عاشت فلسطين والشام بوجه عام في استقرار وهدوء طوال عهد الأمويين، الذين اتخذوا من دمشق مركزًا لهم، وعملوا جاهدين على نشر الإسلام هنا وهناك، وأولوا عناية خاصة بفلسطين حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة، أما في عصر قوة العباسيين الذين اتخذوا بغداد مركزًا لهم، فنعمت أيضًا فلسطين بالهدوء والاستقرار، ولكن لم يكن كاهتمام الدولة الأموية العظيمة
----------------------------------------------------------------
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله و من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده ﻻ شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
أما بعد
فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللقاء المبارك و نسأل الله عز و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين
مع الحلقة 14 من خط الزمن و مازلنا مع قصة فلسطين :
تكلمنا عن الفتح الإسلامي لفلسطين و عن فتح القدس و قيسارية و تحول أرض فلسطين بكاملها إلى أرض إسلامية منذ العام 19 هـ الموافق 639 أو 640 م
بعد ذلك دخلت فلسطين و الشام بكاملها في حكم المسلمين و تولّى إمارة الشام بما فيها فلسطين أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه و أرضاه لكن قلنا في أنه في 18 هـ حصل طاعون عمواس و مات فيه أبو عبيدة رضي الله عنه و تولى من بعده معاذ بم جبل رضي الله عنه و مات أيضاً في طاعون عمواس فتولى من بعده يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه و مات يزيد كل هذا في زمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و مات يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما و تولى من بعده معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما إمارة الشام .
إذاً من ولى معاوية با أبي سفيان رضي الله عنهما على إمارة الشام بكامله أي فلسطين و لبنان و الأردن و سورية كلّ هذه المنطقة الّذي تولى إمارتها في زمن عمر بن الخطاب كان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما و بقي في الولاية إلى حين وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و تولى خلافة المسلمين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه و أقر معاوية طول فترة حكم عثمان بن عفّان و التي استمرت تقريباً 12 سنة من سنة 23 هـ عند وفاة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سنة 35 هـ 12 سنة كاملة من 644 م إلى 655 م طوال هذه الفترة لم يحدث في الشام و لا في فلسطين فتنة واحدة طوال مدة حكم سيدنا معاوية بن أبي سفيان تحت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عن الجميع .
في أواخر عهد سيدنا عثمان بن عفان حصلت الفتنة و حصل حصار بيت سيدنا عثمان في المدينة المنورة و حصل حادث قتل و استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما استشهد مظلوماً في كما نعلم العام 35 هـ الموافق655 م في كل هذه الأحداث لم يشارك في أحداث الفتنة في المدينة المنورة أي إنسان من بلاد الشام أو من أرض فلسطين لكن كان معظم المشتركين من العراق و من مصر و من اليمن لكن في الشام سبحان الله كان الجموع كلها تعيش في منتهى الأمان و الهدوء النّفسي و الدّيني و العقائدي مع معاوية بن أبي سفيان كان يسوس الناس خير سياسة و كان من أعظم المسلمين سياسة إطلاقاً في تاريخهم و عندما سألوه عن حسن هذه السياسة قال :
((بيني و بين الناس شعرة إذا شدوا أرخيت و إذا أرخو شددت ))
و هو ما يعرف ب شعرة معاوية الّذي يستطيع أن يحكم الناس جميعاً مهما كانت تقلبات الناس و مهما كانت بيئات الناس و ظروف الناس المختلفة و ظل الوضع كذلك حتى جاء زمن سيدنا علي بن ابي طالب و حصلت المشاكل الكبيرة في عهد الأمةالإسلامية و حصلت موقعة الجمل و موقعة صفين و قتال الخوارج خمس سنوات من المشاكل الكبرى مرت بها الأمةالإسلامية لكن مما نذكره أنه في هذه الفترة لم تشهد فلسطين و ﻻ الشام بكاملها اي نوع من القلاقل الداخلية نعم كان هناك حروب بين جيش سيدنا معاوية بن أبي سفيان و جيش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع كان بينهم موقعة صفية و مقدمات مواقع أخرى لم تتم و كل ذلك كان شعب الشام بكامله بما فيه فلسطين على قلب رجل واحد و يد واحدة مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و أرضاه .
