الحقوق محفوظة لأصحابها

راغب السرجاني
لم تكن الهجمة الصليبية 491هـ على المشرق وصراع 7 من الملوك على القيادة قبل التوجه إلى بيت المقدس إلا للسيطرة على بلاد بها خيرات كثيرة، ويدل على ذلك قدومهم بالنساء والأطفال بهدم الاستيطان حيث كانت أوروبا تفتقر إلى الاستقرار ورغد العيش في ذلك الوقت في وقت كانت الخلافات على أشدها في البلدان الإسلامية ، فأخذت القوات الصليبية تقطع أطراف البلدان الإسلامية حتى تمت لها السيطرة .

--------------------------------------------------------

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله

أما بعد :

فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللقاء المبارك و نسأل الله عز و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين

مع الحلقة التاسعة عشر ممن حلقات خط الزمن :

في الحلقة الفائتة تكلمنا عن تجهيزات الحروب الصليبية و دعوة البابا أوربن الثاني لكل ملوك و أمراء و اقتصاديين و فقراء و عامة الشعب في أوربا لغزو العالم الإسلامي لاقتحام فلسطين و السيطرة على بيت المقدس دعوة عامة حصل لها نوع من الاستجابة التي أدهشت حتى البابا نفسه الّذي لم يكن يتوقع كل هذا الإقبال .

و تكلمنا في الحقلة الفائت على حملة بطرس الناسك و والتر المفلس التي كان فيها عامة الفلاحين و الفقراء و البسطاء و التي سحقت على يد قلج أرسلان سلطان سلاجقة الروم المسلم في منطقة الأناضول ثم تكلمنا على تحرك الجيوش الصليبية الخمسة الكبيرة و قلنا زعامات هذه الجيوش بكاملها كانت تحاول أن تتنافس على الملك في بيت المقدس أو في بلاد المسلمين بصفة عامة و لم يكن لها الغرض الديني الواضح بل على العكس ظهر من تحركاتها ظلم كثير حتى للنصارى الذين كانوا على مذهب الأرثوذكس سواء في المجر أو الدولة البيزنطية أو لما يدخلوا بلاد المسلمين .

دخلت هذه الجيوش بأعداد كبيرة قلنا أن الجيش الصليبي في مجمله كان حوالي مليون إنسان 300 ألف مقاتل و معهم 700 ألف من النساء و الأطفال أتوا ليعيشوا في الأراضي الإسلامية و ﻻ يعيدون أوربا لأنها كانت بلاد جهل و جوع و ضياع لا يوجد فيها أي نوع من الفرصة للحياة الكريمة فانتقلوا لحياة أخرى في بلاد المسلمين .

و ذكرنا أنه حصل نوع من النزاع و الخلاف الفكري و السياسي والحربي مع ليكسوس كومنين امبراطور الدولة البيزنطية الذي دعاهم للقدوم إلى بلاد المسلمين ﻷنه كان أيضاً لديه أطماعه في بلاد اﻹسلام إذاً لدينا كذا قائد يتنازعون الطمع على بلاد المسلمين ليكسوس كومنين امبراطور الدولة البيزنطية و خمسة من القواد الرئيسيين النصانية الصليبية و اثنين من القواد تحت الجيوش الصليبية أو النائب لاثنين من هؤلاء الخمسة

السبع القواد الصليبييين عملوا كفاح مرير ضد بعضهم ليحصولوا على إمارات داخل العالم الإسلامي و صورنا لكم في الحلقة الفائتة وضع العالم الإسلامي المهين جداً من فرقة شديدة و بعد عن الدين تصارع على الملك و من غياب للعلماء و بالتالي أصبح المسلمون فريسة سهلة للصليبيين .



دخل الصليبيون إلى أرض اﻹسلام في سنة 491 هـ الموافق 1098 م و لعل دخولهم كان قبل ذلك بسنة لكن آثارهم ظهرت بعد سنة .

دخولهم كان من آسيا الصغرى سنة 490 هـ الموافق 1097 م و استطاعوا ببساطة أن يتغلبوا عل قلج أرسلان لأن قلج أرسلان لم يكن متفرغاً لهم بل كان في قتال مع غازي بن الدانشمند الذي هو مسلم ثاني يعيش في الأناضول أو آسيا الصغرى للأسف الشديد القتال الدخلي الإسلامي الإسلامي أدى إلى دخول الصليبيين إلى قونية التي كانت عاصمة قلج أرسلان و احتلالها فسطو الانسياح في بلاد آسيا الصغرى بلاد الشام و الوصول إلى أنطاكيا التي هي على حدود بلاد الشام في شهور قليلة و ضاع على المسلمين الحد الأول الفاصل للدفاع عن الحدود الأمة الإسلامسة .

