الحقوق محفوظة لأصحابها

إبراهيم أيوب
بأجنحة من الشوق انطلقنا مع الشيخ إبراهيم أيوب للتعلق باسم الله الكريم في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "الله في حياتي".

عند التسبيح باسم الكريم سبحانه وتعالى نشعر بالراحة والطمأنينة والأمان ونتلمس الأبواب المفتوحة عند ربنا تبارك وتعالى، نشعر بالفرح لأن ربنا هو الكريم.

الكريم هو الذي يعطي بغير استحقاق وبغير طلب منا. هو المتفضل علينا دون أن نسأله بنعمة الإيجاد من العدم، ونعمة الإمداد بصنوف النعم، يقول تعالى: "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك" ويقول: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر" والكريم هو من وهبنا الهبات وفتح علينا الفتوحات وأعطانا القدرة على طلب الإمداد وفي النهاية يأتي الإسعاد في الآخرة، كل ذلك يشعرنا بكرم الله سبحانه وتعالى جل في علاه.

الله سبحانه وتعالى كريم منذ الأزل وكرمه لا ينقطع، وهو كريم في ذاته، كريم في صفاته وفي أفعاله، وكريم في تشريعه، وأوامره وكريم في أقداره.

عودة للسان العرب

ولو عدنا للغة فإن الكريم في اللغة تطلق على الشيء النادر ، الشيء الذي لا يشبه شيئا آخر، الشيء العزيز، الشيء الغالي. فالله هو الكريم المتفرد.

ونحن نتخيل الكرم دائما في العطاء، لكن الكرم الحقيقي هو في الصفات التي خلف هذا العطاء. لذلك نقول أن الحلم كرم والصبر كرم الابتسامة كرم الحب كرم. الكرم ليس فقط في العطاء. العطاء نتيجة لكرم في الذات أعطى تلك النتائج منه سبحانه وتعالى جل في علاه.

ولنتعرف على لون من ألوان الكرم الإلهي فلنطف بهذه البشائر النبوية:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يدخل مسجدا ليصلي فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أحدكم إلى غائب كان ينتظره فعاد إليه".

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يجلس في مصلاه بعد الصلاة ويذكر الله إلى أوكل الله إليه ملكا يقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يقم من مكانه أو يحدث"

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "إذا أقبل العبد على ربه في الصلاة فقال: الله أكبر قال الله عز وجل: ارفعوا الحجب بيني وبين عبدي. فإذا التفت قال أرخوها".

من معاني كرم الله

من كرم الله سبحانه وتعالى أنه هو العفو الذي إذا عفا لا يرجع ولا يعود في عفوه أبدا. بل هو سريع العفو والصفح عن عباده الخطائين.

ومن كرمه أنه يحب أن يسأله عباده ويلحون عليه بالسؤال، ويغضب إذا طرقوا باب غيره.

الكريم سبحانه وتعالى نجده معنا في كل لحظات حياتنا ونحن في بطون أمهاتنا، وفي حياتنا وعند موتنا ففي أشد تلك لحظات ضعفنا في لحظة الختام والنهاية يقول الله تعالى: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون".

التخلق باسم الكريم

من صور كرم الكريم سبحانه وتعالى أن أذِن لنا أن نتخلق بكماله وجماله وجلاله سبحانه وتعالى.

عبد الكريم الذي يعبد الله باسمه الكريم هو ذلك الإنسان الذي تملئ قلبه الطمأنينة والأمان والفرح بالله عز وجل. ولا محل في قلبه للحقد أو الحسد. لسانه يلهج باسم الله الكريم يدعو الله باسمه الكريم ليس فقط في دعاء الطلب والمسألة ولكن كذلك دعاء النداء. لسانه رطب بكلمات مثل : بارك الله لكم ، منّ الله عليكم، له كلمات ومصطلحات خاصة به. من صفات عبد الكريم الابتسامة فتجده دائما مبتسما بشوشا، حسن الاستقبال للناس في بشاشة وسكينة. العطاء عنده عطاء مميز لا ينقطع، تميزه سمة العطاء في جميع أعماله.

وللكريم منزلة رفيعة عند ربه وبحسبه البشرى النبوية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة"

الذكاء العاطفي نوع أصيل من أنواع الكرم. عرفنا أن الله سبحانه وتعالى يعطي بغير ما طلب ولا سؤال فالذكاء العاطفي أن نعرف احتياجات الناس من حولنا فنكرمهم.

كيف نتفرد؟

في جزء التفرد حيث المشاريع الحياتية المندرجة تحت اسم الله الكريم يعرفنا الشيخ ابراهيم على أحد الشباب المتفردين بمشروع حياتي ناجح. السيد لؤي نسيم ، هذا المصمم والمالك لشركة (لومار) ودور أسماء الله الحسنى في رحلة نجاحه ، يروي لنا كيف أن أسماء الله الحسنى كانت حاضرة معه أثناء مسيرته المهنية الناجحة حيث تجلى اسم الله الكريم والعلي والجبار في كثير من محطات هذه المسيرة.

اللهم اجعلنا ممن تخلقوا باسمك الكريم فكانوا من أقرب الناس منك ومن أقرب الناس إلى الجنة ومن أقرب الناس إلى الناس..

يا كريم يا كريم يا كريم.