و كما تعرفون بعد وفاة سيدنا علي بن أبي طالب شهيداً بعد أن قتله الخوارج تولى من بعده الحسن بن علي رضي الله عنهما و تنازل عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان في 41 هـ الّّي عرف في التاريخ بعام الجماعة و كان ذلك في 660 م و بذلك استلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حكم المسلمين و بدا عهد الدولة الأموية .
طبعاً الخلافة الموية بدأت في عهد سيدنا معاوية بن أبي سفيان و استمرت حوالي 92 سنة من 41 هـ إلى 132 هـ الموافق من 660 م إلى 750 م حوالي 92 سنة هجريّة و هذه السنوات بكاملها كانت من سنوات العز و الأبهة و التقدّم و الرفعة للشام بكامله و لفلسطين بصفة خاصّة لأنّ عاصمة الحكم الأموي كانت في دمشق و هي قريبة جداً من القدس و طباً لما كانت القدس كان يهتم بها عامة خلفاء الدولة الأموية .
طبعاً بداية الدولة الأموي كانت مع سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و لا بد أن نقف وقفة مع هذا الرجل العظيم الّذي ظلم كثيراً في التاريخ الإسلامي :
طبعاً يكفي انه من الصحابة رضي الله عنه و أرضاهم أجمعين و كل الأحاديث حبيبنا و رسولنا صلى الله عليه و سلم في حق الصحابة يدخل فيها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و أرضاه و يكفي أنه (( لو أنفق أحدنا مثل جبل أحدٍ ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم و لا نصيفه )) . . . لما ينفق واحد من الصحابة رضي الله عنهم بما فيهم معاوية بن أبي سفيان ملئ المكف أو أقل من نصف الكف أفضل من ما ننفقه نحن كجبل أحد لأنهم هم من أرسو الدعائم الإسلامية و رأينا كيف أدخل الإسلام إلى مناطق كثيرة من الشام لعله هو الّذي أدخل الإسلام إلى أرض لبنان بكاملهاو هو الذي أدخل سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهالإسلام إلى قيسارية و أنطاكية و إلى أماكن كثيرة في جنوب تركيا و هو الّذي حكم المسلمين و ثبت دعئم الدولة الإسلامية في هذه الفترة لا أقول سنة أو اثنتين لكن 20 سنة كاملة في زمن الخلفاء الراشدين و 20 سنة كاملة بعد ذلك في زمان خلافته للمسلمين بصفة عامة ظلّ والياً على الشام أو حاكماً لأرض الشام 40 سنة متصلة ثبت فيها دعائم الإسلام بشكل واضح و قوي .
و يكفي أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه الفاروق ائتمنه على ولاية الشام و لم يعزله مرة واحدة في حياته مع أن عمر بن الخطاب كان مشتهراً بكثرة العزل لمن يشكّ في ولايته أو إمارته حتى و لو كان إسماً كبيراً من أسماء المسلمين و لا ننسى أنه عزل قبل ذلك أبا موسى الأشعري و عزل قبل ذلك العلاء بن الحضرمي و قبل ذلك عمار بن ياسر بل و عزل قبل ذلك سعد بن أبي وقّاس رضي الله عنه و أرضاه عزل كل أولئك عندما حدثت بعض الفتن في حكمهم أو حدثت منهم بعض الأخطاء التي اعتبرها عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه لا ينفع أن تكون موجودة في والي يحكم قطراً من أقطار المسلمين لكنه مع كل هذا العزل هؤلاء الكرام من الصحابة لم يعزل معاوية بن أبي سفيان مرة واحدة في كل إمارته .
بدأ عهد الدولة الأموية و طبعاً الدولة الأموية مظلومة جداً في التاريخ إذا كنا نتكلم عن صحابي جليل بدأ بهذه الدولة تعرض لهذا الظلم فما بالكم بالدولة الأموية 92 سنة تناوب على خلافتها 14 خليفة لعلّ من أشهرهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و عبد الملك بن مروان و أولاد عبد الملك بن مروان الأربعة و هم : الوليد و سليمان و يزيد و هشام و هم تولوا حكم الأمة الإسلامية فترة طويلة من الزمن و لعل من أشهر و أعظم و أكرم حكام الدولة الأموية عمر بن عبد العزيز الأموي رضي الله عنه و أرضاه لا أحب أن أقول عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس الراشد كما هو مشتهر بل أقول أن الخليفة الخامس الراشد هو الحسن بن علي رضي الله عنه و أرضاه الّذي تولى بعد سيدنا علي .