وصلوا لمنطقة أنطاكية و منطقة مهمة جداً منطقة تاريخية قديمة مهمة للنصارى فيها بعض الكنائس المهمة للنصارى و كان فيها بطرس الّذي تكلمنا عنه سابقاً في الحلقات اﻷولى من أيام المسيح عيسى بن مريم عليه السلام و تلامذة المسيح كان اسمه بطرس الّذي عاش فترة في أنطاكيا فأخذت هذه المنظقة قداسة كبيرة جداً عند الشعوب الأوربية بصفة عامة و كان لها أهمية تاريخية كبرى عند الدولة البيزنطية ﻷنها كانت دولة بيزنطية فترة طويلة من الزمن إلى أن دخلها المسلمون في الفتوح الإسلامية في الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه و حكمها المسلمون فترة طويلة من الزمن فيها تاريخ طويلة جداً

و حتى الجيوش الصليبية التي جاءت إلى بلاد المسلمين كانت تنظر إلى أنطاكيا بالذات لأنه كان فيها بوهيمند النورماني الذي كان هو قائد الجيش الإيطالي الذي كان له ذكريات مع أنطاكيا ﻷنه حاول قبل ذلك في أيام والده جوسكارد حاول أن يحتل انطاكيا لكن فشل في هذا الاحتلال بنية أن يأخذ هذه المدينة التي يحكمونها .

الآن كان على رأس القوات في هذه المدينة رجل اسمه ياغسيان و كان المسلمين الأتراك و لم يكن لديه دوافع الجهاد في سبيل الله بل كانت لديه محاولة الحفاظ على الملك له في هذه المدينة فكما قلنا أن الرؤية الإسلامية الواضحة كانت غائبة عن معظم القوات في هذا الزمن و تنازع على هذه المدينة أليكسوس كومنين امبراطور الدولة البيزنطية و الخمس جيوش الصليبة من أوربا يريدون أخذ المدينة لكل منهم .

فبدؤوا يتجمعون حولها و كل منهم لديه أطماعه و أحلامه و فجأة وجدنا أحدهم ينسحب من الجيش بولدون الذي هو أخو غوديفري باديون رئيس الجيش الأول القادم من شمال فرنسا و غرب ألمانيا الرئيس الأو والنائب بولدوين أخوه فبولدون انسحب من الجيش و أخذ فرقة من الجيش و اتجه إلى منطقة بعيدة جداً عن أنطاكيا شرق أنطاكيا في مساحات واسعة في البلاد كانت تسمى الرها و اكتشفنا أن أحد الأرمن أغراه بأن يكون إمارة خاصة له في هذه المنطقة و بالفعل انسحب من الجيش الصليبي و ترك قضية القدس كلها و الصليب و المسيح و كل الأمور و انعزل بجيشه و كون لنفسه إمارة خاصة هي إمارة الرها

إمارة الرها الصليبية هي أول إمارة تأسس في العالم الإسلامي في منطقة جنوب تركيا و شمال سوريا و شمال العراق و باع القضية كلها كما ترون و على أسوار مدينة أنطاكيا حصل صدام كبير جداً لا أقول فقط بين النصارى و المسلمين بل بين النصارى أنفسهم كل منهم يريد الملك له و أخذوا سبع شهور من الحصار لأنطاكيا و للأسف الشديد لم يتحرك لمدينة أنطاكيا و لا جيش إسلامي في اﻷشهر الستة اﻷولى من الحصار و في الشهر السابع جاء لهم جيش ضعيف من شمال العراق على رأسه شخص اسمه كربوغا من الأتراك الّذين كانوا يحكمون المنطقة و كان الجيش ضعيف و هزيل لم يستطع أن يقاوم الصليبيين و تم النصر للصليبيين في هذه الموقعة الكبيرة و سقطت أنطاكيا تحت أقدام الصليبيين و قام الصليبيون بمذبحة هائلة بالشعب الآمن في أنطاكيا و لم يفرقوا في هذه المذبحة بين الرجال و لا النساء و الأطفال و سقطت أنطاكيا بذلك و تصبح الإمارة الصليبية الثانية المتأسسة داخل العالم الإسلامي

و حصل نزاع كبير بين الأمراء الصليبيين كل منهم يريد الملك لنفسه و في النهاية انتصر بوهيموند النورماني صاحب أقوى الجيوش الجيش إيطاليا بعد أن هدد باﻻنسحاب و العودة إلى ايطاليا و سيترك القضية كلها فلسطين و هذه الأحلام الدينية كلها فقرر أن يعود إلى إيطاليا لو لم يعطوه انطاكيا مخاف الصليبيون لأن جيشه أقوى الجيوش و باع القضية كلها و بقي في أنطاكيا و ترك الجيوش الصليبية تعود إلى إكمال الطريق إلى القدس .

