اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن... اعلن عداوتك للشيطان اليوم وخذ خطوة، تب اليوم عن ذنب سبب في حجابك عن الله وعش بنية استكبار الذنب وعدم استصغاره
--------------------------
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، في عمل من أعمال الحج ينقل فيه الله معنى داخل قلوبنا بفعل كي تشعر به أكثر، وهذا من أجل عندما تعبر عن معنى بفعل يرسخ أكثر داخل قلبك.
رمي الجمرات
رمي الجمرات وهو نسك من مناسك الحج، لماذا يقوم الحجاج برمي تلك الجمرات؟ وعلى من؟ ولماذا جعله الله نسك من مناسك الحج؟ يبدأ الحجاج في التوجه إلى ثلاث حوائط يطلق عليهم "الشواهد" الكبرى والوسطى والصغرى ويرمون كل حائط من الحوائط بسبع جمرات. السنة في رمي الجمرة الصغيرة التي لا تتجاوز حجمها حجم عقلة الإصبع أن لا تقذفها بقوة حتى لا تُصدم أحد، بل تقذفها ولكن بحزم، ومدلول هذه الحركة أنك تُعلن عداوتك للشيطان للسبع مرات، وذلك كي تستشعرها. الشيطان حربه لن تنتهي الذي حقد على سيدنا آدم وعلى أبنائه إلى يوم القيامة، وكرس حياته هو وذريته للتنكيد علينا في الدنيا والآخرة، ولكن لن يحدث بعون الله ومغفرته "إِ ِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا.." فاطر 6.
ماذا أفعل؟
ماذا أفعل كي أخذ الثواب؟ وأيضاً أشعر بشعور العداوة بيني وبين الشيطان؟ أولاً كان هناك دعاء يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الجزء الأخير من التشهد "اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيـــا والممات وفتنة المسيخ الدجال" وفتنة المحيا هو الشيطان.
عش بأول مبدأ "اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن" حديث صحيح، فالسيئة بواحدة والحسنة بعشرة.
المبدأ الثاني، أعلن عداوتك للشيطان اليوم وخذ خطوة، تب اليوم عن ذنب سبب في حجابك عن الله، ترك صلاة الفجر من الكبائر لأنها من الفروض، اذهب الآن وصالح أخوك الذي تخاصمت معه، قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا".
المبدأ الثالث وهو شئ نفسي ومهم جداً، عش بنية استكبار الذنب وعدم استصغاره، فالشيطان يضحك على كل فرد يقول "ده ذنب صغير في ناس غيري بتعمل أكتر من كده!" فاحذر أن تستصغر ذنب في جنب الرحمن، وهذه لعبة الشيطان فاليوم يصغر لك الصغائر، غداً يُصغر لك الكبائر. استعذ بالله من الشيطان الرجيم، قال المولى عز وجل "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" فصلت 36، حينها يضعفُ كيد الشيطان لأنه مُواجه بقدرة وقوة الله الذي استعنت به على الشيطان.
ولا تنسى أن تقول "..يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا" النساء 73.
=====================================
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=1754