و كثير جداً يرفعون معاوية بن أبي سفيان في القدر و القيمة و العظمة فوق عمر بن عبد العزيز لأنه هو الصحابي الجليل الّذي ائتمنه رسول الله صلى الله عليه و سلم على الكتاب و كان يكتب رسائله و في بعض الروايات كان يكتب الوحي للرسول صلى اله عليه و سلم و له السبق في إرساء قواعد الإسلام في هذه البلاد و مالعمل الّذي عمله عمر بن عبد العزيز إلا في الأماكن والوﻻايات التي رسخ الإسلام فيها معاوية و من معه من الصحابة .
طبعاً فلسطين ازدهرت جداً في عهد الدولة الأموية كما قلنا لقداستها و مكانته العظيمة و لقربها من دمشق عاصمة الخلافة الأموية و ظلّ هذا الإهتمام بدولة فلسطين او بقطر فلسطين داخل الأموية و مما يذكر في هذا العهد أن عبد الملك بن مروان أنشأ من جديد المسجد الأقصى و بدا إنشاؤه سنة 65 هـ و جدده و صرف عليه الأموال الضخمة و هو الذي بنى قبة الصخرة و استكملها من بعده الوليد بن عبد الملك و كان في غاية الفخامة و كلف الدولة أموال ضخمة جداً لدرجة أن الخليفة عبد الملك بن مروان و من بعده الوليد بن عبد الملك أوقفوا خراج مصر كل ما يأتي من مصر لمدة سبع سنوات كاملة لبناء المسجد الأقصى و لبناء قبة الصخرة و الفرق بين الاثنين مهم جداً و سنتكلم عنه إن شاء الله بعد الفاصل .
* * *
بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .
كنا قبل الفاصل نتكلم عن المسجد الأقصى و على قبة الصخرة الوليد بن عبد الملك أتم هذا البناء و طبعاً الوليد بن عبد الملك هو من الخلفاء الأمويين حكم من 86 إلى 96 هـ الخليفة الأموي أتم هذا البناء و أنفق عليه أموالاً كبيرة جداً كما قلنا خراج مصر لسبع سنوات و كان بناء قبة الصخرة قبة وضعها فوق الصخرة ليحدد مكان الصخرة كان هذا البناء في غاية الفخامة و الأبهة و البناء المشهور هو القبة الذّهبية المشهورة كلها كانت فيها اللون الّذهبي و هذه القبة على مدار السنوات المختلفة للأمة الإسلامية كثيراً ما كانت تدهن بالذّهب الخالص ذهب كامل أموال ضخمة جداً كانت تنفق على هذا البناء و لشدة جمال هذا البناء لفت أنظار الكثير من المسلمين أكثر من المسجد اﻷقصى طبعاً أريد أن أؤكد على حقيقة مهمة جداً أن مكان الصخرة لم يكن الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم و التابعون و العلماء من تاريخ اﻷمة اﻹسلامية يعطونه أهمية معينة عن بقية أرض فلسطين فهو مكان مهم كأي قطعة في أرض فلسطين غير المسجد اﻷقصى الّذي له أهمية أعلى و أخص و الصلاة في المسجد اﻷقصى بخمسمائة صلاة لذلك المسجد اﻷقصى مقدم و معظم كما وصفه رسول الله صلى اله عليه و سلم و اﻹسراء كان للمسجد اﻷقصى كل ارتباطنا الخاصة بأرض فلسطين كانت للمسجد اﻷقصى و ليس لمسجد قبة الصخرة و مع ذلك يا أخواني و أخواتي في ربوع العالم اﻹسلامي و لفترات طويلة جداً ظلت قبة الصخرة أكثر شهرة من المسجد اﻷقصى و هذا فيه خطورة كبيرة جداً :
- أوﻻً خطورة في اﻻتباع ﻷننا ﻻ نتبع ما فعله الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم و هم أهل الخير و مصابيح الهدى لم نقم بما قاموا به بل بدأنا نركز اهتمامنا على ما لم يأتي في الشرع دليل على أهميته أكثر من غيره من اﻷماكن .