بعد حوارات كثير جداً و محاولات لإنجاح إنشاء إمارة في أماكن أخرى مرت سبع أشهر أخرى و هم مترددون في الذهاب إلى القدس ﻷنهم يريدون أن يكونوا لأنفسهم إمارة في الطريق يرون ثروات كبيرة و كنوز و حضارة و إمكانيات غير موجودة في أوربا و لا أحد كان يسمع عنها في تلك البلاد فأرادوا أن يسيطروا على أي أمر يرونه أمامهم فحصل نزاع أكثر من مرة و كان يتقدم هذا النزاع ريموند الرابع مع أنه كان قائد الجيش الثاني من جنوب فرنسا و كان أكثرهم ادعاءاً للدينية و للصليبة و المسيح و كان يرفع الصليب في كل معاركه و يرى أنه ممثل البابا في هذه المعارك لكن طبعاً كان يتضح من كل لقاء أنه لا يبحث إلا عن مصلحته الخاصة و ﻻ يبحث إﻻ عن ملك ذاتي له و لجيشه قام بمشاكل كبيرة جداً مع بقية القادة و انتهى اﻷمر بحصار معرة النعمان و هذه أحد المدن الإسلامية بالقرب من أنطاكية و أمنوا أهلها على أن يفتحوا الأبواب و فتح الأهالي الأبواب بعد التأمين و مجرد أن دخل الصليبيين قاموا بمذبحة هائلة فقتلوا معظم السكان الموجودين في معرة النعمان و كان هذا أمرأ دائماً و اختلفوا أيضاً بعد معرة النعمان على من يرأس هذه المدينة و تعطل الجيش الصليبي عن الزحف إلى بيت المقدس بسبب الصراع الّذي تم بينهم ثم أكملوا الطريق و توقفوا أمام طرابلس و أعجبت طرابلس ريموند الرابع فقرر المكوث الجيش قال له نكمل إلى بيت المقدس الذي هو هدفنا الّذي جئنا من أجله فقال ﻻ يجب ـن نحاول أخذ طرابلس و ضرب عليها الحصار و بقي شهرين و 3 و لم يستطيعوا أن يفتحوا طرابلس و حصل نزاع بين القادة الصليبيين الصليبين و في النهاية رفع ريموند الرابع الصليب و مشى حافي القدمين و لبس لباس الحجيج و اتجه مع الناس الصليببيين إلى بيت المقدس ليقوم بفتحه بعد فشلهم في فتح طرابلس

ترى ماذا حدث أثناء الطريق من طرابلس إلى بيت المقدس و ماذا كان رد فعل المسلمين

و هذا ما سنعرفه بعد الفاصل فابقوا معنا

* * *

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :

كنا نتكلم قبل الفاصل على حركة الجيوش الصليبية داخل العالم الإسلامي و رأينا تأسيس إمارة الرها 490 هـ و تأسيس إمارة أنطاكيا 491 هـ و رأينا تقدم الجيوش الصليبية مع الاختلاف الشديد بين القادة على من يمتلك هذه المدينة و الإمارة و هكذا و لم يكن في حواراتهم أي كلام خاص بالدين أو النصارى الّذين جاؤوا لينقذونهم أو المسيح أو الصليب كل هذه دعايات فارغة قاموا في أوربا تحميساً للجموع للخروج معهم و لم يكن في ذهن القادة لا من قريب و لا من بعيد هذه العلاقة مع الدين

ريموند الرابع أكثرهم تديناً كان أكثرهم طمعاً في الملك و السيطرة و قام بأكثرمن مشكلة في الطريق و في النهاية أكمل الصلبييون الطريق بجيوشهم إلى بيت المقدس

