أولى حلقات برنامج "الله في حياتي" في هذه الحلقة يطلب الشيخ إبراهيم أيوب، مقدم البرنامج من الجمهور أن ينهضوا من مقاعدهم ويصافح بعضهم بعضا وينظر كلٌ منهم للآخر ويقول: إني أحبك في الله لأنك مسلم لأنك تؤمن بالله، الله يجمعنا في الفردوس الأعلى، ثم فليعانق كل أخ الأخ الذي يجاوره ولتعانق كل أخت الأخت التي بجانبها.
يطلب الشيخ من الحضور أن يستذكروا ذنوبهم ويستغفروا منها ويعاهدوا الله على التوبة، ثم يطلب منهم أن يقولوا: سبحان الله الشكور، الشكور جل جلاله، الله الشكور سبحانه وتعالى.
يصف الشيخ إبراهيم تلك الدقائق الروحانية المباركة بأنها تدريب لتصحيح البدايات فعندما يتعلق الحديث بالله تعالى لابد من روح طاهرة نقية، وعندما يكون الهدف أن يكون الله في حياتنا فنحتاج أن تكون اليد والفؤاد والجوارح طاهرة ومغفورة الذنوب.
رباعية الإحصاء المبتكرة
يعرّف الشيخ إبراهيم الأيوب جمهوره بالمسرح وارتباطه بهدف البرنامج فهناك منصة للمرحلة الأولى من الحلقة وهي منطقة التعلق بأسماء الله الحسنى والوصول لحب صاحب هذا الاسم وإجلاله وتعظيمه والخوف من مقامه والتذلل بين يديه. ومنها إلى المنصة الثانية وهي منطقة التخلق بما يتناسب مع بشريتنا مع أسماء الله الحسنى، ومن التخلق إلى التفرد لنقابل سابقين تفردوا بتجارب فكان الله في حياتهم حاضرا وحفيظا، وننتقل أخيراً لمنطقة التجرد. إنها منظومة هندسية رباعية تجعل الإنسان يعيش في رضا وسعادة، وإذا كانت دقيقة من تذكر اسم الله "الشكور" وهو موضوع الحلقة قد منحت الحضور من الطمأنينة وانشراح الصدر والسعادة ما جعل بعضهم يقول: شعرت بالسعادة والطمأنينة بأن ربي شكور، شعرت بقرب الله وقربه مني، شعرت بدافع قوي لأعمل الصالحات لأن ربي سيشكرني، يقول الشيخ معلقاً على انطباعات الجمهور إنها أحاسيس لا تباع ولا تشترى، ولو أنها كذلك لدفع القلقون مبالغ طائلة لتحصيلها.. وها نحن نحصل عليها بدقائق معدودة فكيف لو عرفنا الله أكثر وتعلقنا بأسمائه الحسنى أكثر، لنحقق الله في حياتنا وتتجلى أسماؤه وصفاته في قلوبنا، من المؤكد أننا سنعيش في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
تعرّف على الشكور
الله هو الشكور لأنه يكلفك باليسير ويعطيك عليه الكثير، أنت المخلوق الضعيف الفقير الفاني وهو العظيم القوي الغني الباقي، قليلك عنده كثير، يتقبل منك مالا يليق بجلاله ويجمله ويباركه ويعطيك عليه الكثير. وحتى تتضح المفارقة فتخيل لو أنك أهديت ملكا من ملوك الأرض هدية زهيدة بدرهم، أيقبلها، سيعتبرها إهانة وازدراء بمقامه. ولكن ملك الملوك والذي خلقك ويملكك ويملك ما تفكر بهبته له يقبل منك الدرهم، ودون الدرهم، ويقبل منك نصف تمرة، ويقبل منك اللقمة، ويقبل منك الكلمة الطيبة والنية الصالحة ويضاعف ذلك القليل فتجده جبالاً من حسنات، ويثيبك بجنة عرضها السماوات وليس هذا فحسب بل يقول لك بعد ذلك "وكان سعيكم مشكوراً".
الله يقبل من العبد المحدود العطاء المحدود، وأما عطاء الله فغير محدود لأنه يتناسب مع عظمته وملكه وجلاله.
شكر الله لهاجر وللمرأة الخاطئة
يقف الشيخ إبراهيم أيوب عند سر من أسرار قوله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم"
هاجر عليها السلام أيقنت بربها، وقالت لزوجها خليل الله عليه السلام (الله لن يضيعنا)، ولما أجهدها ووليدها إسماعيل عليه السلام العطش، طلبت شربة ماء له، ففجرّ لها الشكور ينبوع زمزم طعاما وسقيا وشفاء لسائر الخلق إلى يوم البعث وخلد ذكرها بسعي مليارات المسلمين بين الصفا والمروة إلى يوم القيامة وجعل من ابنها اسماعيل خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، هذا هو الشكور وهذا عطاؤه.
والله يشكر عباده بطرق أخرى ومن شكره ما ما يكون بمغفرة السيئات وفتح صفحة جديدة لهم، وهذا ما صنعه الله تعالى مع مومس من بني إسرائيل مرت ببئر فشربت منه ولما رويت رأت كلبا يلهث ويلحس الثرى من شدة العطش، فنزلت لقعر البئر ووضعت في خفها ماءً وسقت ذلك الكلب، فشكر الله لها ذلك فغفر لها.
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
الدكتور المبدع على أبوالحسن هو ضيف منصة التخلق الذي ذكر المشاهدين بأول أول النعم التي تستحق الشكر أن الله أذن لنا بشكره، وأنه أذن لنا التخلق بأسمائه الحسنى، فنتعلم أن نكون شاكرين لله وشاكرين لوالدينا ولمن حولنا.
كلمة شكرا دواء لكل من يعاني من الحصر النفسي وهو أنه غير مقدر من الآخرين، وهو خروج من السلبية إلى الإيجابية، مما يحول ظاهرة الاحتقان إلى الاحتضان، وأمتع الدكتور أبو الحسن الحضور بخريطة التخلق باسم الله الشكور التي اختار لها رمز اللانهائية في الرياضيات لأن الشكر لا نهائي قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم"، وجعل في الخريطة مفاتيح للتخلق باسم الله الشكور أهمها الاستعانة بالشكور على الشكر فلولا توفيقه لا نكون من الشاكرين، والشكر في المرحلة الثانية يوصل صاحبه للرضا فالشكر هو باعث الرضا، ويفرق في الخريطة بين الشاكر والشكور فالشاكر يشكر على النعمة حين حصولها أما الشكور فيرى دائما أنه في نعمة من ربه. ومن مفاتيح الشكر مفتاح قاعدة (3 من 5)، وشرحها أن الكثير من الناس يطلبون من الله خمسة أمور فإذا أعطاهم ثلاثة منها نظروا للمفقود وتركوا شكر الموجود، أما الشاكر فينظر إلى تلك الثلاثة بحمد وشكر لربه، معتقداً بشكل جازم أن الله أخرّ عنه الباقية لحكمة جليلة، وإن منعه إياها فلا يحزن لعلمه أن الله تعالى يحميه من الدنيا كما يحمي أحدنا مريضه من الطعام.
ليس الخبر كالمعاينة، "الله في حياتي"