بسطت الخلافة العثمانية سلطانها على نصف أوربا ، والدول العربية حتى حدود المغرب لتضم 30 دولة،وبعد لجوء يهود الأندلس إلى أرض الخلافة بإيعاز من روكسلان اليهودية زوجة سليمان القانوني بدأت تتغلغل جماعات يهود الدونمة في أرجاء الدولة وكانت سببا في تقويض الخلافة فيما بعد.
--------------------------------------------------
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرّحيم إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله
أمّا بعد :
فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللّقاء المبارك و نسأل الله عزّ و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين مع الحلقة الثّلاثين من خطّ الزّمن و ما زلنا مع قصّة فلسطين
في الحلقة الفائتة شفنا تحول فلسطين من حكم مملوكي إلى حكم عثماني شفنا ظهور الدولة العثمانية العملاقة شفنا تحوّل الدّولة العثمانية إلى الخلافة العثمانية سيطرة الدولة أو الخلافة العثمانية على 20 مليون كيلو متر مربع نصف مساحة أوربا تقريباً رومانيا ألبانيا بلغاريا الصرب كرواتيا الجبل الأسود اليونان ألبانيا بالإضافة إلى الأناضول : تركيا الآن و كل بلاد الشام بما فيها سوريا و لبنان و فلسطين مناطق الحجاز مناطق اليمن مناطق الخليج العربي العراق بكاملها مصر بكاملها ليبيا بكاملها أجزاء كبيرة من السودان تونس و الجزائر , دولة عملاقة مهولة تضم بين طياتها أكثر من 30 دولة معاصرة من زماننا الآن.
الدولة العثمانية طبعاً بلغت أفضل فتراتها و أقوى عهودها في عهد سليم الأول و في عهد ابنه سليمان القانوني أو سليمان الأول , بعد هذه الفترة حصل نوع من السقوط أو التدهور في الدّولة العثمانية عندما تولى الأمور سليم الثاني بإيعاز من روكسلند الزوجة الروسية اليهودية التي تزوجها سليمان الأول أو سليمان القانوني , الدّولة العثمانية مع ذلك مع بداية الضعف إلا أنّ هذا الضعف لم يكن ضعفاً كاملاً بل كان ضعفاً فقط عن قوة التوسع لكن ظلت تمتلك كل الأملاك التي كانت في حوزتها بمعنى ان الدولة العثمانية نقدر نسمي زمن القوة فيها حوالي 200 سنة متصلة و زمن التوقف هذا 200 سنة ثانية او بالظبط 197 سنة من974هـ عندما توفي سليمان القانوني الموافق 1567 م إلى سنة 1171 هـ الموافق 1757 م أي200 سنة عهد توقف عن التوسع لكنه برده عهد قوة و سيطرة على معظم البقاع التي تملكها الدّولة العثمانية بل إنها في ذلك الوقت كانت تقاتل في خمس جبهات متصلة يا أخواني و يا أخواتي :
- كانت تقاتل في الجبهة الغربية ملوك المجر و مولك النمسا و صربيا و بلغاريا و من ورائهم أحياناً فرنسا و و من ورائهم أحياناً الكنيسة الكاثوليكية في روما
- كانت تقاتل في الجبهة الشماية الدولة الروسية التي كانت تحاول أن تغير على التتر المسلمين , طبعاً دولة التتر تحولت بعد ذلك إلى دولة إسلاميّة و كانت تغير عليها روسيا الأرثوذكسية النصرانية و كانت الدولة العثمانية تدافع عن التتر المسلمين ضدّ الدولة الروسية الكبرى .
- في ذلك الوقت كانت في الجبهة الجنوبية تحارب البرتغاليين أصحاب أقوى أسطول في ذلك الوقت بحري
- كانت تقاتل في ذلك الوقت في جبهة البحر الأبيض المتوسط الأسبان الّذين أخرجوا المسلمين من الأندلس كانوا أحياناً يهاجمون سواحل المغرب غير التابعة للدولة و مع ذلك كانت ترسل الأساطيل الإسلامية لنجدة المسلمين في المغرب
- و كانت تقاتل أيضاً في الجبهة الشرقية دولة الصفويين الشيعية المتعاونة صراحة كما ذكرنا مع البرتغاليين الصليبيين.
