نتعرف اليوم على تجربة سيدنا عمر ابن الخطاب
يقول العلماء أن من لا تاريخ له ليس له القدرة على فهم الحاضر والمستقبل، وأكثر ما نحتاج إليه الآن هو رؤية وتجربة واضحة نأخذ منها معايير واضحة، الفترة القادمة نحتاج إلى ما نستهدي به ونتفق عليه حتى لا يحدث تنازع.
لماذا عمر بن الخطاب؟
عندما حدثت الثورة نادينا "بعيش، حرية، عدالة اجتماعية"، وهو كان الرمز الأكبر لتحقيق العدالة فى المجتمع، فقد كان لدية القدرة على التعايش، وبناء أمة تصنع جيل التمكين، وكان لدية التوازن بين النجاح فى الدنيا والآخرة وبهذا حقق التمكين في الامة.
وحال الفترة التي حكم فيها سيدنا عمر هو حال شبيه بما نحن فيه الآن، فقد حكم في فترة انتقالية، فبعد وفاة سيدنا محمد حدث ارتباك في المجتمع لبعض الذين لم يصدقوا فكرة وفاة سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم، وجيش المسلمين كان منهك بسبب حروب الردة، ونحن الآن نحتاج إلى معايير للرئيس القادم وللشعب، وهذا ما تدور حوله التجربة العمرية اسبوعياً.
شخصية سيدنا عمر بن الخطاب:
فهو يجمع بين أقصى درجات الحزم وبين لفتات إنسانية راقية، حيث كان عنده قوة في غير عنف ولين بغير ضعف، وكانت شخصية سيدنا عمر بن الخطاب مبهرة، وكانت مسيطرة على ذهن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وكان النبي يحلم به، وكان الصحابة منبهرين بطبيعته وفهمه العميق للدين، حتى قال سيدنا علي بن ابي طالب أنه يحب أن يلقى الله بعمل سيدنا عمر الخطاب. وتحتاج الأمة الآن إلى فهم للدنيا والدين كفهم سيدنا عمر، وكان عنده فراسة، فكان يقترح على رسول الله أمور ويسأل اسئلة فكان ينزل القرآن مؤيدا لكلامه أو مجيبا على سؤاله.
أول خطبة، أول قرار لسيدنا عمر بن الخطاب:
كانت خطبة سيدنا عمر تبدأ بطمئنة المسلمين لأنهم كانوا قلقين من شدته إذا حكم، وتحدث عن حقوق المسلمين في أموالهم بشفافية، وطمئنهم على أمنهم، ووعدهم بالشدة على كل من يظلم ويعتدي على المسلمين، ووعدهم بأن يكون أب حنون على المسلمين وعلى أبناء المجاهدين الذين يخرجون فى الغزوات، وأنه سيتعامل مع جميع التفاصيل بنفسه حتى لا ينعزل عن أحوال المسلمين، وختم خطبته الأولى للمسلمين بقوله "تزينوا للقاء الله"، وأن كل مسلم حاله بينه وبين ربه، وليس لأحد حق أن يزكي نفسه على أحد، فقد قاد الأمة رغم شدته إلى السعة وقبول الآخر والعدالة.