- لكن الشيء الخطير الثاني أنه مع مرور الوقت الكثير من المسلمين اعتقدوا أن قبة الصخرة هي المسجد اﻷقصى و أن كل التعظيم يكون لهذا المكان فإذا قام اليهود في يوم من اﻷيام أو غيرهم من أعداء اﻷمة اﻹسلامية قاموا يهدم المسجد اﻷقصى و قاموا بإبقاء قبة الصخرة قد يعتقد المسلمون أنه ﻻ ضير المهم قبة الصخرة موجودة الموجودة في الكروت و الصور و في كل مكان في الدعاية حتى أحياناً الّذي يحكم فلسطين يضع خلف ظهره صورة قبة الصخرة و ليس صورة المسجد اﻷقصى و في هذا لبس و تلبيس كبير جداً على المسلمين و على أهل هذا الدين العظيم الّذين يجب أن يدافعوا بأرواحهم عن فلسطين بكاملها و عن المسجد اﻷقصى بوجه أخص .
و لهذا وجب التنبيه على هذه القضية .
طبعاً أرض فلسطين شهدت عاش فيها رجاء بن حيوى الكندي رحمه الله و هو من كبار التابعين و هو التابعي العظيم الّذي أشار على سليمان بن عبد الملك ان يولي من بعده عمر بن عبد العزيز مع أن ولي العهد لم يكن عمر بن عبد العزيز رحمه الله و طبعاً هذه من أعظم أعمال رجاء بن حيوى رحمه الله طبعاً هناك الكثير من التابعين الّذين عاشوا في أرض فلسطين منهم من عاش فيها فترة من الزمن و مهم من عاش فيها و مات في أرض فلسطين و من هؤﻻء التابعين الّذين عاشوا في أرض فلسطين مالك بن دينار ، اﻷوزاعي ، سفيان الثوري ، ابن شهاب الزهري رحمهم الله جميعاً و هم من كبار علماء اﻹسﻻم و المسلمين .
سليمان بن عبد الملك الّذي تولى حكم المسلمين من 96 هـ إلى 99 هـ و هوو من احد الخلفاء اﻷمويين المهمين أنشأ مدينة الرملة و هذا الكلام كان في 97 هـ تقريباً الموافق 717 م و طبعاً هذه من اﻷعمال التي قامت بها الدولة اﻷموية في أرض فلسطين .
الدولة اﻷموية انتهت في سنة 132 هـ الموافق في 750 م و قام من بعدها الدولة العباسية العباسيينوكما نعرف قيام الدولة العباسية كان قيام دموي إلى حد كبير قتل عدد كبير من أمراء الدولة اﻷموية و على رأس هؤﻻء الخليفة اﻷموي اﻷخير الّذي كان اسمه مروان بن محمد اﻷموي و هذا قتل في مصر في حلوان طبعاً حلوان كانت قرية قريبة من القاهرة اﻵن هي داخل القاهرة فقتل مروان بن محمد و انتهى عهد الدولة اﻷموية و بدأ عهد الدولة العباسية .
الدولة العباسية حكمت اﻷمة اﻹسﻻمية عدد ضخم من السنوات أكثر من 5 قرون حكمت من سنة 132هـ إلى 656 هـ أي من 750 م إلى 1258 م 524 سنة بالتمام و الكمال فترة طويلة جداً جداً من عمر اﻷمة اﻹسﻻمية لكن في ألغاز كبيرة جداً في تاريخ الدولة العباسية مثلاً نسمع عن التقدم و الرقي و العظمة و الإنتاج العلمي و الاقتصادي و السيطرة الواسعة على بقاع العالم الإسلامي لكن عندما نقترب من حياة الكثير من الخلفاء الّذين حكموا الدولة العباسية نجد هناك بعد عن الشريعة و بعد عن الدين و شرب الخمور لعب مع الجاريات او الراقصات ، تبذير الأموال بشكل غير مقبول نجد ألغاز غير مفهومة كيف يصبح لهذه الدولة هذه السيطرة على هذه المساحات الشاسعة من البلاد و كيف يكون في تاريخ الكثير من الخلفاء فيها هذه الضورة التي لا نرضاها أبداً لمسلم فضلاً عن خليفة يحكم المسلمين .