في هذه فترة التي هي التوقف عن التوسع أو فترة بداية الضعف و التي هي 200 سنة من أخطر العلامات التي ظهرت فيها هو ظهور يهود الدونمة .
و من يهود الدونمة قلنا أن اليهود طردوا من أوربا كلها طردوا من إسبانيا طردوا من فرنسا طردوا من انكلترا و توجهوا إلى الدولة العثمانية و عاشوا في كنف الدولة العثمانية و تمركزوا في مدينة سلونيك و مدينة سلونيك مدينة عثمانية موجودة في دولة اليونان عاشوا فيها فترة من الزمن 1035 هـ الموافق 1630 م ولد رجل اسمه سابتاي تاشفي أو تزفي و هو يهودي عنده طموح كبير جداً و عندما كبر و أصبح عنده 22 سنة ادعى انه المسيح المنتظر و بدء يتجمع حوله بعض اليهود و بعض النصارى طبعاً ظهر زيفه عند الكثير اتبع أمره و بدأ يلف العالم و داخل الدولة العثمانية و الدولة العثمانية عندها مساحة كبيرة من الحرية و في نفس الوقت هي دولة قوية جدّاً لا تتأثر بمثل هذه الحركات زار فلسطين زار ازمير زار مصر لف لفة كبيرة في العالم الإسلامي و العالم الأوربي بل و عمل في سنة 1076 هـ الموافق 1666 م مؤتمر في أزمير و حضره أعداد كبيرة من اليهود و قسم العالم إلى 38 جزء و وزع هذه الأجزاء على اليهود الموجودين و قال أنّ كل واحد فيكم سيكون ملك على منطقة من هذه المناطق المناطق المسيح المنتظر كما يقولون .
و ظهرت الجرأة الأكبر من ذلك مظاهرات في تركيا لإعطائه نصيبه من الملك المزعوم و طبعاً عاملوه كأنه مجنون لكنه بدأ يتكلم بشكل واقعي و يحزّب الناس على هذا الأمر و تم القبض عليه و حكم عليه بالإعدام و هو في هذه الفترة قبل أن يقام عليه الحكم أعلن أنه قد ترك اليهودية و اعتنق الإسلام و بهذا الأمر حفظ دمه و لم يقام عليه حد الخروج على الدولة والاضطرابات و الفتنة و بقي مسلماً في الظاهر و أوعز إلى أصحابه أن يتركوا اليهودية و أن ينضموا للإسلام و أن يتغلغلوا في قيادات الدولة العثمانية في مختلف الأماكن على أنهم من المسلمين و هم من اليهود و فعلوا نفس الذي فعلوه قبل ذلك في أوربا عندما أجبرهم فليب الأول فتنصروا و دخلوا في الكنيسة المسيحية أو الكنيسة الكاثولوكية في أوربا , عملوا نفس الشيء في الدولة العثمانية و أظهروا الإسلام و أبطنوا اليهودية في داخلهم و كونوا حركة الدونمة .
حركة كلمة الدونمة تعني الرّدة تركوا اليهودية و اعتنقوا الإسلام في ظاهر الأمر طبعاً و بدؤوا يتغلغلوا في قيادات الجيش و في أماكن أخرى مختلفة بل و دخلوا في حزب الاتحاد و الترقي الذي سنعرف عنه بعض التفصيلات بعد قليل , مع كل المشاكل التي حصلت في الدولة العثمانية في زمن الضعف أو التوقف عن التوسع إلا أنها كان لها فتوحات فتحت في هذه الفترة قبرص و ضمتها للدولة الإسلامية فتحت جورجيا فتحت داغستان و فتحت الشيشان البحر الأبيض المتوسط و فتحت أرمينيا و كل ذلك كان في زمن التوقف عن التوسع .
