قبل بدء استكمال الحديث عن سيدنا عمر، نُلخص الدروس المستفادة التي تعلمت منها أنا شخصيا من سيدنا عمر، أولا أن المسلم يستطيع القيام بكل شيء وكلٌ في تخصصه، أي أن المسلم لا يكون قائما فقط في المسجد، وكيف يكون الأب، والزوج، والحاكم، وأدركت ما قاله العقاد عن سيدنا عمر حينما قال: "إنه رجل انتصر في ميدان الحياة"، فالدنيا أول سُلم؛ لكي نصل به إلى الآخرة. تعلمتُ أن هناك تفاصيل يجب أن يشارك فيها الحاكم وتعلمت كيف يكون الرئيس، رئيس خادم للشعب.
مشاهد منها العبر
● أن الكرسي يُغير الأشخاص، وكان سيدنا عمر يخاف على قلبه من ذلك؛ لذلك كان يوجد حوله مُستشارين صالحين وأقصد بصالحين أنهم لا يقوموا بالتصفيق له، إنما يقوموا بنقده وتوجيهه للأصلح؛ لذلك كان سيدنا عمر لا يستند على علمه وثقافته وعمله، إنما كان يستند على هؤلاء الصالحين.
● الإتزان في سيدنا عمر في كل أمور الحياة، فكان يعمل على خدمة حاجات الناس في النهار ويسهر في الليل لعبادة الله، فكان رضي الله عنه الحاكم العابد الذي يطلب العون من الله عز وجل ويخدم رعيّته.
● وضع سيدنا عمر معيار لكل من سيخلف الحُكم من بعده، وكان ذلك من خلال وضع القوانين وبدء تطبيقها على نفسه أولا.
البرنامج الانتخابي لسيدنا عمر
كان سيدنا عمر يُعد رعيته بما يستطيع القيام به وتنفيذه؛ لذلك كان يتكلم عن ما في باطنه، ولكن هناك جزء لا يعمله إلا الله، أي أنك لا تستطيع أن تعرف إذا كان مُرشح ما سيقوم بتنفيذ ما يقوله في برنامجه أم لا؛ لذلك يجب علينا كناخبين أن ننظر لتاريخ كل المرشحين. أشعر بأنني متوتر لأنه في اعتقادي أن هذه لحظة سنُسأل عنها يوم القيامة أمام الله عز وجل؛ لذلك يتوجب على كل فرد أن يعرف من سيختار ولماذا، لأن الفترة القادمة سيُبنى عليها آمال الأجيال القادمة وهي إما مرحلة رافعة لمصر أو عكس ذلك. أقول لكل من يقوم بشراء الأصوات سواء بشيء مادي أو معنوي، أنك بهذا الفعل تتبرأ من عون الله وبهذا يعرض الله عنك. أنصح كل من يقوم باختيار مرشحه أن يسأل نفسه، لماذا اخرت هذا المرشح، هل لأنه سيقوم بتقديم خدمات معينة لطائفة ما أم لأنه سيخدم جميع طوائف الشعب المصري.
مواصفات الرئيس القادم
قررت الانتخاب بناء على سمعته، ومدى خدمته للوطن والناس والشعب، وبناء على موقفه من الثورة، بالإضافة إلى ماضيه، فكما قال سيدنا عليّ رضي الله عنه "إذا أردت أن تعلم ما سيكون فانظر لما كان، فإن الأمور اشتباه".