أريد أن أقف معكم وقفة مهمة جداً أن الجيش الصليبي بعد كل هذه الأيام والشهور و السنوات داخل العالم الإسلامي سنتين إلى هذه اللحظة فقدوا من الجيش عدد كبير جداً من القتلى نتيجة الحصار المضروب حول أنطاكيا سبع شهور متصلة و نتيجة المعارك في آسيا الصغرى و حالة الجوع و العطش في جبال آسيا الصغرى عندما كانوا يعبرونها إلى الشام و نتيجة تخلف عدد كبير من الصليبين في إمارة الرها مع بولدوين و في إمارة أنطاكيا مع بوهيمند الأول الّذي حكم أنطاكيا و بالتالي أصبح الجنود المقاتلون الّذين يذهبون من أنطاكيا إلى بيت المقدس 80 الف مقاتل فقط كنا نتكلم عن 300 ألف 220 ألأف منهم من قتل و منهم من مات و مهم من تخلف في الإمارتين السابقتين فلم يبق سوى 80 أﻷف و هذا على أكثر تقدير بعض الروايات تقول أنه بقي 6 آلاف فقط و أنا لا أقتنع أن هذا العدد الضئيل أن يخترق كل هذه المساحة .

لكن حتى الـ 80 ألأف هذا رقم بسيط جداً يخترقوا البلاد من أنطاكيا في شمال سوريا شمال غرب سوريا في أقصى بقاع الشام في الشمال و لكي يصل إلى بيت المقدس يحتاج أن يخترق سوريا و لبنان بكاملها و فلسطين بكاملها حتى يصل إلى بيت المقدس و القدس في فلسطين فكيف يقطع هذه المسافة بدون تدخل من الجيوش الإسلامية أو الشعوب الإسلامية هذا الزمن ليس فيه قنابل و لا صواريخ القتال بالسيف فلو خرج الناس لأكلوهم بأسنانهم لكن سبحان الله الناس ضربت عليها الذلة في ذلك الزمن لغياب العلماء و الفقهاء و التعليم و الذنوب و المعاصي و أمور كثيرة جداً حطت على الشعوب الإسلامية في ذلك الوقت ففتحت اﻷبواب للصليبيين أتعرفون أن إمارة شيزر عندما مرت الجيوش الصليبية إلى جوارها قام أمير شيزر ليتقي شر الصليبيين قدم لهم الأدلة الّذين يسيرون بالجيش داخل الأراضي الإسلامية ﻷن الجيوش قادمة من أوربا من إيطاليا و فرنسا لا تعرف لم تأتي بلاد الشام إلى بيت المقدس فأعطاهم الأدلة من المسلمين يدلونهم على الطريق إلى بيت المقدس ليبعدوا عنهم

مروا على بيروت و طرابلس

طرابلس دفعت الجزية لهم بدون قتال هم هددوها بالحصار شهر أو اثنين أو ثلاث لم يحصل قتال أو ذلك القدر من الرعب الذي عاشت فيه طرابلس إلى دفعت الجزية جيش النصارى

بيروت و عكا قدموا الهدايا

إمارة عكا مولت الجيش الصليبي كله بالطعام الذي يكفيه ليصل إلى بيت المقدس المهم أن يبعدوا عن عكا هكذا فعلت كل المدن الإسلامية حتى المدن البعيدة عن خط السير الجيوش الصليبية كدمشق و حلب أسرعت بتقديم الهدايا خوفاً من أن يغير الصليبييون طريقهم شيء من ذلة و المهانة و الخسة كان عليها قادة المسلمين بل الشعوب الإسلامية في ذلك الوقت للأسف الشديد و لما أرى هذه الجيوش و حركتها مستغرب أنا أستغرب أيضاً من أمر آخر من واقع الصليبيين كيف جاءت لهم الجرأة ﻻختراق البلاد الإسلامية بهذه الصورة من شمالها إلى جنوبها دون خوف من أن يُحصروا أو أن يضربوا في ظهورهم مدن و قرى إسلامية قطعوا عن المدد المدد في باريس و لندن و في ألمانيا بعيد آلاف الأميال و بينهم و بينه بحارو جبال و عوائق طبيعية و حتى الإمارات الصليبية لا تستطيع أن تكون مدداً لهذ الجيش ﻷنها بالكاد محافظة على أمنها و فيها ناس لا علاقة لهم بقضية القدس كيف تجرأ الصليبييون جودري ديباويون و ريمون الرابع كيف تجرؤوا لاختراق العالم الإسلامي الشجاعة و الجرأة في عمق العالم الإسلامي الحقيقة كنت محتاراً لكن رأيت الرد في حديث لحبيبنا و مصطفانا محمد صلى الله عليه و سلم يصف هذه الحال بمنتهى الدقة :