لكن بعد ذلك دخلنا في زمن التراجع يبتدأ من 1171 هـ 1327 هـ الموافق 1757 م إلى 1924 م تقريباً 156 سنة الزمن اللي هو زمن الضعف اللي للأسف الشديد نحنا نعرف تفصيلاته كلها و ما نعرف أي شيء عن تاريخ الفتوحات العظيمة التي قامت بها هذه الدولة في تاريخ المسلمين .
بعض الملاحظات على هذه الفترة :
فترة الضعف الحقيقي في تاريخ الدولة العثمانية التي هي آخر 156 سنة من عمر الدولة العثمانية الّذي تجاوز 6 قرون متصلة خلال هذه الفترة وصلت أوربا درجة عالية من التقدم العلمي هذا الكلام يوافق القرن الثامن عشر و القرن التاسع عشر الميلادي التي هي فترة الحركة أو الثورة الصناعية داخل أوربا بينما لم تأخذ الدولة العثمانية بأسباب العلم في هذه الفترة مما أدى لسقوطها , في نفس هذه الفترة أفل نجم البرتغال و إسبانيا قبل ذلك قلنا أن الأسطول البرتغالي و الحركة الإسبانية وصلت أماكن بعيدة جداً في العالم و بدأ نجم فرنسا و انكلترا يعلوا جداً أصبحت انكلترا دولة كبرى تغزو العالم هنا و هناك و احتلت الهند و احتلت أماكن واسعة من العالم و بدأت تفكر في أملاك الدولة العثمانية و كذلك فرنسا و أيضاً في نفس الوقت ظهر نجم روسيا بشكل كبير القيصرية بدأت تفكر و طبعاً أول ما فكرت في أملاك الدولة العثمانية .
أيضاً مما يهمنا خلال فترة التراجع العثماني أنه نذكر أنه ظهر في أوربا في ذلك الوقت المذهب البروتستانتي بزعامة مارتن لوثر 1203 هـ الموافق 1789 م بتأييد ضخم جداً من اليهود , اليهود دخلوا في الديانة المسيحية و تظاهروا أنهم من النصارى و بدؤوا يكونوا المذهب البروتستانتيو قالوا أن الاعتماد الرئيسي فيه على العهد القديم على التوراة و اهتموا فيه بالعهد القديم أكثر من العهد الجديد و قالوا أن العهد الجديد فيه تحريفات كثيرة و كل اعتمادنا على التوراة و ذكروا أنه من أصول البروتستانتينية أن ينشأ لليهود وطن خاص في فلسطين و إذا أنشأ فإن هذا سيؤدي إلى نزول المسيح عليه السلام التركيبة دي لم تكن موجودة في الدين النصراني التركيبة دي أدخلها اليهود في المذهب البروتستانتي و البروتستانت بعد ذلك اضطهدوا اضطهاد كبير جداً من الكاثوليك و ذهبوا و تركزوا في انكلترا و اضطهدوا اضطهاد أكبر فانتقلوا إلى البلاد الجديدة التي اكتشفها الإسبان و التي هي بلاد أمريكا لذلك معظم الأمريكان على المذهب البروتستاني الذي يرى رؤية واضحة جداً أنه لا بد لنزول المسيح المنتظر أن تقام لليهود دولة في داخل فلسطين و من هنا نفهم لماذا أمريكا واقفة كل هذا الوقوف مع اليهود و ليه انكلترا ساهمت مساهمة واضحة جداً بإنشاء وطن لليهود في داخل فلسطين كل ده للتحريفات الكبيرة التي وضعها اليهود في المذهب البروتستانتي الديانة النصرانية متخفين بعد الاضطهاد الكبير في أوربا يا ترى هيحصل إيه بعد هذا بظهور اليهود بالصورة هذه و ظهور المذهب البروتستانتي و هيحصل إيه بعد ضعف الدولة العثمانية و قوة فرنسا و انكلترا و روسيا و ده هاللي هنعرفه بعد الفاصل فابقوا معنا .