لنفهم هذا اللغز يجب أن نقسم تاريخ الدولة العباسية لفترتين رئيسيتين فترة عهد القوة من حياة و هي الفترة الأولى من حياة الدولة العباسية استمرت من 132 هـ إلى سنة 247 هـ أي 115 سنة الفترة الأولى في عهد الدولة العباسية
- فترة الضعف في عهد الدولة العباسية حوالي 409 سنة من 247 هـ إلى 656 هـ عندما سقطت الدولة العباسية
الفترة الأولى هي الفترة المشهورة هي الفترة المشهورة في تاريخ الدولة العباسية التي فيها أبو جعفر المنصور هارون الرشيد المعتصم المأمون و الأسماء الكبيرة من خلفاء الدولة العباسية و هي الفترة التي عم فيها الإسلام في معظم ربوع الدنيا و ورثت الدلولة الإسلامية معظم أملاك الدولة الأموية و حكمت فيها دولة إسلامية من الجزائر أو المغرب في بعض أوقاتها إلى أطراف الصّين دولة واحدة تعتبر اكبر دولة في العالم في ذلك الزّمن و كان الحكم فيها مركزي في بغداد و كان فعلاً معظم هذه المناطق او كلها تدين بالولاء للدولة العباسية و منها أرض فلسطين .
فلسطين انتقلت انتقال طبيعي جداً من حكم الدولة الأموية إلى حكم الدولة العباسية لأن الدولة العباسية كانت في زمان قوة في هذه الفترة و لم يحصل في فلسطين أي نوع من القلاقل مع انه كان من المتوقع أن يحصل بعض الثورات في فلسطين أو الشام بصفة عامة و الدولة العباسية كانت في زمن قوة في هذه الفترة أن تحصل الثورات فلسطين أو بلاد الشام لشدة ولاء هذه المناطق للدولة الأموية لأن الناس فيها كانت تحب الدولة الأموية حباً كبيراً ، و ما زالت هذه المناطق تحب الدولة الأموية لحسن سياسة الخلفاء الأمويين للشعب و لأهل الشام بصفة خاصة و أعود و أقول أن الدولة الأموية كانت من الدول العظيمة جداً التي انتشر فيها العلم و الفتوحات الإسلامية و دخلت فيها الأندلس و دخلت فيها الهند إلى الإسلام و عاش فيها الكثير من التابعين و كان فيها الجهاد مسمتراً : الصوائف و الشواتي الجيوش تخرج في الصيف و الشتاء في الحر و في البرد في سبيل الله هذه الدولة الأموية فاالناس تحبها كثيراً جداً و لو جاء احد خلفا الدولة الأموية إلى هذا الزمن لاعتبر بين الناس قديساً مع كل الأخطاء و المشاكل التي حدثت في عهد الدولة الأموية و لانقول انهم ملائكة إلا أنهم كانوا فعلاً من أفضل و أعظم حكام المسلمين في طول عهد المسلمين و إلى زماننا الآن و لو كان لدينا دولة تحكم مساحة كما كانت الدولة الأموية أؤكد لكم هذه الدولة ستحكم العالم لأن الدولة الأموية كانت تحكم مساحة من الأندلس إلى الصين فكانت الدولة الأموية محبوبة عند الجميع و مع ذلك لم يحدث بعد سقوطها ثورات في عهد الدولة العباسية في فلسطين و لا في الشام بصفة عامة و لعل ذلك يرجع إلى بطش العباسيين عند بداية عهدهم و سفك الدماء بشكل كبير و لم يكن مقبولاً حقيقةً شرعياً في هذه الفترة لكن كما قلت لكم انتقلت فلسطين طبيعياً إلى حكم العباسيين .
و العباسيون اهتموا حقيقة بأرض فلسطين و القدس بصفة خاصة و بسواحل فلسطين بصفة عامة اهتموا بها لأنها أرض مباركة و مقدمة لم يكن اهتمامهم بها كاهتمام الدولة الأموية بأرض فلسطين و لم يكن كاههتمامهم هم العباسيون بأرض العراق لأن الدولة العباسية نقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد فبعدت فلطين عن مركز الخلافة لكن ظل الاهتمام بها قائماً لوجود القدس و المسجد الأقصى فيها و لوجود عدد كبير من المدن الساحلية المهمة التي كانت تعتبر ثغور للدولة العباسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط و على سبيل المثال يافا و حيفا و عكا و قيسارية و غزة و غيرها من مدن ساحل في فسطين يا ترى ماذا حصل بعد ذلك في زمن الدولة العباسية بعد أن ضعفت بعد سنة 247 هـ
و هو ما سنعرفه في حلقات قادمة إن شاء الله نسأل الله أن يفقهنا بسننه و أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك و القادر عليه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
* * *