((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها،

قيل : يا رسول الله أمن قلة بنا؟

قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن، قالوا : يا رسول الله وما الوهن؟

قال : حب الدنيا وكراهية الموت))

الراوي: ثوبان المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 106/5

خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

تأتي اﻷمم تتداعى يدعوا بعضها بعضاً حتى جاءت من فرنسا و ألمانيا و انكلترا من بلاد بعيدة جداً ممثل لها و لو فرقة صغيرة اسكندنافيا أو هولندا و الدنمارك كلهم بعثوا فرق صغيرة تتساعد تتداعى عليكم الأمم كما تتدعى الأكلة إلى قصعتها يضعون طبق و يلتف الجميع حولهم و تجتمع الأمم من كل مكان على أمة الإسلام

((قيل : يا رسول الله أمن قلة بنا؟

قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل ))

المسلمون ملايين في هذه المناطق هذه المناطق ذات كثافة سكانية عالية كانت عاصمة الخلافة الأمية و معقل الخلافة الإسلامية فترة من الزمن دمشق و حلب و فلسطين أماكن كثيرة سكان بكثافة عالية كيف تخترق هذه الأعدد كما قال صلى الله عليه و سلم

(( قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن، قالوا : يا رسول الله وما الوهن؟

قال : حب الدنيا وكراهية الموت))

هذا ما كنت أبحث عنه

((تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ))

الأعداء ينزع منهم الرهبة من المسلمين المهابة لا مهابة ينظر إلى الأعداد الكبيرة فلا يكترث ينظر إلى الحصون فلا يهتم ينظر إلى السلاح الإسلامي ﻻ يكترث و يكمل طريقه في عمق العالم الإسلامي إلى درة فلسطين مدينة القدس دون أن يتعرض لحركة مقاومة واحدة في كل الرحلة الطويلة التي قطعها

((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها،

قيل : يا رسول الله أمن قلة بنا؟

قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن، قالوا : يا رسول الله وما الوهن؟

قال : حب الدنيا وكراهية الموت))

الراوي: ثوبان المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 106/5

خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

هذه كانت مشكلة العالم الإسلامي في ذلك الوقت أنه كان يحب الدنيا و يكره الموت في سبيل الله و هذا أدى إلى وصول الجيوش الصليبية في منتهى الأمان إلى القدس و حصار المدينة المقدسة القدس

وصلت الجيوش الصليبية في 7 يونيه سنة 1099 م الموافق 492 هـ إلى أسوار القدس و تفيض الكتب الصليبية النصرانية بوصف المشاعر الفياضة التي أتت للجيوش الصليبية عند حصار مدينة القدس و كذبوا ما كان عندهم بالمرة أي عواطف دينية أو أي مشاعر مقدسة أو عتبار بكل المقاييس الدينية التي عندهم بل كان همهم فقط هو الجمع و إبادة المسلمين كما رأينا و سنرى داخل القدس و قاموا بقصف المدينة 5 أسابيع متتالية من الحصار لم يتحرك جيش مسلم واحد لنجدة المدينة المقدسة العظيمة و يوم 15 يوليه الموافق 22 شعبان 499 هـ سقطت القدس و دخلت الجيوش الصليبية لترتكب مذبحة من أكبر المذابح في تاريخ الإنسانية و ذبحت 70 ألف مسلم في المسجد الأقصى للأسف لم يكن لديهم أي طاقة للدفاع عن أنفسهم و هرب كل الناس إلى المسجد الأقصى ﻷنه مكان مقدس و قد يحترمه الصليبييون لكنهم لا عهد لهم و لا أمان لهم دخلوا المسجد الأقصى بخيولهم و ذبحوا 70 ألف مسلم من الرجل و النساء و الأطفال داخل السجد الأقصى و رفعوا الأعلام النصرانية و ذهبوا إلى كنيسة القيامة ليصلوا صلاة الشكر لربهم لأنه مكنهم من رقاب المسلمين .

ترى كيف ستكون الأحداث في فلسطين بعد هذه الواقعة المريرة ترى كيف سيتعامل الصليبيون مع أهل فلسطين بصفة عامة و كيف سيكون رد فعل المسلمين هذا ما سنعرفه بإذن الله

في الحلقة القادمة

أسأل الله أن يفقهنا في سننه و ان يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك و القادر عليه

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

* * *