* * *
شفنا في الحلقة قبل الفاصل كيف الدولة العثمانية دخلث في زمن الضعف طور الضعف و شفنا في نفس الوقت قوة فرنسا و قوة انكلترا و قوة روسيا و تكلمنا عن ظهور يهود الدونمة الّذين هم في الأصل يهود عاشوا في الدولة العثمانية لكنهم تظاهروا بالإسلام و تغلغلوا في داخل النظام العثماني شفنا الامتيازات التي أعطتها الدولة العثمانية في زمان سليمان القانوني إلى فرنسا كيف بعد ذلك كان لها أثر إلا أن فرنسا اعتبرت النصارى في الدولة العثمانية اعتبرتهم رعايا لفرنسا و اعتبرت روسيا كل الأرثوذكس في العالم الإسلامي رعايا لروسيا و بالتالي بدأت تغلغل هذه الدول في داخل الدولة العثمانية في زمان ضعفها , في هذا الوقت أيضاً تكلمنا عن ظهور المذهب البروتستانتي في أوربا و كيف ظهر في أوربا و تزامن مع ظهور ظهور المذهب البروتستانتي في أوربا الثورة الفرنسية سنة 1789 م الموافق 1203 هـ و ظهور الثورة الفرنسية طبعاً صحبه سحق لأعداد كبيرة من المعترضين في أوربا لكن في نفس الوقت صاحبه ظهور أوربا الحديثة و ظهور مبدأ العلمانية و مبدأ فصل الدين عن الدولة و ظهور فكرة القومية و رسخت فرنسا فكرة القومية ليس في أوربا فقط و لكن في العالم أجمع و فكرة القومية هذه سيكون لها أثر كبير جدّاً على إسقاط الدولة العثمانية .
الثورة الفرنسة لما قامت , قامت بعدها دولة فرنسية قويةو ظهر ملك من أعظم و من أشهرهم مطلقاً نابليون بونبارت توسع امبراطورية و إنشاء امبراطورية فرنسية كبيرة و من أوائل الأماكن التي فكر فيها هي الدولة العثمانية و بالتالي أخذ جيشه و بدأ يهاجم الدولة العثمانية في عقر دارها في مصر .
طبعاً مصر في ذلك الوقت كانت ولاية عثمانية زي فلسطين زي كل الولايات العثمانية و للأسف الشديد دخل نابليون بونبارت على مصر في حالة من حالات الضعف الشديد حتى هو نفسه تفاجأ تقتحم مصر بمنتهى البساطة دخل القاهرة و احتل مصر و بقي في مصر 3 سنوات كاملة لكن طموحاته كانت عالية جداً فكر أن يخرج من مصر و يذهب إلى أرض فلسطين و بالفعل ذهب لفلسطين و حاصر عكا لكنه فوجئ بحصانة عكا الشديدة و حاصر عكا 3 شهور دون أن يستطيع فتح عكا بل و سقط منه في هذا الحصار أكثر من ألفي قتيل فرنسي لكن يهمنا حاجة غريبة عملها نابليون بونيارت حول أسوار عكا و قبل أن تسقط عكا و لم تسقط أصلاً في يده عمل دعوة لكل يهود العالم أن يأتوا إلى فلسطين لإنشاء وطن قومي لهم الكلام ده قبل وعد بلفور و قبل أي وعود انكليزية نابليون بونبارت زعيم الفرنسيين الذي اقتحم مصر في 1798 م الموافق 1213 هـ يدعو اليهود من العالم للدخول إلى فلسطين لإنشاء وطن قومي لهم لأن الثورة الفرنسية تبنت المذهب البروتستانتي الفرنسي المضطهد من اوربا الكاثوليكية و من ضمن ديانتهم أنه لا بد من أن ينشأ وطن لليهود داخل فلسطين حتى ينزل المسيح المنتظر حصل ازعاج كبير جدّاً عند انكلترا و عند روسيا و طبعاً عند الدولة العثمانية طيب ليه انكلترا و روسيا لأنّ انكلترا و روسيا كانوا متنازعين مع فرنسا على قيادة العالم في ذلك الوقت و طبعاً في ذلك الوقت الدولة العثمانية كان من ضمن أجزائها فلسطين في ذلك الوقت فحصل نوع من القلق عند الجميع و عرضت انكلترا و عرضت روسيا مساعدة الدولة العثمانية ضد الفرنسيين و بالفعل تمت هذه المساعدة و دخلت الجيوش العثمانية الانكليزية الروسية المشتركة و استطاعت أن تخرج نابليون بونبارت و نابليون بونبارت و هو خارج كان معه 3000 أسير عثماني قتلهم جميعاً قبل أن يعود إلى فرنساهذه هي فرنسا التي يقولون ظانها أتت بالنور والعدل للعالم في ذلك الزّمن .
