بعد النزول من عرفة يتوجه الحجاج إلى مزدلفة قلوبهم تغمرهم الفرحة برضا الله جل عليهم،، وأنت في بيتك قم بعمل يكسر الكبر بداخلك، قم بعمل أنت غير معتاد عليه... اكسر الكبر الذي لا يجعل الشخص يعتذر وهو على خطأ، ما أكثر احتياجنا لمزدلفة
--------------------------------------
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اليوم ونحن نتكلم مع بعض عن منسك من مناسك الحج، نقول أنت تستطيع أخذ الثواب بالنية الصالحة، وبأفعال تشبه أفعال الحجاج. اليوم نحن مع عمل من الأعمال يقوم به كل الحجاج في وقت واحد، وهذا العمل يكسر الكبر في الإنسان، والله سبحانه وتعالى لا يحب أن يرى أي كبر بداخلنا، وأسوء كبر قد يصل لقلب إنسان هو التكبر بسبب أنه قام بعمل صالح الله عز وجل هو الذي أفاض به عليه، فأين التوحيد لله عز وجل الذي أجرى هذا العمل على جوارحي كرماً وفضلاً منه؟!
مزدلفة
بعد النزول من عرفة يتوجه الحجاج إلى مزدلفة "..َإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ.." البقرة 198، وأثناء توجهم إلى هناك ينزلون من عرفة وهم في عرق شديد وهم بلبس الإحرام منذ يومين ولكن قلوبهم تغمرهم الفرحة برضا الله جل عليهم جل في علاه. أحزر هنا أن يقول لك الشيطان "أنت مش أي حد أو أنت المغفور له"، ويصبح هنا خيارين، إما أن يزداد الإنسان استكانا وتواضعاً أو أشعر أنه مدام غفر لي لا أهتم بالعبادات أو اغتاب أحد، ولذلك أمرنا عندما نصل إلى مزدلفة أن ننام على الأرض حتى الفجر، وشاهد قصص التواضع الجميلة، شباب ينامون على أرض الله ويفترشونها، وهذا ليس فعل من الله كي يذلنا، لا، بل أمرنا الله بها كي تأثر على أنفسنا في الداخل إذا استشعرنا زهو المغفرة.
ماذا أفعل في بيتي؟
قم بعمل يكسر الكبر بداخلك، قم بعمل أنت غير معتاد عليه. أتتذكرون الشيخ الشعرواي حينما حكوا عنه أنه عندما قامت الناس برفع السيارة التي كانت تستقله، ذهب وبدأ في مسح دورات مياه المساجد؟ كان رحمه الله يفهم ماذا يقوم، فلقد جعل الله له قبول عند الخلق، وإن شاء الله يكون له قبول عند الخالق، فلم يقل "أنا"، بل قال "أنت وأنا العبد". انزل الشارع ونظف أمام بيتك أمام الجميع، نظف كي تعيش الناس في نظافة وأنت من سيقوم بهذا ليس مُنظف المنطقة التي تسكنها. انزل وخذ معك قميص وأعطيه لشخص فقير وأنت يدك في يده، وأثناء سلامك عليه قل له"ممكن تقبل مني الهدية البسيطة دي؟" اُعبر بشخص فقير الشارع وأنت تحتضنه، كن بسيط وتواضع لله وانكسر بين يديه بفعل أنت غير معتاد عليه. مزدلفة ليست يوم، بل منهج حياة. قال ابن القيم " في النفس داعية الإلوهية، فرعون قدر فأظهر وغيره عجز فأضمر" اكسر الكبر الذي لا يجعل الشخص يعتذر وهو على خطأ، اكسر الكبر الذي يجعل الشخص لا يقبل النصيحة. ما أكثر احتياجنا لمزدلفة؟ ولو قمت بهذا إن شاء المولى يعطيك الأجر ويهبك روحنياته.
وقل معي من قلبك "..يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا" النساء 73.
=====================================
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=1753