويعملُ ما يعملُ الرجالُ في بيوتِهم".
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2114