طبعاً انكلترا لم تخلّص فلسطين و مصر من الاحتلال الفرنسي حباً في الدولة العثمانية هي خلصتهم عشان أطماع خاصة بها فبمجرد ما خرج الفرنسية من مصر بلاد فلسطين فكر الانكليز باحتلال العالم الإسلامي و الكلام هذا أزعج الدولة العثمانية و أرسلت إحدى جيوش الدولة العثمانية لإنقاذ مصر من الاحتلال الانكليزي و الزعيم الّذي أرسلته علشان ينقذ مصر للأسف الشّديد هو الّذي أصبح من أكبر الشوكات في حلق الدولة العثمانية الزعيم هذا كان محمد علي طبعاً هنو شخصية مشهورة جداّ في التاريخ الإسلامي محمد علي كانأحد رعايا الدولة العثمانية على رأس قوة من الجيش العثماني لإنقاذ مصر من الانكليز وصل مصر سنة 1805 م و للأسف الشديد بعد ما وصل مصر و بعدبعض التحايلات الكثيرة و بعد أن قتل بقايا المماليك الذين كانوا يعيشون في كنف الدولة الإسلامية دون مشاكل و بعد ما قتل عدد من العلماء سيطر على الأمور في مصر بل و استقل بمصر عن الدولة العثمانية ليعزل بذلك مصر عن الدولة العثمانية و مصر كانت في وسط الخلافة العثمانية و بدأ يتوجه توجها صريحاً واضحاً لانكلترا و فرنسا .
محمد علي نفعية تماماً لا يبحث إلا عن مصلحته و عن وضعه الاجتماعي و السلطاني كل قضيته كيف ينشأ لنفسه و أولاده طبعاً هو ألباني ليس من أصول عثمانية ملتحق بالجيش العثماني يريد أن ينشأ لنفسه عائلة خاصة بيه تحكم مصر و تحكم الأماكن التي حولها و يستقل بذلك عن الدولة العثمانية و طبعاً الدولة الانكليزية و الفرنسية وجدت فيه حلم كبير بدأت تساعده و تناصره عمل مصر الحديثة طبعاً و الّذي عمل مصر الحديثة هو التوجهات اللي ليه ناحية الانكليز و الفرنسيين كان له أحلام واسعة في توسيع الدولة و بالفعل ساعدته انكلترا أن يأخذ جيشه و يحتل فلسطين بكاملها ليضمها إليه و بذلك تخرج فلسطين من سيطرة الخلافة العثمانية و تضم لسيطرة محمد عليالمنشق عن الدولة العثمانية طبعاً كل المشاكل التي نعاني و اللي شفناها أيام الخديوي اسماعيل توفيق و غيره من أولاد محمد علي ملوش دعوى الظاهر أنه تابع للخلافة العثمانية لكن الواقع منفضل كل الانفصال عن الدولة العثمانية .
روسيا دعمت الخلافة العثمانية في حربها ضد محمّد علي فمحمّد عليحارب الدولة العثمانية صراحة بل و انتصر على الدولة العثمانية سوريا و الأناضول و أصبحت الطريق أمامه مفتوحاً إلى اسطنبول تخيلوا استطاع السيطرة على مصر و على فلسطين و أخذ كل الشام و انطلق حتى وصل إلى اسطنبول الكلام هذا أزعج الّذين ينصرونه أزعج فرنسا و انكلترا لأن فرنسا و انكلترا يهدم الدولة راحوا ينصروا الدولة العثمانية ضد محمد علي , طبعاً هي كلها مصالح و للأسف عميت أبصار المسلمين عن الوضع والوحدة في وجه الأطماع الصليبيّة فبدأ المسلمين يتعاونون مع الانكليز تارة و مع الفرنسيين تارة و مع الروس تارة و مع الألمان تارة أخرى ليحاربوا بعضهم البعض كما نرى في هذه المآسي المتتالية .
المهم الموضوع وصل في النهاية لسنة 1248 هـ الموافق1832 م عملوا معاهدة اسمها كُتهية في هذه المعاهدة يرجع محمد علي عن احتلال اسطنبول و يرجع ثانية إلى مصر و أنه في هذه المعاهدة أقر محمد علي على أن يحكم مصر طول مدة حياته و أن لا يرتبط بالدولة العثمانية و على أن يكون له رأي في اختيار ولاة الشّام , و لما رأى محمد علي اجتماع انكلترا و فرنسا مع الدولة العثمانية ضده هو و كل توجه انكليزي فرنسي اضطر على الموافقة على هذه المعاهدة مع عدم رغبته في إتمامها .
و رجع بالفعل في نفسه أشياء من هذا الأمر مع مرور الوقت بدأ يوسط من جديد الدولة الانكليزية لصالحه للضغط على الدولة العثمانية لتعطيه الحكم في مصر ليس مدة حياته فقط لكن في أولاده من بعده و على أن يعطى الشام مدة حياته و وافقت انكلترا على هذا الأمر و ضغطت على الدولة العثمانية و بالفعل أخذ محمد علي حكم الشام مدة حياته له و من أولاده من بعده و بالتالي دخلت مصر في ذلك الوقت بكاملها في حكم محمد علي و دخلت فلسطين في حكم محمد علي و مما يذكر في ذلك الوقت أن الفلسطينيين عانوا معاناة كبيرة جداً في زمن محمد علي و قاموا بعدة ثورات من أشهرها ثورة القدس 1250 هـ الموافق1834 م و لكثرة الضرائب التي فرضها على الفلسطينيين و قمع محمد علي هذه الثورة على يد ابنه إبراهيم باشا و هذه الثورة كانت في القدس و قام بها 10 آلاف فلسطيني يشكل مجتمع محمد علي تولى حكم فلسطين أول طلب طلبته انكلترا نظير المساعدة التي ساعدته بها في الضغط على الدولة العثمانية على إعطائه بقية الشام طيلة حياته أول طلب طلبته أن تعيّن لها قنصلاً في داخل القدس و وافق و أرسلت الحكومة الانكليزية قنصلاً و كانت أول رسالة أن يقدم الحماية الكافية لليهود في أرض فلسطين , هذا الكلام عين فرنسا كانت عليه وكذلك انكلترا التي تتبنى المذهب البروتستانتي التي كانت في أرض فلسطين و لو كان مجرّد قنصل في داخل القدس و ده هيكون له آثار ضخمة جداً ياترى ماهو ردّ فعل انكلترا و ماهو ردّ فعل فرنسا و ماهو ردّ فعلالدولة العثمانية التي نزعت منها فلسطين و أعطيت لمحمد عليو ماهو رد فعل محمد علي و أتباعه و أولاده بعد كده في حكم فلسطين و حكم مصر .
و ده اللي هنعرفه إن شاء الله في الحلقة القادمة , أسأل الله عزّ و جلّ أن يفقّهنا في سننه و أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه و لي ذلك و القادر عليه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .